قال عبدالله بن آدام : حاورت الشيطان ,في الليل البهيم ,فلما سمعت اذان الفجر
اردت الذهاب الى المسجد فقال لي:عليك ليل طويل فارقد.
قلت : اخاف تفوتني الفريضه .
قال :الاوقات طويله عريضه.
قلت :اخشى فوات صلاة الجماعه .
قال :لاتشدد على نفسك بالطاعه.
فقلت :اشغاتني عن الدعاء .
قال :دعه للمساء.
وعزمت على المتاب .
قال :تمتع بالشباب.
قلت : اخشى الموت .
قال : عمرك لا يفوت.
وجئت لأحفظ المثاني .
قال :روح نفسك بالاغاني.
قلت :هي حرام.
قال :لبعض العلماء كلام.
قلت :احاديث التحريم عندي في صحيفة.
قال :كلها ضعيفة
ومرت حسناء فغضضت البصر.
قال :ماذا في النظر ؟
قلت :فيه خطر.
قال :تفكر في الجمال فالتفكر حلال.
قلت :فما رايك في بعض الاشخاص .
قال: اجيبك عن العام والخاص.
قلت :احمد بن حنبل.
قال :قتلني بقوله:عليكم بالكتاب والسنه,
قلت :فالبخاري ؟
قال :احرق بكتابه داري.
قلت :فالحجاج ؟
قال :ليت في الناس الف حجاج,فلنا:بسيرته ابتهاج,ونهجه لنا علاج.
فقلت : فرعون؟
قال :له منا كل عون.
قلت :فصلاح الدين بطل حطين ؟
قال: دعه فقد مرّغنا بالطين.
قلت :محمد بن عبد الوهاب ؟
قال :اشعل في صدري بدعوته الا لتهاب ,واحرقني بكل شهاب.
قلت :فابو جهل .؟
قال : نحن له اخوة واهل.
قلت :ابولهب ؟
قال :نحن معه اينما ذهب.
قلت : فالدشوش؟
قال :نجعل الناس بها كالوحوش.
قلت :فالمقاهي ؟
قال: نرحب فيها بالاعب اللاهي.
قلت : وماهو ذكركم؟
قال : الاغاني.
قلت :وعملكم؟
قال : الاماني.
قلت :ومارايكم بالاسواق ؟
قال :علمنا بها خفاق وبها يجتمع الرفاق.
قلت : كيف تضل الناس ؟
قال : بالشهوات والشبهات واللملهيات والامنيات والاغنيات.
قلت : فكيف تضل النساء ؟
قال :بالتبرج و السفور,وترك المأمور , وارتكاب المحظور.
قلت :فكيف تضل الشباب ؟
قال : بالعشق والهيام,والغزل والغرام, والاستخفاف بالاحكام ,وفعل الحرام.
قلت :فمارايك في واشنطن؟
قال :خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي موطن .
قلت :فما تقول في هيئة الاذاعهة البريطانية؟
قال: ندخل بها السم بالدسم ونفسد بها مابين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم.
قلت :فماذا يقتلك؟
قال :اية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وكل بلاء امسي.
قلت : فمن احب الناس اليك؟
قال :المغنون والشعراء الغاوون واهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون.
قلت :فمن ابغض الناس اليك؟
قال :اهل المساجد والزاهد والمجاهد والعالم اشد على من العابد.
قلت:اعوذ بالله منك,فاختفى وغاب,كانما ساخ بالتراب.

الحوار مكتوب من كتاب / مقامات القرني.