![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() المفوضة في ميزان أهل السنة بسم الله الرحمن الرحيم إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. أما بعد، فلا ريب في عِظم فضل وكبر شرف العلم بأسماء الله وصفاته الواردة في كتابه وسنة رسوله وفهمها فهماً صحيحاً سليماً بعيداً عن تحريفات المحرّفين وتأويلات الجاهلين؛ وفي ذلك سوف نتناقش في بدعة من أشنع البدع والتي أفضت إلى تعطيل صفات الرحمن جل وعلا ، بل ونسبت إلى السلف الصالح_وحاشاهم_ ألا وهي بدعة التفويض ، أي تفويض معاني صفات الرحمن التي وردت في الكتاب والسنة إلى الله عز وجل ، وكأن الله عز وجل قد خاطبنا بطلاسم لا نفهم معناها وقد قال تعالى (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكرا أولو الألباب)) وقال أيضا ((بلسان عربي مبين)) ، بل اعتقد كثير من الناس مذهب جماهيير السلف هو التفويض، فلما كان الأمر كذلك ، وجب علينا توضيح خطأ هذه النسبة عن سلفنا الصالح رضي الله عنهم. يقول أبو الحسن الأشعري رحمه الله في الإبانة : (ولو كان القرآن بلسان غير العرب لما أمكن أن نتدبره ولا أن نعرف معانيه إذا سمعناه، فلما كان من لايحسن لسان العرب لا يحسنه، وإنما يعرفه العرب إذا سمعوه، على أنهم إنما علموه لأنه بلسانهم نزل وليس في لسانهم ما ادعوه) اهــ ويقول أيضا : ( وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب أن يقول القائل: عملت كذا بيدي، ويعني به النعمة، وإذا كان الله عز وجل إنما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهومافي كلامها ومعقولا في خطابها) اهــولم يتوقف الأمر على بدعة التفويض بل نسبوا عقيدتهم الى السلف الصالح !! لكي يضمنوا استمرار منهجهم الفاسد ,وقد بيّن الائمة من العلماء الاجلاء من اهل السنة الذين تصدوا لهم.. بيّنوا تلبيسهم و تدليسهم و لله الحمد و المنة ومن الجدير بالذكر أن الجهمية كانوا يحاربون على صرف آيات الصفات عن معناها الظاهر ، ويصفون أهل السنة بالمشبهة والمجسمة حتى قال أبو حاتم الرازي (علامة الجهمية تسمية أهل السنة مشبهة!) ، فإن كان السلف الصالح مفوضة ، فلم يكن لإتهام الجهمية لهم بالتشبيه أي وجه من الوجوه! ولقد رد القشيري في التذكرة الشرقية على المفوضةلذلك سوف أذكر طرفا من نقد علماء أهل السنة للمفوضة في فصل مستقل ثم أذكر نقد الأشاعرة للمفوضة فصل آخر، لذلك سوف أنظم هذا البحث في فصول: 1- فصل: إعتناء النبي صلى الله عليه وسلم ببيان معاني الصفات للصحابة رضي الله عنهم. 2- فصل: تقسيم المفوضة إلى مفوضة يقرون الظواهر ومفوضة لا يقرون 3- فصل:كلام السلف في إثبات الصفات على ظواهرها. 4- فصل:كلام السلف وأهل السنة في إثبات المعنى اللغوي. 5- فصل:ذكر أقوال السلف وعلماء السنة في ذم التفويض والمفوضة. 6- فصل: ذم الأشاعرة للمفوضة. 7- فصل:هل كان السلف يثبتون معاني بعض الصفات ويفوضون بعضها. 8- فصل: في ذكر أن الإستواء معلوم ومعقول وكذلك باقي الصفات. 9- فصل: ذكر حجج المخالفين والإجابة عليها. توطئة التفويض في الغة : » التسليم وترك المنازعة « [1] يُقال : فوّض إليه الأمر تفويضا إذا ردّه إليه ، وجعله الحاكم فيه « ( [2]) . يقول صاحب كتاب جوهرة التوحيد وكلُّ نص أوهمَ التشبيها ** أوّله أو فوّض ورُمْ تنزيها نجد أنّ المفوّضة يقصدون بتفويض نصوص الصفات هو القطع بأنَّ ظاهر معناها غير مراد ولقد تناقض المفوضة في كثير من المباحث ، فمن ذلك أنهم يقولون (نثبت ما اثبته الله لنفسه) لكنا لا نعلم معناه ،وهذا من اللغو ، إذ كيف تثبت شيئا لا تفهم معناه يعني تثبت طلاسم! ومن عجيب تناقضهم أيضا قول بعضهم (إجراء الصفات على ظواهرها ، ولا يعلم تأويلها إلا الله) فيتناقضون حيث أثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها يقول ابن القيم: ((ثم تناقضوا أقبح تناقض فقالوا : تجري على ظواهرها وتأويلها مما يخالف الظواهر باطل ،ومع ذلك فلها تأويل لا يعلمه إلا الله ، فكيف يثبتون لها تأويلا ويقولون تجرى على ظواهرها ،ويقولون: الظاهر منها مراد والرب منفرد بعلم تأويلها وهل في التناقض أقبح من هذا؟!!)[3] ..وأيضا قولهم (لا نعلم معنى الصفات ولا كيفيتها) وهذا تناقض جلي لأن تفويض الكيف بعد تفويض المعنى لغو من القول فما الذي يجعلك تنفي الكيفية مادمت لا تفهم المعنى! .وتناقضاتهم في هذا الباب أكثر من أن تحصى ، وقد تتبع شيخ الإسلام وابن القيم تناقضهم وبينوها أحسن تبيان ..وآفة ذلك أنهم لم يفهموا عقيدة السلف وظنوا أنها تفويض فتلقوا بعض كلماتهم الموهمة بالتفويض كقول السلف (ونكل علمها إلى الله) أو (لا تفسر) أو (لا كيف ولا معنى) وما شابه ذلك فلما رأى بعضهم كلاما من السلف يخالف تلك العبارات كقول السلف (إثبات ما ثبته الله لنفسه) أو (إجراؤها على ظواهرها ) فحاولوا التوفيق بين هذه وتلك ، فتناقضوا ! وسوف نثبت_بإذن الله_ بالحجج القطعية و بنصوص واضحة جلية بأن السلف يثبتون المعنى اللغوي للصفات ولا يفوضونه ، بما لا يدع مجالا للشك، كما سيأتي بيانه على وجه التفصيل في الفصول القادمة بإذن الله . فصل: إعتناء النبي صلى الله عليه وسلم ببيان معاني الصفات للصحابة رضي الله عنهم *قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟" قلنا: شديدا[أي فرحه]. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته". أخرجه مسلم. هكذا يعتني عليه الصلاة والسلام ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح ففي صفة الفرح ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الفرح وهو فرح رجل في صحراء مهلكة قد انفلتت دابته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها واستظل بظل شجرة ينتظر الموت فإذا براحلته وعليها طعامه وشرابه ففرح الرجل بذلك وليس في المخلوق فرح أشد من هذا فإذا عقل السامع عظم هذ الفرحة وشدتها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده، من هذا الرجل براحلته وهل هناك تحقيق للمراد وتوضيحه أكثر من هذا .؟ *عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها).رواه البخاري. وهاهنا في صفة الرحمة ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الرحمة وهو رحمة امرأة وفيه بيان لمعنى الرحمة فإذا عقل السامع علم عظم هذه الرحمه وفهمها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أرحم بعباده من هذه بولدها . *قال صلى الله عليه وسلم ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا الله-[وجعل رسول الله] يقبض أصابعه ويبسطها-. أنا الملك)) حتى قال ابن عمر :نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والحديث أخرجه مسلم و أبو داود في الرد على الجهمية وابن خزيمه في التوحيد (باب تمجيد الرب عز وجل نفسه) والسؤال هنا : لماذا يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ويبسطها حين ذكر أن الله يأخذ سماواته وأرضيه بيديه ؟ الجواب: هو أنه صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح كما وضحنا من قبل . *أخرج البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده ،كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة..."الخ كذلك قوله (كما يكفأ...) فيه بيان انه صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح." *و في الحديث الذي رواه ابن ماجة من حديث أَبِو رزين؛قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلمْ: (ضحك ربنا من قنوطعباده وقرب غيره) قَالَ، قلت: يا رَسُول اللَّه! أَوْ يضحك ربنا؟ قَالَ (نعم) قلت: لن نعدم من رب يضحك خيراً. ) قلت : فهذا السؤال و الاستفسار منأبي رزين للرسول صلى الله عليه و سلم : أويضحك ربنا ؟.؟ و أجابة النبي صلى اللهعليه و سلم بالايجاب , و عدم انكاره عليه , وعدم إرشاده لتفويض معنى الضحك ولم يقل له النبي : "إنتبه إن ذلك لا نعلم معناه!" بل ترك الصحابي بفطرته , كل هذادليل صريح واضح ان النبي صلى الله عليه و سلم يقصد ما يقوله من الفاظ الصفات . و لوكان فيها تفويضا للمعنى لأرشدنا إليه والسؤال هنا: هل هؤلاء المفوضة أغيَََر من النبي صلى الله عليه وسلم على الله؟؟؟؟ الجواب: عند كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فصل : تقسيم المفوضة إلى مفوضة يقرون بالظواهر ولايقرون بالظواهر * يمكن تقسيم المفوضة إلى نوعين: 1- النوع الأول : مفوضة لا يقرون بظواهر النصوص لأن القول بالظاهر يفضي إلى التشبيه، ، وهؤلاء يصادمون السلف ويخالفونهم جهرة بنفيهم الظواهر. 2- النوع الثاني : مفوضة يقولون نؤمن بظواهر النصوص، لما علموا أن السلف يثبتون الظاهر إلا أنهم يقولون إن معاني الصفات لا نعلمها ، كما أن للصفات تأويل لا يعلمه إلا الله، وهؤلاء قد وقعوا في تناقض عجيب!.. ولا يوجد خلاف بين الفريقين أصلا لأن الفريق الثاني لا يثبت الظواهر كما يدعي وعلى كل حال فإن كلا الفريقين يجتمعان على أن المعنى اللغوي غير مراد وسوف أبين بطلان ذلك من كلام السلف كما سيأتي تفصيله مع ملاحظة أنني سوف أتجنب النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، لأن بعض السفهاء يعتقدون بأن أول من قال بإثبات المعنى هو ابن تيمية وهذا أيضا كذب وافتراء على شيخ الإسلام كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى جاء في(كتاب أهل السنة الأشاعرة) الذي قرظه كبار علمائهم في هذا العصر: ((صرف الكلام عن الحقيقة والظاهر ، ثم بعد صرفه عن الظاهر، ...ويوكل العلم به إلى الله وهذا هو التفويض الذي عليه جماهيير السلف الصالح...)) قلت : ولا شك أن هذا كذب وافتراء على السلف الصالح رضي الله عنهم ، وفي الفصل التالي كلام علماء أهل السنة في إثبات ظواهر النصوص فصل : كلام السلف وأهل السنة في إثبات الصفات على ظواهرها قال ابن سريج الشافعي (303هـ) : ((ونسلم الخبر لظاهره والآية لظاهر تنزيلها ولا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة و المجسمة والمشبهة [4] ..) قال قوام السنة أبو القاسم الأصبهاني : مذهب مالك والثوري والأوزاعيوالشافعي وحماد بن سلمة وحماد بن زيد واحمد ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بنمهدي وإسحاق بن راهوية ، أن صفات الله التي وصف بها نفسه ، ووصفه بها رسوله من: السمع والبصر والوجه واليدان وسائر أوصافه ، إنما هي على ظاهرهاالمعروف المشهورمن غير كيف يتوهم فيها ، ولا تشبيه ولا تأويل، قال ابن عيينة: كل شيء وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره ، أي :هو على ظاهره ، لايجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل)) [5] قال البغوي"أن يؤمن الإنسان بظاهرها ويكِل علم كنهها إلى الله، ويعتقد أن الله منزه عن سمات الحدوث، على ما كان عليه أئمة السلف وعلماء السنة [6]) قال الخطابي (فأما ما سألت عنه من الصفات، وما جاء منها في الكتاب والسنة، فإن مذهب السلفإثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها [7]،) قال الخطيب البغدادي ناقلا مذهب السلف (( أما الكلام في الصفات ، فإن ما روي في السنن والصحاح ،مذهب السلف إثباتها، وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه) (ذم التأويل للمقدسي ص15) [8] ثم بعد ذلك يقول الأشاعرة في كتابهم (أهل السنة الأشاعرة) ما نصه : ((ونحن نتسائل بعجب...ونقول : وهل بين التكييف والقول بظواهر هذه النصوص فرق؟!!)اهـ سوف أترك التعليق للقراء!!!! قلت: فلما أدرك بعض من المفوضة كلام السلف في إثبات ظواهر النصوص ، صاروا يقولون إنه لا تعارض بين التفويض وإثبات الظواهر إذ أن السلف أثبتوا الظاهر ولم يثبتوا معناه المعروف في اللغة !! وهذا من أشنع التناقض كما قال ابن القيم وهم النوع الثاني، يتبع بإذن الله ------------- ([1]) » المغرب في ترتيب المعرب « (2/152) ([2])» النهاية « لابن الأثير (3 /479) [3] (الصواعق المرسلة2/423) [4](أجوبة ابن سريج في أصول الدين 86، وأورده الذهبي في العلو208وابن القيم في اجتماع الجيوش 174) [5]مختصر العلوص281-282. [6] مختصر العلو للشيخ الألباني ص280 [7] سير أعلام النبلاء18/284مختصر العلو ص257 . [8](ذم التأويل للمقدسي ص15)
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() فصل : كلام علماء السلف وأهل السنة في إثبات المعنى اللغوي *قال سفيان بن عيينة) كل شئ وصف الله به نفسه في القرآن ،فقراءته تفسيره( [1] تأمل رحمك الله قول هذا الإمام (فقراءته تفسيره)....يعني أن اللفظ واضح في اللغة مفسر بمجرد قراءته. فليت شعري ،فالسلف يقولون فقراءته تفسيره ، والمفوضة يقولون ، فقراءته تجسيمه! *قال الحافظ الذهبي (وكما قال سفيان وغيره ، قراءتها تفسيرها ، يعني أنها بينة معروفة واضحة في اللغة لا يبتغى بهامضائق التأويل والتحريف وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له في ذاته ولا في صفاته )اهـ العلو قارن رحمك الله بين قول الإمام الذهبي السابق وبين قول من ينسبونه إلى التفويض تجد الفرق بين مقالته هذه وبين التفويض كالفرق بين السماء والأرض! ، بل إن إمامهم الكوثري قد اعترف بأن الذهبي حشوي ، كما نص على ذلك في كتابه(التأنيب) ص318!! عن أبي زرعة الرازي وقد سئل عن تفسير قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طه: 5]، فغضب وقال: "تفسيره كما تقرأ: هو على عرشه وعلمه في كل مكان، من قال غير هذا فعليه لعنة الله)[2] *قال شمس الأئمة أبو العباس السرخسي الحنفي : (وأهل السنةوالجماعة ، أثبتوا ماهو الأصل ،معلوم المعنى بالنص _أيبالآيات القطعية والدلالات اليقينية وتوقفوا فيما هو متشابه وهو الكيفية ، ولميجوزا الإشتغال في طلب ذلك[3]) *قال شيخ المفسرين أبو جعفر الطبري في(التبصير في معالم الدين) ( فإن قيل : فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت ، وجاءببعضها كتاب الله عز وجل و وحيه وجاء ببعضها رسول الله ، قيل : الصواب من هذا القولعندنا : أن نثبت حقائقها على ما نَعرف من جهة الإثباتونفيالشبيه كما نفى ذلك عن نفسه جل ثناؤه فقال : ( ليس كمثله شي وهو السميع البصير ) اهـ *قال الإمام ابن قتيبه.: ((الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله إلى حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيل اللفظ عماتعرفه العرب ونضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك[4])) وقول ابن قتيبة : (ونضعه عليه) أي نضع اللفظ على ما تعرفه العرب *وقال الحافظ القصاب: ((كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصفه بهارسوله ، فليست صفة مجاز ولو كانت صفة مجاز لتحتم تأويلها ولقيل: معنى البصر كذا ،ومعنى السمع كذا ،ولفسرت بغير السابق إلى الأفهام، فلما كان مذهب السلف إقرارها بلا تأويل ، علم أنها غير محمولة على المجاز ، وإنماهي حق بين[5])) *قال الإمام الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه ج2/751-752: ((فيقال للمعارض: نراك قد كثرت لجاجتكفي رد هذا الحديث إنكاراً منك لوجه الله تعالى ، إذ تجعل ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين معقول في سياق اللفظ أنه وجه نفسه...فإن لم تتحول العربية عن معقولها إنه لوجه حقاً كما أخبر رسول اللهصلى الله عليه وسلم(([6] *قال الحافظ الذهبي ((هذا الذي علمت من مذهب السلف ، والمراد بظاهرها أي لا باطن لألفاظ الكتاب والسنة غير ما وضعت له ، كما قال مالك وغيره الاستواء معلوم، وكذلك القول في السمع والبصر والعلم والكلام والإرادة والوجه ونحو ذلك ، هذهالأشياء معلومة فلا تحتاج إلى بيان وتفسير ، لكن الكيف في جميعها مجهول عندنا[7])) *يقول الإمام الحافظ أبو عبد الله ابن مندة في التوحيد: ((إن الأخبار في صفات الله جاءت متواترة عن نبي الله صلى الله عليهوسلم موافقة لكتاب الله عز وجل نقلها الخلف عن السلف قرناً بعد قرن ، من لدن الصحابة والتابعين إلى عصرنا هذا على سبيل إثبات الصفات والمعرفة والإيمان بهوالتسليم ...وكان ذلك مفهوماً عند العرب غير محتاج إلىتأويلها[8](( *ويقول الإمام قوام السنة الأصبهاني رحمهالله: ((قال أبو القاسم وقد سئل عن صفات الرب: مذهب مالك والثوري والأوزاعيوالشافعي وحماد بن سلمة وحماد بن زيد واحمد ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بنمهدي وإسحاق بن راهوية ، أن صفات الله التي وصف بها نفسه ، ووصفه بها رسوله من: السمع والبصر والوجه واليدان وسائر أوصافه ، إنما هي على ظاهرهاالمعروف المشهور من غير كيف يتوهم فيها ، ولا تشبيه ولا تأويل، قال ابن عيينة: كل شيء وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره ، أي :هو على ظاهره ، لايجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل[9])) *قال الحافظ إسحاق بن أحمد في رده على الحافظ ابن الجوزي [ ت: 634هـ ] ( وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخيار تلقوها وما فهموا وحاشاهم من ذلك[10] .. ) *ويقول شيخ الإسلام الصابوني الشافعي المتوفى 449هــ(وكذلك يقولون فيجميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصروالعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقولوالكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغرها من غير تشبيه لشيء منذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقالهرسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولاتشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير،ولا إزالة للفظ الخبرعما تعرفه العرب وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكلون علمهإلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله، كما أخبر الله عن الراسخينفي العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل منعند ربنا. وما يذكر إلا أولو الألباب[11]) *يقول الإمام القادر بالله أحمد بن المقتدر أمير المؤمنين ت422في معتقده المشهور الذي ذكر أنه هو قول أهل السنة والجماعة: "وأنه خلق العرش لا لحاجة، واستوى عليه كيف شاء لا استواء راحة، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فهي صفة حقيقة لا صفة مجاز[12] *يقول العلامة أبي بكر محمد بن موهب في شرحه لرسالة الإمام أبي محمد بن أبي زيد بعد كلام طويل في الاستدلال على علوه سبحانه فوق عرشه: "فلما أيقن المنصفون إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سماواته وأرضه وتخصيصه بصفة الاستواء، علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء على عرشه وأنه على الحقيقة لا على المجاز لأنه الصادق في قيله، ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله إذ ليس كمثله شئ[13] *قال العلامة الآلوسي : (( قيل: هو مراد مالك وغيره من قولهم : (الإستواء معلوم ، والكيف مجهول )، أي الإستواء معلوم المعنى، ووجه نسبته إلى الحق تعالى المجامع مجهول، لأن الصفات تنسب إلى كل ذات بما يليق بتلك الذات، وذات الحق ليس كثله شئ[14])) *قال البخاري في آخر [صحيحه] في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى "وكان عرشه على الماء": [قال مجاهد: استوى: علا على العرش] تأمل رحمك الله كيف أن مجاهد قد أثبت معنى الإستواء بقوله (علا على العرش) ولم يفوض وكذلك قد صح عن بعض السلف تفسير (إستوى) بـ (إستقر) وروي ذلك عن ابن عباس واختار هذا القول الإمام ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث *قال ابن جرير الطبري في تفسيره (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ) علا عليهن وارتفع ، فدبّـرهن بقدرته ، وخلقهن سبع سماوات [15]. فانظر رحمك الله كيف أن السلف أثبتوا معاني ولم يقولوا إنها ألفاظ مجردة عن المعنى.. ويؤكد هذا قول ربيعة ومالك (الاستواء غير مجهول ) والكيف غير معقول والإيمان به واجب) موافق لقول الباقين: (أمروها كما جاءت بلا كيف)، فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة ولا ظاهر معناها لأنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى، وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت الصفات، وأيضاً فإن من ينفي الصفات الخبرية أو الصفات مطلقاً لا يحتاج أن يقول (بلا كيف)، فمن قال: (إن الله ليس على العرش حقيقة) لا يحتاج أن يقول (بلا كيف) !!!!!! *وقال صاحب كتاب(الحجة في بيان المحجةِ) الإمام أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني في حق آيات الصفات وأحاديثها من«أن مذهب السلف رحمة الله عليهم أجمعين إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها»، وما أفصح عنه من أنه: «قد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله تعالى، وذهب قوم من المثبتين إلى البحث عن التكييف، والطريقة المحمودة هي الطريقة المتوسطة بين الأمرين، وهذا لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، وإثبات الله تعالى إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات الصفات، وإنما أثبتناها لأن التوقيف ورد بها وعلى هذا مضى السلف، قال مكحول والزهري: أمروها على ما جاءت، فإن قيل كيف يصح الإيمان بما لا نحيط علماً بحقيقته؟ قيل: إن إيماننا صحيح بحق ما كلفناه، وعلمنا محيط بالأمر الذي ألزمناه وإن لم نعرف ما تحت حقيقة كيفيته، وقد أمرنا بأن نؤمن بملائكة الله ورسله واليوم الآخر وبالجنة ونعيمها وبالنار وعذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علماً بكل شيء منها على التفصيل وإنما كلفنا الإيمان به جملة[16]» تأمل _هداني الله وإياك_ قول الأصبهاني بالإيمان بالصفات وشبهها بالإيمان بالملائكة والرسل والجنة ، ومن البديهي أن الجنة والنار والملائكة..إلخ معلوم كل ذلك ، ومن أنكر أن ذلك على الحقيقة فقد كفر ، فالشاهد،، أن الإمام قد شبه الإيمان بالصفات كالإيمان بالجنة والنار المعلومة المعنى ولم يقل هذا معلوم وهذا غير معلوم..،، *يقول الإمام المقريزي :(ومن أمعن النظر في دواوين الحديث والآثار عن السلف ، علم أنه لم يرد قط لا من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة على إختلاف طبقاتهم ، وكثرة عددهم ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه في القرآن وعلى لسان نبيه بل كلهم فهموا معنى ذلك وسكتوا سكوت فاهم مقتنع ولم يفرقوا بين صفة وأخرى ، ولم يعترض أحد منهم إلى تأويل شيء منها بل أجروا الصفات كما وردت بأجمعهم ولم يكن عند أحد منهم ما يستدل به سوى كتاب الله وسنه رسوله[17]) قلت: وهذا يبطل قول المتجهمة في أن سكوت السلف معناه التفويض، فالقارئ الكريم يرى كيف أن الإمام المقريزي أوضح أن سكوت السلف هو سكوت الفاهم المقتنع وليس كما يروج المفوضة بأن سكوت السلف هو سكوت عن المعنى، بل الحق أنهم سكتوا عن إدراك كنه هذه الصفات وكيفيتها ولم يسكتوا عن معانيها * وفي » سير أعلام النبلاء « للإمام الذهبي (10/505 ) عن العباس الّدوري : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام – وذكر الباب الذي يُروى فيه الرؤية ، والكرسي موضع القدمين ، وضحك ربّنا ، وأين كان ربّنا – فقال : هذه أحاديث صحاح ، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض وهي عندنا حقّ لا نشكُّ فيها ، ولكن إذا قيل : كيف يضحك ؟ وكيف وضع قدمه ؟ قلنا: لا نفسّر هذا، ولا سمعنا أحداً يفسِّره . ثم قال الإمام الذهبي رحمه الله معقبا : » قد فسّر علماء السلف المهمّ من الألفاظ وغير المهم، وما أبقوا ممكناً ، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرّضوا لتأويلها أصلاً ، وهي أهمّ الدينِ ، فلو كان تأويلها سائغاً أو حتماً ، لبادروا إليه ، فعُلمَ قطعاً أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحقُّ ، لا تفسير لها غير ذلك ، فنؤمن بذلك ، ونسكت اقتداءً بالسلف ، معتقدين أنها صفات لله تعالى ، استأثر الله بعلم حقائقها ، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أنّ ذاته المقدّسة لا تماثل ذوات المخلوقين ، فالكتاب والسنّة نطق بها ، والرسول r بلغ ، وما تعرّض لتأويل، مع كون الباري قال : ] لتبين للناس ما نُزّل إليهم [ [النحل :44 ] ، فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم اهــ « . *وقال الذهبي أيضا في (السير) : قَدْ صَارَ الظَّاهِرُ اليَوْم ظَاهِرَيْنِ:أَحَدُهُمَا حقّ، وَالثَّانِي بَاطِل،فَالحَقّ أَنْ يَقُوْلَ:إِنَّهُسمِيْع بَصِيْر،مُرِيْدٌ متكلّم، حَيٌّ عَلِيْم، كُلّ شَيْء هَالك إِلاَّ وَجهَهُ،خلق آدَمَ بِيَدِهِ،وَكلَّم مُوْسَىتَكليماً، وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، وَأَمثَال ذَلِكَ، فَنُمِرُّه عَلَىمَا جَاءَ،وَنَفهَمُ مِنْهُ دلاَلَةَ الخِطَابِ كَمَايَليق بِهِ تَعَالَى، وَلاَ نَقُوْلُ:لَهُ تَأْويلٌ يُخَالِفُذَلِكَ. وَالظَّاهِرُ الآخر وَهُوَالبَاطِل، وَالضَّلاَل:أَنْ تَعتَقِدَ قيَاس الغَائِب عَلَى الشَّاهد، وَتُمَثِّلَ البَارِئ بِخلقه، تَعَالَى الله عَنْ ذَلِكَ، بَلْ صفَاتُهُ كَذَاته، فَلاَ عِدْلَلَهُ، وَلاَ ضِدَّ لَهُ، وَلاَ نَظيرَ لَهُ، وَلاَ مِثْل لَهُ، وَلاَ شبيهَ لَهُ،وَلَيْسَ كَمثله شَيْء، لاَ فِي ذَاته، وَلاَ فِي صفَاته، وَهَذَا أَمرٌ يَسْتَوِيفِيْهِ الفَقِيْهُ وَالعَامِيُّ-وَاللهُ أَعْلَمُ( اهــ قال الحافظ ابن كثير الشافعي : (( فإذا نطق الكتاب العزيز و وردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك : وجب اعتقاد حقيقته ، من غير تشبيه بشي من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين ، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير إضافة ولا زيادة عليه ، ولا تكييف له ، ولا تشبيه ، ولا تحريف ، ولا تبديل ، ولا تغيير ، وإزالة لفظه عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك[18])) تأمل قول ابن كثير (وتصرفه عليه) يعني أن نضع الصفات ونصرفها على ما تعرفه العرب *قال الإمام الدارمي في رده على المريسي(1/286) : حدثنى سعيد بن أبي مريم عن نافع بن عمر الجحمي قال: سألت ابن أبي مليكة عن يد الله: أواحدة أو اثنتان ؟ قال: ((بل إثنتان)) والسند في غاية الصحة ، فسعيد ابن أبي مريم ثقة ثبت التقريب((2299)) ونافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي ثقة ثبت التقريب((7130)) فيا من تقرأ هذه الرواية وتدعي الإنتساب لأهل السنة. لو سأُلت عن يد الله: أواحدة أو اثنتان هل ستقول: أعوذ بالله من التجسيم؟ أو تقول: أفوض ذلك؟؟؟ أم تقول : بل إثنتان ، كما قال هذا التابعي بدون تردد!. *قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة في التوحيد (أما خبر ابن مسعود فمعناه: أن الله (جل وعلا) يمسك ما ذكر في الخبر على أصابعه، على ما في الخبر سواء. قبل تبديل الله الأرض غير الأرض، لأن الامساك على الأصابع غير القبض على الشيء، وهو مفهوم في اللغة التي خوطبنا بها ) اهـ *وقال إمام الأئمة ابن خزيمة أيضا في التوحيد ( نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه ، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب، من غير أن نصف الكيفية؛ لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية النزول....وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أن الله جل وعلا فوق السماء الدنيا ، الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه ينزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل[19]) *قال الحافظ الدارمي في الرد على المريسي في" تحقيق نزول الله بنفسه" (فادعى المعارض أن الله لا ينزل بنفسه إنما ينزل أمره ورحمته....إلى أن قال :وهذا أيضا من حجج النساء والصبيان ومن ليس عنده بيان) اهــ قلت: ومعلوم أن السلف لو لم يكونوا يعتقدون نزول الله تعالى بنفسه ، لكانوا هم والجهمية سواء، فتأمل! *سئل اسحاق بن راهوية في مجلس الأمير عبد الله بنطاهر عن حديث النزول: "أصحيح هو" ؟ قال ابن راهويه: نعم ، فقال لهبعض قواد عبدالله : "يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة" ؟ قال: نعم قال: "كيف ينزل" ؟ فقال له إسحاق: (( أثبته فوق حتى أصف لكالنزول((فقال الرجل: "أثبته فوق" فقال: إسحاق: ((قال الله عز وجل : ((وجاء ربك والملك صفا صفا فقال الأمير عبدالله: " يا أبا يعقوب هذايوم القيامة " فقال إسحاق: ((أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة منيمنعه اليوم؟))[20]. ففي هذه المناظرة دليل علىاعتبار السلف –رحمهم الله- لدلالات الألفاظ على معانيها اللائقة بالله تعالى ، تأملقوله : ((أثبته فوق حتى أصف لك النزول)) لما تقرر في الأذهان من المقابلة المعنويةبين الفوقية والنزول ، ولأن من أقر بالعلو والاستواء يقر بالنزول، فتأمل. ففيما سبق - وهو قليل من كثير - ما يشير صراحة إلى أن إجماع أئمة السلف وخير القرون كان على حمل آي الصفات على ظاهرها وعلى أن علوه تعالى إنما هو علو قدر وعلو ذات لا كما يدعيه كثير من الناس أنه فقط علو قدر بعد أن تصورا وشبهوا علوه سبحانه بالعلو الحسي وأجمعوا على أن صفات الله معلومة حقيقية كما سبق ، وإجماعهم- كما هو معلوم- هو سبيل المؤمنين، والخارج عليه منخرط والعياذ بالله في عداد الجهمية والمعطلة والقدرية، بل ومندرج تحت من قال الله في شأنهم: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً.. النساء/ 115) من هنا عظم النكير على خالف ذلك حتى صرح الحافظ أبو العباس السراج ت313 بأن: "من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: (من يسألني فأعطيه)، فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضُربت عنقه، ولا يُصلى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين[21]) ونختم هذا الفصل بنقل إجماع أهل السنة على أن صفات الله حقيقية ، وينقل لنا الإجماع ، الحافظ ابن عبد البر يقول الحافظ أبو عمر ابن عبد البر المالكي ((اهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الوارده كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة واما اهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل منها شيئا على الحقيقه[22])) اهــــ يتبين من كل ما سبق أن القول بأن ابن تيمية أول من قال بإثبات المعنى ، هو قول باطل ، بل كذب وافتراء على شيخ الإسلام لا يقوله إلا جاهل أو مكابر ، أو صاحب هوى ، نعوذ بالله من الجهل والضلال . ============== [1]الصفات للدارقطني ص70 وينظر اللالكائي3/ 431مجلد2وعلاقة الإثبات ص69 . [2]العلو ص 137، ومختصره ص203، والمعارج1/143 . [3]شرح الفقه الأكبر لملا علي القاري الحنفي ص 93 [4]اختلاف اللفظ لإبن قتيبةص25 [5]تذكرة الحفاظ 3/939 السير 16/213-214 [6] النقض على المريسيج2/751-752 [7]العلو للحافظ الذهبي ج2 ص1337: [8] التوحيد للحافظ ابن منده ج3/7 [9]مختصر العلوص281-282. [10] ذيل طبقات الحنابلة : 4/205-211 . [11]عقيدة السلف أصحاب الحديث لشيخ الإسلام الصابوني [12]مختصر العلو263. [13]المختصر283. [14]غرائب الإغتراب للألوسي ص 387 [15]تفسير الطبري(1/192) [16]الحجة1/ 174، [17]الخطط للمقريزي 3/309 [18] رسالة (العقائد) للحافظ ابن كثير [19]كتاب التوحيد 1/289 [20]عقيدة السلف أصحاب الحديث ص24 وأورده الذهبي في العلو ص132 وصححهالألباني في مختصر العلو ص193 [21] المختصرص232 [22]انظر فتح البر بترتيب التمهيد 2/ 7 –48 |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
والذي يظهر لي من كتابك هذا أنك لست متبصراً في أمر العقيدة في باب الأسماء والصفات، وأنك في حاجة إلى بحث خاص وعناية بما يوضح لك العقيدة الصحيحة، وعليه فاعلم بارك الله فيك أن أهل السنة والجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان مجمعون على أن الله في السماء، وأنه فوق العرش، وأن الأيدي ترفع إليه سبحانه كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة، كما أجمعوا أنه سبحانه غني عن العرش وعن غيره، وأن جميع المخلوقات كلها فقيرة إليه، كما أجمعوا أنه سبحانه في جهة العلو فوق العرش، وفوق جميع المخلوقات، وليس في داخل السموات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، بل هو سبحانه وتعالى فوق جميع المخلوقات، وقد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته ولا يشابه خلقه في ذلك ولا في شيء من صفاته، كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن الاستواء، قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) يعني عن كيفية الاستواء، وهكذا قال أهل السنة في جميع الصفات مثل قول مالك المعاني معلومة على حسب ما تقتضيه اللغة العربية التي خاطب الله بها العباد، والكيف مجهول وتلك المعاني معان كاملة ثابتة موصوف بها ربنا سبحانه لا يشابه فيها خلقه، والكلام في هذا يحتاج إلى مزيد بسط، وسنفعل ذلك إن شاء الله بعد وصولنا إلى المدينة، ونقرأ عليك كتابك، وننبهك على ما فيه من أخطاء، ونوصيك بتدبر القرآن الكريم والإيمان بأن جميع ما دل عليه حق لائق بالله سبحانه فيما يتعلق بباب الأسماء والصفات. كما أن جميع ما دل عليه حق في جميع الأبواب الأخرى، ولا يجوز تأويل الصفات، ولا صرفها عن ظاهرها اللائق بالله، ولا تفويضها، بل هذا كله من اعتقاد أهل البدع، أما أهل السنة والجماعة فلا يؤولون آيات الصفات وأحاديثها ولا يصرفونها عن ظاهرها ولا يفوضونها، بل يعتقدون أن جميع ما دلت عليه من المعنى كله حق ثابت لله لائق به سبحانه لا يشابه فيه خلقه، كما قال سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحد}[1]، وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[2]فنفى عن نفسه مماثلة الخلق وأثبت لنفسه السمع والبصر على الوجه اللائق به وهكذا بقية الصفات. ونوصيك أيضا بمطالعة جواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماة، وجوابه لأهل تدمر، ففي الجوابين خير عظيم وتفصيل لكلام أهل السنة ونقل لبعض كلامهم ولا سيما الحموية، كما أن فيهما الرد الكافي على أهل البدع. ونوصيك أيضا بمطالعة (القصيدة النونية) و(مختصر الصواعق المرسلة) وكلاهما للعلامة ابن القيم رحمه الله، وفيهما من البيان والإيضاح لأقوال أهل السنة، والرد على أهل البدع ما لعلك لا تجده في غيرهما، مع التحقيق والعناية بإيضاح الأدلة من الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة. والله المسئول أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا من زيغ القلوب ومضلات الفتن إنه سميع قريب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.https://www.binbaz.org.sa/mat/8220 |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام تأليف الأستاذ سيف بن علي العصري جاء في كلمة الغلاف الخلفي للكتاب: هذا الكتاب دراسة شرعية رصينة في مسألة مهمة من مسائل الاعتقاد، وهي تحرير مذهَب السلَف الصالح من أهل القرون الخيرية الثلاثة، في التعامل مع نصوص الوحْيَـين التي وردتْ فيها إضافاتٌ تتنزّه الذاتُ الإلهية عن ظواهرها. بيّن فيها المؤلف أنّ مذهَب جماهير السلَف في مثل تلك النصوص هو تنزيه ذات الله تعالى عن ظواهرها المحالة، وتفويض المعنى المراد منها إلى الله عزّ وجل، لقُصُور عُقُول البشر وعِلْمِهم عن الإحاطة بكنه الصفات الإلهية العليّـة. وقد نهج المؤلف في دراسته هذه نهجاً علمياً رشيداً، حيث أصّل أولاً للأصل الأصيل المجمَع عليه في هذه المسألة وهو تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه. ثم شرع بعدَ ذلك يبيّن المذاهبَ في قضية النصوص الموهِمة، مفرِداً مذهَب التفويض السَّلَفيّ بالشرح والبيان والتحقيق، باسطاً أدلته من الكتاب والسنة وإجماع الأئمة، ناقلاً في تقريره طائفةً عظيمةً من نصوص أهل العلم من لدن القرن الهجري الثاني حتى يومنا هذا. ثم عطف بردّ الشبهات عن مذهب السلف، وختم بمناقشة بعض الردود والنقدات التي وُجّهَتْ إلى كتابه هذا. وقد تميّزت هذه الدراسة بالشرح الدقيق لكثير من الاصطلاحات محلّ البحث، كالظاهر والجارحة والكيف والتجسيم والتأويل وغيرها، وحوَتْ كثيراً من المسائل والفوائد والنقول النفيسة. كل ذلك معَ أدبٍ جمّ، ولغةٍ صحيحة، وتعبيـرٍ واضح. ولذلك حظيَ بحثه بتقريظ عددٍ من علماء العصر وفضلائه، أُثبتتْ كلماتهم في صدر هذا الكتاب. والكتاب كان متوفر بجناح دار الفتح للدراسات والنشر بمعرض الرياض ، ورقم الجناح b13. ------------------- كيف ترك هذا الكتاب في عاصمة قرن الشيطان او هو اعتراف من الوهابية ان التفويض هو مذهب السلف واهل السنة والجماعة فتركوا الكتاب ولم يمنعوه نترك التعليق لكم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() صورة لغلاف الكتاب
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() ![]() لماذا ترك هذا الكتاب في معرض عاصمة قرن الشيطان ? |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||||
|
![]() اقتباس:
تجيدون الكلام في المتفق فيه و لا تسطعيون الإجابة على أسئلة سهلة كل ما أطلب من الوهابيين أمثالك الإجابة على السؤالين بصفة مباشرة سؤالى الأول:تقول أن معانيها معروفة واضحة في اللغة: قل لي معنى اليد بنسبة لله تعالى هو ........ سؤالى الثاني : هل معنى اليد بنسبة للإنسان هو نفس المعنى بالنسبة لله تعالى؟ جواب صريح بنعم أم لا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||||
|
![]() اقتباس:
بارك الله فيك
بحثت عن هذا الكتاب و لم أجده هناك من الوهابيين من رد عليه و كعادتهم كلام طويل خارج موضوع الخلاف ناهيك عن التهم بارك الله فيك بحثت عن هذا الكتاب و لم أجده هناك من الوهابيين من رد عليه و كعادتهم كلام طويل خارج موضوع الخلاف ناهيك عن التهم . و الأمر تفويض المعني بديهي لا يحتاج لأدلة منذ أيام أطلب منهم الرد على أسئلتي بطريقة مباشرة ولكن لم يجبني أحد بطريقة مباشرة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() جزاك الله كل خير . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() بارك الله فيك مثل هذه المواضيع ترفع للفائدة |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() و فيك بارك الله أخي سمير في اخواني الكرام.
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ميزان, المفوضة, السنة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc