هكذا قلبي إن جزعتم بفخري

[الأسد الجريح]

هكذا قلبي إن جزعتم بفخري *** أو كفرتم بودٍ شيّدهُ مكرِي
دعوني لحرب وقالوا ما بك جالدا؟ *** وحكموا عليّ في رقصة العمر
إن شهدوا حربا كنت سنامه *** أو أيام عزّ كنت ذا العنبرِ
أو سَمَرٍ بأشعار كنت عسجدا *** ودُرّةٍ في غيره مُبتغى الحاضرِ
فاسأل مُتنبيا إن كنت ناظما *** أو النابغة في فطحٍ أو البُحتري
أو كأيام البيض يشهد فظلها *** أو كيوم البدر أو كليلة القدرِ
وإني أمضى كالسيف يمضي قتله *** وأعبر للصمت فأحركه بلا جسرِ
وإني أحرك قلوبا بقليل حبٍ *** وأعجن أرواحاً بحنين ساحرِ
عذب الشرب لذيذ المطعم *** سليم الصدر حليم غير مُتكبرِ
أو حلي عقدٍ في نحر حسان *** أو رنة بضربة على أوترِ
وسماؤنا العزّ وأرضنا شرفٌ *** فتنبت بلا غيث أو ماءٍ مُمطرِ
وجفونا القريب ويأبى نسلنا *** ويعابنا البعيد ذا النسل بشرِ
إن شئتم نظمتم قصائد هجونا *** أو حجبتم شمسا أو ليلا غير مُقمرِ
سنظل نأسر بالحب الملى *** ونأرخ به نقشا على صخرِ
ونظل بالبأس نفُل بأسا به *** ونقطع كل لسان غير مُقرِ
كفى يا حاسدا قدحا فإن ذا *** القدح لنا أو غيرهُ لا نُكسرِ