فائدة ثمينة في تفسير كلمة التوحيد // الشيخ عبد الرزاق البدر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فائدة ثمينة في تفسير كلمة التوحيد // الشيخ عبد الرزاق البدر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-21, 21:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي فائدة ثمينة في تفسير كلمة التوحيد // الشيخ عبد الرزاق البدر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هذه فائـدة طيِّبة مباركة من الشيخ:
عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر -حفظهما الله- في تفسير كلمة التوحيد أسال الله أن ينفع بها:

قال -حفظه الله-:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله وسلم عليه وعلى آلـه وأصحابه أجمعين-، أما بعد:
فهذه فائدة ثمينة للغاية وعظيمة ومهمة أن من الأحاديث العظيمة في تفسير التوحيد وبيان معناه التهليلات التي ثبتت في الصحيح دبر كل صلاة، أن النبِّي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول ويهلل دبر كلِّ صلاة، فيقول: ((
لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير. لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النِّعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدِّين ولو كره الكافرون)).
فهذه تهليلات من السنة أن يأتي كل مسلم دبر كل صلاة، وهي ثلاث تهليلات، ثلاث مرات دبر الصلاة تقول:
لا إلـه إلا الله. وفي كلِّ مرة من هذه المرات أتبِعت هذه الكلمة بما يُفسِّرها ويُوضِّح معناها.
في المرَّة الأولى: تقول: ((
لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه)). وقد عرفت أن لا إلـه إلا الله فيها: نفي وإثبات؛ نفي للعبودية عن كلِّ من سوى الله، وإثبات للعبودية بكلِّ معانيها لله وحده. فقوله: ((وحده لا شريك له)) فيه تأكيد للإثبات والنفي، لأن قولـه: وحده هذا تأكيد للإثبات، وقولـه: لا شريك لـه تأكيد للنفي. لا إلـه إلا الله؛ نفي وإثبات، أُكِّد أن الإثبات بقولـه: وحده، وأُكِّـد النفي بقولـه: لا شريك لـه؛ وحده لا شريك له. ثم قولـه: لـه الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير، هذه براهين ودلائل لوجوب توحيد الله وإخلاص الدِّين لـه.
المرَّة الثانيـة: قال: ((لا إلـه إلا الله ولا نعبد إلا إياه، لـه النِّعمة ولـه الفضل ولـه الثناء الحسن))، قولـه: ((ولا نعبد إلا إياه)) هذا ما هو؟ هذا مدلول لا إلـه إلا الله، هذا هو مدلولها، مدلول لا إلـه إلا الله أن لا نعبد إلا الله، هذا مدلولها. فذُكِر في المرَّة الثانية المدلول. المرة الأولى تأكيد، والمرة الثانية ذكر المدلول، ولا نعبد إلا إياه، هذا هو مدلول إلا إله إلا الله، ثم ذُكرت البراهين؛ له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، هذه براهين على وجوب إخلاص الدِّين لله وإفراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة.
في المرَّة الثالثـة: قال: ((
لا إلـه إلا الله مخلصين له الدِّين ولو كره الكافرون))، وهذا فيه معنى لا إلـه إلا الله وأنها تعني إخلاص الدِّين لله، ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)).
لا حظ هنا؛ إذا كان المسلم يُهلِّل بهذه التهليلات دبر كلِّ صلاة ويستحضر المعنى ماذا يكون لهذا من الأثر في ترسيخ التوحيد وتمكينه في القلب، التثبيت له وتوسيع مساحته في النفس، واستذكاره واستحضاره ومدارسته، هذه مدارسة للتوحيد دبر كل صلاة، ومذاكرة للتوحيد دبر كل صلاة، ((
لا إله الله وحده لا شريك لـه، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إلـه ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدِّين ولو كره الكافرون)). فإذا كان المسلم دبر كلِّ صلاة يأتي بهذه التهليلات العظيمة ويستحضر معناها هذا كله داخل في باب ترسيخ التوحيد والتمكين له في القلب والتوسيع لمساحته في نفس المسلم مما يكون لهذا الذكر الأثر المبارك.
أما من يأتي بهذه الكلمات ولا يعي معناها ولا يعرف مدلولها، فهذا من أبعد ما يكون أن يكون لهذا أثر عليه، ولهذا بعض الناس من الجُهَّال الضُلَّال الناشئين على باطل تجده بعد الصلاة يقول: لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير، ثم إذا فرغ من التهليل رفع يديه وقال: مدد يا فلان، الحقني يا فلان، وهذا سمعته بنفسي يُهلِّل بعد الصلاة ثم خشع وبكى وأنا أستمع إليـه، خشع وبكى وسمعته أثناء الدعاء رفع صوته قليلا وقال: مدد يا رسول الله، وهو قبل قليل يقول لا إلـه إلا الله وحده لا شريك لـه له الملك وله الحمد. هل هذا فهم هذا التهليل؟ هل هذا عرف معناه؟ ولهذا نلاحظه يقوله الآن وبعدها بدقيقة واحدة ينسفه لأن دعاء الرسول او دعاء الأولية أو دعاء الصالحين هذا ناقض للا إلـه إلا الله من الأساس، وهادم لها من الأصل، فذلك الرَّجل الذِّي أشرتُ إليه تحدَّثت معه حول هذه المعاني وأحمد الله -سبحانه وتعالى- أنه من ساعته فهم وتاب من هذ الأمر الذِّي هو عليه لكنَّه بسبب دعاة الباطل وأئمـة الضلال والنشأة أيضًا في أوساط أهل الطرق الباطلة أوصلته إلى هذا الموصل، أن يقول كلمة التوحيد وفي نفس اللحظة ينقضها بالشِّرك والعياذ بالله والتنديد.
فالشاهد أن هذه التهليلات من كان مواظبًُا عليها، مكرِّرًا لها دبر كلِّ صلاة وهو يعي معناها ويعرف مدلولها هذا من أعظم ما يكون في ترسيخ التوحيد وتثبيته والتمكين له في القلب.
والله تعالى أعلم وصلَّى الله وسلَّم على عبد ورسولـه، نبيِّنا محمد وآلـه وصحبه أجمعين.
انتهى كلامه حفظه الله
تفريغ: تصفية وتربية
لتحميل الملف الصوتي:

هنا








 


قديم 2012-07-21, 22:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
charroufaq
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

حفظه الله.merci










قديم 2012-07-21, 23:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو مسلم السلفي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ابو مسلم السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك اله فيكم وسدد خطاكم ارجو ان اضيف لو سمحتم هاته الكلمات للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
مع اسفنا على الازعاج وفقكم الله
أهمية التوحيد



إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا ومن سيّئاتِ أعمالنا، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُُه، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71].



أمّا بعد
: فإنّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمّدٍ r، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار.

أمّا بعد


: فَيُسْعِدُني أن أتكلَّمَ في موضوعٍ مهمٍّ لا يبلغُه موضوعٌ آخر ولا يقاربُه في الأهمِّية، وهو موضوعُ التوحيد وأهميتُه الذي يقول فيه الإمامُ ابنُ تَيْمِيَةَ ـ رحمه الله ـ: <التوحيدُ سرُّ القُرآن، ولبُّ الإيمان> ويقول الإمامُ ابنُ القيّم ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن تكلّم عن عقائدِ أهلِ الضَلال، من أهلِ الاتحاد ـ دعاةِ وَحْدَةِ الوجود ـ والجهمية والمعتزلة وغيرهم من الفرقِ الضالة قال: <إنّ التوحيدَ الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب فشيءٌ وراءَ ذلك كلِّه>.


ثم قال: <التوحيدُ نوعان: توحيدٌ في المعرفةِ والإثبات وتوحيدٌ في الطلبِ والقصد،


فالنوعُ الأوَّل: توحيدُ المعرفةِ والإثبات؛ فهو حقيقةُ ذاتِ الرّبِ وأسمائِه وصفاتِه، وأفعالِه، واستوائه فوق سماواتِه على عرشِه ـ سبحانه وتعالىـ، وإثباتُ عمومِ قضائه وقدرِه وحكمِه، وقد أفصحَ القرآنُ عن ذلك جِدَّ الإفصاح كما في أوَّلِ سُورةِ الحديد وأوَّلِ سورة طه وآخرِ سورة الحشر وأوَّلِ سُورة آل عمران وغيرِ ذلك من السُّور التي تضمّنت هذا النوعَ من التوحيد،




وأما النوعُ الثاني:


فهو ما تضمنته سُورةُ الإخلاص و﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ﴾ ، وما تضمنَهُ قولُ الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِن دُونِ اللهِ﴾ [آل عمران: 64]، ومثل ما تضمّنته أوَّلُ سُورةِ ﴿تَنْزِيلُ الكِتاب…﴾ ،وجملةُ سورةِ الأنعام وأوَّلُ سُورةِ الأعراف وآخرُها، بل غالبُ القرآنِ في التوحيد،




بل القرآنُ كلُّه في التوحيد، وذلك أنّ القرآنَ إمّا خبرٌ عن اللهِ وأسمائِه وصفاتِه وأفعالِه، فذلك هو التوحيدُ العلميُّ الخبري
وإمّا دعوةٌ إلى عبادتِه وحدَه ـ سبحانه وتعالى ـ، وخَلْعِ ما يُعْبَدُ من دُونِه، فهو توحيدُ الطلبِ والقصد،

وإمّا أمرٌ ونهيٌ وإلزامٌ بطاعته في أمرِه ونهيِه، فذلك من مكمّلاتِ التوحيد،

وإمّا خبرٌ عن أوليائه، وما كافأهم به في الحياة الدنيا وما يجزيهم به في الآخرة، فهذا جزاءٌ على التوحيد،

وإما خبرٌ عن أهل الشرك وما نَزَل بهم من النَكالِ في الحياة الدنيا، وما يَحِلُّ بهم من العقابِ في الأخرى، فذلك جزاءُ من خَرَج عن حُكمِ التوحيد،


فالقرآنُ كلُّه في التوحيد، وفي أهلِه وجزائِهم وفي من خالفَ التوحيدَ من أهل الشِّرك وجزائِهم،فأعاد القرآنَ كلَّه للتوحيد>. وهذا يدلّ دلالةً عظيمة جدًّا على أهمية التوحيد، ولا يَعرِف هذه الأهمية الكبيرة العظيمة إلاّ أئمةُ التوحيدِ من الرُسُلِ الكرام أولي العدل وغيرهم، ولا يعرفه إلاّ من حذا حذوهم في الاهتمام بهذا التوحيد والدعوة إليه.

1-ب-ذلكم أن اللهَ ـ تبارك وتعالى ـ ما خَلَقَ السّموات والأرض والجنّ والإنس والجنّة والنار، وشرع الجهادَ، وكثيرًا من الأمور العظيمة، كلُّ ذلك من أجل هذا التوحيد، وعلى رأسِ التوحيد كلمةُ التوحيد ـ لا إله إلاّ الله ـ على لسان كلِّ رسول وعلى لسان كلّ نبي، ويلهج به الملائكة الكرام، ويكفينا قولُ الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ ` مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِن رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ` إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 56 ـ 58]،
فبيّن لنا أنّه لم يخلقنا لغرضٍ من الأغراض ـ جلّ وعزّ ـ وتَنَزَّه عن ذلك وإنّما خَلَقَنَا لعبادته، هذا الربُ العظيم الجليلُ الكبير الذي لا نستطيع أن نصفَه ولا نُخبر عن وصفه إلاّ بما أخبر به هوـ تعالى وتقدّسـ عن نَفْسِه، وأُحِبُّ أن أقرأ بعضَ الآيات التي تُنَّوِهُ عن عظمةِ الله سبحانه وتعالى وجلاله وعظمتِه، وأنّه سيّدُ هذا




الكون وربُّه والمسيطر عليه من أجل ذلك هو يستحقّ العبادة وحدَه ـ سبحانه وتعالى ـ، وأن يُخْلَصَ له الدّين، ولا نستطيع أن نُعَبِّرَ عن هذا الشيء، ولكنَّنَا نستوحي آياتٍ من القرآن تدلُّ على عظمةِ ربِّنا الجليل العظيم الذي يستحقّ هذه العبادة ويستحقّ أن نذل له، وأن نخضع له، وأن نستحييَ منه ـ سبحانه وتعالى ـ قال الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﴿عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ` سَوَاءٌ مِنكُم مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ و َسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ هذه من صفات عظمته وجلاله ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِن دُونِهِ مِن وَالٍ ` هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ` وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ﴾ ـ شديدُ الأخذ، شديدُ البطش ـ ﴿لَهُ دَعْوَةُ الحَقِّ﴾ ـ وحده سبحانه وتعالى ـ ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ ` وَللهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلاَلُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾.

هنا نقف خاشعين أمام عظمة الله ـ تبارك وتعالى ـ التي صرحت بها هذه الآيات، فالله العظيم، الجليل، الكبير، العالم بكلّ شيء الذي لا يخفى عليه شيء، ولا يقف في وجه إرادته شيء ـ سبحانه وتعالى ـ، ويخضع له من في السّموات والأرض، وتخضع له الملائكة ـ سبحانه وتعالى ـ وأنا لا أستطيع أن أعبّر...، والمقام لا يتسع لتفسير هذه الآيات، ولكن قد يكفيكم أن أَقرأَها عليكم وآياتٍ أخرى في هذا المعنى، تدلُّ على جلالِ الله وعظمتِه وعزّتِه وكبريائِه وعليائِه ـ سبحانه وتعالى ـ الذي تتضاءل كلُّ عظمةٍ وكلُّ جلالةٍ أمامَ عظمته، بل ليس هناك جلالةٌ وعظمةٌ أمام عظمةِ هذا الواحد القهار المعبود بحقّ ـ سبحانه وتعالى ـ الذي قال ـ سبحانه وتعالى ـ ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ﴾ [الحج: 18] ـ سبحانه وتعالى ـ كلّ شيء يسجد له ويخرُّ خاضعًا ذليلاً لعظمته، الملائكة والأشجار والسماوات والأرض ومن فيها، وعظمة المخلوقات مهما بلغت من عظمة تتضاءلُ أمام عظمتِه، هذا الربُّ الذي يدعو الأنبياءُ إلى عبادته ـ سبحانه وتعالى ـ يدعون الأممَ الذين ذلّوا أمام الأشجار والأحجار وأمام الجنّ والشياطين، وتجاهلوا عظمةَ الله ـ تبارك وتعالى ـ، واستولى عليهم الشيطانُ وعبَثَ بعقولهم في الماضي ولا يزال، هذا العدوّ الألدّ الذي حذَّر الله ـ تبارك وتعالى ـ منه البشرية ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ` وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾. [يس : 60]

هذه دعوةُ الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يدعون إلى عبادةِ هذا الربّ العظيم ـ عز وجلّ ـ، والذي وصف نَفْسَهُ في كُتُبِه المقدّسة، ووصف نفسه في هذا الكتاب العظيم في الآيات والسُّور، بل في القرآن كلِّه؛ كما ذكر ذلك ابنُ القيّم، ولعلِّي أَقرأُ بعضَ الآيات التي أشار إليها ابنُ القيم؛ لتدلّنا على عظمةِ الله، وتدفعنا إلى محبتِه والخضوعِ له والإخلاصِ له وإجلالِه وتقديسِه والخضوعِ لجلاله سبحانه وتعالى، في حين أصبح كثيرٌ من الناس يخضعون لبعضهم بعضًا أكثر مما يخضعون لله العليّ الكبير، الذي خضع له كلُّ شيء، وذلّ له كلُّ شيء ـ سبحانه وتعالى ـ، فلا ينبغي للعبد أن يكون عبدًا إلاّ لله، ولا يخضع إلاّ لعظمته وجلاله ـ سبحانه وتعالى ـ؛ يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ ﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ` هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [الحشر: 23 ـ 24].

سبق في ما نقلت لكم من كلامِ ابنِ القيم أنّه لا تخلو آية إلا وهي متضمّنَةٌ للتوحيد، انظر إلى هذه الآيات في آخر سورة الحشر، تضمنت توحيدَ الألوهية في قوله: ﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾، توحيد الأسماء والصفات في قوله: ﴿عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ...﴾ ،توحيد الربوبية في قوله: ﴿هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾، فهذه الآيات القليلة في آخر سورة الحشر تضمنت كلَّ أنواعِ التوحيد،توحيد العبادة، توحيد الأسماء والصفات، توحيد الربوبية، ويقول الله ـ تبارك وتعالى ـ في أول سورة الحديد التي أشار إليها الإمام ابن القيم رحمه الله: ﴿سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ` لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ` هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحشر: 1 ـ 3]، تضمنت أنواعَ التوحيد الثلاثة، فقوله سبحانه وتعالى ﴿سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أي: خضع لله وعبد الله، وهذا توحيد العبادة، وقوله تعالى ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ هذا توحيد الربوبية، وقوله تعالى: ﴿هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ هذا توحيد الأسماء والصفات، فالقرآن يحتاج إلى تدبُّر، وإلى عقولٍ واعية تعيه، وتعرف قدرَه، وقدرَ مُنْزِلِه ـ ربّ السماوات والأرض ـ هذا الرب العظيم، وقدر هذا الرسول العظيم الذي أُنزل عليه هذا القرآن، فَنَعْلَمُ هذا القرآن ونَعْمَلُ به بعد التدبُّر والتعقُّل والتفهُّم والإدراك الواعي لمرامي القرآن ومقاصدِه، خاصةً فيما يتعلّق بذات الربِّ وأسمائِه وصفاتِه، وما يستحقّه من العبادةِ والتقديرِ والتعظيمِ والإجلالِ والهيبةِ والخوفِ والحياءِ والمحبّةِ والذُلِّ إلى آخر أنواع العبادات التي نعرفها من هذا القرآنِ العظيم ومن سنّةِ نَبِيِّنَا الكريم عليه الصلاةُ والسّلام.










قديم 2012-07-22, 13:18   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة charroufaq مشاهدة المشاركة
حفظه الله.merci
بارك الله فيكم









قديم 2012-07-22, 15:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اختاه الفاضلة علىالفائدة القيمة وحفظ الله الشيخ الجليل
توقفت في هذه درر المتناثرة فتمعنت وتدبرت لشيخ حفظه الله
قوله
ويمكن أن نقول: أن التوحيد شجرة مباركة لها أصل ولها فرع ولها ثمار، أصل
هذه الشجرة ومكان غرسها القلب، تغرس في القلب، ثم تتفرع منها الفروع الطيبة
والأغصان الزاهية، وتثمر الثمار اليانعة، التوحيد شجرة طيبة، وقد مر معنا
قريبا قول الله تعالى في سورة إبراهيم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ
مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿24﴾﴾ [إبراهيم: 24] هذا هو التوحيد، التوحيد
شجرة طيبة مباركة لها أصل ثابت، ولها فرع، ولها ثمار، وأصل هذه الشجرة في
القلب ويتفرع عن هذه الشجرة الفروع المباركة، ثم هي تثمر الثمار اليانعة في
الدنيا والآخرة، وقد جاء في حديث في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر:
(أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا أُتي بجُمَّار نخلة فأكل منه) وجمار
النخلة قلبها، فأكل منه وهو حلو الطعم، حسن المذاق، أكل منه -عليه الصلاة
والسلام- (ثم وضعه أمامه وقال للصحابة : أخبروني بشجرة لا يتحات ورقها ولا
ولا.. وذكر صفات لها جعلها الله مثلًا للمؤمن؟ الصحابة يقول ابن عمر: خاضوا
في شجر البوادي، أشجار البوادي عادة قوية ومتماسكة وأوراقها ليست سريعة
التساقط فخاضوا في شجر البوادي، أمامهم جمار النخلة ما منهم واحد قال : هي
النخلة، يقول ابن عمر فوقع في قلبي أنها النخلة، فلم أتكلم لمكان أبي وأبي
بكر كانا في المجلس، وهذا من أدب الصحابة -رضي الله عنهم- يقول: فلما انتهى
المجلس قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي النخلة).

إذن النخلة جعلت مثلا للمؤمن، والنخلة شجرة مباركة هي أفضل الشجر، يكفيها
فضيلة أن الله جعلها مثلا للمؤمن.

التوحيد شجرة مباركة لها ثمار، ثمار التوحيد متوالية ومتتالية على صاحبها
في الدنيا والآخرة، فكم للتوحيد من الفضائل وكم له من الثمار؟ وكم له من
الآثار والمنافع والعوائد الحميدة على صاحبه في الدنيا والآخرة.

من فوائد التوحيد أنه سبب لنيل الفلاح وقد مر معنا قول نبينا -عليه الصلاة
والسلام- (قولوا لا إله إلا الله تفلحو) والله -جل وعلا- قال في القرآن: ﴿
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
﴿5﴾﴾ [البقرة: 5] وكلمة "فلاح" تعني حيازة الخير، حتى قيل: إنه أجمع كلمة
قيلت في حيازة الخير. فالفلاح هو حيازة المفلح لخيري الدنيا والآخرة، فكيف
يحوز المسلم الخير في الدنيا والآخرة؟ بتوحيد الله وإخلاص الدين له -سبحانه
وتعالى-.

ومن ثمار التوحيد وفضائله وآثاره المباركة الطيبة أنه سبب الأمن والاهتداء
في الدنيا والآخرة كما قال الله -عز وجل-: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ
يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُم
مُّهْتَدُونَ ﴿82﴾﴾ [الأنعام: 82] أمن تام واهتداء تام في الدنيا والآخرة
للموحد.










قديم 2012-07-23, 11:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مسلم السلفي مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك اله فيكم وسدد خطاكم ارجو ان اضيف لو سمحتم هاته الكلمات للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
مع اسفنا على الازعاج وفقكم الله


وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على الإضافة الطيِّبة وحفظ الله شيخنا الربيع











قديم 2012-07-23, 15:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
mbkingdom
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










قديم 2012-07-23, 16:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
hocine2007347
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hocine2007347
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2012-07-23, 23:06   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
مسافرة الى الله
رحِمَـــها الله
 
الصورة الرمزية مسافرة الى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماشاء الله ربي يبارك فيك اختي ويصونك ويزقك ما تحبي بارك الله فيك










قديم 2012-07-24, 10:58   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة السلفية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اختاه الفاضلة علىالفائدة القيمة وحفظ الله الشيخ الجليل
توقفت في هذه درر المتناثرة فتمعنت وتدبرت لشيخ حفظه الله
قوله
ويمكن أن نقول: أن التوحيد شجرة مباركة لها أصل ولها فرع ولها ثمار، أصل
هذه الشجرة ومكان غرسها القلب، تغرس في القلب، ثم تتفرع منها الفروع الطيبة
والأغصان الزاهية، وتثمر الثمار اليانعة، التوحيد شجرة طيبة، وقد مر معنا
قريبا قول الله تعالى في سورة إبراهيم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ
مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿24﴾﴾ [إبراهيم: 24] هذا هو التوحيد، التوحيد
شجرة طيبة مباركة لها أصل ثابت، ولها فرع، ولها ثمار، وأصل هذه الشجرة في
القلب ويتفرع عن هذه الشجرة الفروع المباركة، ثم هي تثمر الثمار اليانعة في
الدنيا والآخرة، وقد جاء في حديث في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر:
(أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا أُتي بجُمَّار نخلة فأكل منه) وجمار
النخلة قلبها، فأكل منه وهو حلو الطعم، حسن المذاق، أكل منه -عليه الصلاة
والسلام- (ثم وضعه أمامه وقال للصحابة : أخبروني بشجرة لا يتحات ورقها ولا
ولا.. وذكر صفات لها جعلها الله مثلًا للمؤمن؟ الصحابة يقول ابن عمر: خاضوا
في شجر البوادي، أشجار البوادي عادة قوية ومتماسكة وأوراقها ليست سريعة
التساقط فخاضوا في شجر البوادي، أمامهم جمار النخلة ما منهم واحد قال : هي
النخلة، يقول ابن عمر فوقع في قلبي أنها النخلة، فلم أتكلم لمكان أبي وأبي
بكر كانا في المجلس، وهذا من أدب الصحابة -رضي الله عنهم- يقول: فلما انتهى
المجلس قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي النخلة).

إذن النخلة جعلت مثلا للمؤمن، والنخلة شجرة مباركة هي أفضل الشجر، يكفيها
فضيلة أن الله جعلها مثلا للمؤمن.

التوحيد شجرة مباركة لها ثمار، ثمار التوحيد متوالية ومتتالية على صاحبها
في الدنيا والآخرة، فكم للتوحيد من الفضائل وكم له من الثمار؟ وكم له من
الآثار والمنافع والعوائد الحميدة على صاحبه في الدنيا والآخرة.

من فوائد التوحيد أنه سبب لنيل الفلاح وقد مر معنا قول نبينا -عليه الصلاة
والسلام- (قولوا لا إله إلا الله تفلحو) والله -جل وعلا- قال في القرآن: ﴿
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
﴿5﴾﴾ [البقرة: 5] وكلمة "فلاح" تعني حيازة الخير، حتى قيل: إنه أجمع كلمة
قيلت في حيازة الخير. فالفلاح هو حيازة المفلح لخيري الدنيا والآخرة، فكيف
يحوز المسلم الخير في الدنيا والآخرة؟ بتوحيد الله وإخلاص الدين له -سبحانه
وتعالى-.

ومن ثمار التوحيد وفضائله وآثاره المباركة الطيبة أنه سبب الأمن والاهتداء
في الدنيا والآخرة كما قال الله -عز وجل-: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ
يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُم
مُّهْتَدُونَ ﴿82﴾﴾ [الأنعام: 82] أمن تام واهتداء تام في الدنيا والآخرة
للموحد.



وفيكِ بارك الرحمن أختي
جُزيتِ خيرًا على الإضافة الطيِّبة
نسأل الله أن يُحيينا على التوحيد وأن يتوفانا عليه وأن يبعثنا عليـه










قديم 2012-07-24, 11:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محب مدخلي السنة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت يداك وبورك ما خطت أناملك أخيتي،فاليد تشهد يوم القيامة لصاحبها أو عليه، وهي من النعيم الذي نسأل عنه

جزيت الحسنى...والزيادة









قديم 2012-07-24, 11:38   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا على النقل الطيب










قديم 2012-07-24, 12:59   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
william12
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2012-07-31, 13:57   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد جديدي التبسي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد جديدي التبسي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

فائدة قيمة بحق جزاكم الله خيرا
بارك الله في الشيخ وحفظه وشكرا جزيلا لك










قديم 2012-07-31, 14:24   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الزيتون
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الزيتون
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
بليوة, فائدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc