تبصير أولي الألباب بما جاء في جر الثياب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تبصير أولي الألباب بما جاء في جر الثياب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-10-16, 12:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي تبصير أولي الألباب بما جاء في جر الثياب

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.


أما بعد، فإن خير الكلام كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


إن الله- سبحانه وتعالى- خلق الخلق لعبادته فقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56]، فأرسل الرسل لكي يبينوا للناس ما نُزّل إليهم من ربهم، وافترض على الناس طاعتهم فقال سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ[النساء: 64]، ونحن معشر المسلمين أُمرنا باتباع نبينا عليه الصلاة والسلام، وأقسم سبحانه وتعالى بنفسه بنفي الإيمان عن كل من زعم أنه مؤمن إلا من بعد أن يخضع ويسلم لحكمه فقال: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا * [النساء: 65]، وكذلك حذّر من مخالفة أمر رسوله- عليه الصلاة والسلام- فقال- تعالى-: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63]، وقد فهم السلف- رضي الله عنهم- هذه الطاعة وعرفوا أن سعادتهم باتباع أمره والاجتناب عما نهى عنه فاخذوا يتبعونه في الصغير والكبير وهذا ابن عمر- رضي الله عنهما- كما قال مجاهد:



(1) كنا مع ابن عمر في سفر فمرَّ بمكان فحَادَ عنه، فسُئل لِم فعلت ذلك؟ قال: رأيت رسول الله فعل هذا ففعلت([1]).


وكذلك الإمام مالك- رحمه الله- كما قال الزبير بن بكار: سمعت مالكًا بن أنس وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال : من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر، قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة، فقال: وأي فتنة هذه، إنما هي أميال أزيدها؟ قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت الله يقول: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٍ.([2])
واعلم أخي المسلم- بارك الله فيك- أنه لا يحق لأي إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعرض عن أي أَمْر أُمر به أو نَهْي نَهَى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يتبين له ويتثبت لديه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذمّ وحذّر أناسًا لا يبادرون إلى العمل بالحديث.


(2) فعن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله»([3]) .


وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين للمسلم جميع أموره ووضح له كل ما يحتاجه في حياته سواء كان في ذلك الزمان أو في زماننا هذا وحتى تقوم الساعة فإن كل تصرفات الفرد المسلم يجب أن تقوم على الأسس التي جاء بها الإسلام، وكما علمنا أنه لا يحق لأي إنسان أن يخالف ما أمره به الرسول الكريم- عليه الصلاة والسلام- فإنه حذّر كثيرًا من التشبه بالكفار وبأهل الكتاب وخاصة في اللباس، فقد وضع- عليه الصلاة والسلام- لهذه الأمة لباسًا تتميز به عن غيرها من الأمم، فإن هناك أمورًا كثيرة يجب على المسلم أن يفعلها في لباسه، وكذلك عليه أن يتجنب ما نهاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأذكر منها ما يسره الله لي عسى أن ينتفع بها من شاء الله له أن ينتفع، لقوله- سبحانه وتعالى-: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات: 55].

وقد تكرر ذكر كلمة (الإزار) في الأحاديث وذلك لكون أكثر لباسهم آنذاك هو الإزار، ولكن اليوم أصبح لبس الإزار قليل جدًا ومع هذا فإن الإزار والقميص في الحكم سواء، وذلك لما جاء في الحديث.


(3) عن ابن عمر قال: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص([4]).

([1]) رواه أحمد 2/32 وسنده صحيح.

([2]) ذكره الشاطبي في الاعتصام 1/132، وكذلك الألباني في إرواء الغليل 4/181.

([3]) رواه أبو داود 4604، والترمذي 5/38، وابن ماجة 12 المقدمة، وأحمد 4/132، وصححه الألباني في المشكاة 163.

([4]) رواه أبو داود 4095، وأحمد 2/110، 137.








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-10-16, 12:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان الحد الأدنى للثوب

(4) عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله عز وجل إليه» قال زيد: وكان ابن عمر يُحدِّث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يَقعْقَع (يعني جديدا) فقال: «من هذا؟» فقلت: أنا عبد الله، فقال: «إن كنت عبد الله فارفع إزارك»، قال: فرفعته قال: «زِد»، قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق، قال: ثم التفت إلي أبي بكر فقال: «من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة»، فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لست منهم»([1]) .


(5) عن ابن عمر قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء فقال: «يا عبد الله ارفع إزارك»، فرفعته ثم قال: «زد»، فزدت فما زلت أتحراها بعدُ، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: «أنصاف الساقين»([2]) .


(6) عن أبي جُريّ جابر بن سُليم قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال: «لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليكم» قال: قلت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فضلّت راحلتك فدعوته ردها عليك» قال: قلت: اعهد لي، قال: «لا تسبن أحدًا»، قال: فما سببت بعده حُرًا ولا عبدًا ولا بعيرًا ولا شاة، قال: «ولا تحقرن شيئًا من المعروف وأن تُكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وأن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه»([3]) .


(7) عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، قال: على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار» يقولها ثلاث مرات «من جر أزاره بطرًا لم ينظر الله إليه»([4]).


(8) عن حذيفة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي أو ساقه، هكذا قال أبو إسحاق، فقال: «هذا موضع الإزار فإن أبيت فهذا» وطأطأ قبضة «فإن أبيت فهذا» وطأطأ قبضة «فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين»([5]) .


(9) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإزار إلى نصف الساق»، فلما رأى شدة ذلك على المسلمين قال: «إلى الكعبين لا خير فيما أسفل من ذلك»([6]) .


هذه الأحاديث جميعها جاءت مصرحة تصريحًا واضحًا بأن المسلم يجب عليه أن يرتدي ثيابًا لا تزيد في طولها على الكعبين ويستحب له أن يجعلها إلى أنصاف الساقين.


فإذا عرفنا أنه لا يحق للمسلم أن يزيد في طول ثوبه على الكعبين فمتى ما أعرض أي إنسان عن هذه الأحاديث الثابتة وجعلها وراءه ظِهريًا كانت عاقبته غير سليمة كما جاء ذلك مصرحًا به في كثير من الأحاديث منها:
(10) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار»([7]) .


(11) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إزرة المؤمن إلى عضلة ساقيه ثم إلى نصف ساقيه ثم إلى كعبيه، فما كان أسفل من ذلك ففي النار»([8]) .


وكذلك كما مر في الأحاديث رقم 4، 5، 6، 7 فإنها تذكر الوعيد لمن جعل ثوبه تحت الكعبين.
قال الخطابي: "قوله: «فهو في النار» يُتأول على وجهين؛ أحدهما: ما دون الكعبين من قدم صاحبه في النار عقوبة له على فعله، والآخر: أن فعله ذلك في النار؛ أي: هو معدود من أفعال أهل النار". اهـ.


فهذه الأحاديث صريحة بأن سبب الوعيد الشديد الذي جاء فيها كعقوبة النار وغيرها كان سببها الزيادة في طول الإزار، فهل بعد هذا يستطيع إنسان أن يقول: هذا الوعيد محمول على الخيلاء؟ كيف يكون هذا وفي الأحاديث تصريح بأن هناك حد يجب على المرء أن يقف عنده؟! فمتى ما فرط في هذا الحد وزاد في طول الثوب فوق الكعبين دخل في الوعيد الذي بينته الأحاديث السالفة الذكر.


نعم، إن قسما من الأحاديث تدل بظاهرها على شرطية الخيلاء، لكن ليس هذا معناه أن كل أحاديث الباب نحملها على ذلك؛ لأن هناك أحاديث ليس لها متسع لأن تُحمل على الخيلاء فقط، كبعض الأحاديث السابقة وكذلك الأحاديث التي ستأتي:


(12) عن الشريد أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع رجلا من ثقيف حتى هرول في أثره حتى أخذ ثوبه فقال: «ارفع إزارك» قال: فكشف الرجل عن ركبتيه فقال: يا رسول الله، إني أحنف وتَصْطكّ ركبتاي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل خلق الله- عز وجل- حسن»، قال: ولم يُرَ ذلك الرجل إلا وإزاره إلى أنصاف ساقيه حتى مات([9]) .


فهذا شخصركبتاه تصطك لنحافة ساقيه فلبس الطويل لكي يغطي ما به من دقه ونحافة ظنًا منه أنه عار عليه إظهاره فأمره بقوله: «ارفع إزارك»، وعندما اعتذر له بأن الذي دعاه للبس الطويل هو تغطية نحافته أجابه- عليه الصلاة والسلام- بقوله: «كل خلق الله حسن» فأخبره بأن هذا العذر لا يكفي بأن يغطي الرجل كعبيه، فما بالك بمن لا عذر له.


(13) عن عمرو بن فلان الأنصاري قال: بينما هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول: «اللهم عبدك وابن عبد وابن أمتك» قال عمرو: فقلت: يا رسول الله، إني رجل حمش الساقين، فقال: «يا عمرو، إن الله- عز وجل- قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو» وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال: «يا عمرو هذا موضع الإزار» ثم رفعها ثم و ضعها تحت الثانية فقال: «يا عمرو هذا موضع الإزار»([10]) .


هذا الحديث كالذي قبله لا يمكن حملهما على الخيلاء، وذلك لأن كل واحد يريد أن يغطي النقص الذي في خلقته حسب ظنه؛ أي أن إطالة الثوب كانت بِنيَّة بعيدة كل البُعد عن الخيلاء، ومع ذلك لم يسمح لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بجعل الثياب تحت الكعبين.

([1]) رواه أحمد 2/147 وسنده صحيح.

([2]) رواه مسلم 2086.

([3]) رواه أحمد 5/63، 64، 377، وابن حبان 1221-1450 في الموارد، وصححه الألباني في المشكاة 1918.

([4]) رواه أحمد 3/5، 6، 31، 44، 52، 97، وأبو داود 4093، ومالك في الموطأ ص914، 915، وصححه الألباني في المشكاة 4331.

([5]) رواه النسائي 8/206، وابن ماجة 3572، وأحمد 5/382، 396، 398، 400، وهو في صحيح الجامع 6877.

([6]) رواه أحمد 3/140، 249 وسنده صحيح، وهو في صحيح الجامع 2766.

([7]) رواه البخاري 10/256

([8]) رواه أحمد 2/255، 287، 504 وسنده صحيح، وهو في صحيح الجامع 933.

([9]) رواه أحمد 4/390 وسنده صحيح.

([10]) رواه أحمد 4/200، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة 7/155: وسنده حسن، ورواه الطبراني في الكبير 8/277 من حديث أبي أمامة، قال الهيثمي في المجمع 5/124: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-16, 12:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

إسبال الثوب

هناك أحاديث كثيرة في ذم الإسبال وإليك منها:
(14) عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: «المسبل إزاره، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب»([1]) .


(15) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله - عز وجل - لا ينظر إلى مسبل الإزار»([2]) .


(16) عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام»([3]) .


(17) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى المسبل يوم القيامة»([4]) .


لماذالا يأتي الإنسان إلى النص ويتدبر معناه في حالة تجرُّد لله- سبحانه وتعالى- وبنيّة خالصة في تطبيق شرعه وامتثال أمر نبيه- عليه الصلاة والسلام؟! لماذا يراوغ يمينًا وشمالا ويُئول هذا ويصرف ذاك لكي يلتمس لنفسه حجة- وإن كانت واهية- لدفع النصوص الثابتة في سبيل اتباع الهوى وطاعة النفس الأمارة بالسوء والبقاء على ارتداد الثياب التي تضرب على الأرض من طولها؟ وإذا ما ذكّرته بأقوال المصطفى- عليه الصلاة والسلام- قال: إن الوعيد جاء عن الخيلاء وأنا لم أفعله، لذلك فليس عليّ حرج أن أزيد في طول القميص ما أشاء. هكذا يقول كثير من الناس، هل بهذا الكلام الواهي تُدفع هذه النصوص الثابتة؟!


هذا لو تدبر قول الرسول صلى الله عليه وسلم لحذيفة كما في الحديث رقم 8 عندما أخذ بعضلة ساقه وقال له: «هذا موضع الإزار فإن أبيت فهذا»وطأطأ قبضة. لماذا يقول له: هذا موضع، وهذا جائز، وأخيرًا يقول له: «فلا حق للإزار في الكعبين»؟! إذا كان كما يزعمون أن النهي محمول على الخيلاء فما هي الفائدة من قوله- عليه الصلاة والسلام- وتحديده لهذه الأماكن؟


وانظر كذلك إلى الحديث رقم 4 وقوله -عليه الصلاة والسلام- لابن عمر: «إن كنت عبد الله فارفع إزارك» لماذا اشترط عليه في عبوديته الله؟ وكان جواب الشرط: «ارفع إزارك»، لقد فهم ابن عمر ماذا يريد منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك كان لا يرضى لأحد أن يلبس الثياب التي تزيد في طولها على الكعبين.


(18) عن زيد بن أسلم قال: أرسلني أبي إلى ابن عمر فقلت: أَأَدخُل؟ فعرف صوتي فقال: أي بني إذا أتيت إلى قوم فقل: السلام عليكم، فإن ردوا عليك فقل: أأدخل؟ قال: ثم رأى ابنه وقد انجرَّ إزاره فقال: «ارفع إزارك» فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه»([5]) .


ولو نظرنا إلى ظاهر الحديث كأنه يشير إلى شرطية الخيلاء، ومع هذا فإن ابن عمر لم ير هذا الفهم، وإنما الذي فهمه منه كل من أطال ثوبه على الحد الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه داخل تحت ما فيه من الوعيد، ولذلك عندما رأى ابنه وقد انجر إزاره فإنه يعلم أن ابنه لم يكن من المتكبرين، ولم يسأله أصلا عن نيته في لبسه هل لقصد الخيلاء أو لشيء آخر، وإنما لمجرد ما رآه أطلق الحديث.


(19) عن عمر بن ميمون في ذكر قصة مقتل عمر- رضي الله عنه- وفي الحديث "فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردوا علي الغلام، قال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك"([6]) .


فهذا عمر وهو فيما هو فيه من ألم وقد رأى هذا الغلام وفي ثوبه طول لم يتركه ولكن أمر أن يرجعوه إليه لكي يأمره بتقصير ثوبه.



وهذا ابن مسعود الذي يروي حديث رقم 16، ومع أن في الحديث ذكر الخيلاء ولكنه قد فهمه على ظاهره كما فهم جميع الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-.


20- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه رأى إعرابيًا يصلي قد أسبل فقال: «المسبل في الصلاة ليس من الله في حل ولا حرام»([7]).


لماذاابن مسعود أطلق هذا الحديث على الأعرابي مع أنه واقف بين يدي الله- عز وجل- إذا كان الأمر يقبل الاحتمالين قصد المخيلة وعدم قصدها، فكيف يقول عنه ما قال ويمكن أن يكون قد أسبل لغير المخيلة إن كان الأمر يحتمل هذا؟ ولكن ابن مسعود يعلم أن الإسبال من المخيلة، والمسبل لا ينظر الله له يوم القيامة كما في الحديث رقم 14.


قال ابن العربي: "لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه ويقول لا أجره خيلاء؛ لأن النهي قد تناوله لفظًا، ولا يجوز لمن تناوله لفظًا أن يخالفه إذ صار حُكمه أن يقول: لا أمتثله؛ لأن تلك العلة ليست فيَّ. فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالة ذيله داله على تكبره"([8]).اهـ.

كذلكالحافظ ابن حجر أبطل دعوى أن مقتضى تحريم الإسبال مختص بما كان لأجل الخيلاء فقال: "إنه لو كان كذلك لما كان من استفسار أم سلمه عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت من الزجر عن الإسبال مطلقًا سواء كان عن مخيلة أو لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال من أجل ستر العورة"([9]).اهـ.

ومع هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها بأن تحريم الإسبال عام في الرجال والنساء وإن لم يُقصد به المخيلة؛ وذلك لأن استفسارها جاء بعد حديث ابن عمر يرفعه «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة»([10]) .


وكذلكفهمت أن الثوب إذا كان تحت الكعبين هو المقصود بالنهي، فلذلك استفسرت فأقرها على فهمها وأجابها بأن للنساء حق أن يرخين ذراعًا لا يزدن عليه كما يأتي في الحديث إن شاء الله.


فإذا تأمل كل إنسان فيما سبق من فهم الصحابة ومَن بعدهم في كيفية اللباس الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل لهم أماكن معينه من الجسم لا يحق لهم العدول عنها مثل قوله- عليه الصلاة والسلام-: «لا خير فيما أسفل من ذلك» أو «ما أسفل من الكعبين ففي النار» أو غير هذه الألفاظ التي تذكر الوعيد، فإن كل إنسان متبصر بدينه يريد أن يباعد بنفسه من سخط الله وعذابه، ويرغب في إرضائه والدخول في جنته والنظر إلى وجهه الكريم، عليه أن يحاول جاهدًا في السير على ما رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى.


وإذا تأملت في الأحاديث السابقة فإن أكثرها تدور حول الإسبال وذكر ما زاد على الكعبين، ومما يجب التنبه له أن هناك نصوص أخرى فيها تعظيم الوعيد على من جر ثوبه تكبرًا وتبخترا واستعلاء على الناس وإليك منها:


(21) عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك لست تصنع ذلك خيلاء»([11]) .


(22) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يُجلجل في الأرض إلى يوم القيامة»([12]) .


(23) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يتبختر يمشي في بردية فقد أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة»([13]) .


(24) عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر منها شيئًا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة»([14]) .

([1]) رواه مسلم 106، وأبو داود 4087، والترمذي 3/516، والنسائي 5/81، 7/245، 8/208، وابن ماجة 2208، والدارمي 2608، وأحمد 5/148، 158، 162، 168، 178، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

([2]) رواه النسائي 8/207، وأحمد 1/322، وهو في صحيح الجامع 1859.

([3]) رواه أبو داود 637، وهو في صحيح الجامع 5888.

([4]) رواه أحمد 2/318 وسنده صحيح.

([5]) رواه أحمد 2/33 وسنده صحيح، والحديث بدون القصة من رواية البخاري ويأتي إن شاء الله.

([6]) رواه البخاري 7/60

([7]) رواه الطبراني في الكبير 9/315، قال الحافظ في الفتح 10/257: سنده حسن ومثل هذا لا يقال بالرأي، فعلى هذا لا مانع من حمل الحديث على ظاهره.

([8]) عون المعبود 11/142.

([9]) فتح الباري 10/259.

([10]) يأتي برقم 29.

([11]) رواه البخاري 7/19، 10/254، 478، وأبو داود 4085، والنسائي 8/208.

([12]) رواه البخاري 6/515، 10/258، والنسائي 8/206، وأحمد 2/66.

([13]) رواه مسلم 2088، وأحمد 2/390، 531.

([14]) رواه أبو داود 4094، والنسائي 8/208، وابن ماجه 3576، وهو في صحيح الجامع 2767.









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-16, 12:18   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي


(25) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يتبختر في حلة معجب بجمته قد أسبل إزاره إذ خسف الله به فهو يتجلجل (أو قال يهودي) فيها إلى يوم القيامة»([1]) .

(26) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا»([2]) .

27- عن هُبيب بن مغفل الغفاري أنه رأى محمد القرشي قام يجر إزاره فنظر إليه هُبيب فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من وطئه خيلاء وطئه في النار»([3]) .

فهذه الأحاديث وإن جاء في بعضها ذكر الإسبال ولكن المقصود أكبر من ذلك ألا وهو التكبر والإعجاب بالنفس، ولا تعارض بينها وبين ما سبق من أحاديث الإسبال، وقد تقدم بأن للمسبل عقوبة شديدة وكذلك الوعيد في الزيادة على الكعبين، ولكن لم تكن العقوبة نفسها كما في هذه الأحاديث، بل العقوبة هنا أشد وأعظم، فلذلك يجب أن نفرق بين عقوبة الإسبال فقط وبين العقوبة في حق من تكبر وتبختر، وكل يأخذ من العذاب ما يناسبه، فإن الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار»([4]) لم تكن العقوبة نفسها كما في قوله- عليه الصلاة والسلام-: «من وطئه خيلاء وطئه في النار»([5])، والكل يعلم أنه ليس جميع أهل النارمتساوين في العذاب وإن كانوا في داخلها، فإن منهم من يحصل له من العذاب أضعاف ما يحصل لغيره ومنهم من يكون أقل أهل النار عذابًا وإن كان يرى نفسه أشدهم عذابًا.


28- إن العباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه- قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "ما أغنيت من عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك" قال: «هو في ضخضاخ من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»([6]) .

ففي هذا الحديث بيان تنوع الناس في العذاب، فكلٌ يذوق من العذاب بقدر ذنوبه ومعاصيه.


ولو أعدنا النظر في المجموعة الأخيرة من الأحاديث الدالة على التكبر لوجدنا أن أغلبها يدل على عدم نظر الله إلى من يفعل هذا الفعل فكان عاقبته في جهنم بعذاب أشد من غيره بالإضافة إلى العذاب الذي ذاقه من ساعة موته حتى قيام الساعة، وذلك بدليل قوله- عليه الصلاة والسلام-: «فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة»([7])، فتبين أن لكل معصية لونًا من ألوان العذاب، فلا يستطيع إنسان أن يقول: أنا أزيد في ثوبي على الكعبين بغير قصد الخيلاء، فنقول: إن كان بغير الخيلاء له عذاب معين وإن كان لقصد الخيلاء فإن العقوبة أدهى وأمر.

([1]) رواه البخاري 10/258، ومسلم 49، 2088، وأحمد 2/267، 315، 456، 467 واللفظ له.

([2]) رواه البخاري 10/257، ومسلم 42، 2085، وأحمد 2/386، 409، 430.

([3]) رواه أحمد 3/437، 4/237، وهو في صحيح الجامع 6468.

([4]) تقدم برقم 7.

([5]) تقدم برقم 27.

([6]) رواه البخاري واللفظ له 7/193، 10/592، ومسلم 357، 209، وأحمد 1/206، 207، 210.

([7]) تقدمت هذه الأحاديث 22، 23، 25.










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-17, 10:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أم معاذ السلفية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-17, 12:42   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم النساء في الإسبال

إن ما تقدم من كلام وما به من طول الإزار والزيادة على الكعبين هو خاص بالرجال فقط وأما النهي عن الإسبال وكذلك التبختر والتكبر فهو عام يشمل الرجال والنساء ولكن لكل منهما حد لا يحق له أن يزيد عليه.


(29) عن ابن عمر قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فقالت أم سَلَمَة: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخين شبرًا» فقالت: إذن تنكشف أقدامهن، قال: «فيرخينه ذراعًا لا يزدن عليه»([1]) .


(30) عن أم سلمة قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تجر المرأة من ذيلها؟ قال: «شِبرًا» قالت: إذا تنكشف عنها، قال: «ذراعًا لا تزيد عليه»([2]) .


انظرعلى أي نوع من الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم، كان يتكلم على أناس أحدهم يعي ما يسمع وإذا سمع شيئًا بادر إلى التطبيق، فلذلك رأت أم سلمة أن المرأة لا تستطيع تطبيق هذا الأمر إلا إذا كشف عن ساقيها وهذا لا يجوز؛ لأن أم سلمة موقنة تمامًا أن المرأة لا يحق لها أن تكشف شيئًا من رجليها ومع هذا فإنها لم تستنتج الجواب من عند نفسها بأن هذا حكم خاص بالرجال ولكن سارعت بالسؤال بقولها: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ فقال- عليه الصلاة والسلام-: «يرخين شبرًا»، فهل رضيت- رضي الله عنها؟ كيف ترضى وهي تعلم أن الشبر الزائد لا يستر القدم عند المشي ولذلك قالت: إذا تنكشف أقدامهن، فقال- عليه الصلاة والسالم-: «يرخينه ذراعًا» هل قال هذا واكتفى لكي يبقى الأمر مفتوحًا لكل من أراد أن يزيد من النساء؟ كلا، ولكن قال: «لا يزدن عليه»، فجعل لهن حد لا يحق لهن أن يزدن عليه.


قال الحافظ ابن حجر: "والحاصل أن للرجال حالين؛ حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال جواز وهو إلى الكعبين، وكذلك للنساء حالان؛ حالُ استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر الشبر، وحال جواز بقدر الذراع"([3]). اهـ.


وبعد ما تبين لنا أن الإسبال لغير الخيلاء لا يجوز وكذلك تبين أنه إذا تخلله الخيلاء كان الذنب أعظم، فعلى المرء المسلم أن يتقي الله ولا ينسى أنه سوف يأتي عليه يوم وهو واقف بين يديه وسائله عن كل شيء، فلذلك عليه أن يباعد عن نفسه كل عمل لا يرضي الله- تبارك وتعالى- وكذلك عليه أن ينزه نفسه عن الكبر وعن كل فعل يؤدي إليه، وأن يكون إنسانًا متواضعًا طائعًا لله فقد جاء:


(31) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»([4]) .


وهذالا يعني أن الإسلام يأمر المسلم أن يظهر بثياب قذرة بالية، لا بل حث على الاهتمام بكل شؤونه؛ فحث على نظافة الشعر والبدن والثياب وغيرها، فقال في نظافة الشعر:
(32) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له شعر فليكرمه»([5]).


وكذلك حث على نظافة البدن كما جاء في أحاديث غسل الجمعة والترغيب في وضع الطِيب، وأما في الثياب فقال:



(33) عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ورآه رث الثياب: «فإذا آتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته»([6]) .


(34) عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس»([7]) .


فعلى هذا أن الإنسان مأمور بأن يكون بأجمل مظهر، وعلى أنظف حالة، وأن يبتعد عن الأشياء ذات الروائح الكريهة لكي لا يؤذي غيره، وهذا مقيد بعدم الإسراف، وعليه كذلك أن لا يترك شيئًا من التواضع؛ لأن المتكبر ممقوت عند الله، ولا يعني أن التكبر في لبس الطويل فقط وأن من لبس القصير خرج من دائرة الكبرياء، لا بل إن التبختر والتكبر محرم في كل حال حتى ولو لبس أعلى من أنصاف الساقين، ولو أعدت النظر في الحديث 23 فإنه ليس فيه تصريح بجر الثوب وهو يشمل كل من تبختر وأعجبته نفسه.


قال الحافظ ابن حجر: "ويستنبط من سياق الأحاديث أن التقييد بالجر خرج للغالب وأن البطر والتبختر مذموم ولو لمن شمر ثوبه، والذي يجتمع من الأدلة أن من قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة الله عليه مستحضرًا لها شاكرًا عليها غير محتقر لمن ليس له مثله لا يضره ما لبس من المباحات ولو كان في غاية النفاسة"([8]). اهـ. ويعني بالمباحات: غير المحرمة كالحرير، وغير زائدة على الكعبين.

([1]) رواه الترمذي 4/223، والنسائي 8/209، وأحمد 2/5، 55 وسنده صحيح.

([2]) رواه النسائي 8/209، وابن ماجة 3580، وأحمد 6/293، 309، والدارمي 2647، وابن حبان 1451/ موارد، وسنده صحيح.

([3]) فتح الباري 10/259.

([4]) رواه مسلم 2588، والترمذي 4/376، وأحمد 2/235، 386، والدارمي 1682.

([5]) رواه أبو داود 4163، وهو في الصحيح الجامع 6369.

([6]) رواه أبو داود 4063، والنسائي 8/196، والترمذي 4/364، والحاكم ووافقه الذهبي 4/181.

([7]) رواه مسلم 91، وأبو داود 4091، 4092، والترمذي 4/361.

([8]) فتح الباري 10/259.









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-17, 12:46   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الشُبه والرد عليه

وبعد ما تبين من الأدلة الواضحة في حق المسبل يلزمنا أن نُورد كلام من أخذ جانبًا من الأدلة من أن الوعيد جاء في حق الخيلاء فقط، واحتج بحجج واهية ليس لها القدرة على مقابلة النصوص الصحيحة الصريحة في تحريم ما زاد على الكعبين من الثياب، وأبرز ما احتجوا به حديث ابن عمر الذي فيه: قال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك لست تصنع ذلك خيلاء»([1]) وفي رواية: فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانًا، فقال النبي- عليه الصلاة والسلام-: «لست منهم»([2]) ،وفي رواية أخرى: إن أحد جانبي إزاري يسترخي إني لأتعاهد ذلك منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لست ممن يفعله خيلاء»([3]) .


1- فقالوا: إن قول الرسول- عليه الصلاة والسلام- لأبي بكر: «إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء» تصريح بأن النهي جاء لأجل الخيلاء والذي لم يفعله خيلاء غير داخل في نطاق الوعيد، هذا معنى قولهم.


أ- قلت: كما تقدم في قوله- عليه الصلاة والسلام- لحذيفة عندما أخذ بعضلة ساقه وقال:«هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فلا حقَّ للإزار في الكعبين»([4]) .


لو أعدت النظر في قراءة هذا الحديث ماذا تفهم منه؟ هل تفهم أنه أباح له بأن يطيل ثوبه ما شاء إذا كان لغير الخيلاء؟ أم تفهم أنه- عليه الصلاة والسلام- أمره بأن يجعل ثوبه إلى المكان الذي وضعه له أولا، ثم وضع له مكانًا آخر وخيّره بأن يجعل ثوبه بين هذين المكانين، ثم أنذره عن الزيادة على ذلك فقال: «فلا حق للإزار في الكعبين»؟


وهذا واضح بأن ليس هناك احتمال وجود أدنى شبهه من الخيلاء، ومثل هذا قوله- عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- عندما رأى في ثوبه استرخاء فقال له: «يا عبد الله ارفع ثوبك» ثم قال له: «زد»([5]) وغيرهما من الأحاديث، فأين شرطية الخيلاء؟


ب- إن أبا بكر- رضي الله عنه- لم يقل: إن أزاري جعلته طويلا أو قال: إني أرتدي ثيابًا طوالا ولكن قال: "إن أحد شقي إزاري" -وفي رواية-: "إن شق إزاري" -وفي أخرى-: "إن أحد جانبي إزاري"، أما لفظ الشق -بكسر الشين- كما جاء في لسان العرب([6]): "والشِق والشِقة بالكسر نصف الشيء إذا شُق"، فإنه- رضي الله عنه- أخبر بأن نصف إزاره أو إحدى جانبيه، وأما رواية:"إن إزاري يسترخي"، فقال فيها: "أحيانًا"([7])، وجميع الروايات فيها كلمة يسترخي، ويفهم من هذه الكلمة أنه لم يكن يضعه في هذه الصورة ولكن الإزار هو الذي يسترخي، وكذلك جاء في الروايات عن قول أبي بكر: "إلا أن أتعاهد ذلك منه"، أو "لأتعاهد ذلك منه".


قال أبو الطيب: "تعاهده من التعاهد، وهو بمعنى الحفظ والرعاية، ومعناه أنه كان يسترخي أحد جانبي إزاره إذا تحرك يمشي أو غيره بغير اختياره، فإذا كان محافظًا عليه لا يسترخى، لأنه كلما كاد يسترخي شدة"([8]). اهـ.


فإن هذه الصفة التي وصف بها أبو بكر حاله لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان جواب الرسول- عليه الصلاة والسلام-: «لست منهم» أو «لست ممن يصنعه خيلاء»، وهذا حق واضح، وكل إنسان يُقر بأن الذي يفعل ما فعل أبو بكر في تعاهده لثوبه، بأن كل ما استرخى رفعه فإن هذا ليس من الخيلاء في شيء، ولكن كيف يقاس هذا الفعل على من تعمد ارتداء الثياب الطويلة، ويذهب بنفسه إلى الخياط ليقيس عليه الثياب التي من أهم شروطها أن تضرب بذيولها الأرض؟!


وكذلك أن أبا بكر لم يكن يرضى لنفسه أن يترك إزاره على استرخائه ولكن كان كلما استرخى رفعه بدليل قوله: "إني لأتعاهد ذلك منه"([9]) .


فكان متعاهدًا له وأقر على نفسه باستمرارية المعاهدة، وجاء بفعل مضارع يفيد الحال والاستقبال.


ج- بعد ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» قال أبو بكر: "إن أحد شقي ثوبي يسترخي" فأجابه بما سبق بيانه، ومن هذا يفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَعب على أبي بكر فهمه هذا ولم يقل له أنا لم أقصدكم معشر المتواضعين بل أقره على فهمه بأن الإسبال مخيلة، وزكاه بنفسه لأن استرخاءه كان بغير إرادته.


د- قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «لست منهم» أي أنت يا أبا بكر، وجاء بتاء الخطاب أي أن فعلك هذا بالمعاهدة لثوبك أخرجك منهم وهم الذين يفعلونه للخيلاء لأنهم لا يرفعونه، وكيف يرفعون ثيابهم وهم وضعوها هكذا، وإذا رفعوها وبانت كعوبهم استحيوا من الناس!


2- الشبهة الثانية التي يدندنون بها كذلك ما ذكرنا في الحديث «وإياك وإسبال الإزار فإنه مِن المخيلة»([10]) قالوا: مِن تأتي للتبعيض، ولذلك فإن هناك إسبال للمخيلة وإسبال لغيره.


أقول: هذا فهم خطأ للحديث؛ فإن (من) هنا للتبعيض بلا ريب، ولكن المعنى ليس كما فهمه هؤلاء، وإنما هو دال على أن لفظ (المخيلة) عام يدخل فيه إسبال الثوب وغيره وهذا ظاهر فهو دال إذن على أن الإسبال مخيلة بلا ريب، فعاد النص حجة عليهم لا لهم، وذلك لأن المخيلة أكبر من الإسبال وعقوبتها أشد مثل: «لا ينظر الله إليه»([11])، و«يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة»([12]) وغيرها كما مر سابقًا، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المخيلة حرام وكذلك ما يؤدي إليها، وأبرز ذلك إسبال الإزار فإنه- عليه الصلاة والسلام- حذّر منه بقوله: «وإياك وإسبال الإزار»([13]) هذا لو رجعنا إلى بقية الحديث فإنه كاف بأن يبطل ما ذهبوا إليه، فإن الذين تمسكوا بهذه الشبهة أخذوا جزأ من الحديث وفهموه خطأ- كما مر بك- وتركوا بقيته، فلو نظرت إلى بقية الحديث، ألم يأمره- عليه الصلاة والسلام- بقوله: «وارفع إزارك إلى نصف الساق» وجعل القرينة التي تصرفه مؤقتة إلى الكعبين، فأين القرينة التي تصرفه عن الكعبين؟ ألم يخيره بين نصف الساق وبين الكعبين وحذره من الزيادة على ذلك؟ إذا كان يُفهم من هذا الحديث أنه يحق للإنسان أن يطيل ما شاء بدون مخيلة فما هي الغاية من ذكر نصف الساق والكعبين؟ لماذا لا يفكر الإنسان قليلا ويقول في نفسه إذا كانت شرطية الخيلاء هي الأساس في اللباس فلماذا بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم وأوصى كل هذه الوصايا وحذر كل هذا التحذير حتى هرول في طلب الرجل الذي من ثقيف عندما رآه قد أسبل ثوبه([14]) ثم لم يتطرق -عليه الصلاة والسلام- للخيلاء بذكر؟ مع أن الرجل كان يغطي العيب الذي في خلقته حسب ظنه، ألم يمر بك قول الرسول- عليه الصلاة والسلام-: «ازرة المسلم إلى نصف الساق»([15]) ناقش نفسك، إذا كان طول الثوب لا حرج فيه بغير الخيلاء فما هي الفائدة من هذا الخبر وأمثاله؟ هل يظن جاهل فضلا عن عاقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عبثًا؟! أين قوله- تعالى-: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [النجم: 3]، وأين قوله- عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمرو فأومأ بأصبعه إلي فيه فقال: «اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق»([16]) .

([1]) تقدم برقم 21.

([2]) تقدم برقم 4.

([3]) رواه أبو داود 4085، وأخرج بمعناه البخاري والنسائي.

([4]) تقدم برقم 8.

([5]) تقدم برقم 5.

([6]) 10/182.

([7]) تقدم برقم 4.

([8]) عون المعبود 11/141.

([9]) رواية أبي داود تقدمت قبل قليل.

([10]) سبق برقم 6.

([11]) تقدم برقم 21.

([12]) تقدم برقم 22.

([13]) تقدم الكلام عليه قبل قليل وهو برقم 6.

([14]) تقدم برقم 12.

([15]) تقدم برقم 7.

([16]) رواه أبو داود 3646، وأحمد 2/162، 192، والدارمي في المقدمة.









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-17, 12:51   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

وكذلك انظر إلى حديث ابن عمر وأمره- عليه الصلاة والسلام- له برفع ثوبه وأكد عليه بزيادة الرفع حتى بلغ به أنصاف الساقين([1]) وكذلك حديث حذيفة وقد ذكرناه قريبًا([2]) وأحاديث كثيرة تبين حال المسلم وموقفه من لباسه، كل هذه الأحاديث وأمثالها لا تدخل فيها شرطية الخيلاء.


3- هناك أحاديث فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يجر ثوبه:
(35) عن أبي بكرة قال: خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد وثاب الناس وصلَّى ركعتين([3]) .
(36) عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج يجر ثوبه فزعا حتى أتى المسجد فلم يزل يصلي بنا حتى انجلت([4]).
(37) عن أبي سعيد الخدري قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلى قباء حتى إذا كنا في بني سالم وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب عتبان فصرخ به فخرج يجر إزاره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعجلنا الرجل»([5]) .


(38) عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى العصر فسلم في ثلاث ركعات ثم دخل منزله فقام إليه رجل يقال له الخرباق وكان في يديه طول فقال: يا رسول الله، فذكر صنيعه وخرج غضبان يجر رداءه حتى انتهى إلى الناس فقال: «أصدق هذا؟»([6]) .


نعم ورد ذكر أنه- عليه الصلاة والسلام- خرج يجر ثوبه ولكن ليس فيه حجة لمن يقول يجوز الإسبال لغير الخيلاء، وذلك لأن كل الأحاديث التي جاء فيها ذكر جر الثوب كان فيها ذكر أما مستعجلا وإما فزعًا وإما غضبان، وهذا يدل على الاستعجال وعدم قصد الارتداء بهذه الصورة وإنما كان يجره، أي من كثرة استعجاله ولم يتمهل لكي يرتدي ثيابه، وهذا المعنى واضح في كل الأحاديث التي جاء فيها ذكر جر الثوب.


قال محمد عبد الباقي: "(يجر رداءه) يعني لكثرة اشتغاله بشأن الصلاة، خرج يجر رداءه ولم يتمهل ليلبسه"([7]). اهـ.


وكذلك قوله- عليه الصلاة والسلام- عن عتبان عندما خرج يجر إزاره: «أعجلنا الرجل» أي: أعجلناه من أن يقضي حاجته مع امرأته ولم نمكنه من أن يرتدي ثيابه، أي لو أمهلناه لما خرج يجر إزاره، وإن لم يكن الأمر كذلك فلماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعجلنا الرجل» وهذا الفعل أي الذي يكون رداءه انجر لاستعجاله يكون خارجًا من دائرة الإسبال لوجود الفرق الكبير بين من أسبل ثيابه من اختياره وهو جاعلها هكذا وبين من كانت ثيابه قصيرة إلا أنه انجر إزاره لسبب من الأسباب، قال الحافظ ابن حجر: "فإن فيه أن الجر إذا كان بسبب الإسراع لا يدخل في النهي فيشعر بأن النهي يختص بما كان للخيلاء، ولكن لا حجة فيه لمن قصد النهي على ما كان للخيلاء حتى أجاز لبس القميص الذي ينجر على الأرض لطوله"([8]). اهـ.


هذا ما يسّر الله- تبارك وتعالى- لي جمعه من شيء يتعلق بإسبال الإزار، فإن كان صوابًا فمن الله وحده وإن كان غير ذلك فمن نفسي، وأسأل الله أن ينفع به.


وسبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




بقلم : سعد المزعل


([1]) تقدم برقم 5.

([2]) تقدم برقم 8.

([3]) رواه البخاري 2/526، 547، 10/255، والنسائي 3/127، 146، 152.

([4]) رواه أبو داود 1193، والنسائي 3/141، وابن ماجة 1262 وسنده صحيح.

([5]) رواه مسلم 80، 343.

([6]) رواه مسلم 101، 574، وأبو داود 1018، والنسائي 3/26، وابن ماجة 1215.

([7]) في تعليقه على صحيح مسلم ص405

([8]) فتح الباري 1/255.











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أولى, الألباب, الثياب, تتصدر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc