تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة .... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ....

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-05, 19:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
H1985
محظور
 
إحصائية العضو










B11 تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ....

بسم الله الرحمن الرحيم


تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ....


باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا


وقوله تعالى ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفُ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) [ هود : 15- 16 ] .
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " (1) .


الشرح :

لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي حفظه الله


وأقول : قوله : " باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا " فإن هذا النوع من أنواع الشرك أي يريد الإنسان بعمل من اعمال الآخرة يريد به الدنيا فقط , وقد استدل المؤلف على ذلك بقوله تعالى في سورة هود آية 15 ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفُ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون )) دلُت هذه الآية على أن من أراد بعمله الدنيا فقط ؛ بأن ذلك يكون ردة ؛ نسأل الله العفو والعافية ؛ وهو يعتبر من الشرك الأكبر ؛ لقوله تعالى ( أولئك ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) .وهذا الوعيد إنما يكون لمن يشرك بالله شركا أكبر , ويترتب عليه حبوط العمل , ودخول النار والخلود فيها . أما من قصد الدنيا للإستعانة بها وهومؤمن بالآخرة لعلمه أنها هي الحياة الباقية فإنه فيما يظهر لا يناله هذا الوعيد إن شاء الله وهذا لما يكون فيه من المداخلة كمن درس مثلا العلوم الشرعية من أجل ان يعلمها , ويعمل بها ثم ينال بتلك الشهادة وظيفة يستعين بها على دنياه وآخرته , وإنما إرادة الدنيا وزينتها تكون مذمومة في حق من لم تكن له همة في دينه ؛ بل أنه لو منع الدنيا إلا بترك الدين لفعله ؛ فهذا الذي يناله الوعيد , فالله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن هذا الصنف من الناس كما قال - عز وجل - في الآية 14 من سورة الأحزاب في وصف المنافقين ( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبُثوا بها إلا يسيرا . ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا )) وفي قراءة (( لآ توها )) (2) [ الأحزاب 14- 15 ] .
فأخبر فيها عن المنافقين أنه لو دخلت عليهم المدينة من جميع جهاتها سواء دخلها اليهود أو المشركون , ثم طلب منهم أن يشركوا , وأن يعودوا إلى الشرك لفعلوا , فمن كانت هذه حاله , فالظاهر أن هؤلاء هم المقصدون دون النوع الأول الذين ذكرتهم , والله تعالى أعلم . قال ابن كثير في تفسير هذه الآية أي آية هود (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم )) الآية والتي بعدها : قال " العوفي : عن ابن عباس في هذه الآية : إن أهل الرياء يعطون بحسانتهم في الدنيا وذلك أنهم لا يظامون نقيرا , يقول : من عمل صالحا التماس الدنيا صوما أو صلاة أو تهجدا بالليل لا يعمله إلا التماس الدنيا يقول تعالى : أوفُيه الذي التمس في الدنيا في المثابة " والظاهر أن الصحيح من المثوبة : " وحبط عمله الذي كان يعمله لالتماس الدنيا وهو في الآخرة من الخاسرين , وهكذا روي عن مجاهد والضحاك وغير واجد, وقال أنس بن مالك والحسن نزلت في اليهود والنصارى , وقال مجاهد وغيره نزلت في أهل الرياء ؛ وقال قتادة : من كانت الدنيا همه ونيته وطلبته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إل الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء وأما المؤمن فيجازى بحسانته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة . وقد ورد في الحديث المرفوع نحوا من هذا وقال تعالى ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا . ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا . كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا . انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) وقال تعالى ( من كان يريد جرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )) اهـ .
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار , تعس عبد الدرهم , تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة أن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ..... " الحديث .
قوله :" تعس " : دعاء عليه " عبد الدينار " " عبد الدرهم " هو الذي يتوقف رضاه على إعطائه الدينار والدرهم , وسخطه على عدم ذلك , وهذه منقصة تدل على أن الدنيا إنما هي معبر وليست بدار إقامة , ووسيلة وليست غاية ؛ لكن من خالط قلبه الإيمان كان بخلاف ذلك فيستقل الدنيا ويستضعفها , ويزهد فيها إن لم تكن من طريق حلال , وما عطف على الدينار والدرهم فهم في حكمه كقوله : " تعس عبد الخميصة , تعس عبد الخميلة " والخميصة والخميلة نوعان من الثياب أي الذي يرضي بوجودهما ويغضب عند فقدها .
ثم بالغ في وصفه فقال : " إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط " وزاد دعاء عليه فقال :" تعس وانتكس , وإذا شيك فلا انتقش " ومعنى هذا دعاء عليه إذا وقع في ورطة لا يخرج منها , أي دعاء عليه بالبقاء فيها . وعدم الخلاص منها .
ثم شرع في وصف النوع الآخر الذي همه أداء ما عليه من واجبات حتى ولوحصل ذلك مع نقص حضوض نفسه فقال :" طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه " أي أنه مهتم بأداء الواجبات لا يمكنه التفرغ لدهن رأسه وترجيله ., بل هو مغمور بأداء الواجب ومكثف عليه الأعمال لكونه شخص طيّع يريد رضا الله والتقرب إليه والتطلع إلى فضله وازدراء لبدنيا واحتقارها ولهذا قال :" أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كانفي الحراسة " والمراد بالحراسة حراسة المجاهدين عند نزولهم , ونومهم " وإن كان في الساقة كان في الساقة " والمراد بالساقة مؤخرة الجيش وصاحبها يتتبع العاجزين , ويسعفهم , ويعيهم لا يكثر من الإستئذان بل إنه قد يستأذن فلا يؤذن له , ويشفع فلا يشفّع , ويعرض الأمر فلا يقبل رأيه ولا تتبع مشورته , فهذا حال أصحاب الطاعة المتطلعين للثواب الأخروي , وذاك حال أصحاب الدنيا الذين تنعقد نفوسهم بالأمور المادية , فلا يرضون إلا بها , وبالله التوفيق .

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
(1) : الحديث بهذا اللفظ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ( ج 3 /94 ) برقم الحديث ( 2595 ), وبنحوه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير باب الحراسة في الغزو في سبيل الله , وفي كتاب الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال .
(2) : قال شيخنا النجمي حفظه الله : " معنى قراءة (( لأتوها )) أي أعطوها أي الفتنة وهي الإجابة إلى الكفر والشرك ومعنى قراءة (( لآتوها )) أي فعلوها " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد
لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي حفظه الله
منقول









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-05, 19:42   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
H1985
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله في الدنيا

لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -

قوله : (من الشرك) . للتبعيض، أي : بعض الشرك .
قوله (الدنيا). مفعول بإرادة ، لأن إرادة المصدر مضاف إلى فاعله ، وإذا أردت أن تعرف المصدر إن كان مضافا إلى فاعله أو مفعوله، فحوله إلى فعل مضارع مقرون بأن، فإذا قلنا : باب من الشرك أن يريد الإنسان بعمله الدنيا ، فالإنسان فاعل ، وعلى هذا ، فإرادة مصدر مضاف إلى فاعله ، والدنيا مفعول به .
وعنوان الباب له ثلاثة احتمالات :
الأول : أن يكون مكررا مع ما قبله، وهذا بعيد أن يكتب المؤلف ترجمتين متتابعتين لمعنى واحد
الثاني : أن يكون الباب الذي قبله أخص من هذا الباب، لأنه خاص في الرياء، وهذا أعم،وهذا محتمل .
الثالث : أن يكون هذا الباب نوعا مستقلا عن الباب الذي قبله، وهذا هو الظاهر، لأن الإنسان في الباب السابق، يعمل رياء يريد أن يمدح في العبادة، فيقال : هو عابد، ولا يريد النفع المادي .
وفي هذا الباب لا يريد أن يمدح بعبادته ولا يريد المراءاة ، بل يعبد الله مخلصا له، ولكنه يريد شيئا من الدنيا كالمال، والمرتبة، والصحة في نفسه وأهله وولده وما أشبه ذلك، فهو يريد بعمله نفعا في الدنيا، غافلا عن ثواب الآخرة .

* أمثلة تبين كيفية إرادة الإنسان بعمله الدنيا :
1. أن يريد المال، كمن أذن ليأخذ راتب المؤذن، أو حج ليأخذ المال .
2. أن يريد المرتبة، كمن تعلم في كلية ليأخذ الشهادة فترتفع مرتبته .
3. أن يريد دفع الأذى والأمراض والآفات عنه، كمن تعبد الله كي يجزيه الله بهذا في الدنيا بمحبة الخلق له ودفع السوء عنه وما أشبه ذلك .
4. أن يتعبد لله يريد صرف وجوه الناس إليه بالمحبة والتقدير .
وهناك أمثلة كثيرة .
تنبيه :
فإن قيل : هل يدخل من يتعلمون في الكليات أو غيرها يريدون شهادة أو مرتبة بتعلمهم ؟
فالجواب : أنهم يدخلون في ذلك إذا لم يريدوا غرضا شرعيا ، فنقول لهم :
أولا : لا تقصدوا بذلك المرتبة الدنيوية، بل اتخذوا هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق، لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات ، والناس لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة، وبذلك تكون النية سليمة .
ثانيا : أن المراد العلم لذاته قد لا يجده إلا في الكليات، فيدخل كلية أو نحوها لهذا الغرض، وأما بالنسبة للمرتبة، فإنها لاتهمه .
ثالثا : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين – حسنى الدنيا وحسني الآخرة - ،فلا شي عليه لأن الله يقولومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (الطلاق : 3،2)، رغبه في التقوى بذكر المخرج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص مع أنه أراد المال مثلا ؟
أجيب : إنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا، فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم ، بل قصد أمرا ماديا، فإخلاصه ليس كامل لأن فيه شركا، ولكن ليس كشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقرب إلى الله ، وهذا لم يرد مدح الناس بذلك ، بل أراد شيئا دنيئا غيره .
ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته ويطلب أن يرزقه الله المال، ولكن لا يصلى من أجل هذا الشي ، فهذه مرتبة دنيئة .
أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية ، كالبيع، والشراء، والزراعة، فهذا لا شي فيه ، والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيبا من الدنيا، وقد سبق البحث في حكم العبادة إذا خالطها الرياء في باب الرياء.
ملاحظة :
بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية. فمثلا يقولون : في الصلاة رياضة وإفادة الأعصاب ، وفي الصيام فائدة إزالة الرطوبة وترطيب الوجبات، والمفروض ألا نجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ، لأن الله لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر .
وعن الصوم أنه سبب للتقوى، فالفوائد الدينية في العبادات هي الأصل والدنيوية ثانوية ، لكن عندما نتكلم عند عامة الناس ، فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشي مادي ، فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ، ولكل مقام مقال .
****


قوله تعالى : (من ) (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ) (هود:15)
ـ
قوله تعالى : (من كان يريد الحياة الدنيا) . أي : البقاء في الدنيا .
قوله : (وزينتها) . أي : المال، والبنين، والنساء، والحرث، والأنعام، والخيل المسومة ، كما قال الله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (آل عمران:14) .
قوله نوف إليهم) . فعل مضارع معتل مجزوم بحذف حرف العلة – الياء - ،لأنه جواب الشرط .
والمعني : أنهم يعطون ما يريدون في الدنيا ، ومن ذلك الكفار لا يسعون إلا للدنيا وزينتها ، فعجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، كما قال تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) (الاحقاف: من الآية20).
ولهذا لما بكى عمر حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثر في جنبه الفراش، فقال : (ما يبكيك؟) . قال: يا رسول الله ! كسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من نعيم وأنت على هذا الحال. فقال رسول صلى الله عليه وسلم : (أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم ) ، وفي الحقيقة هي ضرر عليهم ، لأنهم إذا انتقلوا من دار النعيم إلى الجحيم ، صار عليهم أشد وأعظم في فقد ما متعوا به في الدنيا .
قوله : (وهم فيها لا يبخسون) . البخس : النقص، أي : لا ينقصون مما يجازون فيه ، لأن الله عدل لا يظلم ، فيعطون ما أرادوه .
قوله : (أولئك) . المشار إليه الذين يريدون الحياة الدنيا وزينتها .
قوله : (ليس لهم في الآخرة إلا النار) . فيه حصر وطريقة النفي والإثبات ، وهذا يعني أنهم لن يدخلوا الجنة، لأن الذي ليس له إلا النار محروم من الجنة والعياذ بالله .
قوله وحبط ما صنعوا فيها) . الحبوط : الزوال، أي : زال عنهم ما صنعوا في الدنيا .
قوله : (وباطل ما كانوا يعملون) . (باطل) : خبر مقدم لأجل مراعاة الفواصل في الآيات والمبتدأ (ما) في قوله : (ما كانوا يعملون) ، فأثبت الله أنه ليس لهؤلاء إلا النار، وأن ما صنعوا في الدنيا قد حبط ، وأن أعمالهم باطلة . وقوله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها لا يبخسون) مخصوصة بقوله تعالى : (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا)( الإسراء : 18) .
فإن قيل : لماذا لا نجعل آية هود حاكمة على آية الإسراء ويكون الله توعد من يريد العاجلة في الدنيا أن يجعل له ما يشاء لمن يريد ؟ ثم وعد أن يعطيه ما يشاء ؟
أجيب : إن هذا المعنى لا يستقيم لأمرين :
أولا : أن القاعدة الشرعية
في النصوص أن الأخص مقدم على الأعم ، وآية هود عامة ، لأن كل من أراد الحياة الدنيا وزينتها وفي إليه العمل وأعطى ما أراد أن يعطي ، أما آية الإسراء ، فهي خاصة : ( عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) (الإسراء : 18) ، ولا يمكن أن يحكم بالأعم على الأخص .
الثاني : أن الواقع يشهد على ما تدل عليه آية الإسراء : لأن في فقراء الكفار من هو أفقر من فقراء المسلمين، فيكون عموم آية هود مخصوصا بآية الإسراء ، فالأمر موكول إلى مشيئة الله و فيمن يريده .
واختلف فيمن نزلت فيه آية هود :
1. قيل : نزلت في الكفار، لأن الكافر لا يريد إلا الحياة الدنيا ، ويدل لهذا سياقها والجزاء المرتب على هذا، وعليه يكون وجه مناسبتها للترجمة أنه إذا كان عمل الكافرين يراد به الدنيا، فكل من شاركهم في شي من ذلك ، ففيه شي من شر كهم وكفرهم .
2. وقيل : نزلت في المرائين، لأنهم لا يعلمون إلا للدنيا، فلا ينفعهم يوم القيامة .
3. وقيل : نزلت فيمن يريد مالا بعمله الصالح .
والسياق يدل للقول الأول ، لقوله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (هود:16) .
تنبيه :
اقتصر المؤلف رحمه الله على الإشارة إلى تكميل الآية الأولى، وزدنا الآية التالية سهوا وعسى أن يكون خيرا .


وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (تعس عبد الدينار ؛ تعس عبد الدرهم ؛ تعس عبد الخميصة؛ تعس عبد الخميلة ؛ إن اعطي رضي وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ؛ وإذا شيك فلا انتفش. طوبي لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، اشعث راسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة ، كان في الحراسة ، وغن كان في الساقة ، كان في الساقة ، إن إستاذن ، لم يؤذن له ، وإن شفع ، لم يشفع له )
ـــ
قوله : (وفي الصحيح عن أبي هريرة) . سبق الكلام على قول المؤلف : ( وفي الصحيح) في باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله .
قوله (تعس) . بفتح العين أو كسرها ، أي خاب وهلك .
قوله : (عبد الدينار). الدينار : هو النقد من الذهب ، والدينار الإسلامي زنته مثقال ، وسماه عبد الدينار، لأنه تعلق به تعلق العبد بالرب فكان أكبر همه، وقدمه على طاعة ربه ، فيقول في عبد الدرهم ما قيل في عبد الدينار ، والدرهم هو النقد من الفضة ، وزنة الدرهم الإسلامي سبعة أعشار المثقال ، فكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل .
وقد أراد المؤلف لهذا الحديث أن يتبين أن من الناس من يعبد الدنيا ، أي : يتذلل لها ويخضع لها، وتكون مناه وغايته ، فيغضب إذا فقدت ويرضى إذا وجدت ، ولهذا سمي النبي صلى الله عليه وسلم من هذا شأنه عبدا لها ، وهذا من يعني بجمع المال من الذهب والفضة ، بعمله في الدنيا .
قوله (تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة) . وهذا من يعني بمظهره وأثاثه، لأن الخميصة كساء جميل والخميلة فراش وثير، ليس له هم إلا هذا الأمر ، فإذا كان عابدا لهذه الأمور لأنه صرف لها لا جهوده وهمته ، فكيف بمن أراد بالعمل الصالح شيئا من الدنيا فجعل الدين وسيلة للدنيا ؟ فهذا أعظم .
قوله : (إن أعطى رضى ، وإن لم يعط سخط ) . يحتمل أن يكون المعطي هو الله فيكون الإعطاء قدريا ، أي : أن قدر الله له الرزق والعطاء رضى واشرح صدره ، وإن منع وحرم المال سخط بقلبه وقوله ، كأن يقول : لماذا كنت فقيرا وهذا غنيا ؟ وما أشبه ذلك ، فيكون ساخطا على قضاء الله وقدره لأن الله منعه . والله – سبحانه وتعالى – يعطي ويمنع لحكمة، ويعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، ولا يعطى الدين إلا لمن يحب . والواجب على المؤمن أن يرضى بقضاء الله وقدره ، إن أعطي شكر ، وأن منع صبر . ويحتمل أن يراد بالإعطاء الشرعي، أي : إن أعطي من مال يستحقه من الأموال الشرعية رضي، وأن لم يعط سخط، وكلا المعنيين حق، وهما يدلان على أن هذا الرجل لا يرضى إلا للمال ولا يسخط إلا له ، ولهذا سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبدا له . قوله ( تعس وانتكس) . تعس، أي : خاب وهلك ، وانتكس، أي : انتكست عليه الأمور بحيث لا تتيسر له ، فكلما أراد شيئا انقلبت عليه الأمور خلاف ما يريد ، ولهذا قال : (وإذا شيك فلا انتفش) . أي إذا أصابته شوكة، فلا يستطيع أن يزيل ما يؤذيه عن نفسه . وهذه الجمل الثلاث يحتمل خبرا منه صلى الله عليه وسلم عن حال هذا الرجل، وأنه في تعاسة وانتكاس وعدم خلاص من الأذى،ويحتمل أن يكون من باب الدعاء على من هذه حالة ، لأنه لا يهتم إلا للدنيا ، فدعا عليه أن يهلك، وأن لا يصيب من الدنيا شيئا ، وأن لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه ، وقد يصل إلى الشرك عندما يصده ذلك عن طاعة الله حتى أصبح لا يرضى إلا للمال ولا يسخط إلا له .
قوله :طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله) . هذا عكس الأول ، فهو لا يهتم للدنيا ، وإنما يهتم للآخرة ، فهو في استعداد دائم للجهاد في سبيل الله .
و(طوبى) فُعلى من الطيب ، وهي اسم تفضيل ، فأطيب للمذكر وطوبى للمؤنث، والمعني : أطيب حال تكون لهذا الرجل ، وقيل : إن طوبى شجرة في الجنة ، والأول أعم ، كما قالوا في ويل : كلمة وعيد ، وقيل : واد في جهنم ، والأول أعم .
وقوله : (آخذ بعنان فرسه) . أي : ممسك بمقود فرسه الذي يقاتل عليه .
قوله : (في سبيل الله) . ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك ، لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنه لكونه بلدا إسلاميا يجب الذود عنه ، فهو في سبيل الله ، وكذلك من قاتل دفاعا عن نفسه أو ماله أو أهله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قُتل دون ذلك، فهو شهيد) ، فأما من قاتل للوطنية المحضة ، فليس في سبيل الله لأن هذا قتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر ، فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه .
قوله : ( أشعث رأسه، مغبرة قدماه) . أي : رأسه أشعث من الغبار في سبيل الله ، فهو لا يهتم بحاله ولا بدنه ما دام هذا الأمر ناتجا عن طاعة الله – عز وجل – وقدماه مغبرة في السير في سبيل الله ، وهذا دليل على أن أهم شي عنده هو الجهاد في سبيل الله، أما أن يكون شعره أو ثوبه نظيفا ، فليس له هم فيه .
قوله : (إن كان في الحراسة، فهو في الحراسة، وإن كان في الساقة، فهو في الساقة) . الحراسة والساقة ليست من مقدم الجيش، فالحراسة أن يحرس الإنسان الجيش، والساقة أن يكون في مؤخرته، وللجملتين معنيان :
أحدهما : أنه لا يبالي أين وضع ، إن قيل له : احرس، حرس، وإن قيل له : كن في الساقة، كان فيها ، فلا يطلب مرتبة أعلى من هذا المحل كمقدم الجيش مثلا .
الثاني ، إن كان في الحراسة أدى حقها، وكذا إن كان في الساقة، والحديث الصالح لمعنيين، يحمل عليهما جميعا إذا لم يكن بينهما تعارض، ولا تعارض هنا . قوله : (إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع له). أي:هو عند الناس ليس له جاه ولا شرف، حتى إن استأذن لم يؤذن له، وهكذا عند أهل السلطة ليس له مرتبة، فإن شفع لم يشفع، ولكنه وجيه عند الله وله المنزلة العالية، لأنه يقاتل في سبيل الله . والشفاعة : هي التوسط لغير يجلب منفعة أو دفع مضرة .
والاستئذان : طلب الإذن بالشي . والحديث قسم الناس إلى قسمين :
الأول : ليس له هم إلا الدنيا، أما لتحصيل المال ، أو تجميل الحال ، فقد استعبدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته .
الثاني : أكب همه الآخرة ، فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة وهو الجهاد في سبيل الله، ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه .
ويستفاد من الحديث :
1. أن الناس قسمان كما سبق .
2. أن الذي ليس له هم إلا الدنيا قد تنقلب عليه الأمور، ولا يستطيع الخلاص من أدنى أذية وهي الشوكة، بخلاف الحازم الذي لا تهمه الدنيا ، بل أراد الآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا، وقنع بما قدره الله له .
3. أنه ينبغي لمن جاهد في سبيل الله ألا تكون همه المراتب، بل يكون همه القيام بما يجب عليه ، إما في الحراسة ،أو الساقة ، أو القلب، أو الجنب، حسب المصلحة.
4. أن دنو مرتبة الإنسان عند الناس لا يستلزم منه دنو مرتبته عند الله – عز وجل – فهذا الرجل الذي إن شفع لم يشفع وإن استأذن لم يؤذن له قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (طوبى له) ، ولم يقل إن سأل لم يعط، بل لا تهمه الدنيا حتى يسال عنها، لمن يهمه الخير فيشفع للناس ويستأذن للدخول على ذوي السلطة للمصالح العامة .

فيه مسائل :
الأولى : إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة . وهذا من الشرك، لأنه جعل عمل الآخرة وسيلة لعمل الدنيا، فيطغى قلبه حب الدنيا حتى يقدمها على الآخرة ، والحزم والإخلاص أن يجعل عمل الدنيا للآخرة .
الثانية : تفسير آية هود. وقد سبق ذلك .
الثالثة : تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة. وهذه العبودية لا تدخل في الشرك ما لم يصل بها إلى حد الشرك، ولكنها نوع آخر يخل بالإخلاص ، لأنه جعل في قلبه محبة زاحمت محبة الله – عز وجل – ومحبة أعمال الخير.
الرابعة : تفسير ذلك بأنه إن أعطى رضى وإن لم يعط سخط. وهذا تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم : (عبد الدينار، عبد الدرهم ،عبد الخميصة، إن أعطي رضى وإن لم يعط سخط) ، وهذه علامة عبوديته لهذه الأشياء أن يكون رضاه وسخطه تابعا لهذه الأشياء .
الخامسة : قوله (تعس وانتكس) .
السادسة : قوله : (إذا شيك فلا انتفش) يحتمل أن تكون الجمل الثلاث خبرا أو دعاء ، وسبق شرح ذلك .
السابعة : الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات .
فقوله في الحديث (طوبى لعبد ....) يدل على الثناء عليه، وأنه هو الذي يستحق أن يمدح لا أصحاب الدراهم والدنانير وأصحاب الفرش والمراتب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
القول المفيد على كتاب التوحيد
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-05, 19:44   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
H1985
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله في الدنيا

لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -

قوله : (من الشرك) . للتبعيض، أي : بعض الشرك .
قوله (الدنيا). مفعول بإرادة ، لأن إرادة المصدر مضاف إلى فاعله ، وإذا أردت أن تعرف المصدر إن كان مضافا إلى فاعله أو مفعوله، فحوله إلى فعل مضارع مقرون بأن، فإذا قلنا : باب من الشرك أن يريد الإنسان بعمله الدنيا ، فالإنسان فاعل ، وعلى هذا ، فإرادة مصدر مضاف إلى فاعله ، والدنيا مفعول به .
وعنوان الباب له ثلاثة احتمالات :
الأول : أن يكون مكررا مع ما قبله، وهذا بعيد أن يكتب المؤلف ترجمتين متتابعتين لمعنى واحد
الثاني : أن يكون الباب الذي قبله أخص من هذا الباب، لأنه خاص في الرياء، وهذا أعم،وهذا محتمل .
الثالث : أن يكون هذا الباب نوعا مستقلا عن الباب الذي قبله، وهذا هو الظاهر، لأن الإنسان في الباب السابق، يعمل رياء يريد أن يمدح في العبادة، فيقال : هو عابد، ولا يريد النفع المادي .
وفي هذا الباب لا يريد أن يمدح بعبادته ولا يريد المراءاة ، بل يعبد الله مخلصا له، ولكنه يريد شيئا من الدنيا كالمال، والمرتبة، والصحة في نفسه وأهله وولده وما أشبه ذلك، فهو يريد بعمله نفعا في الدنيا، غافلا عن ثواب الآخرة .

* أمثلة تبين كيفية إرادة الإنسان بعمله الدنيا :
1. أن يريد المال، كمن أذن ليأخذ راتب المؤذن، أو حج ليأخذ المال .
2. أن يريد المرتبة، كمن تعلم في كلية ليأخذ الشهادة فترتفع مرتبته .
3. أن يريد دفع الأذى والأمراض والآفات عنه، كمن تعبد الله كي يجزيه الله بهذا في الدنيا بمحبة الخلق له ودفع السوء عنه وما أشبه ذلك .
4. أن يتعبد لله يريد صرف وجوه الناس إليه بالمحبة والتقدير .
وهناك أمثلة كثيرة .
تنبيه :
فإن قيل : هل يدخل من يتعلمون في الكليات أو غيرها يريدون شهادة أو مرتبة بتعلمهم ؟
فالجواب : أنهم يدخلون في ذلك إذا لم يريدوا غرضا شرعيا ، فنقول لهم :
أولا : لا تقصدوا بذلك المرتبة الدنيوية، بل اتخذوا هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق، لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات ، والناس لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة، وبذلك تكون النية سليمة .
ثانيا : أن المراد العلم لذاته قد لا يجده إلا في الكليات، فيدخل كلية أو نحوها لهذا الغرض، وأما بالنسبة للمرتبة، فإنها لاتهمه .
ثالثا : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين – حسنى الدنيا وحسني الآخرة - ،فلا شي عليه لأن الله يقولومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (الطلاق : 3،2)، رغبه في التقوى بذكر المخرج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص مع أنه أراد المال مثلا ؟
أجيب : إنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا، فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم ، بل قصد أمرا ماديا، فإخلاصه ليس كامل لأن فيه شركا، ولكن ليس كشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقرب إلى الله ، وهذا لم يرد مدح الناس بذلك ، بل أراد شيئا دنيئا غيره .
ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته ويطلب أن يرزقه الله المال، ولكن لا يصلى من أجل هذا الشي ، فهذه مرتبة دنيئة .
أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية ، كالبيع، والشراء، والزراعة، فهذا لا شي فيه ، والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيبا من الدنيا، وقد سبق البحث في حكم العبادة إذا خالطها الرياء في باب الرياء.
ملاحظة :
بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية. فمثلا يقولون : في الصلاة رياضة وإفادة الأعصاب ، وفي الصيام فائدة إزالة الرطوبة وترطيب الوجبات، والمفروض ألا نجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ، لأن الله لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر .
وعن الصوم أنه سبب للتقوى، فالفوائد الدينية في العبادات هي الأصل والدنيوية ثانوية ، لكن عندما نتكلم عند عامة الناس ، فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشي مادي ، فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ، ولكل مقام مقال .
****


قوله تعالى : (من ) (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ) (هود:15)
ـ
قوله تعالى : (من كان يريد الحياة الدنيا) . أي : البقاء في الدنيا .
قوله : (وزينتها) . أي : المال، والبنين، والنساء، والحرث، والأنعام، والخيل المسومة ، كما قال الله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (آل عمران:14) .
قوله نوف إليهم) . فعل مضارع معتل مجزوم بحذف حرف العلة – الياء - ،لأنه جواب الشرط .
والمعني : أنهم يعطون ما يريدون في الدنيا ، ومن ذلك الكفار لا يسعون إلا للدنيا وزينتها ، فعجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، كما قال تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) (الاحقاف: من الآية20).
ولهذا لما بكى عمر حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثر في جنبه الفراش، فقال : (ما يبكيك؟) . قال: يا رسول الله ! كسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من نعيم وأنت على هذا الحال. فقال رسول صلى الله عليه وسلم : (أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم ) ، وفي الحقيقة هي ضرر عليهم ، لأنهم إذا انتقلوا من دار النعيم إلى الجحيم ، صار عليهم أشد وأعظم في فقد ما متعوا به في الدنيا .
قوله : (وهم فيها لا يبخسون) . البخس : النقص، أي : لا ينقصون مما يجازون فيه ، لأن الله عدل لا يظلم ، فيعطون ما أرادوه .
قوله : (أولئك) . المشار إليه الذين يريدون الحياة الدنيا وزينتها .
قوله : (ليس لهم في الآخرة إلا النار) . فيه حصر وطريقة النفي والإثبات ، وهذا يعني أنهم لن يدخلوا الجنة، لأن الذي ليس له إلا النار محروم من الجنة والعياذ بالله .
قوله وحبط ما صنعوا فيها) . الحبوط : الزوال، أي : زال عنهم ما صنعوا في الدنيا .
قوله : (وباطل ما كانوا يعملون) . (باطل) : خبر مقدم لأجل مراعاة الفواصل في الآيات والمبتدأ (ما) في قوله : (ما كانوا يعملون) ، فأثبت الله أنه ليس لهؤلاء إلا النار، وأن ما صنعوا في الدنيا قد حبط ، وأن أعمالهم باطلة . وقوله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها لا يبخسون) مخصوصة بقوله تعالى : (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا)( الإسراء : 18) .
فإن قيل : لماذا لا نجعل آية هود حاكمة على آية الإسراء ويكون الله توعد من يريد العاجلة في الدنيا أن يجعل له ما يشاء لمن يريد ؟ ثم وعد أن يعطيه ما يشاء ؟
أجيب : إن هذا المعنى لا يستقيم لأمرين :
أولا : أن القاعدة الشرعية
في النصوص أن الأخص مقدم على الأعم ، وآية هود عامة ، لأن كل من أراد الحياة الدنيا وزينتها وفي إليه العمل وأعطى ما أراد أن يعطي ، أما آية الإسراء ، فهي خاصة : ( عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) (الإسراء : 18) ، ولا يمكن أن يحكم بالأعم على الأخص .
الثاني : أن الواقع يشهد على ما تدل عليه آية الإسراء : لأن في فقراء الكفار من هو أفقر من فقراء المسلمين، فيكون عموم آية هود مخصوصا بآية الإسراء ، فالأمر موكول إلى مشيئة الله و فيمن يريده .
واختلف فيمن نزلت فيه آية هود :
1. قيل : نزلت في الكفار، لأن الكافر لا يريد إلا الحياة الدنيا ، ويدل لهذا سياقها والجزاء المرتب على هذا، وعليه يكون وجه مناسبتها للترجمة أنه إذا كان عمل الكافرين يراد به الدنيا، فكل من شاركهم في شي من ذلك ، ففيه شي من شر كهم وكفرهم .
2. وقيل : نزلت في المرائين، لأنهم لا يعلمون إلا للدنيا، فلا ينفعهم يوم القيامة .
3. وقيل : نزلت فيمن يريد مالا بعمله الصالح .
والسياق يدل للقول الأول ، لقوله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (هود:16) .
تنبيه :
اقتصر المؤلف رحمه الله على الإشارة إلى تكميل الآية الأولى، وزدنا الآية التالية سهوا وعسى أن يكون خيرا .


وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (تعس عبد الدينار ؛ تعس عبد الدرهم ؛ تعس عبد الخميصة؛ تعس عبد الخميلة ؛ إن اعطي رضي وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ؛ وإذا شيك فلا انتفش. طوبي لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، اشعث راسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة ، كان في الحراسة ، وغن كان في الساقة ، كان في الساقة ، إن إستاذن ، لم يؤذن له ، وإن شفع ، لم يشفع له )
ـــ
قوله : (وفي الصحيح عن أبي هريرة) . سبق الكلام على قول المؤلف : ( وفي الصحيح) في باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله .
قوله (تعس) . بفتح العين أو كسرها ، أي خاب وهلك .
قوله : (عبد الدينار). الدينار : هو النقد من الذهب ، والدينار الإسلامي زنته مثقال ، وسماه عبد الدينار، لأنه تعلق به تعلق العبد بالرب فكان أكبر همه، وقدمه على طاعة ربه ، فيقول في عبد الدرهم ما قيل في عبد الدينار ، والدرهم هو النقد من الفضة ، وزنة الدرهم الإسلامي سبعة أعشار المثقال ، فكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل .
وقد أراد المؤلف لهذا الحديث أن يتبين أن من الناس من يعبد الدنيا ، أي : يتذلل لها ويخضع لها، وتكون مناه وغايته ، فيغضب إذا فقدت ويرضى إذا وجدت ، ولهذا سمي النبي صلى الله عليه وسلم من هذا شأنه عبدا لها ، وهذا من يعني بجمع المال من الذهب والفضة ، بعمله في الدنيا .
قوله (تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة) . وهذا من يعني بمظهره وأثاثه، لأن الخميصة كساء جميل والخميلة فراش وثير، ليس له هم إلا هذا الأمر ، فإذا كان عابدا لهذه الأمور لأنه صرف لها لا جهوده وهمته ، فكيف بمن أراد بالعمل الصالح شيئا من الدنيا فجعل الدين وسيلة للدنيا ؟ فهذا أعظم .
قوله : (إن أعطى رضى ، وإن لم يعط سخط ) . يحتمل أن يكون المعطي هو الله فيكون الإعطاء قدريا ، أي : أن قدر الله له الرزق والعطاء رضى واشرح صدره ، وإن منع وحرم المال سخط بقلبه وقوله ، كأن يقول : لماذا كنت فقيرا وهذا غنيا ؟ وما أشبه ذلك ، فيكون ساخطا على قضاء الله وقدره لأن الله منعه . والله – سبحانه وتعالى – يعطي ويمنع لحكمة، ويعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، ولا يعطى الدين إلا لمن يحب . والواجب على المؤمن أن يرضى بقضاء الله وقدره ، إن أعطي شكر ، وأن منع صبر . ويحتمل أن يراد بالإعطاء الشرعي، أي : إن أعطي من مال يستحقه من الأموال الشرعية رضي، وأن لم يعط سخط، وكلا المعنيين حق، وهما يدلان على أن هذا الرجل لا يرضى إلا للمال ولا يسخط إلا له ، ولهذا سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبدا له . قوله ( تعس وانتكس) . تعس، أي : خاب وهلك ، وانتكس، أي : انتكست عليه الأمور بحيث لا تتيسر له ، فكلما أراد شيئا انقلبت عليه الأمور خلاف ما يريد ، ولهذا قال : (وإذا شيك فلا انتفش) . أي إذا أصابته شوكة، فلا يستطيع أن يزيل ما يؤذيه عن نفسه . وهذه الجمل الثلاث يحتمل خبرا منه صلى الله عليه وسلم عن حال هذا الرجل، وأنه في تعاسة وانتكاس وعدم خلاص من الأذى،ويحتمل أن يكون من باب الدعاء على من هذه حالة ، لأنه لا يهتم إلا للدنيا ، فدعا عليه أن يهلك، وأن لا يصيب من الدنيا شيئا ، وأن لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه ، وقد يصل إلى الشرك عندما يصده ذلك عن طاعة الله حتى أصبح لا يرضى إلا للمال ولا يسخط إلا له .
قوله :طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله) . هذا عكس الأول ، فهو لا يهتم للدنيا ، وإنما يهتم للآخرة ، فهو في استعداد دائم للجهاد في سبيل الله .
و(طوبى) فُعلى من الطيب ، وهي اسم تفضيل ، فأطيب للمذكر وطوبى للمؤنث، والمعني : أطيب حال تكون لهذا الرجل ، وقيل : إن طوبى شجرة في الجنة ، والأول أعم ، كما قالوا في ويل : كلمة وعيد ، وقيل : واد في جهنم ، والأول أعم .
وقوله : (آخذ بعنان فرسه) . أي : ممسك بمقود فرسه الذي يقاتل عليه .
قوله : (في سبيل الله) . ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك ، لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنه لكونه بلدا إسلاميا يجب الذود عنه ، فهو في سبيل الله ، وكذلك من قاتل دفاعا عن نفسه أو ماله أو أهله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قُتل دون ذلك، فهو شهيد) ، فأما من قاتل للوطنية المحضة ، فليس في سبيل الله لأن هذا قتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر ، فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه .
قوله : ( أشعث رأسه، مغبرة قدماه) . أي : رأسه أشعث من الغبار في سبيل الله ، فهو لا يهتم بحاله ولا بدنه ما دام هذا الأمر ناتجا عن طاعة الله – عز وجل – وقدماه مغبرة في السير في سبيل الله ، وهذا دليل على أن أهم شي عنده هو الجهاد في سبيل الله، أما أن يكون شعره أو ثوبه نظيفا ، فليس له هم فيه .
قوله : (إن كان في الحراسة، فهو في الحراسة، وإن كان في الساقة، فهو في الساقة) . الحراسة والساقة ليست من مقدم الجيش، فالحراسة أن يحرس الإنسان الجيش، والساقة أن يكون في مؤخرته، وللجملتين معنيان :
أحدهما : أنه لا يبالي أين وضع ، إن قيل له : احرس، حرس، وإن قيل له : كن في الساقة، كان فيها ، فلا يطلب مرتبة أعلى من هذا المحل كمقدم الجيش مثلا .
الثاني ، إن كان في الحراسة أدى حقها، وكذا إن كان في الساقة، والحديث الصالح لمعنيين، يحمل عليهما جميعا إذا لم يكن بينهما تعارض، ولا تعارض هنا . قوله : (إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع له). أي:هو عند الناس ليس له جاه ولا شرف، حتى إن استأذن لم يؤذن له، وهكذا عند أهل السلطة ليس له مرتبة، فإن شفع لم يشفع، ولكنه وجيه عند الله وله المنزلة العالية، لأنه يقاتل في سبيل الله . والشفاعة : هي التوسط لغير يجلب منفعة أو دفع مضرة .
والاستئذان : طلب الإذن بالشي . والحديث قسم الناس إلى قسمين :
الأول : ليس له هم إلا الدنيا، أما لتحصيل المال ، أو تجميل الحال ، فقد استعبدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته .
الثاني : أكب همه الآخرة ، فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة وهو الجهاد في سبيل الله، ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه .
ويستفاد من الحديث :
1. أن الناس قسمان كما سبق .
2. أن الذي ليس له هم إلا الدنيا قد تنقلب عليه الأمور، ولا يستطيع الخلاص من أدنى أذية وهي الشوكة، بخلاف الحازم الذي لا تهمه الدنيا ، بل أراد الآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا، وقنع بما قدره الله له .
3. أنه ينبغي لمن جاهد في سبيل الله ألا تكون همه المراتب، بل يكون همه القيام بما يجب عليه ، إما في الحراسة ،أو الساقة ، أو القلب، أو الجنب، حسب المصلحة.
4. أن دنو مرتبة الإنسان عند الناس لا يستلزم منه دنو مرتبته عند الله – عز وجل – فهذا الرجل الذي إن شفع لم يشفع وإن استأذن لم يؤذن له قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (طوبى له) ، ولم يقل إن سأل لم يعط، بل لا تهمه الدنيا حتى يسال عنها، لمن يهمه الخير فيشفع للناس ويستأذن للدخول على ذوي السلطة للمصالح العامة .

فيه مسائل :
الأولى : إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة . وهذا من الشرك، لأنه جعل عمل الآخرة وسيلة لعمل الدنيا، فيطغى قلبه حب الدنيا حتى يقدمها على الآخرة ، والحزم والإخلاص أن يجعل عمل الدنيا للآخرة .
الثانية : تفسير آية هود. وقد سبق ذلك .
الثالثة : تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة. وهذه العبودية لا تدخل في الشرك ما لم يصل بها إلى حد الشرك، ولكنها نوع آخر يخل بالإخلاص ، لأنه جعل في قلبه محبة زاحمت محبة الله – عز وجل – ومحبة أعمال الخير.
الرابعة : تفسير ذلك بأنه إن أعطى رضى وإن لم يعط سخط. وهذا تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم : (عبد الدينار، عبد الدرهم ،عبد الخميصة، إن أعطي رضى وإن لم يعط سخط) ، وهذه علامة عبوديته لهذه الأشياء أن يكون رضاه وسخطه تابعا لهذه الأشياء .
الخامسة : قوله (تعس وانتكس) .
السادسة : قوله : (إذا شيك فلا انتفش) يحتمل أن تكون الجمل الثلاث خبرا أو دعاء ، وسبق شرح ذلك .
السابعة : الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات .
فقوله في الحديث (طوبى لعبد ....) يدل على الثناء عليه، وأنه هو الذي يستحق أن يمدح لا أصحاب الدراهم والدنانير وأصحاب الفرش والمراتب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
القول المفيد على كتاب التوحيد
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-05, 20:50   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
abdallah73
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

أن الذي ليس له هم إلا الدنيا قد تنقلب عليه الأمور، ولا يستطيع الخلاص من أدنى أذية وهي الشوكة، بخلاف الحازم الذي لا تهمه الدنيا ، بل أراد الآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا، وقنع بما قدره الله له .










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-05, 21:12   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
htc.ws
عضو متألق
 
الصورة الرمزية htc.ws
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا على الموضوع الجميل
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2013-05-08, 20:43   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
H1985
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم أرزقنا الإخلاص في القول والعمل










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 12:57   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
لؤلؤة الفردوس
عضو محترف
 
الصورة الرمزية لؤلؤة الفردوس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...., الخميصة, الدينار, الدرهم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc