لا نجاح قبل سماع جرس النهاية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا نجاح قبل سماع جرس النهاية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-07, 17:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
grandlion05
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية grandlion05
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي لا نجاح قبل سماع جرس النهاية

قد اجتاز صديق لي مرحلة الدراسة في الليسانس بتوفيق، و أقبل على شهادة الماستر. و هو من النوع الذي يعتز بأي تقدم يحرزه، و هذا ليس بالشيء السيء. لكن الإعتزاز قد يتعدى النصيب المخول ليدخل حالة مرضية. الإعتزاز أو الثقة بالنفس المفرطة قد تصير غرورا.
صديقي هذا يقارن نفسه طوال الوقت مع الناس المحيطين به، بداية بإخوته و صولا لأصدقائه، فيضع نفسه في خانة و يضع الآخرين في خانة أخرى و عليه دائما أن يتعداهم في كل الأمور، الحسنة طبعا.
و كلما أصابته حسنة اغتر بها و كأنها وليدة جهوده وحدها، و نسي قول : " و ما توفيقي إلا بالله". و كلما وجد غيره قد حقق شيئا لم يحققه، انكب على نفسه يلومها و يحمّلها حسرات و حسرات...فيلوم الدنيا و يلوم العالم.
قال لي ذات مرة : " أنا أدرس الماستر، لقد نجحت".
قلت له: أن نجاحا مثل هذا هو نجاح مرحلي آني مؤقت، و علينا بذل الجهود تلو الجهود و المحافظة على المستوى و الثبات على الطريقة و حمد الله عليها و القناعة التي تؤدي إلى التواضع. الفهم الصحيح للنجاح يؤدي إلى التواضع إذا ما اتبع مجراه الطبيعي.
الطالب لا يعد ناجحا إذا منحت له إمكانية دراسة الطب. و ما هو بناجح إذا ما تخرج و تحصل على دكتوراة الطب. يعد ناجحا بعد سنوات طوال من العمل الدؤوب في خدمة الناس و في استخدام هذا العمل النبيل في مساعدة المرضى للتخفيف من آلامهم.
المهندس المعماري لا يعد ناجحا بعد صفقة تؤهله لتصميم مباني وسط حي مرموق بدخل مالي خيالي، و لكن النجاح سيكون بعد عشرات السنين عندما تظل المباني قائمة شامخة و في حالة جيدة، و ذلك لا يتأتى إلا بالعمل المتقن و المخلص.
رئيس الدولة هو المنصب الأعلى في أي دولة، هل تتخيلون رئيسا مخلوعا قد أطاحت به الثورات و زجت به في السجون أو في الشوارع، هل تتخيلونه ناجحا؟ و هو الذي كان يظن نفسه ناجحا في مرحلة ما كان يأمن فيها غضب الله و غضب الناس. الأمور بخواتيمها.
لا يصح لأحد أن يقول: قد نجحت، و يفرح و يمشي الخيلاء أمام المساكين البسطاء التي لم تتوفر لهم ظروفه، لأن الطرق الملتوية قد تكون أحيانا أسهل من الطرق المستقيمة التي يسلكها الشرفاء.
يعجبني ذلك المثل الذي يقال في الفن النبيل: " لم تنتهي المباراة حتى تسمع جرس النهاية". إذن فرصك في الفوز أو في الخسارة تبقى متساوية حتى آخر لحظة من النزال.
إذن لا نجاح حتى يشهد لك الناس أنك نجحت في النهاية









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
النهاية, سماع, نجاد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc