السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل من يريد الوصول إلى الله عز وجل طريقًا يلتمس فيه القرب من الله، وما يميزه عن غيره
فالبعض اتخذ قيام الليلة وسيلة القرب إلى الله
والبعض الآخر اتخذ الاستغفار بالأسحار الطريق الذي ينتهي به إلى حب الله
والبعض اتخذ التفكر وسيلة القرب من الله
ولم يجب ان نحيا كعامة الناس نحيا ولا نفكر إلا في طعامنا وشرابنا لكن أن نعيش كمن أدان نفسه وعمل لما بعد الموت وأن يغلب علينا التفكر في مخلوقات الله لتنتهي به حياتنا إلى حب خالقها
يجب أن تنعكس عبادتنا على سلوكنا مما سيؤثر إيجابًا في الآخرين فيكون التأثير بسلوكنا أكثر منه بقولنا
فنتواضع لربنا وان نكون بارين بأمهاتنا وآبائنا وأن نكون دائمي النصح والتوجيه للآخرين
قائمين بالحق رغم معاداة الآخرين لنا ورمينا بعظائم الأمور إلا أن ذلك لا يجب ان يمنعنا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومما يروى في هذا الصدد أن رجلاً من "مراد" جاء الى أويس القرني وقال له: السلام عليكم قال: وعليكم قال: كيف أنت يا أويس؟ قال: بخير نحمد الله قال: كيف الزمان عليكم؟ قال: ما تسأل رجلا إذا أمسى لم ير أنه يصبح، وإذا أصبح لم ير أنه يمسي، يا أخا مراد، إن الموت لم يُبق لمؤمن فرحًا يا أخا مراد، إن معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبق له فضة وذهبًا، يا أخا مراد، إن قيام المؤمن بأمر الله لم يُبق له صديقًا والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداءً ويجدون على ذلك من الفساق أعوانًا حتى والله لقد رموني بالعظائم، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق..
ولما طلب منه هرم بن حيان أن يوصيه قرأ عليه آيات من آخر حم الدخان من قوله: "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين" حتى ختمها ثم قال له: يا هرم، احذر ليلة صبيحتها القيامة ولا تفارق الجماعة فتفارق دينك ما زاده عليه..
وكان يخاطب أهل الكوفة قائلاً لهم: يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم.
يجب ان نعيش بين الناس وهم يرموننا بالحجر فلا يجدون منا إلا أطيب الثمر
وإذا نالتنا يد الأذى يجب ان نكون دائمي العفو والصفح
وأن نجالس الناس وأن نحدثهم رغم ما يصيبنا من أذى ألسنتهم
اللهم إنا نتمنى عليك الشهادة في سبيلك وندعوك يا الله أن ترزقنا إيّاها
اللهم ارزقنا شهادة توجب لنا الحياة والرزق
اللهم آمين يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين
وصلي اللهم وسلم على المصطفى وسلم تسليما كثيرا
ولا تنسوني من صالح دعائكم
السلام عليكم