هذا الإنفصام المرضي في العقلية الشرقية بين معارف العلم و معارف الدين هو انفصام مُفتَعَل روّج له الاستعمار ليعزل البلاد المتخلفة عن روح العصر ، و يعزل الدين و يحنّطه في داخل الكتب الصفراء ليسهل بعد ذلك طعنه و القضاء عليه كـشيء قديم متحفي مهلهل عفى عليه الزمن .
..
و الدين ، و الإسلام خاصة ، يعتبر العلم فريضة . . و يقول نبينا إن من مات مُهاجراً في سبيل العلم فقد مات شهيداً . . و إن العلماء وَرثَة الأنبياء . . و إن علينا أن نطلب العلم و لو في الصين . .
و أول كلمة نزلت في القرآن هي " اقرأ " .
و الإسلام دين عقل يخاطب أتباعه بالمنهج العقلي .
فالعلم و التقدم العلمي المادي له مكانه العظيم في ديننا .
و لكن هو داماً وسيلة لا غاية . . أداة لا صنم معبود .
و هذا هو وضع الشئ في وضعه الصحيح .
لن ينقذنا من مكائد الكبار إلا أخلاق الرجال ..
الوحدة الإسلامية هي السبيل و المؤتمر الإسلامي هو أفضل بداية إذا عرف دوره و إذا باشر دوره ..
الإسلام الحقيقي يجب أن يتكلم و و يكون له صوت في هذا المحفل التنكري الهزلي الذي يجري أمامنا و الفاترية الإعلامية التي تبثها الفضائيات و المحطات الأجنبية المغرضة على هواها ( و لكل الدول الإسلامية أقمار و فضائيات )
لسنا في حــاجه إلـى كلية شريعــة لنعرف الخطأ من الصواب ، الحق من الباطل و الحلال من الحرام .. فقد وضع الله في قلب كل منا كلية شريعة .. و ميزانا لا يخطيء ، و كل ما نحن مطالبون به .. أن نجلو نفوسنا من غواشي المادة و من كثافة الشهوات فنبصر و نرى و نعرف و نميز بدون عكاز " الخبرة الإجتماعية " و ذلك بنور الله الذي اسمه الضمير .
إذا فكرت فى المتاعب ، أسرعت إليك المتاعب .. و إذا فكرت فى اللذات ، أسرعت إليك اللذات .. كالتنويم المغناطيسى تقول .. أنا نمت، أنا نمت، فتنام .. أنا مرضت،فتمرض .. أنا شفيت،فتشفى .. أنا انتهيت، فتنتهى ..
سحر الإرادة الملتهبة يصنع كل شئ
ذلك هو الحب فى كلمة واحدة: التناسب.تناسب النفوس والطبائع قبل تناسب الأجسام والأعمار والثقافات ..
.
الفن يصيب بالعدوى بأسرع مما تعدي الإنفلونزا و ينتشر بأوسع مما تنتشر ..
و الحمى و الصداع و الجنون الذي تخلقه الفنون الرديئة مثله مثل الإيدز يُفقِد الجسم مقاومته و ينحطّ بنوعية الحياة إلى مستويات قردية لا ينفع فيها دواء .
..
الفن يصيب بالعدوى بأسرع مما تعدي الإنفلونزا و ينتشر بأوسع مما تنتشر ..
و الحمى و الصداع و الجنون الذي تخلقه الفنون الرديئة مثله مثل الإيدز يُفقِد الجسم مقاومته و ينحطّ بنوعية الحياة إلى مستويات قردية لا ينفع فيها دواء .
..
و لو أدرك الحكام أن صولجان الملك هو قبس من جهنم .. لما تسابقت إليه الأيدي
البلاء يأتي أحيانا تشريفا للمبتلي و رفعا لدرجاته و تعلية لمنزلته .. و هو ليس دائما كرباح امتحان .. و إنما لمسة الحليم الودود الرؤوف المحب الذي يوزع النياشين و الرتب على أهله و أحبائه .
يقول الرسول عليه الصلاة و السلام .. " عِش في الدنيا كعابر سبيل "
أي بدون تعلق بشئ لتموت سليم القلــب .
و يقول القرآن عن يوم القيامة :
{ يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون ( 88 ) إلا من أتى الله بقلبٍ سليم ( 89 ) }
( الشعراء )
أي سليم من جميع التعلقات .. ليس فيه إلا الله .. و تلك هي الطهارة الإسلامية بمعناها العميق .
و يقول نبينا عليه الصلاة و السلام .. " من تعلق بشئ وُكِّلَ إليه "
أي إذا تعلقت بغير الله خرجت من ولايته .
فــأين نحـن الآن من هـذه الذُرا الرفيــعة .
ما يقال لك من أن المرأة جنة و رأفة و روضة ظليلة و راحة و سعادة و نعمة إلهية .. صحيح ..
و ما يقال من أنها جحيم .. و عذاب مقيم .. و تعب في تعب .. و غلب أزلي صحيح أيضا ..
و لن تعرف المرأة إلا إذا جربتها على وجهيها .. و ذقتها حلوة و مرة .. و عشت معها قاضيا تحكم عليها و متهما تحكم عليك .. و ساجنها و سجينها في نفس الوقت ..
الله لا يغير من عبده .. إلا إذا طلب العبد أن يتغير و أسلم نفسه و ذاته راضياً مختاراً محباً ..
و هذا هو الموت أو الفناء بين يدي الرب ..
و خلع الأختيار و خلع الإرادة الصغرى تسليماً و إيماناً و تصديقاً بالإرادة الكبرى ..
و هذا هو المشى إلى الله على الصراط .. و الخروج من الهلاك إلى النجاة ..
لن ندخل على الله في جماعة ، و لن نلقاه في شِلّة .. و إنما كلهم آتيه يوم القيامة فردا .. و لن يستطيع أحد أن يُلقي ذنبه على الآخر أو على الأسرة أو على المجتمع أو على البيئة ، فكل هذا لم يكن سوى ورقة الامتحان التي أُريد بها إخراج ما يكتمه في نفسه .
يقول الله لعيسى في حديث قدسيّ : " يـا عيسـى عِظ نفسك فإن اتعظت فعِظ الآخرين و إلا فاستَحَّ مِني " .
اللهــم إنـي أشعـر بالحيــاءِ مِنك .
لا تُشادُّوا الناس يا قوم و لا تُشادوا أنفسكم فإن هذا الدين متين فأوغِلوا فيهِ بِرفقْ و تَدرُج و هَوادة و خُذوا بالممكن أولاً قبل محاولة فرض الأمثل بالقوة ، فإن المتعنِّت لا أرضاً قَطَع و لا ظَهراً أبقى .
فى ساعات الصفاء حينما تنقشع الغواشى عن القلب و تنجلى البصيرة ، و أرى كل شئ أمامى بوضوح ، تبدو لى الدنيا بحجمها الحقيقى و بقيمتها الحقيقية فإذا هى مجرد رسم كروكى أو ديكور مؤقت من ورق الكرتون أو بروفة توزع فيها الأدوار لاختيار قدرات الممثلين ، أو مجرد ضرب مثال لتقريب معنى بعيد و مجرد ، و هى فى جميع الأحوال مجرد عبور و مزار و منظر من شباك فى قطار . .
و هى الغربة و ليست الوطن ،و هى السفر و ليست المقر
فى ساعات الصفاء حينما تنقشع الغواشى عن القلب و تنجلى البصيرة ، و أرى كل شئ أمامى بوضوح ، تبدو لى الدنيا بحجمها الحقيقى و بقيمتها الحقيقية فإذا هى مجرد رسم كروكى أو ديكور مؤقت من ورق الكرتون أو بروفة توزع فيها الأدوار لاختيار قدرات الممثلين ، أو مجرد ضرب مثال لتقريب معنى بعيد و مجرد ، و هى فى جميع الأحوال مجرد عبور و مزار و منظر من شباك فى قطار . .
و هى الغربة و ليست الوطن ،و هى السفر و ليست المقر