مدخل :
ضربَتْ له موعدا مع الْحب ، وضرب لَها موعدا مع الْخيانة ،
وضرب القدر لَها موعدا مع كشف الْحقيقة ..
في مرحلة من الحنين ، أخذت حقيبة يدها واتجهت صوب الباب وخرجت ،
استقلت سيارة أجرة وطلبت من السائق التوجه إلى المحطة ،
كانت مليئة بمشاعر الحب ولم يبقَ لديها من الصبر ما يكفي لتنتظر لعطلة نهاية الأسبوع .
حملت ما بها من تعب يكسو جسدها النحيف وذهبت إليه .
كانت ما تزال في سنتها الأولى من عمر الزواج ، وشاء مزاج القدر أن يرمي بها في وظيفة بعيدة عن مقر عمل زوجها.
وهي في الحافلة المتجهة إلى المدينة الكبيرة عبر الطريق الرئسية ، توقفت حواسها عند عتبة الصمت ،
وحده ضجيج الكلمات داخلها يمارس سطوته و كفوهة بركان على بُعْدِ خلسة سينفجر مذكرا إياها بمسؤولياتها المزدوجة ..
بَعدَ ساعة من الزمن وصلت إلى بيتها و الذي عملت على أن لا ينقصه شيء، فكل مَا فيه بِهِ من لمستها الخاصة نسبة كبيرة،
إن لم يكن كله ، وحتى من خصوصيات زوجها كانت حريصة على أن تقنعه بذوقها وبما تراه هي مناسبا له.
تسللت بخفة إلى الحمام مستغلة فرصة غياب عبد الوافي لتستحم وتنفض عنها غبار التعب و السفر ، تزينت له و تأنقت
ترقبا لليلة حميمية نادرا ما تسمح لعبة الحياة بأن تتكرر ..
دقت ساعة اللهفة ما بعد منتصف الانتظار ، فسمعت خطى تقترب من الشقة ، واقتربت هي
من الباب في الداخل جهة الخلف وكأنها تأخذ لنفسها دورا كانت مستعدة له على خشبة المسرح لتفاجئه ،
فإذا بعطر أنثوي يخترق أنفاسها من تحت الباب و يخنق أنوثتها عن سبق إصرار ..
عبد الوافي إذن لا يحتاج مثلها لقطع المسافة بينهما ليشم عطرها الأخآذ فمئات العطور الرخيصة على بُعْـد شارع .. ~،؛/
مخرج :
ما أصعب أن نقف أمام أشخاص هم بالأصل ثقتنا في الحياة ،
لأننا نكتشف وجعنا الدفين وضعفنا بهم ،
و الأصعب أننا نكتشف أمامهم غباءنا الباذخ ../؛،~
بِقَلَمِي بتَارِيخ :25 مارس 2012