![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيِّئات أعمالِنا ، من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هاديَ له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ، أما بعد : -
فإن خير الكلام كلام الله تبارك وتعالى ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار. الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، بإرسال النبي المصطفى، والرسول المجتبى، نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين ، فقد تركنا على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . قال الله – تعالى - : { لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } النساء 114 . إن الله - تعالى - خلق الإنسان خطاءً نسياً مفتناً إذا ُذكّر َذكر، وإذا استغفر الله وتاب وأناب ، تاب الله عليه ، وبدل سيئاته حسنات. فعن أنس - رضي الله عنه - قال : أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) ( حسن ) انظر : [ صحيح الترغيب والترهيب 3139 ] . ولذلك فإنه ينبغي الإنتباه والحذر ، فإن كل شيئ مستطر ، وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . نعم ... قد يزل اللسان ، وقد يخطئ الإنسان ، إما جهلا وإما تقليدا ، وإما اتباعا للصحبة، والجماعة ، وأئمة الضلال ، أو للأعراف ، والعادات ، والتقاليد ، وإما " لما وُجدَ عليه الآباء " ، فتبلغ الكلمة من سخط الله - عز وجل – ما لا يخطر له ببال ، وقد تكون شركا ، أو كفرا ، فيا لسوء المآل ، إن لم نتدارك أنفسنا بتوبة نصوح قبل انتهاء الآجال !!! . فعن بلال بن الحارث - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله - تعالى - ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله – تعالى - ، ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة ) صحيح . انظر : [ صحيح الجامع 1619 ] . إن الأخطاء والمخالفات الشائعة في الألفاظ التي تجري على الألسن كثيرة جدا ، لكنني رأيت أن أتطرق في هذه المحاضرة أولا إلى الأخطاء التي تمس العقيدة للأهمية وباختصار . ببيان الخطأ ، وتصويبه مع الأدله ما أمكن : من هذه الأخطاء : 1 ــ قول البعض إذا نُصِحَ بنصيحة ما ، لتقصير في طاعة ، أو لمخالفة شرعية : [ " التقوى ههنا " ، والإيمان في القلب ، وأهم شيء النية ] . لا شك أن الإيمان في القلب, والتقوى في القلب كما أشار رسول الله – صلى الله عليه وسلم - والأعمال بالنيات ، لكن الإيمان كما عرّفه علماؤنا الأجلاء– جزاهم الله خيرا : [ ما وقر في القلب ، وصدقه العمل ] و [ الإيمان قول باللسان ، وتصديق بالجنان ، وعمل بالأركان ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالعصيان ] . وعلى ذلك لا بد من خضوع الجوارح أيضا لمراد الله – تبارك وتعالى - فإن كان الباطن يعمره الإيمان ، فليظهر أثره على الجوارح ، بل يجب على المرء المسلم أن يشكر من ينصحه ، ويستجيب للحق الذي أمره الله – تعالى – به . 2 ــ الإستغاثة بغير الله تعالى عند الكرب والشدة والإبتلاء : كالإستغاثة بالأنبياء ، والأولياء ، والصالحين فيما لا يستطيعه إلا الله – تبارك وتعالى - . ظنا منهم أن لهم عند الله مكانة وكرامة فيقعوا في شرك عظيم - والعياذ بالله - . والإستغاثة بالجن ، والشياطين ، والمشعوذين : وذلك بالتقرب إليهم بالشرك ، والكفر ، والمعاصي ليخدموهم بعد ذكر الأقسام والعزائم عليهم بهم ، ثم يقولون لهم : توكلوا بفعل كذا وكذا ، فيما لا يقدر عليه إلا الله – تبارك وتعالى ــ كإلقاء محبة ، أو بغضاء ، أو إشفاء ، أو إمراض ، أو توفيق ، أو تفريق ، وهذا كله لا يملكه إلا مالك الملك ، وملك الملوك الله – تبارك وتعالى - . والله – تعالى – يقول : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا * الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } [الفرقان 58 ــ 59] . إن من يدعونهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ، ولا ضرا ، ولا حياة ، ولا نشورا ، ولا يقدرون على جلب منفعة لأحد ، ولا دفع ضر عن أحد . فأين عقولهم ؟؟ . قال الله - تعالى - : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون } [ الأحقاف : 5 ] . 3 ــ ومثله الإستعانة بهم من دون الله تعالى في ما لا يقدر عليه إلا الله - تبارك وتعالى - : فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( يا غلام ! إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ورفعت الصحف ) ( حديث صحيح) انظر : [ حديث رقم: 7957 في صحيح الجامع ] . ومثله أيضا : إضافة المخلوقين إلى الله - تعالى – " بواو الشرك " في الإستعانة : مثل قولهم : [ الله والنبي يحماك ، الله والبدوي ، الله وعلي ، الله والزهراء ، الله والحسين ، وغيرهم ممن يشركون بهم مع الله - تبارك وتعالى - . ووالله لو كانوا أحياء لما رضوا بقولهم وفعلهم ، ولتبرأوا منهم ومن أفعالهم ، بعد إقامة الحجة عليهم . وليس لمن يضيف المخلوقين إلى الخالق " الله – تبارك وتعالى" - " بواو الشرك " حجة بقولهم : [ النية طيبة ، ونحن اعتدنا على هذا اللفظ ، ولا نقصد به الشرك " ، إنما نسمع الناس يقولون فنقول مثل قولهم ] .انتهى . إن النية وحدها لا تكفي إلا إذا كانت موافقة لما جاء به الشارع الحكيم ، ولو كانت النية تكفي لما أنكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على الصحابي الذي قال له : ( ما شاء الله وشئت يا رسول الله ) وصحح له بقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( أجعلتني لله ندا ، قل ما شاء الله وحده ) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله وابن خزيمة رحمهما الله تعالى . انظر: [ صحيح ابن خزيمة 4 / 106 رقم 2461 ] . وعن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي – وهي امرأة من جهينة - أن يهودياً - وفي رواية : [ حبراً ]- أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنكم تنددون وإنكم تشركون ، تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، ويقولون : ما شاء الله ثم شئت ) قال شيخنا الألباني : ( حديث صحيح ) انظر : [ سنن النسائي 7/ 6 رقم 3773 ] . ومثل ذلك القول الخاطئ : " توكلنا على الله وعليك " ، و" مالنا غير الله وأنت " ، وتصحيحه بقول : " توكلنا على الله ثم عليك ، و" مالنا غير الله ثم أنت " . 4 ــ الحلف بهم وبغيرهم من المخلوقات ، كالحلف بالأمانة ، والكعبة ، والعيش ، والملح ، والشرف ، والرأس ، والآباء ، والأبناء أحياء وأموات ، وغيرها من المخلوقات من دون الله تبارك وتعالى : قال الله تعالى : { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [ المؤمنون 117 ] . وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( إن الله – تعالى - ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفا فليحلف بالله ، أو ليصمت ) ( صحيح ) رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه . وفي رواية لابن ماجه من حديث بريدة - رضي الله عنه – قال : سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يحلف بأبيه ، فقال : ( لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حُلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض بالله فليس من الله ) ( حسن ) انظر : [ صحيح الترغيب واليرهيب جـ 3 رقم 2951 ] . وعن بريدة - رضي الله عنه – قال : قال - صلى الله عليه وسلم – ( ليس منا من حلف بالأمانة ، ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا ) (صحيح) رواه : ( أحمد ، وابن حبان ، والحاكم ) انظر : [ صحيح الجامع حديث رقم : 5436 ] . ومن الأخطاء : الحلف بقولهم : [ أسوق عليك الله ، أو سايق عليك الله ] : وهل لعبد ضعيف أن يسوق الله على أحد . حاشا وكلا . أين الأدب مع الله - تبارك وتعالى - !! . 5 ــ قولهم : [ يا رحمة الله ، ويا قدرة الله ، ويا لطف ، ويا رضا الله ورضا الوالدين ] وهذا قول خاطئ : لأنه لا يستغاث بالرحمة ، ويترك " الله - تبارك وتعالى - " الرحمن الرحيم الذي يملك الرحمة ، والقدرة ، والرضا ، وغيرها من صفات الفعل التي له أكملها وأتمها وأحسنها. والصحيح القول : اللهم ارحمنا ، اللهم الطف بنا ، اللهم ارض عنا ، أو : يا رب رحمتك نرجو ، يا رب لطفك نرجو ، يارب رضاك نرجو .. يارب ارض عنا ، رضّ والدينا عنا ... ] . 6 ــ قولهم : [ لا بيرحم ولا بيخلي رحمة الله تنزل ] : يقال للقساة العصاة . وهذا لا يصح ، وليس من الأدب مع الله - تعالى التلفظ به . وهو الذي لا يتحرك ساكن إلا بإذنه ، فمن ذا الذي يمنع رحمة الله أن تنزل ؟؟ . 7 ــ قولهم : [ الله يخون من يخون ] ومثله قول البعض للظالم : [ الله يظلمك كما ظلمتني ، الله يُظلم من يَظلم ] : إن الله –تعالى اسمه - حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده محرما ، فهو - سبحانه - ليس بظلام للعبيد ، ولا يجوز أن يوصف بهذه الصفات الشنيعة ، وليس من الأدب مع الله – سبحانه – دعاءه بما لا يليق بجلاله وعظمته . 8 ــ قولهم : [ العصمة لله ] : وهذا قول خاطئ لأن العصمة بحاجة إلى عاصم يعصم ، والله – تعالى - لا عاصم له . وعلى ذلك نقول : [ الكبرياء لله ، العظمة لله ، الجلال لله ، الكمال لله - تبارك وتعالى - ] . ويصح أن نقول : العصمة لرسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في أمور الرسالة والنبوة . منقول للفائدةأما في غيرها فهم بشر ينسوْن ويصيبون ويخطئون كبقية البشر لقول الله - تبارك وتعالى - : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [ الكهف 110 ] . وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خمسا ، فقيل له : أزيد في الصلاة ؟ فقال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت خمسا . فسجد سجدتين بعدما سلم . وفي رواية : (قال : إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني ، وإذا شك أحدكم في صلاته ، فليتحر الصواب فليتم عليه ، ثم ليسلم ، ثم يسجد سجدتين ) ( متفق عليه ) .
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc