في ذكرى رحيل علامة آفلو

[koryou]

كلمة في ذكرى رحيل العلامة (الحاج احميدة العقون) رحمه الله








ها قد مرت أربع سنوات كاملة على رحيل العلامة الفقيه (الحاج احميدة العقون) وما يزال مكانه شاغرا لم يستطع أحد أن يخلفه .
وبالمناسبة أود أن اذكر بعض الأخلاق والمزايا التي كان يتصف بها شيخنا هذا ن فبالإضافة إلى علمه وفقهه ، قد كان هادئا متواضعا كريما ، يخص كل من يزوره في محله (أو بالأحرى مدرسته) بالابتسامة التي لا تفارق محياه ، ثم يدعوه إلى شرب القهوة وبعد ذلك يستمع إلى استفساره دون مقاطعة ، ثم يجيبه بكل هدوء وثقة .
كما أشهد له أنه كان يجيب أحيانا سائله بقوله : لا أعلم ن متأسيا في ذلك بالسلف الصالح كمالك والشافعي وغيرهم رحمه الله .
إن كل من يعرف الشيخ كان لا يراه إلا غاديا أو رائحا من بيته إلى المسجد ، ويشهد معي الكثيرون بأنهم لم يروه في مكان آخر ؛ لا في السوق ولا في الحمام ولا في أي مكان آخر . سبحان الله ! وأظنكم تعجبون مما أعجب منه وهو صبره على مشاغل الحياة وبهرجها وفتنها ، فلله دره .
لم يطل مرض الشيخ الذي توفي فيه إلا يسيرا ، لينتقل إلى جوار ربه في صمت وهدوء مثلما عاش حياته ، لتتناغم حياته ومماته في خط واحد .
إخواني ؛ إن ظن أحدكم أنني رفعت الشيخ الجليل فوق قدره فوالله إنني لم أوفه جزءا يسيرا منه والجميع يشهد على ذلك .
شيخنا الفاضل ؛ نحن لم نوفك حقك وأنت حي بين أظهرنا ، ربما لم نكن ندرك عظم حقك علينا ، ولكن وبعد أن غبت عن أعيننا تمَلكنا ذلك الإحساس العميق بالحسرة والضياع والأسى لفقدك ، فرحمك الله رحمة واسعة وجزاك عنا وعن الإسلام خير ما جازى عالما عن أمته ، وأجارنا الله في مصيبتنا هذه وأبدلنا خيرا منها .