التوبة فالتوبة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التوبة فالتوبة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-02-27, 15:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
abou_abdelrhman
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse التوبة فالتوبة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:

فإنّ سعادة المؤمن في دنياه وأخراه تكمن في مدى تأديب نفسه وتزكيتها، إذْ ما تطهر عليه نفسه هو حسنة الإيمان والعملُ الصالح، وأنّ شقاءه منوط بفسادها وخبثها، إذ ما تخبث به وتتدسَّى هو سيئة الكفر والمعاصي والذنوب، قال تعالى:﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 10] لذلك فالواجب على المؤمن أن يحمل نفسه على الآداب المزكِّية لها، المطهِّرة لخبثها وأدرانها، كما أنّ عليه أن يجنّبها كلّ ما يدسِّيها من الأقوال والأفعال، ويفسدها من سيء المعتقدات تلك هي الذنوب التي لا يسلم منها بنو آدم، فما في جِبِلَّتِهم يأبى أن لا يقع منهم ذنب ولو أرادوا أن لا يقع منهم ذنب أصلا فقد رَامَوْا ما ليس لهم إلاّ من عصمه الله من الذنوب لمن أعطي النبوة من بني آدم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ"(١- أخرجه مسلم : 8/94. وأحمد : 2/308. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وقد بينت الشريعة الغرّاء الطرق الشرعية التي تتبع للتخلص من الذنوب والآثام لإصلاح النفس وتطهيرها لتصبح أهلا لكرامة الله سبحانه وتعالى ورضاه، وهي محصورة في أربعة مكفرات:


• التوبة: فالتوبة بداية العبد التقي ونهايته لا تفارقه ولا يزال فيها إلى الممات، وحقيقـة التوبة: الندم على ما سلف، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل، والتحلل من الآدمي إن كان في حقّه، والتوبة فرض دائم على كلّ مسلم على قدر استطاعته وهي واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها في معصية صغيرة ولا كبيرة، إذ هي عنوان الفلاح وطريقُه، قال الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[النور: 31]، فعلّق الفلاح بالتوبة تعليقَ المسبَّب بسببه ثمّ أتى بأداة "لَعَلَّ" المشعرة بالتّرجّي فكان المعنى أنه لا يرجو الفلاح إلاّ التائبون، والتوبة التي تعالج الذنب وتمحو أثره هي التوبة النصوح، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾[ التحريم: 8] تلك هي التوبة المقبولة، يتردّد صاحبها بين خوفٍ ألاّ تقبل، ورجاء أن تقبل مع إدمان في الطاعات(٢- انظر اختلاف عبارة العلماء في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولاً في تفسير القرطبي: 18/197-199).


• الاستغفار: وهو طلب المغفرة بالقلب واللسان والجوارح، وهو يتضمن العزم الجازم على ترك ما يغضب الله والإقبال على ما يحبه، هذا، والمغفرة تُذْكَرُ في مقابلة العذاب، لأنّ العذاب يحصل بسبب الذنوب، والمغفرة من الله مانعة من عذابه، ولا يكون ذلك إلاّ بصحة العزم على الإقبال على الله عزّ وجلّ وترك الذنوب والآثام، قال الله تعالى: ﴿أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾[البقرة:175] وإذا كانت التوبة أبلغ في الدلالة على رجوع العبد من معصية الله تعالى إلى طاعته والقيام بأمره، فإنّ الاستغفار أبلغ في الدلالة على الاعتراف بالذنب والندم عليه وطلب إزالة أثره، لذلك كثيرًا ما يُقْرَنُ بين الاستغفار والتوبة، قال تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ﴾[المائدة:74] وقوله تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾[هود: 3]، غير أنّ الذنوب - وإن كانت محل مغفرة - إلاّ أنّه يستثنى منها الشرك لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [النساء: 48] لذلك كان التوحيد أساس المغفرة وسببها الأعظم، ومن فقد التوحيد فقد المغفرة، ومن جاء مع التوحيد بقُراب الأرض خطايا لقيه الله بقُرابها مغفرة، على أنّه موكول إلى مشيئة الله وفضله: إن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، فعن أَنَسُ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» (٣- أخرجه الترمذي:5/548، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة(127) و(128) وفي صحيح الترمذي:3/455 رقم(3540))،

هكذا تتصاغر الذنوب أمام نور توحيد الله سبحانه وتعالى، فعاقبة المذنب من الموحدين الجنة وعدم الخلود في النار، فلا يُلْقَى فيها كما يُلقى الكفار ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار، فمن وحّد الله واستغفر وتاب وقام بشروط التوحيد أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلّها ونجى من النّار بالكلية، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[الزمر:53] ذلك لأنّ المغفرة المطلقة من الله سبحانه وتعالى تتضمّن إزالة أثر الذنوب والوقاية من شرِّها.

هذا، ومن ثمرات الاستغفار: اطمئنان القلب وانشراح الصدر وجلاء الهمّ والغمّ، والاستبشار برحمة الله ورضوانه، ومن ثمرات الاشتغال به شغل لسانه عن غيره، وانبعاثٌ في نفسه معاني الصفح والعفو وحسن الخلق.


• الاستكثار من الحسنات: ذلك لأنّ السيئات تُغفر بالحسنات لقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾[هود: 114] ولقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾[الفرقان: 8-69-70] فالحسنات تكفر كثيرًا من السيئات ويؤكده قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى﴾[طه:75-76] ومن ظواهر هذه النصوص القرآنية يتبين أنّ الحسنات شاملة بإذهاب عموم السيئات صغيرها وكبيرها، غير أنّ السيئة الكبيرة تحتاج إلى حسنة مثلها لتكفيرها ومحوها كالشرك لا يكفره إلاّ التوبة منه والدخول في الإسلام، إذ الإسلام يَجُبُّ ما قبله، وعليه فالاستكثار من الحسنات أمر مرغوب فيه لكونه مُذْهِبًا للسيئة لكن بشرط عدم الاتكال عليها للوقاية من الوقوع في المظالم والذنوب، ذلك لأنّ السيئة في مقابل الحسنة تأكلها أو تنقص أجرها فلا ينتفع بها صاحبها ولا تبلغ به الدرجات العلى، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ"(٤- أخرجه مسلم:8/18، والترمذي:4/613، وأحمد:2/303-372، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه). فالحديث صريح في أنّ الحسنات تذهب السيئات صغيرها وكبيرها وتقطعها، ومن جهة أخرى تنقص السيئات الحسنات وتأكلها حتى إذا فَنِيَتْ الحسنات أُخذ الرجل بذنوبه وطرح في النار، هذا ولا تعارض مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ"(٥- أخرجه مسلم:1/144، وأحمد:2/400-414- 484، والترمذي:1/418، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)

فإنّ مضمون الحديث خاص بما تكفره الصلوات الخمس والجمعة ورمضان من الصغائر، أمّا النصوص المتقدمة فأعمّ من محتوى هذا النص فهي شاملة للكبائر أيضًا ولا منافاة في العمل بمقتضى العام والخاص كما هو مقرر أصوليا.

ومن الحسنات المكفرات: الجهاد في سبيل الله، والنصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على القضاء، والحب والبغض في الله، والتطوع في الصلاة، والصدقة، والصيام، وغير ذلك من الأعمال الصالحات.

هذا والاستكثار من الحسنات ضرب من ضروب التوبة والاستغفار لذلك تُقْرَنُ الأعمال الصالحة بالتوبة في العديد من الآيات القرآنية فلا تعارض بين وجوب التوبة والاستغفار مع القول بتكفير السيئات بالحسنات، لأنّ التوبة والاستغفار محلها القلب واللسان والجوارح، والعمل الصالح جزء منها، لذلك فمن استغنى بظاهر الحسنات عن حقيقة التوبة والاستغفار فقد أسقط عن نفسه فرض التوبة والاستغفار ورضي قلبه به واعتقده وهذا لا شك في بطلانه من جهة المعتقد والعمل، وأنّه من الكبائر العظيمة وطريق من طرق الكفر، لأنّه يتضمن الإيمان ببعض الشريعة والكفر ببعضها وقد جاء في الحديث: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" (٦- أخرجه مسلم:12/16، من حديث عائشة رضي الله عنها)

وعلى التائب أن يناسب بين الحسنة والسيئة فلا يترك الفرائض والواجبات بدعوى فعل الحسنات المكفِّرات، فإنّ تكفير هذه السيئات يحصل بتداركها والقيام بها إن لم يسقط وجوبها أو يتعذر تداركها، أمّا الاستمرار على تركها مع الاتكال على تكفيرها بالعمل الصالح من غير جنسها فذاك سبيل المغرورين ممن خدعهم الشيطان بمكره وصدهم عن سبيل المتقين.



• الأذى الذي يلحق المؤمن: فالأذى الذي يصاب به المؤمن في نفسه وماله وأهله هو من مكفرات الذنوب والخطايا كما ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ" (٧- أخرجه البخاري:10/103، ومسلم برقم(2573)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لمّا نزلت: ﴿ومَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾[النساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغا شديدًا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا أَوِ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا" (٨- أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب(6734)، والترمذي:5/247، وصححه الألباني في صحيح الترمذي:3/266، وفي تخريج الطحاوية90))، وثبت -أيضًا- من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" (٩- أخرجه البخاري:10/111، ومسلم برقم(2571)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) والأجر والثواب يكون بقدر المصيبة والنصب فقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ" (١٠- أخرجه الدارقطني1762)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب:2/1116).

ففي طرق الخلاص من الذنوب والخطايا أملٌ عظيم في فضل الله العميم، حيث يبعث في نفس المسلم الأمل المشرق ويحملها على فعل الخيرات وترك المنكرات ويدفعها إلى الطاعة من غير تهاون ويوطّنها على العمل ضمن مراقبة الله وعلمه ومحاسبة نفسه، إذ هما من طرق إصلاحها وتأديبها وتطهيرها، فإلزام المسلم نفسه بمراقبة الله تعالى حتى يتم لها اليقين بأنّ الله تعالى عليها رقيب فهذا معنى إسلام الوجه في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾[لقمان: 22] كما أمر بمحاسبة النفس على ما قدّمت لغدها المنتظر قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾[الحشر: 18].

هذا، وعلى المسلم أن يجاهد نفسه بالتأديب جهادًا متواصلاً حتى تطمئنّ نفسه وتطيب ليكون أهلاً لمحبة الله ورضاه، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[العنكبوت: 69].

هكذا درب الصالحين من هذه الأمة يسعون جاهدين إلى الخلاص من الذنوب والمعاصي بالتوبة والاستغفار والاستكثار من الأعمال الصالحة ويسارعون في الخيرات، ويحاسبون أنفسهم على تفريطها ويجاهدونها على التقوى وينهونها عن السوء والهوى مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[النازعات: 40-41].


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما









 


قديم 2008-02-27, 15:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
DMA
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية DMA
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا أبا عبد الرحمن



إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين










قديم 2008-02-29, 11:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
تواتي سماعيل
عضو محترف
 
الصورة الرمزية تواتي سماعيل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم

وجزاك الله كل خير










قديم 2008-02-29, 13:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الجوهرة النادرة
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الجوهرة النادرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

بارك الله فيك اخي الفاضل

جزاك الله كل خير

الله ينورك










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc