[ خاطِرة ] ألا يا أمتي

[صرخة صمت]

ألا يا أمتي...

ألا يا أمتي ما عدت أصبر أن أرى ربيعك شتاءا ....و ما عدت أقدر أن أرى انهيارك فأذرف دموعي دماءا...كفى ذلا و هوانا ...الى متى؟ ..هل حين نغدو أشلاءا؟...أمتي ما عدت أفهم هل أصبحت حياتنا و الموت سواءا ؟ هل نسينا من نحن ؟ من نكون؟ هل أصبح تاريخنا سرابا؟ هل غاب جنس الاحساس فينا ؟ فأضحينا هباءا ؟

...أمتي شهدنا اخواننا في غزة جثثا و أشلاءا وودعنا بسمة أطفالنا بعدما كانوا روضا غناءا ...صوت الضمير فينا لم ينطق فنسينا و رددنا : محنة من الله قضاءا...رضينا بالذل و اخترنا الصمت بعد أن كان كلامنا عزة و اباءا.....كفانا ذلا و هوانا

. ..أمتي جردنا من قاموسنا معنى الأمن و الأمان...حين نسينا معنى السلام على مر الزمان....قصص جرائم في واقعنا تملأ المكان...دموع أم ثكلى غارقة في بحر الأحزان...رماها ابنها بعد أن غمرته بالحنان...صراخ أب فقد ابنه المتعاطي الذي لم يعد بانسان...بكاء و نحيب بنت ضحية لاعتداء أبيها بكل عدوان...

..أمتي هل أبكيك بدل الدمع دما من العينان؟ ..اشعلت نار الفتنة فيك و التهبت بالطغيان...أمتي أين أنت؟ لما أصبحنا نقوم بالمحضور ، ناسين العقاب و العذاب ، نتمتع بالحرام و نضحك من شدة السرور...نساء يرفضن العنوسة من أجل الزواج يفعلن جل الأمور...رجال يمارسون النذالة حتى مع جثث القبور..

...فيا أمتي أين أنت ؟ هل أوشكت على الانتهاء ؟ هل مات الضمير فيك فقاربت على الفناء ؟ ماذا حل بك و لما أصبت بهذا البلاء؟

...أمتي كنت بدرا في الليالي الظلماء ،لكنك غدوت شهابا مرجوما من السماء

...أمتي كنت عنوان لقصائد المدح لكن اليوم فيك أتقنت الهجاء

...كنت رمز الشهامة ، و اليوم مذكورة ضمن خانة الضعفاء..

...كنت رمز الأنوفة ، و اليوم يذكر بك المثل في السخرية و الاستهزاء..

.....مابلك كل يوم تتقهقرين الى الوراء ؟ ألا يا أمتي ..استيقظي...عودي كما عهدناك أو اقبلي بالفناء...

فحياتك هاته هي و الموت سواء....

2009-10-02 صرخة صمت