اليك ما يلي و هو موجود في احد المواضيع في الارشيف
الإسلام دين الفطرة، دين الحنيفية السمحة، دين التسامح والمحبة والأخلاق العظيمة.
والتسامح خلق الإسلام كدين منذ أن خَلَق الله الأرض ومن عليها، منذ أن بعث الأنبياء والرسل، فكانت رسالة السماء تُسمّى على مر العصور، وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفية السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة.
إن العالم اليوم في مشارق الأرض ومغاربها يحتاج إلى تعميم ثقافة وخُلُق التسامح على كافة المستويات، حتى تكون ثقافة عامة، يعمل بها الراعي والرعية، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الموظّف والتاجر، المزارع والصناعي، العامل ورب العمل، السياسي ورجل الأمن، المواطن والمسؤول، الشرقي والغربي، المسلم وغير المسلم، لأن من شأن ذلك، التوجه بالعالم الحائر المضطرب إلى شاطئ وبر الأمان.
إننا في وطننا العربي – ولا أعرف إن بقي هناك وطن عربي – وكأمة مسلمة، آمنت بربها واهتدت بهدي نبيها، مطالبون أن نعمّم ثقافة التسامح والتواصل، لا ثقافة الانتقام من كل شيء في هذا الوجود، من الأخضر واليابس ومن كل كائن حي، فهذا ليس من هدي ديننا، وإن التعبير عن حالة السخط والفوضى والتراجع والتخلّف والضعف الذي تعيشه أمتنا، لا يكون بضرب القيم الأخلاقية العظيمة التي قام عليها كيان هذه الأمة، وفي مقدمتها قيمة التسامح، كما لا يكون بنشر الرعب في مجتمعاتنا والفوضى في صفوف أمتنا، والارتهان للخارج الذي لا يريد خيراً لنا.
إن ثقافة التسامح تشكّل صمام الأمان لعالم مطمئن ومزدهر ومتقدّم، كما تشكّل الأساس المتين لعلاقات طيبة على مستوى الأفراد والمجتمعات، لذا من واجب الجميع العمل على نشر قيم وفضائل التسامح حتى تصير ثقافة عامة، فنعيش في عالم مطمئن ومتقدم.
2
ن الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقدمه ذلك التقدم الملحوظ حمل بين طياته قوانين عدة مهمة عملت على نشره في شتى أرجاء العالم الأكبر.
كقوله سبحانه : (وجادلهم بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
ويقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) ..
كما جسد النبي صلى الله عليه وسلم قيمة التسامح في سيرته الطاهرة ، فحينما عاد لفتح مكة ورغم كل ما لاقاه وأصحابه من عنت وتعذيب من مشركي قريش وفي موقف كان المسلمون هم الطرف الأقوى والقادر على الإنتقام لما أصابه ، إلا أنه عفا عنهم وقال " اذهبوا فأنتم الطلقاء" . كما روى الصحابي أنس بن مالك عن رسول الله قوله : " رأيت قصورا مشرفة على الجنة ، فقلت : لمن هذه يا جبريل … قال : للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس". وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه "ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو من تحرم النار عليه ؟ كل قريب هينٍ لينٍ" ، كما قال : "خير بني آدم البطيئ الغضب السريع الفيئ , وشرهم السريع الغضب البطيئ الفيئ".
جاء قول الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم رحم الله امرئ سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)
3
لرقي أمتنا وتقدمها نحتاج دوما بأن نسامح غيرنا ونعفو عنهم مهما كانت الظروف . فالتسامح قيمة انسانية راقية فهو أن نشعر بالتعاطف والرحمة تجاه الاخرين ونحمل كل ذلك في قلوبنا مهما بدا لنا الوجود من حولنا, فكم هي عظيمة تلك النفوس المتسامحة التي تنسى اساءة من حولها , بحيث تغرس في القلب المحبة والتواضع والأخوة . فان التسامح فضيلة وضرورة اجتماعية أذ يعد بمثابة العقار الذي يشفي الأرواح من الحقد والبغضاء ويجعلها حياة رائعة هنيئة مبنية على أسس قوية كما أنه جسرا يتيح لنا مفارقة المعاصي والذنوب , فما علينا الا أن نخلق عالما جديدا نزرع فيه التسامح ونمنح فيه حبنا لأي انسان لنملك طريقا أمثلا للوصول الى مرضاة الله عزوجل .
4
لاشك في أن التسامح كلمة صغيرة الحجم لكنها تحمل في طياتها معاني كبيرة .أجل إنها كذلك فالتسامح جملة من الخصال الرفيعة من الخصال الفاضلة ومن الخصال النبيلة .فهي تجمع بين الحِلم ،الصفح وحتى مقابلة السيئة بالحسنة لقوله تعالى"إدفع بالتي هي أحسن"
ـ هكذا هو التسامح قيمة إنسانية راقية ،نابعة أولا وقبل كل شيء من التصالح مع الذات فالتسامح ينسينا الماضي الأليم بكامل إرادتنا و عن طيب أنفسنا بعيدا كل البعد فن الإكراه والعنوة وهذا أجمل ما فيه .ثم إن هذا الأخير مفتاح الرقي و الإزدهار لكل أمة قد ساد فيها فهو يوثق الصلاتت بين المجنمعات و يوطدها ،كما أنه يرسخ أثرا عميقا في نفس صاحبه فهو القرار بأن نعالج قلوبنا وروحنا و أنه الإختيار بأن بألا توجد قيمة للكره أو الغضب ، وأنه الرغبة في أن نفتح أعيننا على مزايا الآخرين بدلا من أ نخاصمهم أو ندينهم فهو دواء راحة وأطمأنينة النفس .
وخلاصة القول أن التسامح هو أن تكون منشرح القلب و أن لا تشعر بالمشاعر السلبية اتجاه الشخص الذي قد آذاك.
اتمنى اني افدتك