عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع »(1)
أخرجه مسلم.
فيه الحذر من كثرة الكلام، وأنها قد تؤدي بصاحبها إلى التزيّد في القول، من جميل كلام النووي رحمه الله في رياض الصالحين فيما معناه، أن الكلام إما أن يكون خيرا يؤجر العبد عليه، أو أن يكون شرا يأثم العبد عليه، أو أن يكون مباحا وعليه أن لا يوغل في المباحات لأنها قد تجر إلى الخطيئات، وفي الحديث أيضا الحذر من عدم التثبت فيما يقول ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾(2) وفي قراءة: {فتثبتوا} لأن عدم التثبت ينبني عليه أشياء: اتهام بريء، تبرئة متهم، الغلو في القول، أو الغلو في الذم.
والعاقل المسلم البصير في أمر دينه المحتاط لنفسه وجوارحه عليه أن يتثبت فيما يقول، وبخاصة في نقله للكلام:
أخـا العلم لا تعجل لعيب مصنف ولـم تتيقـن ذلـة منـه تعلـم
فكم أفسد الـراوي كلاما بنقلـه وكم حرَّف المنقول قوم صحفـوا
وكـم ناسخ أضحى لمعنى مغيرا وجـاء بشـيء لم يرده المصنف