هل ان اسرائيل جادة فعلاً بضرب ايران ؟

[Karime Const]

قد يكون من المشروع التساؤل عن مدى جدية اسرائيل في توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية ولا سيما ان كل الظروف الميدانية والسياسية تمهد لهذه الضربة في ظل عجز عربي بعد الثورات التي اجتاحت اكثر من دولة عربية جعلت هذه الدول تسخر كل امكانياتها لحماية الداخل وعدم الانتباه الى مايجري في الخارج اضافة الى ان بقية الدول التي لم يصل اليها ما يسمى بالربيع العربي منشغلة بالتصدي لاية بادرة من بوادر هذا الربيع . يضاف الى ذلك انشغال الولايات المتحدة بالازمة المالية العالمية فيما تسعى اوروبا الى تطويق ازمة منطقة اليورو . وهنا لابد من التطرق الى سوريا التي يمكن القول انها حيدت تماماً في ظل الازمة العنيفة التي تعيشها منذ اذار مارس من العام الماضي وهو ما انسحب على حزب الله اللبناني الحليف التقليدي لدمشق وايران . هذه الامور مجتمعة تمهد للضربة الاسرائيلية المزمعة لايران وهو ظرف مثالي قد لايتكرر امام تل ابيب التي تسعى الى استغلاله بتوجيه ضربة مزدوجة قد يكون شقها الثاني اهداف مختارة ضد مواقع حزب الله في لبنان . وقد لايكون من الغلو القول ان اسرائيل تسعى او في الاقل تفكر في توجيه ضربة رباعية تشمل ايران وحزب الله وسوريا وحركة حماس. من هنا قد لا يبدو غريباً ان ترتفع حدة التهديدات الاسرائيلية العلنية لايران بعد ان بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتناياهو ووزير دفاعه ايهود باراك بالقول ان تل ابيب تستطيع توجيه هذه الضربة وحدها دون الاستعانة بالولايات المتحدة في فترة لاتتعدى موعد الانتخابات الامريكية في تشرين الثاني المقبل . الغريب في الامر كله ان اسرائيل وعلى خلاف عادتها في تخطيط لعملياتها وتنفيذها بشكل سري لم تخف هذا الامر وبدأت بالتحدث عنه علانية وقد يكون هذا الامر من باب الحرب النفسية المتبعة لبث الرعب داخل الطرف الاخر لكن هذا الامر وصل في بعض الاحيان الى حد تحديد الموعد ليس على وجه الدقة بل الى حصره بمدة معينة . فيما لم يحصل هذا الامر عندما استهدفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي في ثمانينات القرن الماضي ثم المفاعل السوري عام الفين وسبعة بعد ان حدث ذلك بشكل غير متوقع وبدون سابق انذار والامر ينطبق على حرب حزيران عام سبعة وستين وتسعمئة والف عندما فاجئت اسرائيل العرب بحرب اطلقت عليها تسمية حرب الايام الستة وماتلا ذلك من احتلال سيناء المصرية والجولان السورية والضفة الغربية . في مقابل ذلك يرى الكثير ان التهديدات الاسرائيلية بضرب ايران بعيدة عن الجدية ومن بينهم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الذي صرح مؤخراً بان تل ابيب غير قادرة على توجيه مثل هذه الضربة لطهران فيما يرى البعض ان عدم تنفيذ مثل هذه الضربة تكمن في عدم القدرة على تدمير برنامج ايران النووي بشكل كامل بعد ان دفع التهديد بالضربة ايران الى اتخاذ اقصى درجات الحماية لمنشآتها النووية اضافة الى ان هذه المنشآت منتشرة في طول البلاد وعرضها وهذا ما يستدعي من اسرائيل تكرار مهاجمتها لايران لمرات عدة فضلاً على صعوبة وصول الطيران الحربي الاسرائيلي الى هذه المواقع يضاف الى ذلك التهديد الايراني المباشر بضرب اسرائيل بصواريخ بعيدة المدى اذا ما اقدمت الاخيرة على شن هجومها وهو عامل في غاية الاهمية في تنظير العقلية السياسية الاسرائيلية .



______
اياد السامرائي - شبكة أخبار العراق