الإعفاء من الخدمة العسكرية :
حلم كل الشعب الجزائري
فالأب و الأم يريدونها لأبناءهما
و الخطيبة تريدها لخطيبها
و الشاب يريدها حتى لا تكون عائق أمام بداية مستقبله
موضوع للنقاش
لماذا يتم التجنيد الإجباري للشباب في الجيش بينما يتم توظيف آخرين بأجرة شهرية
(lmgagia)
و عدد المقاجيين كافي جدا لتكوين جيوش و ليس جيشا واحدا ... حتى انه لا يتم قبول الكثير في الجيش خاصة و الدرك و الشرطة و حتى الجمارك و الحماية المدنية و يصل احيانا لحد الوساطة (المعرفة) لكي تنضم للجيش بأجرة شهرية ؟
التجنيد الإجباري يدمر من جهة إقتصاد البلاد حيث أن أكبر ميزانية في كل القطاعات تخصص للجيش و من جهة أخرى يدمّر مستقبل الشباب لماذا يسلبونه سنة من حياته ؟
عندما يتخرج الشاب من دراسته مثلا يكون سنه ما بين 24 و 28 سنة يتلقى بعد سنة او أكثر من تخرجه دعوة اجبارية للإنضمام الى الجيش و بعد سنة يقضيها في الثكنات يجد انه خرج في منتصف السنة
و قد فاته موعد الدخول الإجتماعي في سبتمبر فتضيع منه سنة اخرى و سنه أصبح ما بين 27 و 31 سنة ليجد ان زميلاته في الجامعة يشتغلن و اكتسبن سنتين خبرة المطلوبة في أي عمل يتقدم إليه....
فمتى سيشتغل ؟ و كم سنة سيحتاج من أجل جمع المال الكافي للبيت و الزواج و تكوين أسرة ؟
أما اذا رفض الذهاب الى الجيش فلن يحلم بالحصول على عمل او سكن و سيبقى دائما مطاردا و لن يكون حرا في التحرك داخل الوطن أو خارجه فالكثير يخشى التنقل بين الولايات خوفا من رصده في الحواجز الأمنية...و من الممكن أيضا رصده من طرف قوات الأمن حتى في الأماكن العمومية كالمقاهي أو الحدائق أو قاعات البيار التي يقضي فيها شبابنا الضائع جل وقتهم و أيضا احتمال يجوه للدار و يقتاد أمام الجيران و أمام الحاضرين كما يقتاد المجرمين .
ففي كلتا الحالتين سيقول : هرمنا هرمنا
و يقوم النظام بحيل خبيثة يخدع فيها الشباب المتهرب من الخدمة عبر نشر إعلانات في البلديات و الجرائد بأن الجيش قرر العفو عن مواليد سنة كدا فيأتي الشباب الغافل لأخذ بطاقة الإعفاء ليتفاجأ بإعتقاله و بالمقولة الشهيرة : جابوك و لا جيت روحك ؟!
و يجبر على تحية العلم طوال الليل بدون إنقطاع و التي يطلق عليها سهرة أم كلثوم
و اذا نظرنا إلى الدول المتقدمة ذات الجيوش القوية لا تجد عندهم مصطلحات "إجباري ، إلزامي" في كل المجالات و ليس في الجيش فقط في حين ان الجزائر من الدولة القليلة التي لا تزال تلزم الشباب و تجبرهم على دخول الجيش
و يصل الامر إلى معاقبة المتهربين بالسجن و تمديد الفترة و قضاءها في قواعد عسكرية خاصة في الصحراء يجمع فيهم المعاقبين أو يتم ارسالهم في الصفوف الاولى لمكافحة الإرهاب الذي صنعه النظام نفسه .
فالمفروض أن يكون الجيش تطوعيا و إحترافيا يجعل الشباب و الشابات انفسهم يحلمون بالإلتحاق بالجيش و لا يخافو منه لأن دور الجيش هو حماية الوطن و ليس عدوا .
و الغريب ان الجزائر التي تعتبر دولة حيادية تصرف الملايير سنويا على تخزين الخردة الروسية تتركها تتآكل في الثكنات (بدون ان ننسى تكاليف إطعام و ملابس و تنظيف كل جندي) فيقضي آلاف الشباب اوقاتهم في فراغ قاتل و يكتفون بلعب الكارطا و الضامة و تدخين المخدرات (حتى لي يكون خاطيه يتعلم) .
التفسير الوحيد المقنع لهذه القضية : أن النظام لا يزال يحتفظ بهذا الورقة التي سنتها فرنسا الإستعمارية و فرضتها على الجزائريين ...و حرص الجنرالات على استماراها بعدها لإستغلالها في إمتصاص الغضب الشعبي تماما كما حدث بعدما انتفض الشعب في ما أُطلق عليه ثورة "الزيت و السكر" فقامو بتخفيض المدة الزمنية من عام و نصف إلى سنة واحدة (مع العلم انها كانت في وقت سابق سنتين)