عصر التنوير - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عصر التنوير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-27, 13:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
grandlion05
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية grandlion05
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse عصر التنوير

يقول كانط الفيلسوف الألماني عن عصر التنوير: " إن التنوير هو خروج الإنسان من حالة قصوره التي يتسبب فيها بنفسه. و القصور هو عجزه عن أن يكوّن لنفسه عقلا دون مساعدة من سواه."
و عصر التنوير أو عصر العقل حقبة ابتدأت في أوائل القرن السابع عشر و امتدت حتى أواخر القرن الثامن عشر. و سمّي عصر العقل باعتباره أحسن وسيلة لمعرفة الحقيقة.
و كانت هذه الفترة بمثابة ثورة ضد الخرافات و الجهل و الطغيان بكل أشكاله. فاعتمد العلماء و الفلاسفة على المنهج العلمي بتشديدهم على التجربة و الملاحظة الدقيقة في شتى مناحي الحياة. فأسسوا الجامعات و المعاهد العلمية و طبقوا المنهج التجريبي على دراسة الطبيعة الإنسانية فاستكشفوا بعض المواضيع في التربية و القانون و الفلسفة و السياسة.
كانت الأمم و الدول تتحول في أوربا إلى ما يشبه الآلة، فشحذت الهمم و عزمت الشعوب على أن تخرج من ظلامها الدامس بقيادة العقل وحده. و بينما هي كذلك كانت الدول العربية تغط في النوم العميق، تحت أكناف الدولة العثمانية. والجزائر من الدول التي ظلت لفترات طويلة مخدرة، تعيش حياة المريض المستسلم لمرضه العضال على فراش السقم. و من بعد الدولة العثمانية قاومت الجزائر الاحتلال الفرنسي، هذا المرض الخبيث لأكثر من قرن و كتب لها الشفاء، لكنها لم تتعافى بالكامل.
التعريف الذي ذكره كانط لعصر التنوير، يجعلني أفكر، فنحن لم نخرج بعد من القصور الذي طال البلد منذ الأبد. و كما يذكر التعريف كذلك، فنحن عاجزون عن أن نكوّن لأنفسنا عقلا دون مساعدة من سوانا.
و ليس من المطلوب أن تكون الأحداث مطابقة لما جرى في أوربا، فلكل دولة خصائصها و لكل شعب مميزاته. العلماء في أوربا اختاروا أن يرموا بالعقيدة الكنسية و ظلمها وراء ظهورهم و كل الخرافات التي ظلت تحد من خطاهم في التقدم و تحد من عقولهم في التبصر و استكشاف الحقائق. فكان هروبهم و ابتعادهم عن الكنيسة فأل خير عليهم. أما فنحن فالقرآن و الدين الإسلامي يحمل الإجابات الأخلاقية و العلمية بين طياته. الإسلام هو الذي جعل من أمة لم تقم لها قائمة من قبله تنافس الأمم و تضع لها نصابا بين الدول.
رجال الكنيسة لم يدعموا العلم و الحقائق التي توصل إليها العلماء طوال عصور طويلة فاتهمتهم بالهرطقة و المروق عن الدين. ذلك الدين الذي اعتمد على نصوص زائفة و أشخاص لا يأبهون لجهل الناس إذا كان يضمن لهم الثروة و السلطة.
أما علماء الإسلام فكانوا سباقين للعلم، و لم يتركوا سبيلا إلا انتهجوه حتى الفلسفة اليونانية درسوها. سماحة الإسلام أتت بالتنوير الذي عم العالم. شعاع النور الذي أضاء الآفاق كان من وحي السماء و العقل، عقل الإنسان الذي يفكر و الإيمان الذي يهديه إلى الحق.
عصرالتنوير الذي أتى به الإسلام كان أوسع نفعا من أي عصر مضى. عاشت الأرض عصورها الذهبية، حيث المتفوقون في شتى مناحي الحياة هم أناس زهاد أتقياء يصلحون في الأرض و لا يعتون فسادا.
مهّد العرب المسلمون خلال تعاقب دولهم و اتساع رقعتهم، لقدوم عصر العقل في أوربا. تقدم العرب في الرياضيات و الجغرافيا و الطب و أسسوا لعلم الإجتماع و أخذت الفلسفة معهم منحى جديدا مع ابن رشد و الفارابي و الغزالي. و ترجموا الميراث العلمي و الفلسفي للإغريق الذين تطرقوا لجل الظواهر الطبيعية و الفيزيائية و الفكرية و ما تركوا شيئا دقيقا أو عظيما في هذه الدنيا إلا و دلوا بدلوهم محاولة لفهمه و تفسيره. أعمال الإغريق هذه فسرت هي كذلك من طرف علمائنا أمثال ابن سينا الذي شرح كتب أرسطو و أبهر أوروبا.
و بعد قرون من هيمنة العرب على ميادين العلوم و الفلسفة أتى عليهم حين من الدهر ضعفت فيه سطوتهم و ووهنت شوكتهم بعد قوة و بأس، فصاروا مطمعا لكل طامع و ضحية لكل عدو.
استفادت أوربا من ميراث المسلمين في صقلية و اسبانيا و أخذوا أعمال الإغريق التي مثلت مجدهم القديم الذي لا بد لهم من العودة إليه ليعودوا سيرتهم الأولى. فاتخذوا فلسفة أرسطو عقيدتهم الكنسية و فيزياءه موضوع دراسة حقيقية و هكذا بعد ما عزموا على العودة عادوا لكن بعدما أعلنوا الحرب على كل المعتقدات القديمة و رموا ثقافة العرب وراء ظهورهم بعدما استفادوا من آثارهم و علمهم، حتى أندلس العرب و الإسلام عادت صرحا للمسيحية و الفرنجة من جديد.
لكي يعود العرب عليهم أن يجدوا طريقا تعبر عنهم، عن وجودهم عن هويتهم عن لغتهم و عن دينهم، فلا يمكن التقدم بلا وجود و الرقي بلا حضارة و التطور بلا هوية.
علينا أن نجد سبيلا نتحد فيه مع تاريخنا و أمجادنا مستفيدين من الوقت الحاضر، غانمين من آخر العلوم و الاكتشافات فيما يلائم خصائصنا.
قبولنا لكل ما يستحدثه الغرب خطأ. إدخالنا لكل ما يخترعونه و يعتبرونه حديثا خطأ. علينا معالجة و دراسة كل ما يتعدى حدودنا. من السلع و الأدوات إلى البرامج التلفزيونية إلى الأنترنت.
إذا كان الغرب لا يقبل ثقافتنا. و لا يعترف بإسلامنا كحل و دين أمة لها رسالتها و تاريخها، لماذا نقبل فجوره و عبثه و فساده الأخلاقي.
تقدم البلاد لا يأتي إلا بسياسة نابعة من رحم هذه البلاد.
و علينا أن نجعل سببنا الوحيد في أي سياسة ننتهجها هي رفعة الوطن و ليس رضى منظمات و دول لن ترضى عنا و لو اتبهنا سياستهم.
و اتباعنا لنهج الغير راغبين في عطفه و قبوله يجعلنا متذبذبين بين نظام اقتصادي و آخر، بين منهج تعليمي و آخر. و هذا هو حالنا. و ما إن يثبت الواقع و الزمن فشل نظام اقتصادي ما عند أصحابه، يتعين علينا تغييره تبعا لهم.
الدول النامية تحذو حذو الدول اللبرالية متناسين أن لهم الغلبة. فالمؤسسات الاقتصادية العالمية بأيديهم، و القوانين الجمركية في دولهم تعيق و تمنع دخول السلع الأجنبية، و حرية اقتصاد السوق و نوع المنتوج الأجنبي و طرق تصنيعه و توزيعه جعل الدول الصناعية الكبرى تسيطر على الأسواق المحلية للدول النامية و تنافسها فيها.









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-12-28, 21:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
grandlion05
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية grandlion05
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التنوير


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc