السلام عليكم
صحا فطوركم مسبقا وصحا سحوركم كذلك
لأسف لن أستطيع التواجد معكم هذا المساء لذا قررت استبقاء الأمر
دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان
" أللّهُمَّ وَفِّر فيهِ حَظّي مِن بَرَكاتِهِ ، وَ سَهِّلْ سَبيلي إلى خيْراتِهِ ، وَ لا تَحْرِمْني قَبُولَ حَسَناتِهِ ، يا هادِياً إلى الحَقِّ المُبينِ " .
**********************
همام الخبر طار من عينيه الشرر فبكى واشتكى وقال لزوجته ضباع نظرت ما فعل أخوك فو الله لم يبق لي غريم سواه فشقت ثيابها وسارت عند أخيها المهلهل ولامته على ما فعل وقالت اتقتل ابن أختك بثأر أخيك ثم أشارت تقول :
تقول ضباع يا سالم علامك بجاه كليب ماسويت بابني بثأر كليب تقتل ابن أختك وتحرق مهجتي وتزيد حزني حزنت على كليب وماجرى له وحزني في صميم القلب مبني ولكن قد حكم ربي مراده وربي ما كتب لي يصيبني
فأجابها الزير بهذه الابيات :
يقول الزير من قلب حريق بقتل كليب زاد اليوم حزني الا يا أخت قلي من بكاك ولا تخشين من أمر يعبني فو الله ثم والله ثم والله اله العرش منذ ادعو يجبني فلا بد لي من حرب الاعادي وقتل كل جبار طلبنيفلما فرغ الزير من كلامه قالت له الله درك ياسالم ياقهار الاسود القشاعم لقد زالت لوعتي الان وخفت عني الاحزان لما سمعت شعرك يافارس الفرسان وعرفت ما انت معول عليه من الحرب والطعن وأخذ الثأر وكشف العار ثم رجعت إلى الديار وهي في قلق وافتكار هذا ماكان من امره
( قال الراوي ) ولما اشتهر موت كليب ووصل إلى ابنائه الخبر وعلمت بذلك جميع أهله وبناته فمزقوا الثياب واكثروا من البكاء والانتحاب فتهتكت لوجه الملاح ووقع في الحي العويل والصياح وكسرت الفرسان السيوف والرماح وخرجت بنت كليب من الخدور وهن مهتكات الستور نشرت الشعور حافيات الا الاقدام يقطعن السهول والاكام وقدامهن اختهن اليمامه وكان ذلك اليوم مثل يوم القيامه ولما وصلن اليه وجدن الطيور حائمات عليه فوقعن على جثته وقبلن يديه وارتمين حواليه ولما قرأنا ذلك الشعر الذي كتبه على الصخرة زادت احزانهن واخذن يلطمان على وجوههن ثم اقبلت اخوة كليب إلى ذلك المكان وازدحمت الرجال والنسوان والابطال والفرسان والسادات والاعيان يرثوه بالاشعار واجروا لهيب نارها سوء البطل الاوحد والسيف المهند والصحصاح الشهير الذي ليس له في ذلك العصر نظير عمها المهلهل الملقب بسالم الزير فسارت هي واختها اليها وتوقفت عليه فقالت والله ياعماه مكانك حزنان بما جرى علينا وكان من طوارق الزمان يقتل اخيك ملك العصر والاوان ثم القت نفسها غميانه في حجره وضعن على جثته وقبلن يديه وارتمين حواليه ولما قرأنا ذلك الشعر الذي كتبه على الصخرة* “~uينيه ويقول سلامتك ياأمير اليمامه ياصاحب الجهه والكرامه فقد احرقت قلبي بفقدك فلا كان من عيش بعدك ولما اشتد عليه الامر ارته اليمامه وصية أخيه المكتوبه على الصخره فقرأها وقال وحق الاله المتعال اني لا اصالح إلى الابد مادامت روحي في هذا الجسد ثم بكى وتنهد ورثاه بهذه القصيده أم السادات واكبر العمد وهي من أجود مراثي العرب واحسن الاشعار أهل الفضل والادب :
كليب لاخير في الدنيا وما فيها ان انت خليتها لم يبقى واليها فيها تنعي النعاة كليبا فقلت له مالت بنا الارض أم مالت رواسيها ليت السماء على من تحتها وقعت حالت الارض فاندكت أهاليها الناحر النوق للضيفان يطعمها والواهب الميتة الحمراء براعيها الحلم والجود كانا من طبائعه ماكل اللطافه ياقوم تحصيها ضجت منازل بالخلان قد درست تبكي كليب نهار مع لياليها كليب اي فتى زين ومكرمة تقود خيلا إلى خيل تلاقيها تكون اولها في حين كرتها وانت بالكر يوم الكر حاميها غدرك جساس ياعزي ويا سند وليس جساس من يحسب تواليها لا أصلح الله منا من يصالحهم حتى يصالح ذيب المعز راعيها وتوالد البغله الخضرا خدالجه وانت تحيا من الغبرا تاليها ويحلب الشاة من اسنانها لبن وتسرع النوق لاترعى مراعيها
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من هذا المرثيه الغراء وسمعته السادات والامراء تعجبوا من فصاحة لسانه وقوة قلبه وجنانه ومااحتوة اليه من الالفاظ الرقيقه والمعاني البليغه الدقيقه وقالوا والله لقد جاد سالم الزير وفاق على الاشعار والمشاهير بهذا الكلام الذي هو كالدر النظير ثم اجتمع الامراء المقدمين وقالوا للعرب المجتمعين انها ماعاد ينفع البكاء والانتحاب وان اكرام الميت دفنه في التراب ثم أتوبكليب إلى الديار ودفنوه بكل أحترام واعتبار واحتفال ووقارو رثوه بنفائس الاشعار وبنوا على قبره قبه من أعظم القبب وطلوا حيطانها بالذهب والفضه فكانت من العجب في بلادالعرب زخرفوها بالنقش الفاخر كتبوا على حيطانها اسماء الاله القادر . (قال الراوي ) وبعد أن تلو أسماء الاله القادر وسمعتها السادات ورؤساء العشائر دفنوا الامير كليب كما تقدم الكلام ذبح الزير على قبره النوق والاغنام وفرق المال والطعام على الارامل والآيتام ثم جلس في الديوان وجميع الآكابر والآعيان وأبطال الميدان والفرسان واخوانه الشجعان وقال أعلموا أيها الآمراء والساده الكرام أن جساس أهانكم وقتل ابن عمكم وملككم فاستعدوا لاخذ الثار وكشف العار من بني بكر الاشرار فلما سمعوا منه هذا الكلام أجابوه إلى ذلك المرام وقالوا عن فرذ لسان أننا بين يديك ولا نبخل بأراوحنا عليك لان الامير كليب لاينتهي ولم تلد ةمثله النساء ثم انهم تحالفوا معه وعاهدوه على الكرسي المملكه وبايعوه واجلسوه فلما تملك على القبيله طرد امراه اخيه الجليله فسارت إلى بيت ابيها وجواريها وكانت جليله بولد ذكر سوف يأتي عند الخبر واستعد الزير من ذلك اليوم لقتال القوم وحلف بأعظم الاقسامه بأنه لايشرب المدام ولايلتذ بطعام حتى يأخذ يأخذ ثأره بعد الحسام وينتقم من بني بكر أشد الانتقام او انه يموت تحت ارجل الخيل ولايبالي بالويل ثم امر الرؤساء والقواد بجمع العساكر والاجناد وان يكون في استعداد للحرب فامتثلوا امره في الحال وتجمعت الفرسان والابطال حتى امتلات الروابي والتلال وكانت قد انضمت اليه عدة قبائل وامدوه في العساكر والجحافل حتى سار في لأربعمائة الف وقال لما بلغ بني بكر هذا الخبر اعتراهم القلق والضجر وخافوا من العواقب وحلول النوائب فجمعوا المراكب والكتائب وسار بهم الامير إلى الذئاب وهومكان شهير يبعد ثلاثه أيام عن قبيله الزير وهناك أنضمت اليهم بعض القبائل من العربان فكانوا نحو ثلاثمائه ألف واقاموا في ذلك المكان ولما سمع الزير برحيل مرة واولادة إلى الديار قال لا بد أن اقتفي الاثار وافني الكبار والضغار ثم امر الفائد الكبير بسرعه المسير فامتثلوا ماامره وفعلوا ما ذكرة وفي الحال دق طبل الرجوع فارتجت منه السهول والمروج وهو الطبل الذي كان لتبع حسان ولم تكن الا ساعه من الزمان حتى ركبت الابطال والفرسان وركب المهلهل متسربلا بالسلاح كأنه ليث الغاب وعلى راسه الرايات والبنود
...يتبع