ماهو التوسّل المشروع والممنوع...يجيب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ماهو التوسّل المشروع والممنوع...يجيب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-12, 15:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










New1 ماهو التوسّل المشروع والممنوع...يجيب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى



من فتاوى نور على الدرب

السؤال: الله يحييك يا فضيلة الشيخ هذه رسالة وصلت من المستمع أبو حمزة من المدينة المنورة استعرضنا بعض من أسئلته بقي له سؤال الحقيقة مهم جداً وهو عن التوسل يقول فضيلة الشيخ ما حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك التوسل بالأنبياء والصالحين وأسأل عن الفرق بين والتوسل بالأحياء وبين التوسل بالأموات وما هو التوسل الجائز؟

الجواب

الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين الحقيقة أن هذا السؤال كما ذكرت سؤال مهم ينبغي البسط في الإجابة عليه فأقول التوسل هو " اتخاذ وسيلة لبلوغ الغاية المقصودة وهو قريب من معنى التوصل يعني أن الوسيلة للشيء الذي يوصل إلى المقصود "ولا بد أن تكون الوسيلة موصلة إلى المقصود حساً أو شرعاً فإن لم تكن كذلك كان التشاغل بها من العبث ثم إن كانت في مقام التعبد كانت بدعة وإلا كانت لغواً وعبثاً والتوسل إلى الله عز وجل كله من باب العبادة لأن المقصود الوصول إلى الله عز وجل وإلى مرضاته وما كان وسيلة لهذا فهو عبادة وإذا كان عبادة فإنه يتوقف على ما جاءت به الشريعة ولا يجوز أن نحدث وسيلة لم تأت بها الشريعة أي لا يجوز أن نحدث وسيلة إلى الله عز جل لم تأت بها الشريعة وعلى هذا نقول التوسل نوعان: توسل ممنوع وتوسل جائز مشروع فأما التوسل الممنوع فضابطه أن يتوسل الإنسان إلى الله بما لم يثبت شرعاً أنه وسيلة فمن ذلك:
التوسل بالأموات: فإنه محرم وربما يكون شركاً أكبر مخرجاً عن الملة ومن ذلك أيضاً أن يتوسل الإنسان بجاه النبي صلى الله عليه وسلم على القول الراجح وذلك لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الجاهات عند الله عز وجل فإذا كان موسى وعيسى من الوجهاء عند الله فمحمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأولى بالجاه من غيره ولكن الجاه لا ينتفع به إلا من استحقه وأما الداعي فلا ينتفع به لأنه لا يستفيد منه شيئاً والنبي عليه الصلاة والسلام منزلته عند الله إنما تكون نافعة له وحده أما غيره فلا ينفعه عند الله إلا الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام وبما جاء به وما كان وسيلة شرعية
وأما النوع الثاني وهو التوسل الجائز فإنه أقسام الأول التوسل إلى الله بأسمائه مثل أن تقول : اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تغفر لي مثلاً فهذا جائز قال الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) وفي حديث ابن مسعود المشهور في دفع الهم والغم {أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي} إلى آخره فهنا قال أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك الحديث فالتوسل إلى الله بأسمائه توسل صحيح مشروع سواء توسلت بأسمائه عموماً مثل أن تقول أسألك بأسمائك الحسنى أسألك بكل اسم هو لك أو باسم معين من أسمائه كما لو قلت اللهم أنت الغفور الرحيم فاغفر لي وارحمني.
الثاني التوسل إلى الله بصفاته مثل أو كما جاء في الحديث { اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني إذا علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا علمت الوفاة خير لي } فهنا سأل الله بصفة من صفاته بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ومنه توسل الاستخارة {اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم }
الثالث التوسل إلى الله بأفعاله بأن تتوسل بفعل من أفعال الله تعالى فعله في غيرك ليجعل لك مثل ما فعل في غيرك ومن ذلك { اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد } فهنا توسلنا إلى الله بفعل من أفعاله وهو صلاته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن يصلي على محمد وعلى آل محمد
الرابع التوسل إلى الله بالإيمان به ومن ذلك قوله تعالى (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) فتقول اللهم إني أسألك بإيماني بك وبرسولك أن تغفر لي وأن تؤمنني من الفزع الأكبر يوم الدين وما أشبه ذلك
الخامس التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة بأن يتوسل الإنسان بعمله صالح إلى الله عز وجل ليعطيه ما أراد ومن ذلك قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم صخرة وهم في الغار ولم يستطيعوا زحزحتها فتوسلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة توسل أحدهم ببر والديه وتوسل الثاني بعفته عن الزنا وتوسل الثالث بوفائه بأجر صاحبه أي بأجرة صاحبه فقبل الله منهم وانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون السادس التوسل إلى الله عز وجل بدعاء الصالحين ومن ذلك طلب الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم مثل طلب الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فأدعو الله يغيثنا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فأغاثهم الله وكذلك قول عكاشة بن محصن حين تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال يا رسول الله أدعو الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم هذا هو التوسل المشروع بالنسبة للصالحين أن تتوسل إلى الله بدعائهم أما أن تتوسل إلى الله بذواتهم فهذا من التوسل غير المشروع بل من التوسل الممنوع
والسابع أن يتوسل إلى الله عز وجل بذكر حاله وهذا هو التعطف والتحنن أي طلب العطف وطلب الحنان ومن ذلك قول موسى عليه الصلاة والسلام (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) فتقول اللهم إني فقير عاجز معدم ضعيف وما أشبه ذلك فتشكوا حالك إلى الله فهذه الشكاية تعتبر وسيلة إلى رحمة الله ومغفرته ومنته هذه هي الأقسام المشروعة في التوسل وأما التوسل بغير ما ورد فإنه من التوسل الممنوع والله أعلم.


منقول من موقع الشيخ رحمه الله تعالى بتصرف يسير من هنا








 


قديم 2011-07-13, 17:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك
ورحم الله الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين رحمة واسعة
وبحوث الشيخ الألباني رحمه الله
التي جمعها محمد العيد العبّاسي
بعنوان التّوسل أنواعه وأحكامه
رائعة في هذا الباب
حيث
عرّف الشيخ رحمه الله التّوسل
وبيّن المشروع منه من الممنوع
وردّ على شبهات المخالفين
والتيّ أكبرها
حديث الضّرير وحديث استسقاء عمربالعباس عمّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
أنصح الإخوة والأخوات بالإطّلاع عليه ..









قديم 2011-07-13, 17:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محــ الأمين ــــــــمد43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محــ الأمين ــــــــمد43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا










قديم 2011-07-14, 14:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليبيب مخموم القلب مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ورحم الله الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين رحمة واسعة
وبحوث الشيخ الألباني رحمه الله
التي جمعها محمد العيد العبّاسي
بعنوان التّوسل أنواعه وأحكامه
رائعة في هذا الباب
حيث
عرّف الشيخ رحمه الله التّوسل
وبيّن المشروع منه من الممنوع
وردّ على شبهات المخالفين
والتيّ أكبرها
حديث الضّرير وحديث استسقاء عمربالعباس عمّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
أنصح الإخوة والأخوات بالإطّلاع عليه ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ، وحبذا لو تستطيعون نفعنا ببحث الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في موضوع مُستقل لتكون الفائدة أكثر وأعمّ.
وجزاكم الله خيرا وأجزل لكم المثوبة.









قديم 2011-07-14, 14:29   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed-taloub مشاهدة المشاركة
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحب ويرضى.









قديم 2011-07-14, 14:52   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*(بحر ثاااائر)*
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية *(بحر ثاااائر)*
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 2014 المشرف المميز لسنة 2013 وسام أحسن إشراف 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ، وحبذا لو تستطيعون نفعنا ببحث الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في موضوع مُستقل لتكون الفائدة أكثر وأعمّ.
وجزاكم الله خيرا وأجزل لكم المثوبة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيك على النقل الطيب النافع بإذن الله تعالى،
لتحميل كتاب التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ من هنـــــــــــــــــا









قديم 2011-07-14, 15:18   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر ثاااائر مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيك على النقل الطيب النافع بإذن الله تعالى،
لتحميل كتاب التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ من هنـــــــــــــــــا
جزاكم الله خيرا وأجزل لكم المثوبة على المبادرة الطيّبة.









قديم 2012-01-26, 18:52   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع










قديم 2012-01-26, 19:12   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
** أم عبد الرحمن **
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ** أم عبد الرحمن **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به للشيخ ابن باز رحمه الله

نسمع الكثير من الحجاج وغيرهم إذا دخلوا المسجد النبوي نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (يا رسول الله أتيتك من بلاد كذا وكذا، فاشف مريضي، واقض حاجتي، وارزقني كذا وكذا.. إلى آخره). فما هو توجيه سماحتكم لهؤلاء؟

الزيارة للمسجد النبوي سنة وقربة وطاعة، يشد له الرحال ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى). فهذا الثلاثة المساجد هي أفضل مساجد الدنيا، ولهذا شرع الله شد الرحال لها للعبادة، المسجد الحرام للحج والعمرة، والصلاة فيه، والقراءة والاعتكاف، والمسجد النبوي للصلاة فيه والقراءة والذكر والاعتكاف ، والتعلم والتعليم، كما في المسجد الحرام، لكن يختص المسجد الحرام بالطواف؛ لأن الله شرع الله به، ويقصد لأداء الحج والعمرة، أما المسجد النبوي فيقصد لما يقصد في بقية المساجد، من الصلاة فيه، والقراءة فيه، والذكر، والاعتكاف ، ونحو ذلك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة). هذا فضل عظيم، والسنة للزائر إذا زار المسجد أن يسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى صاحبيه ، يقف على قبره وعلى قبر صاحبيه ويسلم على الجميع، عليه الصلاة والسلام، فيقف أمام القبر الشريف، ويقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، فجزاك الله عن أمتك أفضل الجزاء وأحسنه، وإن اكتفى بالسلام فقط وانصرف فلا بأس، ثم يأخذ عن يمينه قليلاً ويسلم على الصديق، ويقول: السلام عليك يا أبا بكر الصديق ورحمة الله وبركاته، جزاك الله عن أمة محمد خيراً، ورضي الله عنك، فلقد نصحت ، وأديت الأمانة ، ونحو ذلك، وهكذا ينحرف قليلاً عن يمينه أيضاً ويسلم على عمر الفاروق - رضي الله عنه - كما سلم على الصديق ، ويدعو له - رضي الله عن الجميع - هذه السنة. أما أن يناديه من قريب أومن بعيد يقول: يا رسول الله أغثني ، أو اشف مريضي ، أو جئتك من بلاد بعيدة لتشفيني، أو لتعطيني كذا وكذا، هذا هو الشرك الأكبر، هذا لا يجوز، لا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا مع غيره، ولا مع الصديق ، ولا مع عمر ، ولا مع أي أحد من الناس؛ لأن العبادة حق الله وحده، والدعاء هو العبادة ، فلا يجوز صرفها لغير الله كائناً من كان، فالأموات لا يسألون ولا يدعون ولا يستغاث بهم، سواء كانو من الأنبياء أو من غير الأنبياء ، فالواجب إخلاص العبادة لله وحده ؛ كما قال الله – سبحانه -: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [(56) سورة الذاريات]. وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [(23) سورة الإسراء]. وقال سبحانه: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [(18) سورة الجن]. فقوله: أحداً نكرة في سياق النهي تعم الأنبياء ، وتعم الصالحين ، وتعم الأصنام ، والأشجار، والملائكة ، وغير ذلك: فلا تدعوا مع الله أحداً يعني كائناً من كان. وهكذا قوله سبحانه: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ [(106) سورة يونس]. يعني المشركين. وكل من سوى الله لا ينفع ولا يضر، فالله - سبحانه - هو النافع الضار، وهو الذي يجعل المنفقة لمن يشاء ويسلبها عمن يشاء، ويجعل المضرة فيمن يشاء، ويسلبها عمن يشاء، فهو سبحانه النافع الضار، المعطي المانع ، القوي العزيز- جل وعلا- هو الذي يسأل ويطلب - سبحانه وتعالى- ، فإذا جئت إلى رسول الله للسلام عليه، أو إلى أي مقبرة للسلام على أهل القبور للدعاء لهم فاحذر أن تدعوهم مع الله، لا تقل: يا سيدي فلان اشف مريضي ، أو اقضي حاجتي ، أو أنا في حسبك ، أو أنا في جوارك، أو قد جئتك قاصداً لك لتغفر لي، أو لترحمني، أو لتشفي مريضي، أو تسهل كربتي، لا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا مع غيره، هذا حق الله- سبحانه وتعالى-، ولكن تسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى صاحبيه ، وتترضى عنهما، وتصلي على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتشهد له أنه بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، أما الزيادة على هذا بأن تقول يا رسول الله اشفع لي، أو انصرني، أو اشف مريضي، أو أنا في جوارك، أو أنا في حسبك ، أو أنا مظلوم فانصرني، أو أمتك قد أصابها ما أصابها فانصرها ، أو اشفها مما أصابها ، أو ما أشبه ذلك هذا لا يجوز، لأنه من الشرك بالله - سبحانه وتعالى- ، ولكن هذا يطلب من الله ، تطلب في صلاتك، في المسجد النبوي وغيره ، في بيتك، تقول: يا رب انصرني، يا رب انصر أمة محمد، يا رب وفقهم، يا رب اجمع كلمتهم على الحق، يا رب احمهم من شر أعدائهم، يا رب اغفر لي، يا رب اشفي مريضي، هذا بينك وبين الله - سبحانه وتعالى- في المساجد ، في الصلاة ، في غير ذلك، أما المخلوق وإن كان نبياً لا يملك هذا، كل بيد الله - عز وجل-، يقول الله سبحانه لنبيه - صلى الله عليه وسلم - لما قنت مدة من الزمن يدعو على أحياء من العرب أنزل الله في حقه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ [(128) سورة آل عمران]. فالأمر لله - سبحانه وتعالى- هو الذي بيده الهداية والإضلال ، والضر والنفع ، والعطاء والمنع، وغير ذلك، كله بيده - سبحانه وتعالى-، هو المالك لكل شيء، والشفاعة حق لله - سبحانه وتعالى-: قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا [(44) سورة الزمر]. والملك بيده - سبحانه وتعالى - يعطيه من يشاء، وقد أخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن الله يشفعه يوم القيامة ما في حاجة إلى أن تسأله أنت وهو في قبره ، إذا كان يوم القيامة إن كنت من أهل الجنة دخلت بشفاعته، وكذلك يشفع لأهل الموقف يقضى بينهم وأنت منهم، فلا حاجة إلى أن تسأله في قبره، تسألها الله، اللهم شفعني بنبيك، اللهم اجعلني من أهل شفاعته، اللهم أجزئه عنا خيراً، وما أشبه ذلك، أما أن تطلبها من النبي - صلى الله عليه وسلم- فلا، أما في حياته فلا بأس، إذ كان حياً بين الناس - عليه الصلاة والسلام- تقول : يا رسول الله اشفع لي أن الله يهديني، أن الله يرزقني، كان يشفع لأصحابه، ولما أصابهم الجدب والقحط في بعض السنوات، أتى بعضهم إليه وهو يخطب يوم الجمعة، فقال : يا رسول الله، هلكت الأموال ، وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا، فرفع يديه - عليه الصلاة والسلام - وقال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. فأنشأ الله السحاب ثم أمطر ، وخرج الناس في المطر كل تهمه نفسه أن يصل إلى البيت، ولم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى، ثم جاء ذلك الرجل أو غيره في الجمعة الأخرى، وقال : يا رسول، هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله أن يمسكه عنا، فرفع يديه - صلى الله عليه وسلم - وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام.... وبطون الأدوية، ومنابت الشجر. فانقشع السحاب ، ووقف المطر عن المدينة، وأجاب الله دعوته في الحال في الأولى والأخرى، وذلك من علامات نبوته ، وأنه رسول الله حقاً - عليه الصلاة والسلام-، ففي حياته لا مانع أن يطلب منه أن يستغيث للمسلمين ، أن يشفع لهم، وهكذا يوم القيامة، وهو بين أظهرهم يوم القيامة يتوجه إليه المؤمنون ويسألونه أن يشفع حتى يريح الله الناس من هول الموقف، وحتى يقضي بينهم، ثم يطلب الله أيضاً لهم للمؤمنين أن يدخلوا الجنة يشفعون إلى الله - سبحانه – في دخول أهل الجنة الجنة، هذا حق ، جاءت به النصوص، أما وهو في قبره بعد البرزخ، بعدما مات - عليه الصلاة والسلام - فإنه لا يطلب منه شيئاً ، بل يصلى عليه- عليه الصلاة والسلام-، وتتبع سنته، ويعظم أمره ونهيه، أما أن يسأل شفاء المرضى، أو قضاء الحاجات عند قبره أو في أي بلد، هذا هو الذي لا يجوز، هذا هو الشرك الأكبر، الذي حرمه الله على عباده في قوله سبحانه: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [(13) سورة لقمان]. وفي قوله عز وجل: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [(72) سورة المائدة]. وفي قوله سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [(88) سورة الأنعام]. وفي قوله عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء [(48) سورة النساء]. فالواجب على كل مكلف ، وعلى كل إنسان أن ينتبه لهذا الأمر، سواء كان حاجاً أو غير حاج، فليحذر من الاستغاثة بالأنبياء أو بالصالحين أو بالملائكة ، أوبالجن في أي مكان ، بل يجعل دعاؤه لله وحده، ويخص ربه بالدعاء والاستغاثة ، ويلجأ إليه – سبحانه-، ويسأله قضاء حاجاته، وتفريج كروبه، فهو - سبحانه وتعالى - القادر على كل شيء – جل وعلا -، أما الأنبياء والملائكة والجن وسائر الخلق فليس في أيديهم شيء ، الملك لله وحده - سبحانه وتعالى- هو المالك لكل شيء - سبحانه وتعالى-: لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [(120) سورة المائدة]. - سبحانه وتعالى-، فاتق الله يا عبد الله ، واحذر ما حرم الله عليك، وانصح من معك من إخوانك ، وبين لهم ما شرع الله لهم في الحج وفي غيره ، وحذرهم مما حرم الله عليهم ، وهكذا النساء يُعلمن ويُوجهن إلى ما يرضي الله ويقربهن إليه، ويبين لهن أيضاً ما شرع الله لهن في الحج، حتى يكون الجميع على بصيرة في حجهم ، وفي زيارتهم للمسجد النبوي، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام.

https://www.binbaz.org.sa/mat/9866









قديم 2013-06-30, 18:12   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
YouCefo_dz
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية YouCefo_dz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2013-07-24, 14:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
رحمة 20
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أين انت يا ام عبد الرحمن...طمنيني عنك؟










 

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, المشروع, التوسّل, العثيمين, والممنوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc