ريد أن أتزوج بامرأة
قال بشر بن الوليد كان في جوار أبي حنيفة فتى يغشى مجلسه ، فقال له يوما : إني أريد التزوج بامرأة ، وقد طلبوا مني من المهر فوق طاقتي ، وقد تعلقت بالمرأة ، فقال له : أعطهم ما طلبوا منك ، ففعل ، فلما عقد العقد جاء إليه فقال : قد طلبوا مني المهر ، فقال : احتل واقترض وأعطهم ففعل ، فلما دخل بأهله قال : إني أخاف المطالبين بالدين ، وليس عندي ما أوفيهم ، فقال : أظهر أنك تريد سفرا بعيدا ، وأنك تريد الخروج بأهلك ، ففعل ، واكترى جمالا ، فاشتد ذلك على المرأة ، وأوليائها ، فجاءوا إلى أبي حنيفة رحمه الله ، فسألوه ، فقال : له أن يذهب بأهله حيث شاء ، فقالوا : نحن نرضيه ونرد إليه ما أخذناه منه ، ولا يسافر ، فلما سمع الزوج طمع فقال : لا والله حتى يزيدوني ، فقال له : إن رضيت بهذا ، وإلا أقرت المرأة أن عليها دينا لرجل ، فلا يمكنك أن تخرجها حتى توفيه فقال : بالله لا يسمع أهل المرأة ذلك منك ، أنا أرضى بالذي أعطيتهم.
المصدر : إعلام الموقعين لابن القيم