السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضاقت نفسي فما وجدت غيركم لأفضفض له !
والواقع أن مشاكلي قد تبدوا تافهة بالنسبة للبعض إلا أنها أرهقتني بشدة
أنا فتاة ذات ستة عشرة سنة ، وكنت من أوائل مدينتي في شهادة التعليم المتوسط والحمد لله
لقد كنت أقبل على دراستي بشكل كبير ، ذلك لأن الترابط الاسري غائب بشدة في بيتي
فلكم أن تتصوروا أنني آخذ راحتي في حديثي مع الاستاذ على خلاف أبي الذي أصبح صماء بكماء أمامه خوفا من كلماته اللاذعة أمام اخوتي الاصغر مني سنا
وأما أمي ، فكلّما رأيتها بدأت تعيّرني أن بنت فلان قد تزوجت شخصا تعرفت عليه من قبل وتحثني على مخالطة الفتية !
هذا وأنا في السادسة عشرة فلو كنت بنت العشرين فكيف ؟!
طبعا كنت أصدها في كل مرة ولحق بي الامر أن هددتها ان اشتكيها لوالدي لانها تحثني على ماحرم الشرع فلعنتني وسبتني ولم تعد تناديني إلا " قليلة التربية " في المنزل ، وحين يسمعها والدي تتحجج أنها طلبت مني شيئا وقصرت معها
قد تقولون لم لم تخبري اباك بما بينكما ، وسأجيبكم أنني ارتعد كلما رأيته وبالاخص أن جدي هداه الله ألصق بذهنه أن " كل فتاة بلاء لاهلها "
فما كنت لأجد نفسي إلا بين كتابي وكراسي ، فاجتهدت ونلت احسن المراتب وانتزعت بعضا من احترام والدي الذي لم يعد يخجل إذا رافقته في الطريق على خلاف السابق
ولكن ماعكر الاجواء هذه المدة نتائج فروضي التي كانت القطرة التي افاضت الكأس
فالدراسة كانت الشيء الوحيد الذي أتلقى لاجله مديح والدي الذي يعني لي الكثير
الان ، أصبحت عالة على كل من في المنزل على قوله
أمي ، لم تعد تنطق ببنت شفة معي
أبي ، عاد الى حالته الاولى من الجفاء والبرود
إخواي ، أنا كبيرة العائلة ، وهم صغيران ، كما أن معاملة والداي معهما عكس معاملتهما معي ، فلم أود كسر صورة ابواي الطيبة في ذهن أخواي
أقاربي ، كلهم يحملون فكرة أن المرأة عار ويجب التخلص منها بأسرع وقت بتزويجها ، فابنة عمي تزوجت الصيف الماضي ولم تبلغ الــ14 حتى !
لا تفرق بين النشاء والطحين الابيض حتى ، فكيف بادارة بيتها ؟؟ كلما التقيتها ذرفت اشد الدموع على ان زوجها مقفل عليها ومنع عنها حتى التلفاز ورؤية اهلها ، مع العلم أنه كان صريحا وقال ذلك عند الخطبة ووالداها وافقا بسهولة ، الان ابنتهما تتجرع الالم والدور علي !!!
أساتذتي ، كلهم يميزون ابن احد المدراء الولائيين الذي يدرس معي ، فأصبح نقاطه تتربع على العرش وبعدها نقاطي التي اصبحت في حدود 15 بعد ان كانت 19 , 20 !
بصدق ، أصبحت أكره الثانوية وامقت المنزل ، بل بت أتمهل في سيري بينهما حتى احظي بصفوة نفس ، فاصبح عزائي الوحيد هو " وبشر الصابرين "
فعلا صرت أمقت كوني فتاة ، فقلبي ينكسر حين ارى ابي يغرق شقيقاي بالمديح وامي بالثناء وانا لا أنال الا الذل والهوان
اطلت و اكثرت عليكم ، فعذرا أيها الاخوة الكرام
أطلب دعاءكم ، دعاءكم ، دعاءكم يا إخوة ، فلم يتبق سوى ديني وربي اللذان الجأ إليهما
وقلت لعلّ دعائي لم يقبل لأني عصيت امي في الذي طلبته مني ، ولكن لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق !
أليس كذلك ؟