![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() كان الرق منتشراً في حياة الناس قبل الإسلام ولكنه رق غير الرق الذي شرعه الله، فهو رق ظالم في الغاية والوسيلة، ثم استبدله الإسلام برق من نوع آخر، ظاهره الرق وباطنه الرحمة بالرقيق والمسترق، قد اشتمل على صور كثيرة من العدل الكامل والأدب العظيم الذي لم تعرف البشرية قط ما يقاربه فضلاً عن أن يماثله. لكن أعداء الإسلام أثاروا حوله شبهات، حيث جعلوا هذا من مساوئ الإسلام، وليس للإسلام مساوئ بل المساوئ في أنظمة البشر الظالمة، ونظام الرق في الإسلام يعد بحق من أعظم محاسن الإسلام وحسناته، لما فيه من المقاصد العظيمة والوسائل الكريمة. وقد جعلنا هذه الحلقة في الرد عليهم، وتتكون هذه الحلقة من عدة مباحث: الأول: بيان السبب الشرعي للرق. الثاني: توحد سبب الرق، وتعدد أسباب العتق. الثالث: أدب التعامل بين الرقيق والسيد. الرابع: المصالح المترتبة على الرق في الإسلام. الخامس: الرق والعنصرية في الدول الغربية. المبحث الأول: بيان السبب الشرعي للرق: لله في كل شيء يشرعه حكم عظيمة، علمها من علمها وجهلها من جهلها ومن ذلك الرق، فإن الذي يؤسر في المعركة مع المسلمين إنما هو الكافر المحارب فقط وليس كل محارب، فمن كان كافراً مقاتلاً لجيوش التوحيد، صاداً عن دين الإسلام، فقد اقتضى العدل الإلهي أن يقاتَل، فإن قتل وإلا فيؤسر ثم يكون عبداً رقيقاً، لأنه فر من العبودية لله فعوقب بالعبودية لغيره، وأراد أن يقتل جنود التوحيد ويتسلط عليهم فكان العدل أن يعاقب بنقيض قصده فيتسلطوا عليه. من هنا قال العلماء في تعريف الرق: (هو عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر). وعليه فقولنا: (الكافر المحارب) خرج به من لم يقاتل وإن كان كافراً كالراهب في الصومعة، والشيخ الكبير الطاعن في السن والمجنون ومن دفع الجزية ونحوهم فهؤلاء لا يؤسرون وإن كانوا كفاراً، وهذا قول طائفة من الفقهاء وهم الأئمة الثلاثة وأحد قولي الشافعي، واختاره شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى: (28/354) واستدل بالآية: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم). وذهب آخرون منهم الشافعي في القول الآخر إلى أن سبب الاسترقاق هو الكفر وإن لم يصحبه قتال، والأول هو الصواب. والسؤال هنا: ما هي الحكمة في هذا الرق الذي شرعه الله ؟ والجواب وبالله التوفيق: أن الناس جميعاً عبيدٌ الله تعالى، له عليهم حق الطاعة، والإيمان به، واتباع رسله، والانقياد لشرائعه، فالخلق كلهم عبيده، والأرض أرضه، فإذا أرسل إلى الناس رسولاً يأمرهم بما له عليهم فعصوه وتمردوا عليه وحاربوا رسله وكفروا بالرسالة، في الوقت الذي يكون هناك عباد آخرون، آمنوا برسوله واتبعوا دينه وانقادوا لشرائعه، وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله، كان من العدل، أن يكون أولئك رقيقاً وعبيداً عند هؤلاء، فيكون المحارب عبداً عند هذا المجاهد، لأنه هرب من العبودية لله فعوقب بهذه العبودية، يملك رقبته ونسائه وذريته وماله، جزاءً على ما صدر منه من محاربة الرسل، فكل واحد منهما وجد جزاء ما قدم. من هنا نعرف خطأ من نفى نظام الرق في الإسلام مطلقاً، ومن هؤلاء سيد قطب فقد قال في شرح آية الأصناف الثمانية في الزكاة: ("وفي الرقاب" ذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً، تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بدٌ من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق) أ.هـ وقد تعقبه شيخنا ربيع في "العواصم" (ص 18). قال الشنقيطي في الأضواء عند آية الإسراء (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم): (ومن هدي القرآن للتي هي أقوم: ملك الرقيق المعبر عنه في القرآن بملك اليمين في آيات كثيرة) ثم ساق آيات كثيرات، ثم قال: (وسبب الملك بالرق: هو الكُفر، ومحاربة الله ورسوله، فإذا أقدر الله المسلمين المجاهدين الباذلين مهجهم وأموالهم وجميع قواهم، وما أعطاهم الله لِتكون كلمة الله هي العليا على الكفار جعلهم ملكاً لهم بالسبي). وقال: (فتمرد الكفار على ربهم وطغوا وعتوا، وأعلنوا الحرب على رسله لئلا تكون كلمته هي العليا، واستعملوا جميع المواهب التي أنعم عليهم بها في محاربته وارتكاب ما يسخطه، ومعاداته ومعاداة أوليائه القائمين بأمره، وهذا أكبر جريمة يتصورها الإنسان، فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جلَّ وعلا عقوبة شديدة تُناسب جريمتهم فسلبهم التصرف، ووضعهم من مقام الإنسانية إلى مقام أسفل منه كمقام الحيوانات، فأجاز بيعهم وشِراءهم، وغير ذلك من التصرفات المالية، مع أنه لم يسلبهم حقوق الإنسانية سلباً كلياً، فأوجب على مالكيهم الرفق والإحسان إليهم، وأن يطعموهم مما يطعمون، ويكسوهم مما يلبسون، ولا يكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، وإن كلفوهم أعانوهم، كما هو معروف في السنة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم، مع الإيصاء عليهم في القرآن، كما في قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى) إلى قوله: (وما ملكت أيمانكم) أ.هـ
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاسلام, الرق |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc