قصة حب مؤلمة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة حب مؤلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-29, 22:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وليد بن عرفة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










M001 قصة حب مؤلمة

شاب مصاب بسرطان لا أمل في شفائه .. ولد به.. في ربيعه السابع عشرة و يترقب الموت في أي لحظة... قابع طيلة يومه في البيت تحت رعاية والدته.رغب يوما أن يخرج من البيت لبعض الوقت ... ترجى أمه ... بعد إلحاح وطلب مشوب بتوسلات قبلت أمه على مضض ... وراح يتنزه في الطرقات بلا هدف ، يشاهد المتجر هذا ليتوقف عند المتنزه ذاك ثم يواصل مشيه إلى أن استرعى انتباهه محل بيع أشرطة الأغاني .

كانت به فتاة في ريعان الصبا، لو أمكن للجمال أن يتجسد لكان جسم الفتاة هذه محله ، من فرط جمالها وقف الشاب مشدوها ، وكان الحب من أول نظرة.قدم رجلا و أخّر أُخرى ، كما يقولون ، تردد في الدخول ، غابت عنه الحجة ، و في الأخير وجد نفسه أمامها، أسرته بابتسامتها ، تسارع نبض قلبه و هو يرى تراصف أسنانها البلورية و شفتيها المعسولتين ، و أربكه وشاح البراءة المشع من جبينها و هي تسأله: هل بإمكاني مساعدتك؟
كان صوتها مرمرا متكسرا على أرضية من رخام .. تلعثم الفتى ... وقال: حسنا ...أمممم !!! أريد شراء شريط غنائي .
أخذ شريطا قُبالته ، كيفما اتفق ، و أعطاها ثمنه...
- ألا ترغب في أن أغلفه لك ؟ قالت له ذلك بابتسامة كأنها صنارة ، طعم، قيد ، سحر، تعويذة أسرته بها و جعلته مسمرا في مكانه ما من بُدّه إلا الرد بابتسامة وهزة رأس تعني : نعم.أخذت الفتاة الشريط بكل همة و غابت داخل مكتب ، ثم ما لبثت أن عادت و الشريط بيدها مغلفا أحسن تغليف و بورق زاه مورد. أخذ الشاب الشريط المغلف وغادر المكان عائدا إلى البيت بقلب خافق.

من يومه ذاك، أصبحت زيارة المحل عادته و ديدنه ، كل صبيحة يزور الوجه المشرق و يرتوي بالإبتسامة الشافية و يحمل شريطا و يعود إلى البيت مزهوا ، ليضعه جانبا دون فتحه.
ما أصعب أن يمتزج بداخلك مرض لا شفاء له بخجل لا دخل لك فيه !!! كان الفتى خجولا، ولطالما حاول جاهدا أن يكلم الفتاة البهية ، يطلب منها أن ترافقه في نزهة أو ما شابه ، غير أن الشجاعة كانت دائما تخونه ، كان الخجل يقف بينه و بينها حاجزا لعينا.... لاحظت أمه تغيرا في سلوكه ... فرحت بذاك التغيير ... أفضى لها بمكنون فؤاده...فراحت تشجعه و تشد من أزره.
في اليوم الموالي ، ذهب الفتى للمحل بعزيمة لا تُـفـَل وفي نيته الكلام معها مهما كان الثمن ...و كالعادة اشترى شريطا...غلفته له بغلاف جذاب ... غير أنها كانت جد منهمكة و كانت الطلبات كثيرة عليها ..لذا ترك رقم هاتفه قرب صندوق التخليص وغادر المحل .في الغد ، لم يزر الفتى المحل ...بيدها رقم الهاتف .. حاولت الفتاة الإتصال به ...ردت الأم محاولة معرفة من المتكلم. قالت : انا فتاة محل بيع أشرطة الأغاني... ارغب في التحدث مع ابنك.... بكت الأم ..... انهارت بكاءا.
سألت الفتاة : ما الأمر؟ ماذا هناك؟
- ألا تعلمين ؟ مات بالأمس.- وكان صمت رهيب في الطرف الثاني من الهاتف..وجوم...مرت أيام...حنّت الأم لإبنها...صعدت إلى غرفته لترتيبها...بدأت بخزانة ملابسه ... وكانت مفاجأتها...رأت كومة أشرطة مغلفة بأغلفة زاهية براقة لم تفتح أبدا...لم تتمالك نفسها ...أثارت كثرة الأشرطة فضولها ففتحت أحدها.عند تقطيعها غلاف أحد الأشرطة ، سقطت وريقة صغيرة...حملتها لتقرأ:
- هاي !!! إنك ظريف ...لكم أتمنى أن نتقابل و نقضي أوقاتا جميلة مع بعض...... صوفياسقطت دمعتان حارتان ، انحدرتا على خدي الأم و هي تفتح الشريط الثاني، لتجد وريقة اخرى بها نفس العبارة ،.....وينهمر الدمع ... وتفتح شريطا آخر ..وتسقط وريقة أخرى ... وآخر ..و أخرى...
كان بكل شريط وريقة بها نفس الأمل بلقاء موعود.


*****
المصدر: مدونة يوميات الوجع و الحنين.
*****








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مؤلمة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc