صَبْرَا صَبْرَا (إِنَّمَا يُوَفَّىَ الصَّابِرُوْنَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) --------------------------------------------------------------------------------
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
يَقُوْلُ عَزَّ وَجَلَّ :
(أَحَسِبَ الْنَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوَا أَنْ يَقُوْلُوْا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُوْنَ)
يَقُوْلُ سَيِّدُ قُطْبٍ -رَحِمَهُ الْلَّهُ- فِيْ تَفْسِيْرِهِ لِهَذِهِ الْآَيَةِ:
إِنَّ الإِيْمَانَ لَيْسَ كَلِمَةٌ تُقَالُ إِنَّمَا هُوَ حَقِيْقَةِ ذَاتِ تَكَالِيْفَ
وَأَمَانَةٍ ذَاتِ أَعْبَاءُ, وَجِهَادٍ يَحْتَاجُ إِلَىَ صَبْرٍ
وَجُهَدٍ يَحْتَاجُ إِلَىَ احْتِمَالٍ . فَلَا يَكْفِيَ أَنْ يَقُوْلُ الْنَّاسُ:
آَمَنَّا . وَهُمْ لَا يَتْرُكُوْنَ لِهَذِهِ الْدَّعْوَى
حَتَّىَ يَتَعَرَّضُوْا لِلْفِتْنَةِ فَيُثْبِتُوا عَلَيْهَا وَيُخْرِجُوَا مِنْهَا صَافِيَةٌ
عَنَاصْرِهُمْ خَالِصَةً قُلُوْبِهِمْ . كَمَا تَفْتِنِّ الْنَّارِ الْذَّهَبِ
لِتَفْصِلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَنَاصِرُ الْرَّخِيْصَةِ الْعَالِقَةُ بِهِ -
وَهَذَا هُوَ أَصْلُ الْكَلِمَةِ الْلُّغَوِيِّ وَلَهُ دَلَالَتِهِ وِظِلُّهَ وَإِيْحَاؤُهُ - وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ الْفِتْنَةِ بِالْقُلُوْبِ .
هَذِهِ الْفِتْنَةِ عَلَىَ الإِيْمَانِ أَصْلٌ ثَابِتٌ , وَسُنَّةِ جَارِيَةٌ
فِيْ مِيْزَانِ الْلَّهْ سُبْحَانَهُ:
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الْلَّهُ الَّذِيْنَ صَدَقُوْا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِيْنَ)
وَمَنْ الْفِتْنَةِ أَنْ يَتَعَرَّضَ الْمُؤْمِنِ لِلْأَذَى مَنْ الْبَاطِلِ وَأَهْلِهِ
ثُمَّ لَا يَجِدُ الْنَّصِيْرُ الَّذِيْ يُسَانِدُهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ
وَلَا يَمْلِكُ الْنُّصْرَةِ لِنَفْسِهِ وَلَا الْمَنَعَةِ
وَلَا يَجِدْ الْقُوَّةُ الَّتِيْ يُوَاجِهُ بِهَا الطُّغْيَانِ
فًـ يَاأُخْوتِيّ صَبْرَا صَبْرَا..
(إِنَّمَا يُوَفَّىَ الصَّابِرُوْنَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
وَإِنْ بَعُدَ الْعُسْرَ يُسْرا
__________________