بسم الله الرحمن الرحيم .
في هذه المقالة .. اتخلص بعض الشيء من العربية و سجعها و بليغها .
و اعذروني إن جاءت مقالتي هذه ركيكة مهلهلة ، و ما أنا بالمهلهل
الشاعر الفحل .. فأين الثرى من الثريا؟ !
ــــــــــــــ
أيها الخلان .
قد لا يَعرفهُ الجميع ..
إنه البروفيسور (اندرو ويلكي Andrew Wilkie )...
فهو استاذ ٌ محاضرٌ بجامعة ( Oxford أكسفورد) البريطانية العريقة ...
لهذا الأستاذ ابحاثٌ رائدةٌ في مجال أمراضِ الدم ...
ولكن ليسَ هذا القصد من لإتيان على ذكرهِ ..
و من نافلة القول ...أن لهذا العبقري مواقف مشرّفة ..
لأجل ذلك اريد التعريف به لمن لا يعرفه ...
و لا ابالغ اذا وصفته بفئة العلماء " الرسخون في العلم " بغضّ النظر عن دينه ..
أحبتي و خلاني ..
في عام 2003 تلقى البروفيسور طلبًا بالإشراف على رسالة دكتوراه لطالبٍ اسمه ( أميت دوفاشاني Amit Duvshani )...
لكن البروفيسور رفض طلبه من خلال رسالة ارسلها له بالبريد الالكتروني بتاريخ 23/06/2003
يقول له فيها ـ و انقل هنا بعض مما أتى في الرسالة :
Dear Amit Duvshani
Thank you for contacting me, but I don't think this would work. I have a huge problem with the way that the Israelis take the moral high ground from their appalling treatment in the Holocaust, and then inflict gross human rights abuses on the Palestinians because the (the Palestinians) wish to live in their own country*
بعد ترجمتها من إذا لم تخذلني لغة شكسبير:
عزيزي أميت دوفاشاني.
شكرًا لك على اتصالك بي. ولكنني لا استطيع أن أقبلك ضمن طلاّبي ، لأنه يصعب عليّ قبول طالب اسرائيلي سبق له أن أدى الخدمة العسكرية ... فقد استثمر الاسرائيليون معاناتهم خلال المحرقة النازية و يواصلون البكاء على ضحاياهم . بينما ينتهكون حقوق الفلسطينيين بصورة فظيعة ، فقط لأنهم ـ أي الفلسطينيين ـ يريدون العيش في وطنهم " ..
و يضيف البروفيسور مخاطبًا الطالب( دوفاشاني) :
I am sure that you are perfectly nice at a personal level, but no way would I take on somebody who had served in the Israeli army. As you may be aware, I am not the only UK scientist with these views*
" أنا واثق أن تكون أنت بالذات شخصًا طيّبًا ، و لكن ضميري لا يسمح لي بالتعامل معك لكونك مررت بالتجنيد الاجباري في اسرائيل ... و ليكن في علمك ، أن عددًا كبيرًا من العلماء في المملكة المتحدة يشاركونني الرأي ."
ترى لماذا لم يأخذ البروفيسور( ويلكي) بمقولةِ : كن مع ( ولي الامر ) فيما يراه و لا تشقّ عصا الطاعة ؟... التي ما فتئ بعض الدراويش الذين يسمون أنفسهم زوراً " الفقهاء" ـ إلاّ من رحم ربي ـ يرددونها على مسامعنا في كل صغيرة و كبيرة
مع العلم أن ( ولي أمر ) البروفيسور (اندرو ويلكي)، أي ـ حكام بريطانيا ـ مع اسرائيل قلبًا و قالبًا؟!
و لا داعي للقول أن قيامة الاوساط الصهيونية قد قامت و لم تقعد متّهمة ً البروفيسور( ويلكي) بمعاداة السامية ، الأمر الذي أدّى بالجامعة أن تضغط عليه لقبول ذلك الطالب الاسرائيلي.
لكن البروفيسور( ويلكي) فاجأ الجميع بتقديم استقالته من التدريس في الجامعة ... و احتارت الجامعة في أمرها.
و أخيرًا اهتدى بها الامر إلى اعتبار فترة استقالة البروفيسور( ويلكي ) عطلة ، بحيث عاد من بعد تلك الضجة الى منصبه ، بينما بحث الطالب الاسرائيلي عن جامعة أخرى ، و عن استاذٍ آخر يشرف على رسالته ...
سقتُ هذا الكلام لأدلل و أبيّن على وجود الحق ، و أهله حتى في الاماكن التي نراها داكنة لا ضوء فيها ...
فالبروفيسور (ويلكي) بريطاني لم نكن نتوقع منه مثل هذا الموقف الشجاع ، الذي لا يتجرأ على اتخاذه أساتذة الجامعات في الوطن العربي بالصفة التي تجعل الواحد منهم يقدم استقالته حفاظًا على مبادئه و مواقفه ...
و الذي يدل على ذلك سكوت كل الجامعات العربية و مجالسها " العلمية " أمام التصفية الجسدية التي طالت علماء العراق على ايدي القوات الغازية الأمريكية . و ما يفعله الموساد مع الآلة الحربية الاسرائيلية في الشعب الفلسطيني وما مجزرة "اسطول الحرية " لخير دليلٍ .
أما ما تفعله الأنظمة العربية في أهل العلم و الادب .. حدّث و لا حرج .
تساؤلات للتدبّر ..و أخذِ العبر .
ـــــــــــــ
* معذرة أنني تصرفتُ في الترجمة حسب ما اقتضته الحاجة.
وعيدكم مبارك.