السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تباينت رؤى الطبقة السياسية الفرنسية، حيال خطاب الرئيس فرانسوا هولاند، أمام نواب الغرفتين، والذي اعترف فيه "ببشاعة الاستعمار الفرنسي وظلمه ومعاناة الجزائريين منه، من دون أن يقدم اعتذارا عن ذلك"، ففي الوقت الذي حيا الحزب الاشتراكي خطاب هولاند، وهو ما عبره عنه الحزب الشيوعي، نال اليمين من سيد الإليزيه واعتبر ما قاله في الجزائر انبطاحا غير مبرر.
وصف الحزب الاشتراكي الفرنسي، خطاب فرانسوا هولاند بالايجابي، وذكر في أول تعليق له "أن هولاند خطى خطوة إلى الإمام"، أما الحزب الراديكالي الفرنسي، وعلى لسان رئيسه جون ميشال بايلي، فاعتبر خطاب هولاند بـ"التاريخي"، وذكر أن هولاند قد "انتقى العبارات المناسبة لبناء علاقات قوية واضحة، والذهاب إلى مصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري".
كما وقف إلى هولاند الحزب الشيوعي المعروف في أدبياته السياسية وقوفه ودعمه للثورة الجزائرية، وإن اعتبر خطاب هولاند خطوة في طريق الاعتراف بمجازر فرنسا الاستعمارية، ولكنه أكد أنها خطوة "غير كافية"، حيث شدد الحزب أنه من الضروري على فرنسا أن تعترف بصراحة عن جرائمها تلك، واستبق الحزب الشيوعي زيارة الرجل الأول في فرنسا، ليدعوه "للاعتراف بالجرح التاريخي الذي سببته للأمة الجزائرية مدة 130 سنة من السيطرة والعنف الاستعماري وثماني سنوات من القمع والحرب".
وعلى النقيض من المواقف السابقة، كال اليمين "العداء والاتهام لهولاند"، وهو ما ترجمه النائب اليميني عن حزب اتحاد الحركة الشعبية، الذي خاطب هولاند قائلا: "لما لم تذكر إسهامات الاستعمار في بناء صرح حضاري بالجزائر وما تركه من منشآت قاعدية"، كما "استغرب" مارياني أن "يتناسى" هولاند "الضحايا الأوروبيين والحركى والأقدام السوداء الذين قتلوا في الجزائر". ونفس الموقف أبانت عنه زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، مارين لوبان المتطرفة، والتي أبدت دهشتها لما اعتبرته إدانة من رئيس فرنسي لبلده، بمقابل سكوته عن جرائم جزائرية في حق الفرنسيين.
الشروق