لا يختلف اثنان عن العمل الكبير الذي يقوم به التقني البوسني و حيد حليلوزيتش او عن مستواه الفني و مدى إلمامه بالكثير من شؤون كرة القدم الحديثة ، حيث جلب معه الكثير من الأمور منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني ، كوتش فاهيد كما يسمى في مدينة الجن و الملائكة قدم للمنتخب شخصية لعب و منح المنتحب طريقة حديثة و يحاول من تربص لأخر منح لاعبيه الجديد من اجل تدارك العديد من النقائص على المستوى البدني و التكتيكي للمحليين و استدراك نقص المنافسة لبعض المحترفين و خلق جو بين اللاعبين لتكوين مجموعة صلبة ، لكن و مع هذا يبقى حليلوزيتش إنسان معرض للخطأ و قد يصيب في قراراته او يخيب فحتى اكبر المدربين قد يخطئون رغم نجاحهم الباهر
كل هذه الأمور رفعت من أسهم التقني البوسني في بورصة المشجعين و أصبح نجم المنتخب الأول بدون منازع و سرق الأضواء من كل اللاعبين ، هذا العشق جعل الجميع يلتف حول المدرب و أصبح الانتقاد شيء محرم له بل أضحى كل من يتكلم عن النقائص يسير عكس التيار و يتهم بالتخلاط و يشار إليه بالبنان ان يحاول ضرب استقرار المنتخب ، ردة الفعل هذه تذكرني بما كلن عله المدرب السابق للمنتخب الوطني رابح سعدان ، والذي كان في وقت من الأوقات محرم على الجميع انتقاده و تسقط الوطنية عن اي واحد يتكلم عن نقائص المنتخب رغم أنها كانت بادية للعيان ، و وضع كل من تكلم عنه في قامة سوداء ، لكن و مع اول سقطة للمنتخب ادار الجميع ظهره لهذا المدرب و ذبحوه من الوريد إلى الوريد و نسوا كل الكلام الذي قالوه و غيروا جلابيبهم مرة وحدة و تغيرت صورته من البطل إلى اللاشيء و تغيرت مكانته من كابيلو الى …………
هذا السيناريو بدأ يلوح في الأفق و حليلوزيتش في الطريق إلى أن يصبح سعدان الثاني ، فقد صار التكلم عن حليلوزيتش شيئا ممنوعا و انتقاده آمر محرم في عرف المشجعين ، أُعطي صورة كبيرة كتب عليها ممنوع الاقتراب ، أي نعم الثقة شيء جيد لما تمنحها الجماهير للمنتخب ، فهي القوة التي صنعت الفارق في تصفيات كأس العالم 2010 و هي التي منحت للمنتخب العزيمة من اجل هزيمة رفاق ابوتريكة رغم الفارق الفني بين الفريقين ، لكن إذا زاد الشيء عن حده انقلب على ضده وهو الأمر الذي جعل تصرفات اللاعبين تتغير و كلام المدرب يتبدل و جعل المنتخب يدخل في دوامة الترف و الثقة الزائدة الى درجة الغرور وهو السبب الرئيسي لتقهقر المنتخب و سقوطه من القمة الى الحضيض
سيناريو سعدان أصبح أكيدا لحليلوزيتش و الذي بعد هزيمة للمنتخب في مالي رغم انه شيء عادي في كرة القدم و دوري مجموعات ، تهالت الخناجر من كل حدي و صوب عليه كأن الخضر منزلون عن الهزيمة و كان المدرب وضع في عقده انه لا ينهزم لا داخل الديار و لا خارجها
يجب أن نمنح المدرب و أشباله الثقة فقد تصنع الفارق لكن تبقى هناك نقائص و دور الصحافة الإشارة إليها بالنقد البناء و لا داعي لكلمة ” المدرب يعرف صلاحه وهو ادري” فهي التي أوصلت المنتخب يوما الى الحضيض ، فحذار لا ترفعوا حليلوزيتش كثيرا في السماء حتى اذا سقط يوما ما لا يتأذى و لا تعظموه كثيرا اليوم حتى لا تذبحوه غدا .