إن كسب محبة الناس مهمة وهي يسيرة على من يسره الله له..
وان من الأشياء المعينة إلى الوصول إلى محبة الناس أن يقابل المسلم أخاه المسلم بوجه يشوش وابتسامة الرضا..
فهذا من أوليات التقرب إلى قلوب الناس ..ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)
وليختار المسلم من كلامه وألفاظه أجمل العبارات والألفاظ.. فهي مفتاح لكسب محبة الآخرين ...
فاللسان وسيلة قد تقربك وقد تبعدك عنهم بعد المشرق والمغرب...
لذلك إذا عطر اللسان.. وفاح على من حوله ومحدثيه بعطر الدعاء الخالص من القلب.. والثناء وإفشاء السلام وان تكالبت المشاغل عليك.. فهو عند الله عظيم.. ومفتاح إلى الدخول لقلوب الآخرين التي قد تجد منهم الآذان الصاغية.. ومن ثم الإقتداء ..وليجعله المسلم من أبواب الدعوة ..ولاسيما إن صاحب تلك المعاملة الحسنة فهي من أقوى الوسائل لنشر الإسلام.. فبآدابه وتعاليمه إن تمسكنا بها..
وعملنا بها ..جلبت الآخرين.. وهي وسيلة نضعف بها جهود أعداء الدين.. وقد يثمر ذلك بتقبل الحق.. وبذلك نسد أبواب أهل الباطل.. فلا يستطيعون النيل من الإسلام وأهله..
وقد لاتثمر محبة الآخرين حتى ترى محبة الاقربين من حولك قد اينعت..
ولا يكون ذلك بتقصيرك في حقوق الوالدين والزوجة والأولاد والأقارب والجيران.. ومن أصناف الناس الذين نكسبهم من نقابلهم في العمل.. فكسب قلوبهم من خلال تقديمك لأقصى ما تستطيع من جهد..
ولنعمل بما امرنا به صلى الله عليه وسلم ..
أحب الناس إلى الله انفعهم ..وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن..
ولكن كيف يكون تدخله ؟؟
قال تكشف عنه كربا أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا..
ولئن امشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من اعتكف شهرا في المسجد ..
ومن كف غضبه ستر الله عورته.. ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ..ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول فيه الأقدام..
وان سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ..
وهكذا يا من أحببت أن تكسب محبة الآخرين...
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك سبيلا إلى قلوب الناس إلا وسلكه ما لم يكن حراما...
فإذا كان ذلك كذلك فان ابعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم هو من لم يسلك منهجه ولم يسلك طريقه..
( أغتنم فرصة الحياة )