الجزائر: رزيقة أدرغال
لم يمرّ شهر رمضان بردا وسلاما على الجزائريين، فترمومتر الغضب عند بعضهم عرف مستوى قياسيا، لتكون لغة العنف خلال 30 يوما من الشهر اللغة الوحيدة في التعامل مع بعضهم البعض. وتشير أرقام مختلف مصالح الأمن إلى أن 1529 شخص، حوّلوا رمضان إلى شهر للعنف و''اللا عافية''.
إن كانت شياطين الجن تصفّد في شهر الصيام، فإن عصابات الإجرام من الإنس أطلقت العنان لنشاطها بزرع الرعب في نفوس السكان، وكأن شهر رمضان ضيف ثقيل على قلوبهم. ''راني مريض''، كلمة السر التي تداولها الشبان خلال الشهر، تدل على الحالة النفسية السيئة، وتعكر المزاج لديهم، خاصة بالنسبة للمدمنين على التدخين ومادة الكافيين التي تكثر نسبتها في القهوة والشاي، ويبقى الصيام الشماعة التي يعلقون عليها أخطاءهم.
وفي هذا السياق، تشير أرقام الشرطة القضائية والأمن العمومي إلى أن أكثر من 80 بالمائة من الجرائم التي ارتكبت في رمضان تتعلق بالضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض وحمل السلاح المحظور والسرقة بالنشل، رغم أن 5000 شرطي جند في إطار المخطط الأمني الخاص بالشهر.
وخلال نفس الفترة، تمت معالجة 3717 قضية خلال النصف الأول من الشهر، وتوقيف 1129 شخص، 729 منهم أحيلوا على العدالة، و400 آخرين أودعوا الحبس المؤقت، مع حجز سيوف وخناجر، وكلاب شرسة مثل ''البيتبول'' و''الرودفايلر''.
وكانت آخر قضية عالجتها الشرطة القضائية التابعة لأمن المقاطعة الإدارية للدرارية، توقيف ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و25 سنة، زرعوا الرعب في نفوس السكان، إذ كانوا يقومون بالسرقات باستعمال أسلحة بيضاء ودراجة نارية مسروقة، إضافة إلى سيارة نفعية استعملت في نقل المسروقات.
مصالح الدرك الوطني هي الأخرى سجلت أكثر من 730 حالة اعتداء مع توقيف 400 شخص على الأقل، ارتكبوا جرائم الضرب والجرح العمدي المتبادل والسرقة المتبوعة بالعنف. وكان الاعتداء على سائقي السيارات من أهم القضايا المسجلة خلال رمضان. المصدر الخبر