فصل:في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فصل:في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-06-06, 17:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اشراقة منارة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة منارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي فصل:في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لما كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات ،وفطامها عن المألوفات ،وتعديل قوتها الشهوانية ،لتستعدّ لطلب ما فيه سعادتها ونعيمها ،وقبول ما تزكو به مما في حياتها الأبدية ،ويكسر الجوع والظمأمن حدتها وسورتها ،ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين ،وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب ،وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرّها في معاشها ومعادها ،ويسكن كل عضو منها وكل قوة عن جماحه ،وتلجم بلجامه ،فهو لجام المتقين ،وجنة المحاربين ،ورياضة الأبرار والمقرّبين وهو لربّ العالمين من بين سائر الأعمال ،فإن الصائم لا يفعل شيئا ،وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده ،فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها وإيثارا لمحبة الله ومرضاته ،وهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه ،والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة ،وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده ،فهو أمر لايطلع عليه بشر ،وذلك حقيقة الصوم .
وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ،والقوى الباطنة ،وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها ،واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها ،فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ،ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات ،فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)}(البقرة :183).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (الصوم جنّة )(1).وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ،ولا قدرة له عليه بالصيام ،وجعاه وجاء هذه الشهوة (2).
والمقصود :أن مصالح الصوم لمّا كانت مشهودة بالعقول السليمة ،والفطرة المستقيمة ،شرعه الله لعباده رحمة بهم ،وإحسانا إليهم ،وحمية لهم وجنّة .
وكان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أكمل الهدي ،وأعظم تحصيل للمقصود ،وأسهله على النفوس .
ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها ،تأخّر فرضه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ،لما توطّنت النفوس على التوحيد والصلاة ،وألفت أوامر القرآن ،فنقلت إليه بالتدريج .
وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة ،فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صام تسع رمضانات .
وفرض أولا على وجه التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكبنا (3)،ثم نقل من ذلك التخيير إلى تحتم الصوم ،وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطقها الصيام ،فإنهما يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكينل ،(4)،ورخص للمريض والمسافر أن يفطرا ويقضيا ،وللحامل والمرضع أذا خافتا على أنفسهما كذلك ،فإن خافتا على ولديهما ،زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم (5) ،فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض ،وإنما كان مع الصّحة ،فجبر بإطعام المسكين كفطرهما لم يكن لخوف مرض ،وأنما كان مع الصّحة ،فجبر بإطعام المسكين كفطر الصحيح في أوّل الإسلام .
وكان للصوم رتب ثلاث :
إحداها :إيجابه بوصف التخيير .
والثانية :تحتمه ،لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة (6)، فنسخ ذلك بالرتبة الثالثة :وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):أخرجه البخاري (1904)،ومسلم (1151)(162)من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2):أخرجه البخاري(1905)، ومسلم(1400)من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(3):أخرجه البخاري(4507)، ومسلم(1145)من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
(4):أخرجه البخاري(4505)من حديث ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه .
(5):أخرجه أبو داود (2438)عن أني بن مالك ،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله نعالى وضع شطر الصلاة أو نصف الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى ).وظاخرج الدار قطني (208/2)عن نافع قال :(كانت بنت لابن عمر تحت رجل من قريش وكانت حاملا فأصابها عطش في رمضان فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا ).وقال الألباني في الإوراء (20/4) :إسناده صحيح .وأورد آثار عديدة عن ابن عباس واين عمر في أن الحامل لاقضاء عليها .فلترجع هناك.
(6):أخرجه البخاري (1915)من حديث البراء رضي الله عنهما

من كتاب زاد الميعاد في هدي خير العباد الجزء الأول :ص:(301-303)
في أمان الله ورمضان كريم









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc