الفصلالثالث
شخصياتومؤلفات
بحوثجديدة
قد يكون من الإسهـابغير المجدي أن نذكر جميع الشخصيات العظيمة التي كان لها السبق في تكوين الطبالإسلامي والذين كان لحكمتهم ومعرفتهم الفضل في تطور علم الطب، علي أنه قد يكونأيضاً من الإجحاف عدم ذكرهم ولو باختصار كدليل إعجاب واحترام ولكي يعم ذكرهم أرجاءالعالم لمكانتهم في تطور الطب.
على قمة هذهالمجموعة من الأطباء العرب الحارث بن كلدة الذي ظهر في القرن الأول للإسلام (توفيعام 734 م)، وكان قد درس في فارس وهو أول من تثقف علمياً من العرب في شبه الجزيرةوحصل على لقب الشرف (طبيب) في الطب حسب قواعد العصر، وقد خلفه النضر بن الحارث،وكانت أمه خالة النبي عليه السلام.
ومن الأطباء الذينضمهم ديوان الأمويين كان أبرزهم ابن آثال وتياذوق Tuyadhuq ولا زالت بعض المصطلحاتالتي أطلقها تستخدم حتى، وقتنا الحاضر، كذلك نجد الطيب البارز ماسرجويه Masar Jawayh وهو من أصل فارسي وقد ترجم من السريانية إلى العربية بحثاً طبياً كتب أصلاًباليونانية يسمى " اهرون " Ahrun والذي يعد أول كتاب علمي كتب باللغة العربية وقدذكر أن الخليفة الوليد قام بعزل المرضى المصابين بالجذام وأعطائهم علاجاًخاصاً.
ومن بين الشخصياتالبارزة في الطب الإسلامي والتي تناستها أوروبا الغربية، مع الأسف، كان علي بنعيسى، أعظم طبيب مشهور للعيون، في العالم الإسلامي، وابن جزلة الذي كنب أهم بحثعلمي عن العلاجات الطبية.
وفي الحقيقة قد يطولبنا السرد إذا أردنا ذكر جميع أسماء أعلام الطب العربي، ولكننا ننهي هذا البحثبإلقاء الضوء على كثير من المؤلفات غير المعروفة تماماً والتي صنفها العلماءالمسلمون ورغم أهميتها فلم تحظ بالذكر حتى وقتنا الحاضر.
فبعد البحث الطويلتمكنت من تحقيق مؤلفات هامة كثير منها مستقاة من ترجمات عن المؤلفات اليونانيةالقديمة جداً وأشياء أخرى لا يمكن تعويضها وجميعها أصول. وأقدم هنا نماذج يمكن أنتكون ويجب أن يستفاد بها كأساس للبحث في المستقبل.
أولاً العمل الهامالذي أنجز في أسبانيا المسلمة على يد الطبيب ابن زهر الذي يعتبر استمرإراً لاتجاهأبقراط(525- 113م) .
ثانياً: إن إستخدامسلسلة السببية واللاقياس والتجربة هي ما يميز الاتجاه البحت المحكم لعلماء المسلمين (والذي اتبعته مدرسة القواعد العربية بالكوفة) وأهميتها العظمى نجدها في كافة أنواعالمؤلفات العلمية الإسلامية.
ثالثاً: أن نعيالحاجة إلى تكريس جهد خاص لما قد يكون غير معروف من ذخيرة المعلومات بالمؤلفاتالعربية فيما يتعلق بالطب والعلوم الأخرى، والتي نبرز منها المجموعات التالية منالمؤلفات:
1- المجموعة التيأنجزها ابن النديم الوراق والتي تضم 22 مجلداً .
ب- المؤلفات التيتنسب إلى الأمير خالد بن يزيد بن معاوية والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتطبيقكيمياء القرون الوسطى في الطب .
جـ- مجموعة المؤلفاتالخاصة بالعلاقة بين علوم السحر والطب والتي يمكن أن نبرز منها المؤلفات التي أعدهاأحمد ابن محمد المصمودي.
د- الترجمات العربيةمن الفارسية التي تمت في المركز الطبي في جنديسابور، وكذلك ترجمة إلي البحث الهنديالهام في علم خصائص السموم.
هـ- المؤلفات التيأنجزها الطيب الفيلسوف المسلم الأندلسي ابن سابين وهو ليس من الأسماء اللامعة- والتي جمع بعضها ابن طولون وهي لم تحظ بالاهتمام الكافي للاستفادة منهاوتطويرها.
من كل ما ذكر فإنالأهمية الحقيقية والحاسمة للعلوم الإسلامية في الماضي تكمن في أثرها في تطور الطبفي المستقبل، فبفضل الإسلام وجدت القواعد الحالية لعلوم الطب، لقد حان الوقت لنعرفمثل "هذه الحقائق وأن يحتل العالم الإسلامي مكانته الصحيحة في حقل العلم إحقاقاًللحق، ففي عام 953 م أرسل أوتو العظيم ملك الألمان سفيراً من لدنه إلى قرطبة إلىراهب يدعى جون الذي عاش ما يقرب من ثلاث سنوات في عاصمة الخلافة الأندلسية. وقدتعلم العربية بإتقان وعند عودته إلى موطنه حمل معه مئات المخطوطات الطبية العلميةالقيمة والتي ساعدت على نشر جوهر علوم العرب العظيمة في أوروبا الغربية بصورة سريعةومدهشة.