ظلموك في العيد

[smati]

تَنَاسَقَتْ حُرُوفُكِ فانسجمت و تَنَاغَمَتْ
فَشَكّلت من اسْمِكِ لوحة فنّان عاشق
"رَاء" كَرَبيع حَلّ فأحْلَى الأرضَ فاِحْلَوْلَتْ
و تَزَحْزَحَت الأحْزَانُ فأنَارَها بِنُور أزهارها
و بعطر الورود غرّدَت من البهجة الطيور
سَرّ مَن رَأَى و مَنْ رَآكِ أَصَرّ في النّظَرِ
فنِعْمَ أَنْتِ و نِعْمَ الـرّاءُ "رَاؤُكِ".
"بَاءٌ" كَبُسْتَان زَادَ بِجَمَالِهِ الجَمَالُ
و تَجَمّلَ بِخُضْرَتِهِ و تَزَيّنَ ذاك الرّبيعُ
و اِنْجَلَتْ الغيوم مع الهموم و تَجَلّتِ الأنوارُ
من سُبَاتِهَا عَادَتْ و أعَادَ بستَانُكَ المخلوقاتُ
لها الحَيَاةَ و بِحَمْدِ رَبّها تَسَبّحُ
فَنِعْمَ أَنْتِ و َنِعْمَ البَاء "بَاؤُكِ"
"عِينٌ" كعَيْنَيْكِ مرآة جَمَالٍ تعْكِسُ بَهَاءً
نَـبْـعُ الوُدِّ للعطشان يَنْبَجِسُ حبا لا يَنْفذ
لا يَذُودُ الظمآن عنها و باطْمِئْنان يتزود و يَلُوذُ
فبالعِينِ نُشَكّل أزْكَى الكَلِماتِ و نَصُوغ أجْمَلَ المَعَانِي
عَفِيفَةٌ عَزيزَةٌ عَلْيَاءُ عِفَّةٍ و عِزَّةٍ عَطُوفَةٌ....
فَنِعْمَ أَنْتِ و َنِعْمَ "العِينُ" عِينُكِ
"يَـاءٌ " كينبوع مَاءٍ رَقْرَاقٍ في فُلَاةٍ
مَلْجَأ لهفان الشوق مَنْجَاة عطشان
يشتاق إليك خَاوِي الهَوَى و يَهْوَاكِ مَنْ باليُتْم اكتوى
أنت مَوْضِعَ حُب حَبِيبٍ أَحَبّ "يَاءَكِ" و إيََّاكِ
يا يمامة اليمام فيومك لا يوم بل أيام
فَنِعْمَ أَنْتِ و َنِعْمَ "اليَاءُ" يَاؤكِ
"تَـاءٌ" كَتَاءِ التّسْبِيح أجَلّهُ الله و أعَزّهُ عَزيز
اِسْتَفْتَحَ القرآن بالتسبيح في سور و آيات
لِتَعْظيم العظيم فَسَبّحَ لَهُ الأوَائِلُ و الكل
يُسَبِّح بحمده فَسَبِّحُوا له أيها الخَلائقُ
فَأنْتِ أيتُها الحَبِيبِة حُبّكِ تَسْبِيحٌ
و تَسْبِيحُكِ حُبٌ أوْصَى به الآمِر بحبك
أمْرُهُ قَد قُدِر و قَضَاؤهُ كان كما اقْتَضَى
هذه هي تاء الختم و خِتَامُها مِسْكٌ
فَنِعْمَ أَنْتِ و َنِعْمَ "التَّاءُ " تَاؤكِ
زخرفت أسمك و زينته بأجمل حروفك
بين شفتي اشتقت و الله لنطقه
مَرّتْ دُهُورٌ لم أتَلَفَظْ به و لم ألفظه
و عقرت الأسماء المستحدثة من اسمك
و لم يضح اسمك بتلألؤ بين الأسماء
كان يسمونك تيمنا بأولى البنات و الفرحة تغمرهم
أنت البِكْرُ "لالة" الأخوات الشقيقات من بعدك
أَنْتِ "رَبْعَيّة"الأسرة ربيعة بك يبتهج
أَنْتِ رَبْعَيّة أمي العزيزة هو اسمك
فَنِعْمَ الأم أنْتِ وِ نِعْمَ الاسم
بحبي لك و بحروف اسمك أتغنى و أُنَغِّمُ
ليس لك في قلبي يوم أو يومان أو أيام
فكل أيامك في قلبي و عندي هو عيدك
يا يمامة اليمام فيومك لا يوم بل العمر
ظلموك بعيد حفله يَوْمٌ ثم يَفِلُ
أمِّي حين أبِـرُكِ و حين أبتسِمُ لك هو لك عِيدٌ
أمِّي حينما لا أعُقُكِ و لا أغْضِبُكِ فهو لك عِيدٌ
حِينَ أمْسَحُ عنْكِ الحزن و أطرد الهم هو لك عِيدٌ
حين أحبك و يخفق قلبي لك فهو لك عِيدٌ
فَنَبْضي في الدقيقة سبعون و بكل نبضة
أنْتِ كان لكِ فِيهِ الفضل بعد الله و كل ما أملك
فكل ثواني ساعات الدهر هو حقك بالعيد