ان الكلام المأثور الموزون الذي جيء به من عند شخص من خاصة الناس
قد خاض في الدنيا تجربة وأخد من الحياة عبرة تسمى حكمة
وهي دستور من دساتير الحياة تدعو الى المنطق واعمال العقل
وقد أخدها العرب عن اليونان وفلسفتهم
وقد تأثر شعراء العرب وخاصة شعراء العصر العباسي منهم
بها وأدخلوها في أشعارهم
ونرى ذلك خاصة في أشعار المتنبي وأبي تمام
وكنموذج عن حكم أبو تمام ... تلك الابيات التي كتبها اثر معركة عمورية وهو يكذب أقوال المنتجمين وافتراءاتهم اذ قال
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
وهو بهذا يعتبر حكيما اذ أنه أعمل العقل و المنطق ونفى أقوال المنجمين
الملفقة
وكأمره المتنبي قد أخد المنطق من أشعاره حصة الاسد وفي ماقاله عن الحياة وضوح كامل اذ قال
صحب الناس قبلنا ذا الزمان
وعناهم من شأنه ماعنانا
فالمتنبي وأبوتمام حكيمان
أما عن البحتري فقد ابتعد عنهما كل البعد
اذ أنه كان شاعرا ذو خيال واسع يبتعد في أشعاره عن النطق واعمال العقل
يجعل من قارئ قصائده كأنه في عصره قد حضر
وفي ماقاله أثناء وصفه لبركة البحتري بيان واضح
يامن رأى البركة الحسناء رؤيتها
والآنسات اذا لاحت معانيها
فهو يصف مايراه ويحسن تصويره ... حتى يجعل القارئ يرغب في
رؤية المنضر
فهو الشاعر عن جدارة
أتمى أن تفيدك