فتاوى العلماء في حكم تمثيل الصحابة الأجلاء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فتاوى العلماء في حكم تمثيل الصحابة الأجلاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-14, 19:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي فتاوى العلماء في حكم تمثيل الصحابة الأجلاء


..... فتاوى العلماء في حكم تمثيل الصحابة الأجلاء

بسم الله الرحمن الرحيم


فتوى رقم ( 4723 ) :
س: ما حكم تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم؟ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب والكفار من جانب آخر؟

ج: أولا: إن المشاهد في التمثيليات التي تقام والمعهود فيها طابع اللهو وزخرفة القول والتصنع في الحركات ونحو ذلك مما يلفت النظر ويستميل نفوس الحاضرين ويستولي على مشاعرهم ولو أدى ذلك إلى لي في كلام من يمثله، أو تحريف له أو زيادة فيه، وهذا مما لا يليق في نفسه فضلا عن أنه يقع تمثيلا من شخص أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام. ثانيا: إن الذين يشتغلون بالتمثيل يغلب عليهم عدم تحري الصدق وعدم التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، وفيهم جرأة على المجازفة وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين، فإذا قاموا بتمثيل الصحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم والنيل من كرامتهم والحط من قدرهم وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين.
ثالثا: إذا قدر أن التمثيلية لجانبين، جانب الكافرين كفرعون أبي جهل ومن على شاكلتهما، وجانب المؤمنين كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم - فإن من يمثل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم فينطق بكلمات الكفر ويوجه السباب والشتائم للأنبياء ويرميهم بالكذب والسحر والجنون.. إلخ، ويسفه أحلام الأنبياء وأتباعهم ويبهتهم بكل ما تسوله له نفسه من الشر والبهتان مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم لا على وجه الحكاية عنهم، بل على وجه النطق بما نطقوا به من الكفر والضلال هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يكسب الموقف بشاعة ويزيده نكرا وبهتانا وإلا كانت جريمة التمثيل أشد وبلاؤها أعظم وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصالحين. رابعا: دعوى أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح والدعوة المؤثرة والاعتبار بالتاريخ - دعوى يردها الواقع، وعلى تقدير صحتها فشرها يطغى على خيرها. ومفسدتها تربو على مصلحتها وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه. خامسا: وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة؛ نصرة للإسلام، وعزة للمسلمين، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجد وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز 3-269


________
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 2442 )
س 3: ما حكم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم على مسارح المدارس؟
ج 3: سبق أن نظر مجلس هيئة كبار العلماء في ذلك وأصدر قرارا فيه، وفيما يلي نص مضمونه:
1 - إن الله سبحانه أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.
2 - أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، كما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3 - ما يقال من وجود مصلحة، وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه ؛ رغبة في العبرة والاتعاظ - فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.
4 - من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدا للذريعة، وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
26-264


________________
فتوى رقم ( 2044 ) :
س: هل يجوز تمثيل الصحابة لأننا نقدم تمثيليات وقد أوقفنا إحداها رغبة في معرفة الحكم.
ج: تمثيل الصحابة أو أحد منهم ممنوع؛ لما فيه من الامتهان لهم والاستخفاف بهم وتعريضهم للنيل منهم، وإن ظن فيه مصلحة فما يؤدي إليه من المفاسد أرجح، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع، وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء في منع ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
1-712

____________________
استنكار إخراج فيلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد : فقد اطلعت على ما نشرته مجلة المجتمع الكويتية في عددها 162 الصادر بتاريخ 9 \ 7 \ 1393 هـ تحت عنوان (فيلم محمد رسول الله) وقد تضمن الخبر المذكور أنه خلال الأيام الماضية تم التوقيع على عقد تأسيس الشركة العربية للإنتاج السينمائي العالمي, وتولى التوقيع ممثلو حكومات ليبيا والكويت والمغرب والبحرين , وأن الشركة المذكورة تعاقدت مع المخرج مصطفى عقاد لإنتاج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حياته وتعاليمه (بالسينما سكوب) والألوان, يستمر عرضه ثلاث ساعات ويخرج بعشرين لغة عالمية بما فيها العربية.
وذلك بالاستناد إلى قصة أقرها الأزهر والمجلس الشيعي الأعلى واشترك في صياغتها توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار وعبد الرحمن الشرقاوي , انتهى الخبر المذكور, ولكون ذلك فيما نعتقد أمرا منكرا, وحدثا خطيرا يترتب عليه مفاسد كبرى, وأضرار عظيمة واستهانة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتعريض لذاته الشريفة إلى التلاعب بها والاستهزاء والتنقص- رأيت المساهمة في إنكار هذا المنكر, والإهابة بالدول الأربع الموافقة على إخراجه بالرجوع عن ذلك تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم , واحتراما له, واحترازا عن تعريض ذاته الشريفة للتنقص والاستهانة والسخرية .
ومعلوم أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل وقد عرض هذا الموضوع على المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة فقرر: تحريم إخراج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم , وتحريم تمثيل الصحابة رضي الله
عنهم, وذلك في المادة السادسة من قراره المتخذ في دورته الثالثة عشرة المنعقدة خلال المدة من 1 شعبان 1391 إلى 13 شعبان 1391 هـ, وهذا نص المادة المذكورة: (1- يقرر المجلس التأسيسي بالإجماع تحريم إخراج فيلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيه من تمثيله صلى الله عليه وسلم بآلة التصوير الكاميرا مشيرة إليه وإلى موضعه وحركاته وسائر شئونه بالتحديد, وتمثيل بعض الصحابة رضي الله عنهم في مواقف عديدة ومشاهد مختلفة وهو محرم بالإجماع.
2 - يوصي المجلس الأمانة العامة للرابطة بإبلاغ هذا القرار لجميع الدول الإسلامية, والمنظمات الإسلامية, والجمعيات الدينية في البلاد العربية والإسلامية ووزارات الإعلام, ومشيخة الأزهر , ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر , والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة , والصحف, والإذاعات في البلاد الإسلامية كافة.
3 - يوصي المجلس الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي, بإخطار مخرج هذا الفيلم بهذا القرار جوابا على طلبه الأخير بإخراج الفيلم وإنذاره بأن الأمانة العامة للرابطة ستتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من يحاول الاعتداء على قدسية وحرمة صاحب الرسالة العظمى صلى الله عليه وسلم , وحرمة أصحابه الأكرمين في أية جهة من العالم.
4 - يوصي المجلس الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بوضع رسالة في حرمة إخراج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين تضم ما أجرته الأمانة العامة للرابطة بشأنه في جميع مراحله, وما صدر فيه من قرارات في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية الأخرى, وما صدر بشأنه من القرارات والفتاوى في البلاد الإسلامية عامة, ونشر ذلك في البلاد الإسلامية تبصرة وتنويرا وإرشادا وتحذيرا.
5 - يشكر المجلس الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي على ما قامت به من جهود موفقة في هذا الموضوع الخطير). انتهى,
كما قررت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منع تمثيل الصحابة رضي الله عنهم: والنبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى وذلك بقرارها رقم 13 وتاريخ 16 \ 4 \ 1393 هـ الآتي نصه:
( الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن هيئة كبار العلماء في دورتها الثالثة المنعقدة فيما بين 1 \ 4 \ 1393 و 17 \ 4 \ 1393 هـ قد اطلعت على خطاب المقام السامي رقم 44 \ 93 وتاريخ 1 \ 1 \ 1393 هـ الموجه إلى الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد والذي جاء فيه ما نصه:
نبعث إليكم مع الرسالة الواردة إلينا من طلال بن الشيخ محمود البني المكي مدير عام شركة لونا فيلم من بيروت بشأن اعتزام الشركة عمل فيلم سينمائي يصور حياة ( بلال ) مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم نرغب إليكم بعد الاطلاع عليها عرض الموضوع على كبار العلماء لإبداء رأيهم فيه وإخبارنا بالنتيجة, وبعد اطلاع الهيئة على خطاب المقام السامي, وما أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ذلك وتداول الرأي قررت ما يلي:
1 - إن الله سبحانه أثنى على الصحابة, وبين منزلتهم العالية ومكانتهم الرفيعة, وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به, وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.
2 - إن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء, ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة والأخلاق
الإسلامية مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي, وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين, وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به الإسلام ولا شك أن هذا منكر, كما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3 - ما يقال من وجود مصلحة وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب مع التحري للحقيقة وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه رغبة في العبرة والاتعاظ فهذا مجرد فرض وتقدير, فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع الممثلين ورواد التمثيل وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.
4 - من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم, وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه فمفسدته راجحة, فرعاية للمصلحة وسدا للذريعة وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منع ذلك وقد لفت نظر الهيئة ما قاله طلال من أن محمدا صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين هم أرفع من أن يظهروا صورة أو صوتا في هذا الفيلم, لفت نظرهم إلى أن جرأة أرباب المسارح على تصوير بلال وأمثاله من الصحابة إنما كان لضعف مكانتهم ونزول درجتهم في الأفضلية عن الخلفاء الأربعة, فليس لهم من الحصانة والوجاهة ما يمنع من تمثيلهم وتعريضهم للسخرية والاستهزاء في نظرهم فهذا غير صحيح. لأن لكل صحابي فضلا
يخصه وهم مشتركون جميعا في فضل الصحبة وإن كانوا متفاوتين في منازلهم عند الله جل وعلا, هذا القدر المشترك بينهم وهو فضل الصحبة يمنع من الاستهانة بهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ). انتهى.
ولكل ما تقدم وما سوف يفضي إليه الإقدام على هذا الأمر من الاستهانة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه رضي الله عنهم وتعريض سيرته وأعماله وسيرة أصحابه وأعمالهم للتلاعب والامتهان من قبل الممثلين وتجار السينما يتصرفون فيها كيف شاءوا, ويبرزونها على الصفة التي تلائمهم بغية التكسب والاتجار من وراء ذلك, ولما في هذا العمل الخطير من تعريض النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم للاستهانة والسخرية, وجرح مشاعر المسلمين, فإني أكرر استنكاري بشدة لإخراج الفيلم المذكور.
وأطلب من جميع المسلمين في كافة الأقطار استنكارهم لذلك, كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذل جهودهم لوقف إخراجه. وفي إبراز سيرته صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه رضي الله عنهم بالطرق التي درج عليها المسلمون من عهده صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ما يكفي ويشفي ويغني عن إخراج هذا الفيلم.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين جميعا وحكوماتهم لكل ما فيه صلاح المسلمين في العاجل والآجل, ولكل ما فيه تعظيم نبيهم صلى الله عليه وسلم التعظيم الشرعي اللائق به وبأصحابه الكرام, والحذر من كل ما يفضي إلى التنقص لهم أو السخرية منهم أو يعرضهم لذلك, إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه .
مجموع فتاوى ابن باز 1-413

_____________________________

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...
هل يجوز مشاهدة الأفلام التمثيلية التي جسد فيها شخصيات الصحابة (رضى الله عنهم)
و ما الحكم فى إنتاج هذه الأفلام وما حكم اقتنائها ؟
الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مما ينبغي أن يعلم، أن من المغالطة وضعف البصيرة أن يظن بأصحاب تلك الأفلام أنهم ما أرادوا منها سوى السرد التاريخي القصصي، لإشباع تطلعات الناس إلى معرفة التاريخ الإسلامي المشرق في زمن الهزيمة والانكسار، دون أن يمرروا شيئاً من أفكارهم وتصوراتهم الخاطئة، وينسبوها إلى الإسلام، ويلصقوها به عن طريق حوار مخترع من شخصية الفيلم، أو موقف مكذوب، كأن تظهر النساء حاسرات عن وجوههن وبعض شعورهن، مختلطات بالرجال، كل ذلك لتثبيت تصوراتهم على أنها واقع المسلمين الأوائل عن سوء قصد غالباً، وبسبب انحراف التربية، وفساد المحيط الذي تربى فيه أولئك المنتجون لهذه الأفلام أحياناً، أو لتلازمهما. وأياً ما كان السبب فإن في هذا ما فيه من المغالطة والتشويه، والتشويش على أفهام المسلمين ومعتقداتهم. هذا هو واقع كثير من هذه الأفلام التي تسمى أفلاماً دينية، إن لم يكن كلها، وفي هذه التسمية ما فيها من قلب المفاهيم، بحيث يظن أنه طالما أن المسلسل، أو الفيلم غير ديني فليس مستغرباً ولا مستهجناً أن ترى السيقان، والصدور العارية، والتقبيل، وغير ذلك من مظاهر الفساد.
وهذا يخلق تناقضاً واضحاً بين ما هو معلوم شرعاً من حرمة ذلك، وبين ما يريده أصحاب الأفلام من تجويز ذلك وتطبيعه.
أما عن حكم تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم، فالذي أفتى به كثير من علماء العصر هو المنع من أن يمثل كبار الصحابة، كالخلفاء الراشدين، وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم، واحتجوا بالأدلة الموجبة تعظيمهم، ومن تعظيمهم تنزيههم عن أن يقوم بمحاكاة أفعالهم ومواقفهم من هو معروف بالفسق والفجور، فيسيء إليهم رضي الله عنهم، ويغض من أقدارهم، واشترطوا في تمثيل غيرهم من الصحابة أن يتصف من يقوم بدورهم بالخلق والاستقامة، ونحن نقول: إن الأدلة الموجبة لتعظيم الصحابة عامة ثابتة لهم جميعاً، وإن تفاوتوا في الفضل والمنزلة، وما يحصل لكبار الصحابة من الغض من أقدارهم عندما يقوم الممثلون بتمثيل أدوارهم، يحصل كذلك لبقية الصحابة، خاصة وأن معيار الاستقامة عند الممثلين مختلف تماماً عن معيار الاستقامة عند أهل العلم والفقه والصلاح، ذلك أن مصافحة النساء والخلوة بهن، وربما التقبيل أحياناً أمام الناس - وما خفي كان أعظم - كل ذلك لا يعدّ قادحاً في الاستقامة عندهم، فكيف يمثل من كان هذا حاله صحابياً جليلاً، كحمزة بن عبد المطلب، أو خالد بن الوليد رضي الله عنهم.
لهذا نرى أن الواجب على المسلم اجتناب مشاهدة هذه الأفلام، أو اقتنائها لأن في اقتنائها ترويجاً لها، ودعماً لأصحابها الذين لا تستحق أعمالهم أن تدعم، بل تحاصر وتنقد، لما فيها من التزوير والتضليل، ولاشتمالها على صور النساء، في مظاهر لا تليق بالمسلمة من عامة المسلمين، فكيف بصحابيات، أو من في كنف الصحابة، أو نبلاء المسلمين وقدواتهم.
أما إنتاج هذه الأفلام على الوصف المذكور، والحال الموجود فهو أشد وأنكى وأعظم تحريماً، لجراءة منتجيها على مقام الصحابة الكرام، وتعمدهم الكذب عليهم، ونسبة الأباطيل إليهم، ولما يتلبسون به من معاملة مريبة، وعلاقات محرمة مع النساء، خلوة، وممازحة، وتقبيلاً أحياناً، وما بين ذلك من كلام في الغرام والعشق.
وهذه وغيرها ظلمات بعضها فوق بعض، تجعل من تحريم هذه الأفلام - على هذه الصفة التي هي عليها الآن - أمراً مقطوعاً به. ولا التفات لمن تأول تحت أي ذريعة. والعلم عند الله تعالى.

من موقع اسلام ويب .مركز الفتوى https://www.islamweb.net/fatwa/index....atwaId&Id=8238

_________________

قال العلامة بكر أبوزيد رحمه الله في كتابه التمثيل:

شبهة المجيزين والجواب عنها

لا أعلم قائلاً بجواز ( التمثيل ) مطلقاً ، ومن أجازه حفه بشروط وضوابط ، وفي هذه الحال فللمجيز جوازاً مقيداً بشروط : شبَه أفضت به إلى القول بالجواز بشروطه .
يمكن تصنيفها على ما يلي :
1- التمثيل ترفيه بريئ ، ولهو مُباح .

2- التمثيل هادف إلى : بث الوعي ، ومعالجة القضايا الأخلاقية ، والمشاكل الإجتماعية ، ، فهو : وسيلة تربوية .

3- التمثيل وسيلة إظهار لعظمة الإسلام ، ومجد عظمائه .

4- التمثيل من باب ضرب الأمثال بالمحسوسات وتقرير الحقائق ، والدلالة عليها . وفي القرآن والسنة من هذا شيئ كثير ، والله تعالى يقول : } وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{ الحشر/21 . قالوا : فهكذا التمثيل ، لإيضاح وتجسيد للغاية التي يُـقام من أجلها ، فحسنه حسن ، وقبيحه قبيح بحسب غايته .

5- قياسه على تمثيل جبريل - عليه السلام - لمريم في صورة بشر ، وكذا في مواضع أخر ، ولنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .

6- مادرج عليه جماعة من المؤلفين مثل الحريري في مقاماته ، وابن المقفع في كليلة ودمنة .

7- مزاولته لدى بعض المتقديم باسم ( خيال الظل ) .

والجواب عنها على ما يلي :

( 1) أما أن التمثيل ترفيه بريئ ولهو مباح ، فهذا لا يمكن قبوله ، لما رأيت في توجيه التحريم لذاته وموضوعه ، وآثاره ، فأنـّى له البراءة ، فضلاً عن الإباحة .

( 2) أما أنه وسيلة دينية لإظهار مجد الإسلام ، فإن ما يُؤدي إلى خدمة الدين مطلوب ، بشرط عدم الإحداث والإبتداع }وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً{ مريم / 64 ، والدعوة إلى الله توقيفية في وسيلتها ، وغايتها ، والوسيلة لا تبررها الغاية ، وهذه وسيلة تعبدية محدثة ، فسبيلها الرد ابتداء .
إضافة إلى ما يُحيط بها في موضوعها ونتائجها مما تقدم لك بيانه ، ينتج من هذا أنها وسيلة محدثة فهي رد ، والله أعلم .

( 3 ) وأما أنها وسيلة تربوية وهادفة .. فهذا مقدوح بما تقدم لك من علة التشـبه ، وما يمازجها من محاذير شرعية ، وكما أن قاعدة الشريعة منع التشبه ، فقاعدة الشريعة أيضاً دفع المفاسد وتقليلها ، وجلب المصالح وتكثيرها ، وقد علمت ما ينطوي عليه التمثيل هنا من مضامين يرفضها الشرع ، فسبيل هذه الوسيلة المنع ، والله أعلم .

( 4 ) وأما قياسه على ضرب الأمثال في الكتاب والسنة ، فهذا قياس مقدوح فيه بقيام الفارق بين المقيس والمقيس عليه ، إذ الأمثال قولية ، أما ( التمثيليات ) فهي فعليه تمارس بالذوات ، فكيف يُقاس هذا ، على هذا مع عدم تطابقهما ، فثبت فساد القياس ...
ثم إن ضرب الأمثال في القرآن الكريم قد تنوعت ، فضرب المثل بالأعمى والأصم ، وبالعنكبوت ، ورؤوس الشياطين ، والكلب ، والحمار ، والأنعام ، والعبد المملوك ، وهكذا .
فهل يقول المستدل على جواز التمثيل بضرب الأمثال ، بجواز تمثيل المسلم بدور الشياطين ، والكلاب ، والحمير ، والأنعام .
وهذا إلزام وارد ، على سبيل التنزل ، وإلا فأصل القياس غير سليم ، والله أعلم .

( 5 ) أما تمثيل جبريل - عليه السلام - في صورة دحية الكلبي وغيره ، فقياس فاسد لما يلي :
وهو أن القدرة على التشكل من خصائص عالم الغيب عن عالم الشهادة ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى للملائكة القدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم تشكلاً حقيقياً ، كما في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية .
ففي القرآن ، أرسل الله تعالى جبريل إلى مريم في صورة بشـر }فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً{ مريم / 17 .
وجاءت الملائكة إلى إبراهيم في صورة بشر .
وجاء جبريل إلى نبينا ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في صور وأشكال متعددة ، في صورة دحية الكلبي ، وفي صورة أعرابي ..
ومن إعطاء الله لهم القدرةعلى التشكل ما في قصة : الأقرع ، والأبرص ، والأعمى .
وقد أعطى الله الشياطين والجان القدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان .
ومنها : مجيئ الشيطان إلى المشركين يوم بدر في صورة سُراقة بن مالك .
كما تتشكل في صورة كلب .. أو حيات .
والشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم .
فهذه تشكلات حقيقية أقدر الله عليها عالم الغيب من الملائكة الأبرار ، والشياطين والجن الأشرار ، واختصهم بها لعلة الإمتحان والإبتلاء والإختبار في بعضها . ولعلل وأحكام لا يعلمها إلا من قدرها . ولم تكن هذه التشكيلات الحقيقية لآدمي قط ، فهي قاصرة على محلها في ( عالم الغيب ) .
بناءاً على هذا ، فقياس ( عالم الشهادة ) على ( عالم الغيب ) في ذلك قياس فاسد ، لأنه قياس تشكل جزئي وهمي كاذب ، على تشكل كلي حقيقي صادق . ولأن العلة الجامعة قاصرة على محلها في عالم الغيب ، وتوفرها في طرفي القياس ركن في صحته ، وفقدانها هنا ظاهر ، فضلاً عن شرط تساويهما في الفرع والأصل ، لو وجدت ، فهي مفقودة أصلاً في النوع المقيس .
ولو اشتركا في العلة فشرطها أن تكون بوصف ظاهر ، وليست في عالم الغيب كذلك .
فنخلص من هذا أنه قياس فاسد لاختلال ركنه وشرطه ، والله أعلم .

5 – أما ما درج عليه بعض الأدباء في تأليف غريب اللغة بمقامات على لسان شخصيات وهمية متخيلة مثل ( مقامات الحريري ) وغيرها ، فهذا أيضاً من القياس الباطل ، الفاقد لشروطه ، المختل ركنه . إذ أنه مقدوح فيه ، وذلك بالفرقان بين المقيس والمقيس عليه . حيث أن الحريري في سياقته لمقاماته ، لم يتقمص شخصية معيّـنه ولا وهمية ، بخلاف التمثيل .
ثم هذا من باب القول لا من باب الفعل ، ثم هو من باب المحاورة والتعليم لا من باب التمثيل والتشبيه ، كالشأن فيما هو أبعد من ذلك ، كحديث تعليم جبريل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام والإيمان والإحسان . وهكذا .
ثم أرونا أثراً واحداً مرفوضاً شرعاً يترتب على هذا .
وأما كليلة ودمنة ، فهو ليس من تأليف ابن المقفع المتوفي سنة 145هـ ، وإنما هو من ترجمته ، وحسبك أنه ابن المقفع الذي ليس له رواية في الإسلام مع تقادم عهده في صدر عصر الرواية .

وعلى كل حال فهذه الكتب :
مقامات الحريري ، وألف ليلة وليلة ، وسيرة عنترة ، جميعها من باب ضرب الأمثال ، لا من باب التمثيل . وقد ألمح إلى ذلك ابن حجر الهيثمي في " فتاويه " ونقله عنه الكتاني في " التراتيب الإدارية " ( 2 / 226 – 227 ) .

6 - وأما ما تقدم في تاريخ التمثيل من وجود لعب وحكايات في هذا كانت معروفة باسم ( خيال الظل ) ، فهذه وإن وُجدت في عصور متأخرة ، فهي منقطعة الإتصال بصدر هذه الأمة . ثم وجودها في طبقة الصعاليك والمترفـين ، وهؤلاء ليسوا بحجة على الدين .
ثم وجد من أنكرها من العلماء ، فاستجاب له الأمراء . والله أعلم .

___________________

منقول والدال بتصرف والدال على الخير كفاعله









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-07-14, 20:14   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
لزرق
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية لزرق
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تمثيل الصحابة قراءة أصولية تحليلية لأدلة المانعين والمجيزين. ( محمد العبد الكريم )..
بدأ الجدل الكبير حول حكم تمثيل الصحابة بعد أن تم "وسمه" وتداول الفتوى حوله حكمه. وسوف أتناولُ الموضوع بقراءة أصولية تحليلية للموضوع. وأسال الله تعالى منه العون والتوفيق.
1ـ بقراءة حكم تمثيل الصحابة . وباستثناء من حرّم أصل التمثيل عموماً، فإن أدلة المحرمين والمجيزين تدور في نطاق المصالح والمفاسد.
2 - سوف أقوم بتحليل أدلة المحرمين أولاً ثم أراجع أدلة المجيزين .
3 - بالنظر في أدلة المحرمين سنلاحظ أن هناك ثلاثة أصناف من المحرمين .
4 – الفريق الأول جعل سبب التحريم بسبب وجود مفاسد محتملة.
5 ـ والبعض من هذا الفريق حرم تمثيل الصحابة تحريماً يشبه التحريم " المطلق " بمعنى أن تمثيل الصحابة لا يقع إلا فاسداً. وإن وقع فيه مصلحة. فالمفسدة فيه أرجح على الدوام. فهو يجعل الحكم معللاً بين المصلحة والمفسدة. ويميل للتحريم المطلق في الزمان والمكان!
6ـ فمن سار في فتواه بهذا المنحى فهي فتوى لا تستقيم من الناحية الأصولية. فالحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً. والفعل القابل للصلاح والفساد قابل للجواز والتحريم ، واعتراضي هو اعتراض على إطلاق التحريم دون تقييده في الزمان والمكان أو إطلاق الجواز دون تقييد في الزمان والمكان.
7 ـ فمن بنى فتواه في تمثيل الصحابة في فلك المصالح والمفاسد فلا بد له من تدوير الحكم وعدم استدامة الجواز أو المنع.
8 ـ فالفعل في نظره ليس فعلاً تعبدياً حتى يؤول إلى التأبيد. فيكون الجواز في حال تم تلافي المفاسد. والتحريم في حال لم يتم تلافيها.
9ـ أما إطلاق التحريم أو العبارات التي تؤول إلى استدامة التحريم التي تفيد بأن التمثيل لا يقع إلا فاسداً، فهو مخالف لبناء المسألة في نطاق المصلحة والمفسدة كما سبق.
10 ـ ولعل البعض كي يضمن سلامة تأبيد التحريم في فعل قابل للصلاح والفساد لم يُنص عليه، ذهب للاستعانة بدليل سد الذريعة.
11ـ فيرى أن تمثيل الصحابة قد يفتح الباب لمفاسد محتملة. بحكم الواقع فيمنع منعاً يفهم منه عباراته إطلاق التحريم واستدامته في كل الظروف والأحوال.
12ـ ولو سُلم بأنه قد يفتح الباب فلا بد من القطع التام بالإفضاء الدائم للمفسدة.
13ـ إن القطع التام بإفضاء فعل قابل للصلاح والفساد بأنه لا يقع إلا فاسداً على الأغلب في كل الأحوال والظروف من اختصاص عقل الوحي. وليس للعقل البشري الافتيات على عقل الوحي والشرع.
14 ـ فالجزم بأن تمثيل الصحابة لا يفضي إلا إلى مفسدة أو يجلب مفسدة بدون تحديد أو تقييد في زمان او في ظرف أو مكان ... وبدون وحي ونص مؤكد ، ثم إطلاق عبارات التحريم المطلق في مسألة اجتهادية حادثة متغيرة متجددة لا يصح منهجياً .
15 ـ إن استدامة التحريم بسد الذريعة يقابله لدى المجيزين : أن تمثيل الصحابة على عكس ذلك. فقد تكون الدراما سبباً مباشراً ومؤثراً في تغيير الواقع من خلال تعليم الناس بالصورة التلفزيونية الأكثر أثراً من القراءة والأسرع وصولاً وإقناعاً...
16 ـ وفي كلا الحالتين لا يصح الجزم التام بالمفسدة أو المصلحة، فمن حرم أو أجاز في مسألة إطارها وفلكها المصلحة والمفسدة فيلزمه تقييد تحريمه أو تقييد جوازه .
17 ـ فهي مسائل حادثة متغيرة والتأبيد أو الإيحاء بأن المفسدة أو في تمثيل الصحابة لا تقع إلا غالبة يجب أن يقيد بأن هذا التمثيل على هذا النحو في هذا المكان ، وبذلك الممثل، وبتلك الطريقة في الإنتاج هي السبب في غلبة المفسدة لكي يُفهم أن التمثيل على نحو مغاير صحيح.
18ـ أما وضع المسألة في إطار المصالح والمفاسد والحكم بتأبيد التحريم فلا يستقيم منهجياً .
19ـ إن التحريم المطلق والمؤبد والدائم هو من اختصاص العقل الكلي: عقل الوحي والشرع، كما سيأتي المزيد في توضيحه.
20ـ وعليه فيصح أصولياً أن يقال: بأن التمثيل في هذه الحالة على هذا النحو بهذه الكيفية محرم. ولا يصح أن تُطلق عبارات التحريم المفيدة للتحريم المؤبد والكلي أو التشنيع على المخالف الذي يجيز بالشروط والضوابط، فالتشنيع أحياناً قد يفيد بأن المحرِّم لا يرى قابلية الفعل للصلاح . ولذا تأتي أهمية التعابير الفقهية التي تدل على إمكانية التراجع عن الفتوى في حال استتمت الشروط وانتفت الموانع ، فيكون التراجع مقبولاً؛ لأن التحريم لم تُطلق فيه عبارات الاستدامة، بل كان تحريماً ظرفياً يزول بزوال ظرفه.
21 ـ واختصاراً لما سبق لا يصح التحريم مع زوال العلة. وهو ما قد يبدو على بعض الفتاوى التي تجعل الحكم معللاً مع الميل للتحريم المطلق !
22 ـ بدعوى أن المصلحة لا تقع إلا في جانب مفاسد عظمى، لكنه تصور مبني على التصور فقط، وليس على العلم والتصديق، وهو ما يقلل من قيمة الفتوى في مثل هذه الحالة.
23ـ أما المفاسد المحتملة فيمكن حصرها في التالي :
24ـ فهي إما في الممثل (سيء السمعة ، سيء الأخلاق) الذي يقوم بدور صحابي جليل .فسوء سمعة الممثل تؤدي للإساءة لسمعة الصحابي وهي مفسدة متفهمة معقولة المعنى.
25ـ أو في طريقة أداء "الدور التمثيلي " بالمبالغة في طريقة الكلام والتفاصح ، فتكون سبباً في انتقاص قدر الصحابي ومكانته .وقد يفتح ذلك باب السخرية او الاستهزاء.
26ـ أو في مصاحبة المسلسل لمؤثرات خارجة عن النص . فتكون سبباً في إظهار الصحابي على غير الصورة التي كان عليها.
27 ـ وهي بلا ريب أو شك علل مؤثرة في المنع والتحريم. فإذا اجتمعت هذه المفاسد أو واحدة منها فالمنع ارتبط بسبب مؤثر ومحدد.
28ـ أما ما يتعلق بانطباع صورة ذهنية عن الصحابي بالصورة التي يراها أمامه.فهذه الصورة الذهنية قد تحدث بدون تمثيل. فقارئ صفات النبي عليه السلام وليس الصحابي فقط قد تنطبع في ذهنه أو يتخيل صورة رجل تقارب صورة النبي عليه السلام. وكلما رآه تذكر الصفات التي قرأها عن النبي عليه السلام أو عن الصحابي الجليل.
29 ـ الفريق الثاني من المحرمين لم يكتفوا بذكر المفاسد المحتملة أو فتح الباب لمفاسد محتملة إنما أضافوا إلى المفاسد الإجماع على التحريم .
30ـ والغرض من التمسك بالإجماع إغلاق الباب على المجيزين أو على وجود مصلحة في تمثيل الصحابة. وإذا قُدر وجود مصلحة فهي في نظرهم مصلحة قليلة لا تقارن بالمفاسد العظمى الغالبة.
31 ـ إن هذا الفريق يرى أن الاعتماد على الاستدلال بالمصالح والمفاسد ـ فقط ـ قد لا يقوى في وجه المجيزين. فكل المفاسد المذكورة يمكن تلافيها .
32ـ ويمكن تحقيق المصالح على وجه من الوجوه. لكن الرد على المجيزين بالإجماع قد يُحرج المخالف وقد يجعله آثماً وليس مجتهداً .
33 ـ ومن جهة أخرى فإن الإجماع يصور أن المفسدة لا تنفك عن الفعل ، فلا يقع تمثيل الصحابة إلا على وجه فاسد . ولا يمكن أن يقع على وجه يحفظ مكانة الصحابة ويمنع من السخرية بهم ، ويؤثر في المشاهدين اكثر من تأثر الروايات والكتب .
34ـ لكن الملاحظ أن هذا الفريق يعتمد في الإجماع على الأسباب التي ذكرها الفريق الأول. والأسباب التي ذكرها الفريق الأول مفاسد محتملة يمكن تلافيها.
35ـ ويمكن تحقيق المصلحة بالإتيان بممثل بارع في التمثيل جذاب المظهر قوي البأس حسن السمعة تحت إشراف علمي دقيق .
36ـ ومن وجه آخر فإن الاتفاق والإجماع في حكم تمثيل الصحابة قد خالف فيها بعض الفقهاء ولا يمكن القول بعدم الاعتداد برأيهم، فهم لا يقلون فقهاً عمن أفتى بالتحريم. وبعضهم أفقه وأعلم. والقول بشذوذهم أو شذوذ فتاواهم في فعل قابل للصلاح والفساد إشارة على تمسك بعض المفتين بتأبيد التحريم في مطلق الأحوال .
37 ـ النوع الثالث من المانعين هم أكثر المانعين تدقيقاً في تظهير التحريم ،لأنه لا يربط تحريم تمثيل الصحابة في فلك المفاسد والمصالح مباشرة
38ـ فالمفاسد يمكن تلافيها والمصالح يمكن تحقيقها ، فلا يستطيع تأبيد التحريم وتأبيد المفسدة؛ حتى ولو استعمل الإجماع أو سد الذريعة كأدلة يعتضد بها لاستدامة التحريم
39 ـ ولذلك بحث عن علل غير متعدية. فجعل التحريم بسبب خصوصية الصحابة، فلا يُقاس عليهم غيرهم لخصوصيتهم.
40 ـ ولم يجعل علة تحريم تمثيل الصحابة لأن تمثيلهم يفتح باب السخرية أو الاستهزاء فقط .فقد نستطيع تلافي جميع المفاسد بممثل حسن السيرة وبدراما جادة كما سبق
41ـ ولكن يُشكل على هذا الفريق أن الخصوصية تحتاج لدليل خاص فهي استثناء من عموم
42 ـ والتخصيص لا بد له من دليل. ودليل المصلحة من مخصصات العموم؛ لكنه لا يقوى على التخصيص هنا، لأنه يعود بالمسألة إلى فلك المصالح والمفاسد. فعلة المنع لدى هذا الفريق تتوقف على دليل خاص يصح الاعتماد عليه.
43 ـ والنتيجة أن المانعين بمختلف أصنافهم لا بد وأن يعود منعهم إلى فلك المصالح والمفاسد.
44ـ فالفريق الأول يعلل تعليلاً مباشراً بالمفاسد المحتملة ويؤبدها بسد الذريعة. والفريق الثاني يضيف الإجماع كي يغلق الباب على وجود مصالح ، فيؤبد المفاسد، ويعتمد في الاستناد على إجماعه على المصالح والمفاسد. والفريق الثالث وإن كان أكثرهم تدقيقاً في تظهير المنع بعلة غير متعدية ، لكنه يعود إلى فلك المصلحة لأن دليله الوحيد على التخصيص هو المصلحة.
45 ـ إلا أن هذه الخصوصية متصورة في حق الأنبياء لقدسيتهم .وجانبهم المقدس يمنع من تمثيل أشخاصهم . فالمقدس مما لا يجوز مساسه أو نقده في التمثيل أو غيره. ولا يجوز التعرض للأنبياء إلا بما ذكره الله تعالى عنهم في كتابه. حتى في مواقفهم الشخصية ، فهم وحي يوحى ، فالتعرض لهم لا يتعلق بذاوتهم فقط بل بالتشريع وبالوحي.
46ـ وبعض المجيزين أضاف الخلفاء الأربعة... لعلة الخصوصية. السابقة
47ـ علة الخصوصية هي أقوى علة يمكن مناقشتها وهي أقوى أدلة المانعين ولكن كما سبق ينقصها قوة الاستدلال عليها بشكل خاص.
48 ـ انتهينا من تحليل أدلة المانعين . ولا يوجد الكثير عن أدلة المجيزين ؛ لأنهم ربطوا الجواز بتحقق الشروط وانتفاء الموانع ، وهو ما يتفق تماماً مع وضع المسألة في إطار المصالح والمفاسد
49ـ لكن لا بد من التنبيه على أمر بالغ الأهمية وهو أن الأفعال التي لها قابلية الصلاح والفساد لا يصلح فيها تأبيد التحريم أو تأبيد التحليل كما سبق ـ فهي بحسب تحقق الشروط وانتفاء الموانع.
50ـ إن الفاسد الذي لا يقع إلا فاسداً في كل الأحوال والظروف ولا يرتبط بتغير الزمان والمكان لا يُقدره إلا العقل الكلي عقل الوحي، وليس العقل البشري.
51ـ فلا يملك العقل البشري تقدير الأشياء على مدى زمني بعيد بل حتى في الزمن الواحد فلا بد أن يقيد في تحريمه أو تحليله في الأفعال التي تكون مصلحة باعتبار أو فاسدة باعتبار. 52ـ فلقصوره يقدر الفساد الجزئي والمصلحة الجزئية في اللحظات الزمنية القصيرة، فإن حكم بمطلق الفساد أو بمطلق المصلحة فهو يحكم على وجود نص صريح . فإن سكت النص فليس له إلا التحريم الجزئي أو الجواز الجزئي.
53ـ ومقتضى التحريم الجزئي او الجواز الجزئي عدم التأبيد
54 ـ إن محاولة تحريم الأشياء المجتهد فيها مما يجري في عادات الناس ومعاملاتهم تحريماً أبدياً مطلقاً في سائر الأحوال والظروف بالألفاظ الدالة على التحريم المطلق والتشنيع على المخالفين..ووصفهم بالجهل والقصور والشذوذ والخيانة احيانا وبما لا يليق
55 ـ هو نقل للخلاف من دائرة الخطأ والصواب إلى دائرة الهدى والضلال والنفاق والإيمان وهو مسلك شائك قضى على الاعتدال والتوسط .

56 ـ لقد جرت عادة الشارع الحكيم أن المسائل التي يُراد لها التحريم المؤبد أنها لا تخضع للاجتهاد البشري .
57 ـ بل تنص عليها الشريعة نصاً؛ لمحدودية قدرة العقل البشري في إدراك الفساد المطلق أو الصلاح المطلق.
58ـ كما في المحرمات الكبرى كأكل الربا .... فهو لا يقع إلا فاسداً فساداً مطلقاً في كل الأحوال والظروف. وكأهم صور الظلم التي نبه لها الوحي.
59 ـ لأنها لا تقع إلا ويقع بها الفساد ولا يختص فسادها في جزء أو في زمن أو في ظرف أو في حال بل فسادها لا يتقيد بتغير الأحوال فجاءت النصوص فيها مفيدة معنى الإطلاق والعموم.
60ـ ولو سكت عنها أو عن بعض صورها ، فالمسكوت عنه عرضة للاجتهاد البشري والتأويل والتفسير . وفيه دلالة على القابلية للصواب والخطأ بحسب الاعتبارات.
61 ـ فكل المحرمات الكبرى محرمة على الإطلاق فهي فاسدة بذاتها أولاً. ولأنها لا تقع إلا فاسدة في كل الأحوال والأزمان والظروف، وغير متعلقة بتغير الزمان والمكان. فهي من اختصاص عقل الوحي
62ـ وكما جرت عادة الشرع في التنصيص على الفعل الذي لا يقع إلا فاسداً فساداً مطلقاً. فقد جرت عادة الشرع بترك مالا يقع كذلك للعقل البشري المحدود.
63 ـ إن محدودية العقل البشري تدرك بعضاً وجزءاً من الفعل الذي يقبل التجزئه والتقييد والتحديد.
64 ـ والفعل القابل للصلاح والفساد هو فعل قابل للصلاح في زمن دون زمن أي في جزء من الزمن الكلي فيمكن إدرك صلاحه أو فساده ما دام في محدوديته.
65 ـ ولذلك نستطيع القول بأن تمثيل الصحابة ليس مصلحة مطلقة أو مفسدة مطلقة .
66 ـ ولو كان كذلك لكان من المنصوص الخاص المؤكد والقطعي الدلالة والقطعي في ثبوته غير المحتمل .
67 ـ والمفتي في حكم تمثيل الصحابة ليس له أن يقرر أن تمثيل الصحابة لا يقع إلا فاسداً في كل الأحوال والأزمان والظروف
68ـ وليس لديه من الأدلة ما يكفي .فإذا عجز عن ذلك لجأ للبحث عن الإجماع أو سد الذريعة كي يؤكد فساد التمثيل فساداً مطلقاً. ولجأ إلى وصف مخالفيه بما لا يليق .
69ـ ولا يمكن أيضاً أن يفتي بأن تمثيلهم لا يقع إلا مصلحة في كل الأحوال والأزمان والظروف.
70ـ فالعلم والدراية بوقوعه فاسداً لا محالة أو صالحاً لا محالة ولم يُنص عليه .....
71 ـ مع قابلية الفعل للصلاح أو الفساد في زمن واحد باعتبارات مختلفة لا يستقيم أصولياً.
72ـ إن النصوص لم تنطق بأدلة خاصة في تمثيل الصحابة تُعين في تأبيد الصلاح أو تأبيد الفساد وسكوت الأدلة الخاصة عن التبيين مظنة الجواز والاجتهاد .
73ـ وتمثيل الصحابة من المسكوت عنه. ووقوعه في دائرة المسكوت عنه دليل على قابليته للحسن والقبح والصواب والخطأ بحسب معطيات الإنتاج والدقة في العمل والأمانة والروايات الصحيحة واختيار الممثل البارع الخ
74ـ وكل مسكوت عنه وقع في هذه الدائرة مما لا يدخل في الجانب العقائدي المقدس فلا يجوز إخراج الخلاف فيه إلى دائرة الكفر والإيمان والهدى والضلال
75ـ فهو نوع من تضخيم الخلاف، وإغلاق لباب الاجتهاد . وهو تأبيد للتحريم الذي يختص به عقل الوحي .ولا يجوز لبشر أن يؤبد التحريم والتحليل بالاجتهاد البشري مهما كانت المبررات. فقصور العقل عن الإدراك الشامل والكلي يحصر التحريم أو الجواز فيما لا نص فيه مما جرت به عادات الناس ومعاملاتهم في وضع محدد.

وكلمة أخيرة: إن سيرة عمر الفاروق هي من أهم سير الصحابة وسيرته السياسية على وجه أخص دليل للحكم الراشد. وتأثير الدراما مما لا يخفى على أحد، ولو قُدر أن المسلسل سوف يثري سيرة ابن الخطاب كاملة دون نقصان تحت إشراف علمي دقيق وبكل أمانة وإخلاص . فسيرته أعظم درس في مواجهة صنوف الطغيان والظلم وتحقيق العدل والشورى وإشراك الأمة في القرار.

لن يفيد البكاء على تجسيد عمر ونحن ممن يحارب سيرة عمر في العدل بأقواله وأفعاله، فنخالف سيرته في العدل والشورى ونبكي على تجسيده وتمثيله !. فمن كان باكياً ـ وحق له أن يبكي على بعض المسلسلات التي تخالف المرويات الصحيحة وتظهر الصحابة على غير الصورة التي كانوا عليها ـ فليبكي إن كان أيضاً على ضياع سنن عمر في حكمه وعدله. ودمتم.









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-14, 20:43   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد همام الحارث
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تمثيل الصحابة قراءة أصولية تحليلية لأدلة المانعين والمجيزين. ( محمد العبد الكريم )..
بدأ الجدل الكبير حول حكم تمثيل الصحابة بعد أن تم "وسمه" وتداول الفتوى حوله حكمه. وسوف أتناولُ الموضوع بقراءة أصولية تحليلية للموضوع. وأسال الله تعالى منه العون والتوفيق.
1ـ بقراءة حكم تمثيل الصحابة . وباستثناء من حرّم أصل التمثيل عموماً، فإن أدلة المحرمين والمجيزين تدور في نطاق المصالح والمفاسد.
2 - سوف أقوم بتحليل أدلة المحرمين أولاً ثم أراجع أدلة المجيزين .
3 - بالنظر في أدلة المحرمين سنلاحظ أن هناك ثلاثة أصناف من المحرمين .
4 – الفريق الأول جعل سبب التحريم بسبب وجود مفاسد محتملة.
5 ـ والبعض من هذا الفريق حرم تمثيل الصحابة تحريماً يشبه التحريم " المطلق " بمعنى أن تمثيل الصحابة لا يقع إلا فاسداً. وإن وقع فيه مصلحة. فالمفسدة فيه أرجح على الدوام. فهو يجعل الحكم معللاً بين المصلحة والمفسدة. ويميل للتحريم المطلق في الزمان والمكان!
6ـ فمن سار في فتواه بهذا المنحى فهي فتوى لا تستقيم من الناحية الأصولية. فالحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً. والفعل القابل للصلاح والفساد قابل للجواز والتحريم ، واعتراضي هو اعتراض على إطلاق التحريم دون تقييده في الزمان والمكان أو إطلاق الجواز دون تقييد في الزمان والمكان.
7 ـ فمن بنى فتواه في تمثيل الصحابة في فلك المصالح والمفاسد فلا بد له من تدوير الحكم وعدم استدامة الجواز أو المنع.
8 ـ فالفعل في نظره ليس فعلاً تعبدياً حتى يؤول إلى التأبيد. فيكون الجواز في حال تم تلافي المفاسد. والتحريم في حال لم يتم تلافيها.
9ـ أما إطلاق التحريم أو العبارات التي تؤول إلى استدامة التحريم التي تفيد بأن التمثيل لا يقع إلا فاسداً، فهو مخالف لبناء المسألة في نطاق المصلحة والمفسدة كما سبق.
10 ـ ولعل البعض كي يضمن سلامة تأبيد التحريم في فعل قابل للصلاح والفساد لم يُنص عليه، ذهب للاستعانة بدليل سد الذريعة.
11ـ فيرى أن تمثيل الصحابة قد يفتح الباب لمفاسد محتملة. بحكم الواقع فيمنع منعاً يفهم منه عباراته إطلاق التحريم واستدامته في كل الظروف والأحوال.
12ـ ولو سُلم بأنه قد يفتح الباب فلا بد من القطع التام بالإفضاء الدائم للمفسدة.
13ـ إن القطع التام بإفضاء فعل قابل للصلاح والفساد بأنه لا يقع إلا فاسداً على الأغلب في كل الأحوال والظروف من اختصاص عقل الوحي. وليس للعقل البشري الافتيات على عقل الوحي والشرع.
14 ـ فالجزم بأن تمثيل الصحابة لا يفضي إلا إلى مفسدة أو يجلب مفسدة بدون تحديد أو تقييد في زمان او في ظرف أو مكان ... وبدون وحي ونص مؤكد ، ثم إطلاق عبارات التحريم المطلق في مسألة اجتهادية حادثة متغيرة متجددة لا يصح منهجياً .
15 ـ إن استدامة التحريم بسد الذريعة يقابله لدى المجيزين : أن تمثيل الصحابة على عكس ذلك. فقد تكون الدراما سبباً مباشراً ومؤثراً في تغيير الواقع من خلال تعليم الناس بالصورة التلفزيونية الأكثر أثراً من القراءة والأسرع وصولاً وإقناعاً...
16 ـ وفي كلا الحالتين لا يصح الجزم التام بالمفسدة أو المصلحة، فمن حرم أو أجاز في مسألة إطارها وفلكها المصلحة والمفسدة فيلزمه تقييد تحريمه أو تقييد جوازه .
17 ـ فهي مسائل حادثة متغيرة والتأبيد أو الإيحاء بأن المفسدة أو في تمثيل الصحابة لا تقع إلا غالبة يجب أن يقيد بأن هذا التمثيل على هذا النحو في هذا المكان ، وبذلك الممثل، وبتلك الطريقة في الإنتاج هي السبب في غلبة المفسدة لكي يُفهم أن التمثيل على نحو مغاير صحيح.
18ـ أما وضع المسألة في إطار المصالح والمفاسد والحكم بتأبيد التحريم فلا يستقيم منهجياً .
19ـ إن التحريم المطلق والمؤبد والدائم هو من اختصاص العقل الكلي: عقل الوحي والشرع، كما سيأتي المزيد في توضيحه.
20ـ وعليه فيصح أصولياً أن يقال: بأن التمثيل في هذه الحالة على هذا النحو بهذه الكيفية محرم. ولا يصح أن تُطلق عبارات التحريم المفيدة للتحريم المؤبد والكلي أو التشنيع على المخالف الذي يجيز بالشروط والضوابط، فالتشنيع أحياناً قد يفيد بأن المحرِّم لا يرى قابلية الفعل للصلاح . ولذا تأتي أهمية التعابير الفقهية التي تدل على إمكانية التراجع عن الفتوى في حال استتمت الشروط وانتفت الموانع ، فيكون التراجع مقبولاً؛ لأن التحريم لم تُطلق فيه عبارات الاستدامة، بل كان تحريماً ظرفياً يزول بزوال ظرفه.
21 ـ واختصاراً لما سبق لا يصح التحريم مع زوال العلة. وهو ما قد يبدو على بعض الفتاوى التي تجعل الحكم معللاً مع الميل للتحريم المطلق !
22 ـ بدعوى أن المصلحة لا تقع إلا في جانب مفاسد عظمى، لكنه تصور مبني على التصور فقط، وليس على العلم والتصديق، وهو ما يقلل من قيمة الفتوى في مثل هذه الحالة.
23ـ أما المفاسد المحتملة فيمكن حصرها في التالي :
24ـ فهي إما في الممثل (سيء السمعة ، سيء الأخلاق) الذي يقوم بدور صحابي جليل .فسوء سمعة الممثل تؤدي للإساءة لسمعة الصحابي وهي مفسدة متفهمة معقولة المعنى.
25ـ أو في طريقة أداء "الدور التمثيلي " بالمبالغة في طريقة الكلام والتفاصح ، فتكون سبباً في انتقاص قدر الصحابي ومكانته .وقد يفتح ذلك باب السخرية او الاستهزاء.
26ـ أو في مصاحبة المسلسل لمؤثرات خارجة عن النص . فتكون سبباً في إظهار الصحابي على غير الصورة التي كان عليها.
27 ـ وهي بلا ريب أو شك علل مؤثرة في المنع والتحريم. فإذا اجتمعت هذه المفاسد أو واحدة منها فالمنع ارتبط بسبب مؤثر ومحدد.
28ـ أما ما يتعلق بانطباع صورة ذهنية عن الصحابي بالصورة التي يراها أمامه.فهذه الصورة الذهنية قد تحدث بدون تمثيل. فقارئ صفات النبي عليه السلام وليس الصحابي فقط قد تنطبع في ذهنه أو يتخيل صورة رجل تقارب صورة النبي عليه السلام. وكلما رآه تذكر الصفات التي قرأها عن النبي عليه السلام أو عن الصحابي الجليل.
29 ـ الفريق الثاني من المحرمين لم يكتفوا بذكر المفاسد المحتملة أو فتح الباب لمفاسد محتملة إنما أضافوا إلى المفاسد الإجماع على التحريم .
30ـ والغرض من التمسك بالإجماع إغلاق الباب على المجيزين أو على وجود مصلحة في تمثيل الصحابة. وإذا قُدر وجود مصلحة فهي في نظرهم مصلحة قليلة لا تقارن بالمفاسد العظمى الغالبة.
31 ـ إن هذا الفريق يرى أن الاعتماد على الاستدلال بالمصالح والمفاسد ـ فقط ـ قد لا يقوى في وجه المجيزين. فكل المفاسد المذكورة يمكن تلافيها .
32ـ ويمكن تحقيق المصالح على وجه من الوجوه. لكن الرد على المجيزين بالإجماع قد يُحرج المخالف وقد يجعله آثماً وليس مجتهداً .
33 ـ ومن جهة أخرى فإن الإجماع يصور أن المفسدة لا تنفك عن الفعل ، فلا يقع تمثيل الصحابة إلا على وجه فاسد . ولا يمكن أن يقع على وجه يحفظ مكانة الصحابة ويمنع من السخرية بهم ، ويؤثر في المشاهدين اكثر من تأثر الروايات والكتب .
34ـ لكن الملاحظ أن هذا الفريق يعتمد في الإجماع على الأسباب التي ذكرها الفريق الأول. والأسباب التي ذكرها الفريق الأول مفاسد محتملة يمكن تلافيها.
35ـ ويمكن تحقيق المصلحة بالإتيان بممثل بارع في التمثيل جذاب المظهر قوي البأس حسن السمعة تحت إشراف علمي دقيق .
36ـ ومن وجه آخر فإن الاتفاق والإجماع في حكم تمثيل الصحابة قد خالف فيها بعض الفقهاء ولا يمكن القول بعدم الاعتداد برأيهم، فهم لا يقلون فقهاً عمن أفتى بالتحريم. وبعضهم أفقه وأعلم. والقول بشذوذهم أو شذوذ فتاواهم في فعل قابل للصلاح والفساد إشارة على تمسك بعض المفتين بتأبيد التحريم في مطلق الأحوال .
37 ـ النوع الثالث من المانعين هم أكثر المانعين تدقيقاً في تظهير التحريم ،لأنه لا يربط تحريم تمثيل الصحابة في فلك المفاسد والمصالح مباشرة
38ـ فالمفاسد يمكن تلافيها والمصالح يمكن تحقيقها ، فلا يستطيع تأبيد التحريم وتأبيد المفسدة؛ حتى ولو استعمل الإجماع أو سد الذريعة كأدلة يعتضد بها لاستدامة التحريم
39 ـ ولذلك بحث عن علل غير متعدية. فجعل التحريم بسبب خصوصية الصحابة، فلا يُقاس عليهم غيرهم لخصوصيتهم.
40 ـ ولم يجعل علة تحريم تمثيل الصحابة لأن تمثيلهم يفتح باب السخرية أو الاستهزاء فقط .فقد نستطيع تلافي جميع المفاسد بممثل حسن السيرة وبدراما جادة كما سبق
41ـ ولكن يُشكل على هذا الفريق أن الخصوصية تحتاج لدليل خاص فهي استثناء من عموم
42 ـ والتخصيص لا بد له من دليل. ودليل المصلحة من مخصصات العموم؛ لكنه لا يقوى على التخصيص هنا، لأنه يعود بالمسألة إلى فلك المصالح والمفاسد. فعلة المنع لدى هذا الفريق تتوقف على دليل خاص يصح الاعتماد عليه.
43 ـ والنتيجة أن المانعين بمختلف أصنافهم لا بد وأن يعود منعهم إلى فلك المصالح والمفاسد.
44ـ فالفريق الأول يعلل تعليلاً مباشراً بالمفاسد المحتملة ويؤبدها بسد الذريعة. والفريق الثاني يضيف الإجماع كي يغلق الباب على وجود مصالح ، فيؤبد المفاسد، ويعتمد في الاستناد على إجماعه على المصالح والمفاسد. والفريق الثالث وإن كان أكثرهم تدقيقاً في تظهير المنع بعلة غير متعدية ، لكنه يعود إلى فلك المصلحة لأن دليله الوحيد على التخصيص هو المصلحة.
45 ـ إلا أن هذه الخصوصية متصورة في حق الأنبياء لقدسيتهم .وجانبهم المقدس يمنع من تمثيل أشخاصهم . فالمقدس مما لا يجوز مساسه أو نقده في التمثيل أو غيره. ولا يجوز التعرض للأنبياء إلا بما ذكره الله تعالى عنهم في كتابه. حتى في مواقفهم الشخصية ، فهم وحي يوحى ، فالتعرض لهم لا يتعلق بذاوتهم فقط بل بالتشريع وبالوحي.
46ـ وبعض المجيزين أضاف الخلفاء الأربعة... لعلة الخصوصية. السابقة
47ـ علة الخصوصية هي أقوى علة يمكن مناقشتها وهي أقوى أدلة المانعين ولكن كما سبق ينقصها قوة الاستدلال عليها بشكل خاص.
48 ـ انتهينا من تحليل أدلة المانعين . ولا يوجد الكثير عن أدلة المجيزين ؛ لأنهم ربطوا الجواز بتحقق الشروط وانتفاء الموانع ، وهو ما يتفق تماماً مع وضع المسألة في إطار المصالح والمفاسد
49ـ لكن لا بد من التنبيه على أمر بالغ الأهمية وهو أن الأفعال التي لها قابلية الصلاح والفساد لا يصلح فيها تأبيد التحريم أو تأبيد التحليل كما سبق ـ فهي بحسب تحقق الشروط وانتفاء الموانع.
50ـ إن الفاسد الذي لا يقع إلا فاسداً في كل الأحوال والظروف ولا يرتبط بتغير الزمان والمكان لا يُقدره إلا العقل الكلي عقل الوحي، وليس العقل البشري.
51ـ فلا يملك العقل البشري تقدير الأشياء على مدى زمني بعيد بل حتى في الزمن الواحد فلا بد أن يقيد في تحريمه أو تحليله في الأفعال التي تكون مصلحة باعتبار أو فاسدة باعتبار. 52ـ فلقصوره يقدر الفساد الجزئي والمصلحة الجزئية في اللحظات الزمنية القصيرة، فإن حكم بمطلق الفساد أو بمطلق المصلحة فهو يحكم على وجود نص صريح . فإن سكت النص فليس له إلا التحريم الجزئي أو الجواز الجزئي.
53ـ ومقتضى التحريم الجزئي او الجواز الجزئي عدم التأبيد
54 ـ إن محاولة تحريم الأشياء المجتهد فيها مما يجري في عادات الناس ومعاملاتهم تحريماً أبدياً مطلقاً في سائر الأحوال والظروف بالألفاظ الدالة على التحريم المطلق والتشنيع على المخالفين..ووصفهم بالجهل والقصور والشذوذ والخيانة احيانا وبما لا يليق
55 ـ هو نقل للخلاف من دائرة الخطأ والصواب إلى دائرة الهدى والضلال والنفاق والإيمان وهو مسلك شائك قضى على الاعتدال والتوسط .

56 ـ لقد جرت عادة الشارع الحكيم أن المسائل التي يُراد لها التحريم المؤبد أنها لا تخضع للاجتهاد البشري .
57 ـ بل تنص عليها الشريعة نصاً؛ لمحدودية قدرة العقل البشري في إدراك الفساد المطلق أو الصلاح المطلق.
58ـ كما في المحرمات الكبرى كأكل الربا .... فهو لا يقع إلا فاسداً فساداً مطلقاً في كل الأحوال والظروف. وكأهم صور الظلم التي نبه لها الوحي.
59 ـ لأنها لا تقع إلا ويقع بها الفساد ولا يختص فسادها في جزء أو في زمن أو في ظرف أو في حال بل فسادها لا يتقيد بتغير الأحوال فجاءت النصوص فيها مفيدة معنى الإطلاق والعموم.
60ـ ولو سكت عنها أو عن بعض صورها ، فالمسكوت عنه عرضة للاجتهاد البشري والتأويل والتفسير . وفيه دلالة على القابلية للصواب والخطأ بحسب الاعتبارات.
61 ـ فكل المحرمات الكبرى محرمة على الإطلاق فهي فاسدة بذاتها أولاً. ولأنها لا تقع إلا فاسدة في كل الأحوال والأزمان والظروف، وغير متعلقة بتغير الزمان والمكان. فهي من اختصاص عقل الوحي
62ـ وكما جرت عادة الشرع في التنصيص على الفعل الذي لا يقع إلا فاسداً فساداً مطلقاً. فقد جرت عادة الشرع بترك مالا يقع كذلك للعقل البشري المحدود.
63 ـ إن محدودية العقل البشري تدرك بعضاً وجزءاً من الفعل الذي يقبل التجزئه والتقييد والتحديد.
64 ـ والفعل القابل للصلاح والفساد هو فعل قابل للصلاح في زمن دون زمن أي في جزء من الزمن الكلي فيمكن إدرك صلاحه أو فساده ما دام في محدوديته.
65 ـ ولذلك نستطيع القول بأن تمثيل الصحابة ليس مصلحة مطلقة أو مفسدة مطلقة .
66 ـ ولو كان كذلك لكان من المنصوص الخاص المؤكد والقطعي الدلالة والقطعي في ثبوته غير المحتمل .
67 ـ والمفتي في حكم تمثيل الصحابة ليس له أن يقرر أن تمثيل الصحابة لا يقع إلا فاسداً في كل الأحوال والأزمان والظروف
68ـ وليس لديه من الأدلة ما يكفي .فإذا عجز عن ذلك لجأ للبحث عن الإجماع أو سد الذريعة كي يؤكد فساد التمثيل فساداً مطلقاً. ولجأ إلى وصف مخالفيه بما لا يليق .
69ـ ولا يمكن أيضاً أن يفتي بأن تمثيلهم لا يقع إلا مصلحة في كل الأحوال والأزمان والظروف.
70ـ فالعلم والدراية بوقوعه فاسداً لا محالة أو صالحاً لا محالة ولم يُنص عليه .....
71 ـ مع قابلية الفعل للصلاح أو الفساد في زمن واحد باعتبارات مختلفة لا يستقيم أصولياً.
72ـ إن النصوص لم تنطق بأدلة خاصة في تمثيل الصحابة تُعين في تأبيد الصلاح أو تأبيد الفساد وسكوت الأدلة الخاصة عن التبيين مظنة الجواز والاجتهاد .
73ـ وتمثيل الصحابة من المسكوت عنه. ووقوعه في دائرة المسكوت عنه دليل على قابليته للحسن والقبح والصواب والخطأ بحسب معطيات الإنتاج والدقة في العمل والأمانة والروايات الصحيحة واختيار الممثل البارع الخ
74ـ وكل مسكوت عنه وقع في هذه الدائرة مما لا يدخل في الجانب العقائدي المقدس فلا يجوز إخراج الخلاف فيه إلى دائرة الكفر والإيمان والهدى والضلال
75ـ فهو نوع من تضخيم الخلاف، وإغلاق لباب الاجتهاد . وهو تأبيد للتحريم الذي يختص به عقل الوحي .ولا يجوز لبشر أن يؤبد التحريم والتحليل بالاجتهاد البشري مهما كانت المبررات. فقصور العقل عن الإدراك الشامل والكلي يحصر التحريم أو الجواز فيما لا نص فيه مما جرت به عادات الناس ومعاملاتهم في وضع محدد.

وكلمة أخيرة: إن سيرة عمر الفاروق هي من أهم سير الصحابة وسيرته السياسية على وجه أخص دليل للحكم الراشد. وتأثير الدراما مما لا يخفى على أحد، ولو قُدر أن المسلسل سوف يثري سيرة ابن الخطاب كاملة دون نقصان تحت إشراف علمي دقيق وبكل أمانة وإخلاص . فسيرته أعظم درس في مواجهة صنوف الطغيان والظلم وتحقيق العدل والشورى وإشراك الأمة في القرار.

لن يفيد البكاء على تجسيد عمر ونحن ممن يحارب سيرة عمر في العدل بأقواله وأفعاله، فنخالف سيرته في العدل والشورى ونبكي على تجسيده وتمثيله !. فمن كان باكياً ـ وحق له أن يبكي على بعض المسلسلات التي تخالف المرويات الصحيحة وتظهر الصحابة على غير الصورة التي كانوا عليها ـ فليبكي إن كان أيضاً على ضياع سنن عمر في حكمه وعدله. ودمتم.
مالك و مال هذه الارقام التي اعمرت بها النت لوحدك


قلنا لك الشرع ينفي ما تقول


و القاعدة الفقهية تقول ما بنيا على باطل فهو باطل


و سألناك و قلنا و لم تجب

سنعيد عليك السؤال ؟

هل في نظرك التمثيل حلال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



أجب









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-14, 21:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
لزرق
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية لزرق
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة degletnoor مشاهدة المشاركة
مالك و مال هذه الارقام التي اعمرت بها النت لوحدك


قلنا لك الشرع ينفي ما تقول


و القاعدة الفقهية تقول ما بنيا على باطل فهو باطل


و سألناك و قلنا و لم تجب

سنعيد عليك السؤال ؟

هل في نظرك التمثيل حلال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



أجب

يبدو من خلال ردودك في كل مكان انه لا علاقة لك بعلوم الشريعة إطلاق وخاصة علم أصول الفقه
وإلى لكنت فهمت كلام صاحب الموضوع الذي أدرجته
فصاحب الموضوع أورد كلام علماء وفتاويهم في التمثيل فجئناه بكلام العلماء في الجهة المناقضة
لنترك للمتمعن دراسة الموضوع بموضوعية بعيدا عن العاطفة
وقد أثبت الجميع هنا انهم يعرفون الحق بالرجال فعلا









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-14, 21:32   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-15, 08:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد همام الحارث
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق مشاهدة المشاركة
يبدو من خلال ردودك في كل مكان انه لا علاقة لك بعلوم الشريعة إطلاق وخاصة علم أصول الفقه
وإلى لكنت فهمت كلام صاحب الموضوع الذي أدرجته
فصاحب الموضوع أورد كلام علماء وفتاويهم في التمثيل فجئناه بكلام العلماء في الجهة المناقضة
لنترك للمتمعن دراسة الموضوع بموضوعية بعيدا عن العاطفة
وقد أثبت الجميع هنا انهم يعرفون الحق بالرجال فعلا
يا أخي انا أسألك فرد السؤال بنعم أو لا و إن شأت التعليل

انت رجل عاقل و لك عقل يميز بين الحق و الباطل ما رأيك ؟









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-15, 10:04   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


مسالة التمثيل عموما

وثمتيل الصحابة خاصة مسالة علمية شرعية

ينبغي الخوض فيها بعلم ...

وليس بهوى

والذي اعتقده وادين الله به هو ما افتى به كبار علماء اهل السنة

من تحريم تمثيل الصحابة

واضف الى ذلك المفاسد التي في تلك المسلسلات من مخالفات شرعية

و كذب وتزوير للتاريخ

وطعن في الصحابة

ويقوم اكبر الفسقة بتمثيل دور خيار الصحابة

نسال الله السلامة والعافية


ومما ينبغي أن يعلم، أن من المغالطة وضعف البصيرة والجهل والحمق

أن يظن بأصحاب تلك الأفلام أنهم ما أرادوا منها سوى السرد التاريخي القصصي، لإشباع تطلعات الناس إلى معرفة التاريخ الإسلامي المشرق في زمن الهزيمة والانكسار،

او انهم ارادو بيان محاسن الاسلام وعظمته
دون أن يمرروا شيئاً من أفكارهم وتصوراتهم الخاطئة،والمنحرفة

وينسبوها إلى الإسلام ويلصقوها به عن طريق حوار مخترع من شخصية الفيلم، أو موقف مكذوب
كل ذلك لتثبيت تصوراتهم على أنها واقع المسلمين الأوائل عن سوء قصد ونية خبيثة
وبسبب انحراف التربية، وفساد المحيط الذي تربى فيه أولئك المنتجون لهذه الأفلام أحياناً، أو لتلازمهما. وأياً ما كان السبب فإن في هذا ما فيه من المغالطة والتشويه، والتشويش على أفهام المسلمين ومعتقداتهم. هذا هو واقع كثير من هذه الأفلام التي تسمى أفلاماً دينية، إن لم يكن كلها، وفي هذه التسمية ما فيها من قلب المفاهيم

ولهذا نجد بعض السذج يعتقد انا ما يراه في تلك المسلسلات او الافلام هو دين الاسلام وهو الشرع

او هو التاريخ بدون تحريف او تزوير ...

واما القول انها تبعث في الامة روح الحياة او روح الاسلام

فهذا من الكذب المحض

فكم وكم مثلت من المسلسلات

ولم تفد شيئا

بل هناك من لايصلي وهو حريص على متابعتها

للتسلي ...

لقد خدم من سبقنا من الصالحين الاسلام اروع خدمة

ولم يكونو في حاجة الى تلك المسلسلات والافلام ليعرفو الاسلام

او عظمته ....
وسنرى منا يشاهد تلك المسلسلت ماذا سيقدم

وهل سينصر الاسلام والمسلمين ....

وغدا سيخرج علينا من يجيز تصوير النبي صلى الله عليه وسلم

بنفس حجج هؤلاء المتهافتين

نعوذ بالله من الخذلان ....












رد مع اقتباس
قديم 2012-07-15, 21:03   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
لزرق
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية لزرق
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

لماذ تقفز على موضوعي ؟ اقرئه بتمعن
فأنا لا أقول انه يجوز تمثيل الصحابة ولا أقول انه يحرم تمثيل الصحابة
وصاحب الموضوع الأصلي ناقش الموضوع اصوليا وزبدة كلامه أنه لا يوجد تحريم أبدي ولا تحليل أبدي لأنه من اختصاص الشرع الإلاهي وليس من اختصاص البشر فالمسألة كلها تدور في فلك المصالح والمفاسد فلا يجوز للمسلم ان يضلل الناس لأنهم أجازوا التمثيل ولا يضلل الناس الذين حرموه شرط ألا يكون تحريما أو تحليلا أبديا وحتى الوصول إلى حد تبديع المجزين في مسائل فقهية مستحدثة ليس فيها نص واحد قطعي الدلالة









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-15, 23:45   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نَبيل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق مشاهدة المشاركة
لماذ تقفز على موضوعي ؟ اقرئه بتمعن
فأنا لا أقول انه يجوز تمثيل الصحابة ولا أقول انه يحرم تمثيل الصحابة
وصاحب الموضوع الأصلي ناقش الموضوع اصوليا وزبدة كلامه أنه لا يوجد تحريم أبدي ولا تحليل أبدي لأنه من اختصاص الشرع الإلاهي وليس من اختصاص البشر فالمسألة كلها تدور في فلك المصالح والمفاسد فلا يجوز للمسلم ان يضلل الناس لأنهم أجازوا التمثيل ولا يضلل الناس الذين حرموه شرط ألا يكون تحريما أو تحليلا أبديا وحتى الوصول إلى حد تبديع المجزين في مسائل فقهية مستحدثة ليس فيها نص واحد قطعي الدلالة
يا أخي هذه نازلة تكلّم فيها كبار العلماء و أفتوا فيها بالتحريم ثم تأتينا ببحث أصولي من عند دكتور يفصل
بين فتاوى كبار العلماء و غيرهم من المجيزين .
بل لو نظرنا في المقال حد ذاته لوجدناه يقول بالتحريم من حيث لا يشعر من خلال بعض النقاط التي أثارها .
فلو أمعنا النظر النظر في محاولة الدكتور إجازة المسلسل و غيره لوجدناه يطلب محالا فالواقع يقضي حتما بلا نزاع تحريم التمثيل مطلقا
فضلا عن تمثيل الصحابة رضي الله عنهم فكيف بتمثيل الأنبياء عليهم السلام فلا داعي لمحاولات لعب دور الوسط فكلام العلماء الربانيين شاف و كاف لمن أراد الحق
لأنهم يتميزون ببعد النظر و حسن استعمال النصوص و الحكمة في مواطنها
نسأل الله أن يحفظهم و يديم عليهم الصحة و العافية و يصرف عنا و عنهم كل شر

و حقيقة مثل هذا التصرف ليس جديدا علينا كل ما تحل نازلة يفتي فيها كبار العلماء و يقابلهم و يعاكسهم فيها الجهلة و الرويبضة
يخرج من يدعي الوسطية ليعرض كلام الفريقين ليخرج إما بحل وسط يرضي الفريقين إن لم نقل ليناقض كلام العلماء
و الله المستعان










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-16, 00:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عبد الله-1
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية عبد الله-1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق مشاهدة المشاركة
لماذ تقفز على موضوعي ؟ اقرئه بتمعن
فأنا لا أقول انه يجوز تمثيل الصحابة ولا أقول انه يحرم تمثيل الصحابة
وصاحب الموضوع الأصلي ناقش الموضوع اصوليا وزبدة كلامه أنه لا يوجد تحريم أبدي ولا تحليل أبدي لأنه من اختصاص الشرع الإلاهي وليس من اختصاص البشر فالمسألة كلها تدور في فلك المصالح والمفاسد فلا يجوز للمسلم ان يضلل الناس لأنهم أجازوا التمثيل ولا يضلل الناس الذين حرموه شرط ألا يكون تحريما أو تحليلا أبديا وحتى الوصول إلى حد تبديع المجزين في مسائل فقهية مستحدثة ليس فيها نص واحد قطعي الدلالة
المسألة كلها تدور في فلك المصالح والمفاسد كيف يعقل هذا نستهزئ بصحابي جليل ونقول مصالح ومفاسد ؟
أي منطق أعرج هذا؟
سبحان الله
عند قرب الساعة نسمع العجب لا غرابة










آخر تعديل عبد الله-1 2012-07-16 في 00:04.
رد مع اقتباس
قديم 2012-07-16, 00:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
زكي20
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

قبل الحديث عن جواز تمثيل الصحابة من عدمه

يجب الحديث اولا عن

حكم التمثيل على العموم

حكم انتاج الافلام و مشاهدتها

حكم السينما

بل حكم التصوير بالكاميرا !!!

------------

كيف يمكن ان نناقش اشخاصا ...في...هل يجوز تمثيل الصحابة ام لا ......

اذا كانوا يحرمون التلفاز و الكاميرا جملة و تفصيلا ؟؟!!










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-16, 18:46   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد همام الحارث
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زكي20 مشاهدة المشاركة
قبل الحديث عن جواز تمثيل الصحابة من عدمه

يجب الحديث اولا عن

حكم التمثيل على العموم

حكم انتاج الافلام و مشاهدتها

حكم السينما

بل حكم التصوير بالكاميرا !!!

------------

كيف يمكن ان نناقش اشخاصا ...في...هل يجوز تمثيل الصحابة ام لا ......

اذا كانوا يحرمون التلفاز و الكاميرا جملة و تفصيلا ؟؟!!
نعم و هل انت عالم ؟

قال العلماء و فنّدوا في هذا المجال تفنيدا فهل نعطيك مما قالوا أم انك ستقول عنهم كما قال بعض المبتدعة انهم وهابيين و كذا و كذا

ثم إنهم فسروا احاديث رسول الله تفسيرا يليق بها و ليس تفسيرا كالذي قام به بعض الجهال هداهم الله و غفر لهم في تحليل ما حرّم الله









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-16, 19:20   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
زكي20
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة degletnoor مشاهدة المشاركة
نعم و هل انت عالم ؟

قال العلماء و فنّدوا في هذا المجال تفنيدا فهل نعطيك مما قالوا أم انك ستقول عنهم كما قال بعض المبتدعة انهم وهابيين و كذا و كذا

ثم إنهم فسروا احاديث رسول الله تفسيرا يليق بها و ليس تفسيرا كالذي قام به بعض الجهال هداهم الله و غفر لهم في تحليل ما حرّم الله

اذا لا داعي ..للتخفي وراء تمثيل الصحابة !!

و لا داعي لمناقشة الامر ....بما انه محسوم سبقا !!









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-16, 19:30   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

المقال الذي نقله الاخ لزهر

وزعم انه بحث اصولي

مقال متهافت مليئ بالمغالطات لا يصدر من طالب علم مبتدئ


وبني على مقدمات غير صحيحة

او قواعد صحيحة ولكنها فسرت على غير حقيقتها ...










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-16, 19:33   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمد همام الحارث
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زكي20 مشاهدة المشاركة
اذا لا داعي ..للتخفي وراء تمثيل الصحابة !!

و لا داعي لمناقشة الامر ....بما انه محسوم سبقا !!
نعم تمّ حسم الامر بالنسبة لاهل السنة و الجماعة

امّا الملاحدة و العلمانيين فما زال الامر يحيرهم و مازلوا يسألون و يختلقون الاعذار حتى على حساب احدايث رسول الله









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأحلام, الصحابة, العملاء, تمثيل, فتاوى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc