نسبية الزمان في القرآن الكريم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى الثّقافة العامّة

منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نسبية الزمان في القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-06, 07:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
لوز رشيد
مراقب منتديات انشغالات الأسرة التّربويّة
 
الصورة الرمزية لوز رشيد
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي نسبية الزمان في القرآن الكريم

نسبية الزمان في القرأن
الدكتور .. جعفر شيخ إ دريس

إذا حسبنا الزمان بمقدار حركة معينة - كحركة عقارب الساعة مثلاً - فإنه حقيقة موضوعية
لا تتغير. لكن الذي يتغير هو مقدار هذه الحقيقة الزمانية بالنسبة لغيرها من الأزمان؛ فخمس
دقائق شيء كثير بالنسبة لبضع ثوانٍ، وقليل جداً بالنسبة لساعة كاملة. وكما يتغير مقدار
كل زمان بالنسبة لزمان آخر فكذلك يتغير إدراك الناس له أو شعورهم به بحسب الحال التي هم
فيها؛ فالذي ينام ثم يستيقظ يكون تقديره للمدة التي نامها أقل بكثير من الزمن الحقيقي
الموضوعي الذي قضاه في نومه. فهؤلاء أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين
وازدادوا تسعاً، لكنهم عندما تساءلوا بعد أن استيقظوا: كم لبثتم؟ قال قائل منهم: لبثنا يوماً
أو بعض يوم.

وكذلك الحال بالنسبة للذي يموت ثم يحيا. قال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى
عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} [البقرة: ٩٥٢].

لكن الفارق الأكبر في التقدير النسبي للزمان هو زمان الدنيا المحدود الذي لا يكاد يساوي شيئاًً
بالنسبة لزمن الآخرة الأبدي غير المحدود. هذه حقيقة يدركها الناس في الآخرة ولا سيما الذين
يتعرَّضون لعذابها. إنهم جميعاً يرون أن المدة التي لبثوها في الدنيا كانت قليلة وإن اختلفت
تقديراتهم لمدى قلّتها. وفي القرآن الكريم أمثلة كثيرة لهذه التقديرات؛ فمنهم من يقول: إن لبثنا
في الدنيا إنما كان عشرة أيام، ومنهم من يقول: إنه كان يوماً واحداً.
{يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إن لَّبِثْتُمْ إلاَّ عَشْرًا * نَحْنُ
أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إن لَّبِثْتُمْ إلاَّ يَوْمًا} [طه: 102 - 104].
قالوا في التفسير: أمثلهم طريقة أي: أوفرهم عقلاً.

ومنهم من يراه يوماً أو بعض يوم {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ
يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ } [المؤمنون: 112 - 113].
ومنهم من يعتقد اعتقاداً جازماً بأن لبثهم في الدنيا لم يتجاوز الساعة {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ
الْـمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} [الروم: ٥٥].
وقال - سبحانه - واصفاً شعورهم بالنسبة للمدة التي قضوها في الدنيا حين يرون عذاب الآخرة:
{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: ٦٤].
وقال: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف: ٥٣].
وإذا كانت المدة التي يقضيها الناس في هذه الحياة لا تكاد تساوي شيئاًً بالنسبة للآخرة؛
فإن ما يتنعمون به فيها هو أيضاً لا يكاد يساوي شيئاً بالنسبة لنعيم الآخرة، وما يقاسونه فيها
من تعب ونصب لا يكاد يساوي شيئاً بالنسبة لتعب الآخرة ونصبها.

قال - سبحانه وتعالى - عن الكفار المغرورين بمتاع الحياة الدنيا: {أَفَرَأَيْتَ إن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ *
ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [الشعراء: 205 - 207].
يعني: أفرأيت إن متعناهم عدة سنين من سني الدنيا المحدودة فإنه لن يغني عنهم شيئاً في
تجنب العذاب الأبدي الذي سيصادفهم في الآخرة. ولذلك فإن الإنسان العاقل لا يغترُّ بهذه المتعة
الفانية، لكنه يستمتع بها استمتاعاً لا تضاد بينه وبين متعة الآخرة الأبدية كما قال قوم قارون
ناصحين له: {لاتَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ
مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
[القصص: 76 - ٧٧]
وجاء في صحيح مسلم أنه:
يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ صبغةً في النار، ثم يقال: يا ابن آدم!
هل رأيتَ خيراً قطُّ؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ويُؤتى بأشدِّ الناس بؤساً في الدنيا
من أهل الجنة، فيُصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤساً قطُّ؟ هل مرَّ بك
شدة قط؟ فيقول: لا والله ما مرَّ بي بؤس ولا رأيتُ شدة.
والإنسان العاقل لا يضحي بالحَسَن الكثير الآجل من أجل القليل العاجل، ولا يفضل المتاع القليل
العاجل الذي يسبب له التعب العظيم الآجل، لكن هذا هو عين ما يفعله كثيرون ممن لا عقل لهم.
وكما تختلف مقادير الأزمان بالنسبة لبعضها فإنها تختلف أيضاً بالنسبة لما يحدث فيها من أحداثٍ
كثرةً وقِلَّةً. فهذا الذي عنده علم من الكتاب أتى بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى الشام في أقل
من ارتداد الطرف من غير أن يتغير فيه شيء.

وأعظم من هذا إسراء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس ثم عروجه إلى السماوات،
وما رأى في كل ذلك من مشاهد وما حدث له من أحداث، وقع كل ذلك في زمن قصير؛ لأنه
- صلى الله عليه وسلم - عاد من تلك الرحلة (التي ربما كانت أطول رحلة يقوم بها بشر) في الليلة
نفسها التي أُسري به فيها.
هذا مع أن المختصين يقولون: إن الضوء المنبعث من بعض النجوم البعيدة يستغرق ملايين من السنين
الضوئية ليصلنا. هذا مع أن سرعة الضوء هي 300.000 كيلو متراً في الثانية الواحدة في الفضاء. ونبينا
- صلى الله عليه وسلم - خرج من نطاق كل هذا الكون الدنيوي إلى سماوات رأى فيها من العجائب
ما لا يوجد شيء منه في كوننا هذا.
لعلَّ الذي يعطينا فكرة عن هذه المعجزة النبوية هو الرؤيا الصادقة؛ فالإنسان قد يرى في منامه
وقائع يستغرق حدوثها في الزمان المعهود بضع ساعات أو أيام أو أشهر، لكنه يراها في بضع
ثوانٍ هي المدة التي يقول المختصون: إن الرؤيا مهما طالت لا تتجاوزها.
وإذا كان الناس يقيسون ما يعدهم الله به بمقياس أيامهم المعهودة؛ فإن الله - تعالى - يذكِّرهم بأنه
- تعالى - يقيس الأمور بأيام هي أطول من أيامهم بكثير.
قال - تعالى -: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ
مِّمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: ٧٤].
قال الإمام ابن كثير: أي: هو - تعالى - لا يعجل؛ فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده
بالنسبة إلى حكمه؛ لعلمه بأنه على الانتقام قادر، وأنه لا يفوته شيء وإن أجَّلَ وأنْظَرَ وأَمْلَى.

منقول








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-02-06, 17:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*محمد*
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا جزيلا لك أخي الكريم

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-06, 21:40   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نهرين
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا أخي...










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-07, 09:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
remadna
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية remadna
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز في قسم الطبخ وسام الفائز بالمسابقة نصف الشهرية لقسم الطبخ 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-07, 14:39   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك وبارك الله فيك و جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-07, 21:08   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
bba_ess
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية bba_ess
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع ، بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-25, 01:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
بوشادى
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بوشادى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



معلومات قيمة عن النسبة الزمنيه فى حياتنا
لا سيما و هى مدعمة بالقرأن لتثبت لنا حقيقتها فى واقعنا
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-10, 20:05   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جمال 19
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لك أخي رشيد
بارك الله فيك على الموضوع القيم










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-19, 22:13   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
moh140
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-24, 00:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عبد القادر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد القادر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الزمان, القرآن, الكريم, نسبية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc