شكرا لك أخ صالح هذا هو التاريخ الحقيقي للعبيدين
جرائم العبيدين
العبيديون - الذين ينسبون أنفسهم زوراً إلى نسل فاطمة بنت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -:
فحدث ولا حرج عن جرائمهم, فقد خرجوا على الخلافة العباسية, بعد أن مهدوا لهذا الخروج بمرحلة سرية بثوا من خلالها دعوتهم, متسترين ومتمسحين بمسوح آل البيت, في بلاد المغرب, ثم لما تمكنوا من السيطرة على بلاد المغرب, انتقلوا إلى مصر فاستولوا عليها, وخلعوا الخليفة هناك.
وكان من أبرز جرائمهم في الجانب العقدي؛ أن حاكمهم - وقبل دخولهم لمصر - أرسل مبعوثه لأهل مصر يقطع على نفسه العهود بعدم إظهار البدع وإبقاء السنة وإحيائها, ولكنهم بعد دخولهم غدروا بأهل مصر, وفرضوا التشيع وألزموا الناس بإظهاره, واستخدموا منابر المساجد للدعاية إلى مذهبهم, ونشر بدعهم, وصار ينادى في الأذان؛ بحي على خير العمل.
وظهر منهم الحاكم بأمر الله, الذي ادعى الألوهية, وبث دعاته في كل مكان من مملكته, يبشرون بمعتقدات المجوس, كالتناسخ والحلول, ويزعمون أن روح القدس انتقلت من آدم إلى علي ثم انتقلت روح علي إلى الحاكم بأمر الله, وكان من أبرز دعاته محمد بن اسماعيل الدرزي المعروف بـ "أنشتكين", وحمزة بن علي الزوزني, وهو فارسي من مقاطعة "زوزن", وجاء إلى القاهرة لهذه المهمة, أي لبث الدعوة إلى ألوهية الحاكم.
ومن جرائمهم الدينية كذلك؛ محاولتهم نبش قبر النبي ونقل جثمانه الطاهر مرتين في زمن الحاكم بأمر الله، الذي ادعى الألوهية.
المحاولة الأولى: يوم أن أشار عليه بعض الزنادقة بنقل النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مصر، فقام فبنى حائزاً بمصر, وأنفق عليه مالاً جزيلاً, وبعث أبا الفتوح لنبش الموضع الشريف، فهاج عليه الناس وحصل له من الهم والغم ما منعه من قصده، ولله الحمد والمنة.
الثانية: حينما أرسل من ينبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم, حيث سكن هذا الرسول بقرب المسجد, وحفر تحت الأرض, ليصل إلى القبر فاكتشف الناس أمره؛ فقتلوه.
ثم لما قيض الله السلاجقة الأتراك؛ يرومون نشر السنة والقضاء على دين الرافضة، شعر العبيديون بعزيمة وقوة هؤلاء الأبطال, وعلموا من أنفسهم العجز عن مواجهتهم, فلجئوا إلى خطتهم القديمة ومكرهم السالف, حيث أرسلوا لأعداء الدين من الصليبيين, وأغروهم بدخول بلاد المسلمين والتوطين لهم, مفضلين استيلاء النصارى على بلاد المسلمين على أن ينتشر مذهب السنة, ويظهر السلاجقة, وكان ممن وطن لهم وكاتبهم وأرسل لهم, أمير الجيوش الفاطمي الأفضل.
وفي ذلك يقول ابن الأثير: (إن أصحاب مصر من العلويين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية, وتمكنها واستيلائها على بلاد الشام إلى غزة, ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم ودخول "الإقسيس" إلى مصر وحصرها, فخافوا وأرسلوا إلى الإفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه).
ويقول الدكتور مصطفى العناني, نقلاً عن المؤرخ اللاتيني المعاصر للحملة الصليبية الأولى "كفارو الكاسكي": (ليكن معلوماً لدى الجميع الآن, وفي المستقبل وفي عهد البابا "أوربان الثاني" الطيب الذكر, أن "الدون جون فريد" بصحبة "الكونت فراند لينيس" وعدد آخر من النبلاء والسادة, الذين رغبوا في زيارة ضريح السيد المسيح - عليه السلام - قد ذهبوا إلى مدينة "جنوة" ومنها ركبوا السفينة الجندية المعروفة باسم "بوميلا" ليبحروا إلى الإسكندرية, ولما وصل الوفد إلى ميناء الإسكندرية, اتجهوا بصحبة الجنود الفواطم إلى ميناء مدينة بيت المقدس - أي يافا - وعندما أرادوا دخول المدينة عبر بوابتها, لزيارة ضريح السيد المسيح رفض حراس المدينة دخولهم إلا أن يدفعوا الرسوم المفروضة عليهم حسب ما هو مقرر كالعادة, ومقدارها بيزنط واحد ليتمكنوا من الدخول).
ويفسر الدكتور العناني هذا الحدث بقوله: (إن هذه الرحلة التي قام بها الأمراء الصليبيون لم تأت من فراغ, وبلا اعتقادات واتصالات مسبقة, بين هؤلاء الأمراء الفاطميين في مصر, فلا يعقل أن يقوم هؤلاء الأمراء الصليبيون بزيارة ميناء الإسكندرية دون أن يستقبلهم مسؤولوا الأمن في الميناء, ودون وجود اتصالات سابقة وترتيب سالف, وهذا يؤيد ما قام به الفاطميون من ارسال جند حراسة اصطحبوا السفينة "بوميلا" إلى ميناء بيت المقدس, وكان الهدف من ذلك حماية هؤلاء الأمراء من خطر السلاجقة إبان رحلة الذهاب والعودة من الإسكندرية إلى بيت المقدس, التي استغرقت أكثر من عامين.
وبعد أن تحركت الجيوش الصليبية قادمةً من أوروبا في أولى الحملات الصليبية على بلاد المسلمين, وأثناء مرورها بمضيق "البسفور" في أراضي الدولة البيزنطية, أخذ منهم الإمبراطور "كوفين" يمين الولاء والطاعة, وكان فيما أمرهم به أن يسعوا للوصول إلى الإتفاق مع الفاطميين في مصر, لأنهم كانوا أشد الناس خصومةً للترك السلاجقة السنيين, ولا يقبلون مطلقاً مصالحتهم, بينما عرف عنهم التسامح مع الرعايا المسيحيين, وكانوا دائماً مستعدين للتفاهم مع الدول المسيحية).
وذلك يدل على مدى التواطئ الذي كان بين الرافضة العبيديين وبين الصليبيين.
وهذا نفسه ما حصل بين رافضة إيران والأمريكان في مساعدتهم على الإطاحة بدولة طالبان, بالتنسيق مع رافضة الشمال في أفغانستان, وكذلك تعاون رافضة إيران مع الأمريكان في احتلال العراق بتنسيق ومعاونة من رافضة العراق.
وليتهم اكتفوا بمواقفهم السلبية تجاه الغزو الصليبي لبلاد المسلمين, ولكنهم لما رأوا أن مدة حصار "أنطاكيا" قد طالت, خافوا من أن يتسلل الملل واليأس إلى نفوس الجنود الصليبيين فيتراجعون وينتصر السلاجقة, مما حدا بـ "الأفضل" إلى ارسال سفراء مخصوصين يحضون القادة الصليبيين على مواصلة الحصار, وأكدوا لهم أنهم سيرسلون لهم - أي الصليبيين - كل ما يحتاجون له من الإمدادات العسكرية والغذائية, فاستقبلهم القادة الصليبيون بحفاوة بالغة, وعقدوا معهم عدة اجتماعات تسلموا خلالها رسالة الأفضل.
وفي ذلك يقول "وليام صوري" الذي نقله الدكتور يوسف الغوانمة: (إن محاصرة الصليبيين لأنطاكيا أثلجت صدر "الأفضل", واعتبر أن خسارة الأتراك السلاجقة لأي جزء من أملاكهم إنما هو نصر له نفسه, ولما قفلت سفارة "الأفضل" راجعةً صحبتهم سفارة صليبية, تحمل الهدايا للتباحث مع "الأفضل" في الأمور التي تم الإتفاق عليها, وأرسلوا مع السفارة الفاطمية العائدة من ضمن الهدايا؛ حمولة أربعة جياد من رؤوس القتلى السلاجقة هديةً لخليفة مصر).
ولم يكتف "الأفضل" بذلك، بل استغل فرصة انشغال السلاجقة من أهل السنة بقتالهم وجهادهم للصليبيين، فأرسل قواته إلى "صور" وفتحها بالقوة، ثم أرسل قواته من العام التالي إلى بيت المقدس وانتزعه من أصحابه "الأراتقة"، ثم سرعان ما توجه الصليبيون لبيت المقدس كأنها مؤامرة واتفاقية بين الطرفين، يستولي الأفضل على بيت المقدس، ليتم تسليم البلاد بدم بارد إلى يد الصليبيين، وليس أدل على ذلك من أن "الأفضل" لما علم بتوجه الصليبيين إلى بيت المقدس توجه عائداً إلى القاهرة.
وكانت القوات الصليبية التي حاصرت بيت المقدس، في غاية التعب والإنهاك من شدة الحرارة التي لم يعتادوا عليها في بلادهم، حتى أن الماشية والأغنام هلك عدد كبير منها، بل إن عدد الجيش الصليبي الذي كان متوجهًا لحصار بيت المقدس لم يكن كبيرًا، بحيث يستطيع أن يصمد في ظل هذه الظروف، لولًا خيانة الرافضة وتواطئهم مع الصليبين.
إذ بلغ عددهم ألفًا وخمس مائة فارس، وعشرين ألفًا من المشاة.
حتى أن المؤرخة "ابن تغري بردي" قال متعجبًا: (والعجب أن الإفرنج لما خرجوا إلى المسلمين كانوا في غاية الضعف من الجوع وعدم القوت، حتى أنهم أكلوا الميتة، وكانت عساكر الإسلام في غاية القوة والكثرة، فكسروا - أي الصليبيون - المسلمين وفرقوا جموعهم!).
وبعد حصار دام أربعين يومًا؛ تمكن الصليبيون من دخول بيت المقدس واحتلالها في شهر شعبًان، في سنة أربع مائة واثنتين وتسعين للهجرة.
وراحوا يقتلون المسلمين، ويحرقون ما كان ببيت المقدس من مصاحف وكتب، حتى بلغ عدد القتلى ما يزيد على سبعين ألف من المسلمين، منهم الأئمة والعلماء والعباد.
وظلوا على هذه الحالة من التقتيل والتنكيل أسبوعًا كاملًا، لدرجة أنه لما أراد قائدهم الصليبي "ريموند" زيارة ساحة المعبد، أخذ يتلمس طريقه تلمسًا من كثرة الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه.