بسم الله الرحمن الرحيم
________________
الإنسان دائماً ما يكون أسيراً لنظرة المجتمع له وتقويمه لموقعه ورضاه عن أدائه , وفي مجتمعاتنا المحافظه نجد لنظرة المجتمع وقعاً أكبر على المرأه لحساسية وضعها في مجتمعنا الذي تحكمه العادات والتقاليد بشكل طاغ قد يتجاوز حدود الدين والأحكام الإسلامية .
لاتزال المرأه العاملة في القطاع الحكومي او العام تنال الحظ الأوفر من التقدير والأحترام والأقل من الانتقاد , ربما لما توفره القطاعات الحكوميه من أجواء مناسبه للعادات والتقاليد , ولما تحرص عليه من احترام للقيم والمبادىْْء الإسلاميه .
حيث تعمل المرأه في هذا القطاع في اجواء مفصوله او معزولة عن الأختلاط الذي يعتبر الهاجس الأول للمجتمع والمثير الرئيسي لأي زوبعه يمكن أن تطال المرأه او تقلقها فتؤثر على استقرارها في عملها , والذي يسيء الكثير مفهومه ويبالغ في تضخيمه وتهويله لدرجة قد تمس سمعة المرأه وشرفها وهذا ما تخشاه وتحرص الابتعاد عنه . فنحن نعرف موقف الأسلام الصحيح من مفهوم الاختلاط وما وضعه له من حدود وأطر وضوابط إذا ما التزمت المرأه وراعتها فإن محاذير هذا الاختلاط ومفاهيمه السيئه تسقط عنه .
وربما لاتجد النساء العاملات في القطاعات الحكوميه مشكله تذكر امام هاجس الاختلاط , وما قد يصاحبه من نظره دونيه وقلة احترام قد تصل إلى حد القذف والتشهير لدى بعض من جهلة المجتمع , إلا في النساء العاملات في المجالات الطبية والقطاعات الصحية من طبيبات واختصاصيات وفنيات وممرضات وعاملات , وذلك لما قد تواجهه المرأه في أثناء عملها من اختلاط ضروري ومشروع إما لضمان سير العمل من خلال الإشراف والأستشارة أو المتابعة , أو لعلاج المرضى المحتاجين للخدمات الطبية والرعاية الصحية المقدمة من الرجل والمرأه على حد سواء .
وهذه النظره المجحفة لاتزال نجد لها مكاناً واسعاً ومسيطراً في عقول شريحة كبيرة من المجتمع لا يمكن تصحيحها أو تهذيبها إلا بعمل برامج توعية مدروسة في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام المختلافة , لأنها تعيق المرأه بشكل واضح عن الأنضمام إلى هذا المجال الحيوي في المجتمع للدراسة أوحتى تقف حائلاً وعقبة أمامها للاستمرار فية بعد الدراسة أو التخرج .
فإذا ما وجدت المرأه جواً أسرياً يشجعها على الأنضمام إلى هذا المجال الإنساني فأنها قد تصطدم بما يجبرها على تركة والتنازل عنه بعد الزواج لنيل حياة أسرية هادئة بعيدة عن المشاكل سواء من الزوج أو من ممن هم حول هذا الزواج .
وأخيراً ان أصبت فمن الله وأن اخطئة فمن نفسي والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الإنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم بأحسان الى يوم الدين ونحن معهم انشاء الله, واللهم احفظ نساء المسلمين ورجالهم من كل سوء واحفظ ولي امرنا الى ما تحبة وترضاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
و شكرا على الموضوع الهام