![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ومِنْ َسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ له، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فهل يَحِلُّ لأحدٍ - إلَّا أنْ يكونَ حَدَّادِيًّا مِصْريًّا أو يَنْبُعِيًّا أو عِرَاقِيًّا أو أُرْدُنِيًّا أو يَمَنِيًّا أو مَغْرِبِيًّا, فهؤلاءِ يستحلون من أعراض المسلمين ما لم يُحِلَّهُ اللهُ - هل يَحِلُّ لِأَحَدٍ أنْ يذهبَ بعدَ ذلك ليبحثَ عن الطَّبعةِ التي فيها النَّصُّ المُتَرَاجَعُ عنه, المدلولُ على فَسَادِهِ, المُتَبَرَّأُ منه على المنبرِ, لكي يُذِيعَهُ في الناسِ؟؟ وماذا يُسَمِّي أهلُ العلمِ هذا المَسْلَكَ؟ وهل تبقَى عدالةُ سَالِكِهِ؟ وهل يُؤْتَمَنُ هؤلاءِ على دِينٍ وهم يَفْجُرُونَ في الخُصُومةِ هذا الفجورَ؟! لولا أنَّي أريدُ هنا أنْ أُشَرِّدَ بهم مَنْ خَلْفَهُمْ - إنْ شاءَ اللهُ - ما التَفَتُّ إليهم. فواللهِ! ما لهؤلاءِ عِلاجٌ إلَّا الإهمالُ, ولكنْ لِكَونِهِم كالخلايا الخبيثةِ ترتعُ في جسدِ الأمَّةِ المَصُونِ؛ وَجَبَ كشفُ حالِهِم بعدَ طُولِ الصبرِ عليهِم, واللهُ المستعانُ. وليعلم أهلُ البغي أنَّهم ببغيهِم يُمَكِّنُونَ من أنفسِهِم, وما أعانونا على أنفسِهِم بمثلِ إعانتِهِم ببغيهِم على أنفسِهِم. قال صلى الله عليه وسلم في الحديثِ الذي أخرجَهُ البخاريُّ في ((الأدب المفرد)) من حديثِ أبي بَكْرَةَ رضي اللهُ عنه قال: «ما مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أنْ يُعَجَّلَ لصاحبِهِ العقوبةُ مع ما يُدَّخَرُ له: مِنَ البغي وقطيعةِ الرَّحمِ»(10). فهل نادَى أحدٌ - معشرَ العقلاءِ - على نفسِهِ بفسادِ المعيارِ, وضلالِ المِنْهَاجِ, في سُوقِ البغي والعُدْوانِ, كما نادى هؤلاءِ على أنفسِهِم؟؟ ألَا شاهتِ الوجوه! وخُذْ مثالًا ثانيًا لانطباقِ قواعدِهم عليهم, ولا تَعْجَبْ فقد أعيت الحماقةُ مَنْ يُداويها: قبلَ أنْ يُوْلَدَ أكثرُ هؤلاءِ, وقد يكونُ كبيرُهم الذي علَّمَهم الكذبَ قد كان طفلًا في قِمَاطِهِ وقتئذٍ. قبلَ نَيِّف وثلاثين عامًا كان الشعراويُّ قد عادَ من جامعةِ أُمِّ القُرى, وذُلِّلَت له وسائلُ الإعلامِ؛ ليُحاربَ الإلحادَ والشيوعيةَ, وكان مَدُّهَا ما يزالُ طاغِيًا في مصرَ مِنْ مُخَلَّفَاتِ عهدٍ سابقٍ, فأبلى الرجلُ في ذلكَ الشأنِ بلاءَهُ, وتابعتُهُ أولَ الأمرِ ثم انصرفتُ لا أَلْوِي, وإنَّمَا أسمعُ عنه بعضَ ما يُرَدِّدُهُ النَّاسُ وأقرأُ عنه بعضَ ما يكتبُونَهُ, وهو في جُملتِهِ حسنٌ. وكانَ قبلَ عودَتِهِ قد مُكِّنَ للإمامةِ في موسمِ الحجِّ, فكان خطيبَ عرفةَ وإمامَها, ومعلومٌ أنَّ علماءَ المملكةِ في ذلك الوقتِ كانوا متوافرينَ - حفظ اللهُ الأحياء منهم ورَحِمَ الأمواتَ والسَّالِفينَ -, ومعلومٌ أنَّه لا يتخلَّفُ منهم عن شهودِ المَوسِمِ - في الأغلبِ الأعمِّ - إلَّا من كان مريضًا أو على سفرٍ, أم يحسبُ الحداديةُ الحمقى أنَّ أمرَ الرَّجُلِ لا يروجُ على مثلي وقد راجَ على العلماءِ الكبارِ يخالطُهُم ويخالطونهُ, ويستمعونَ له ويُصَلُّونَ خلفَهُ؟!!! أم تُرى الحمقى يحسبون أنَّه كان يخطُبُ النَّاسَ ويصلي بهم مِنْ وراء حجابٍ أو مِنْ داخلِ سِرْدَابٍ!! فلمَّا توفاهُ اللهُ قرأتُ مقالًا للشيخِ عبد العزيزِ آل الشيخ, المُفتي الحالي - حفظه اللهُ - فأثنى على الشيخِ الشعراويِّ ثناءً حسنًا, وكان ذلك في جريدةٍ كانت تصدرُ في ذلك الوقتِ اسمُهَا: ((المسلمون)), واعتقدتُ لِأَجْلِ هذا - مع ما كان من سابقِ ثناءِ الناسِ على الرجلِ أنَّ السنواتِ التي قَضَاهَا في (جامعة أُمّ القرى), والمحاضرات التي ألقاها في الجامعةِ الإسلاميةِ, وبعضُها على مَسْمَعٍ من العلامةِ ابن بازٍ رحمه الله - اعتقدتُّ أنَّ ذلك صحَّحَ مسارًا وضَبَطَ اعتقادًا, ويعَزِّزُ ذلك ما كان من خُطْبَتِهِ وصلاتِهِ بالحجيجِ في يوم عرفة على مَسْمَعٍ من الدنيا كلِّها ومرئى؛ فكانَ ما قلتُ بعدَ وفاتِهِ. وقد اتخذتُهُ في الكلامِ (مُعَادِلًا مَوضُوعِيًّا) لتقريرِ حقائقَ في الدعوةِ والعملِ لم يكن يُجْهَرُ بها في ذلك الوقتِ عِنْدَنَا. كان الرجلُ يدعو إلى مُجَانَبَةِ الجماعاتِ, وكان حَرْبًا على الإخوانِ, وغيرِهِم من أهلِ الغُلُوِّ. وكان تقريري أنَّ الدَّاعيةَ ينبغي أن يكونَ كالماءِ الطَّهُورِ لا يُوْصَفُ بِوَصْفٍ ولا يُقَيَّدَ بقيدٍ سوى الماءِ, كان هذا التقريرُ مُعَادِلًا مَوضُوعِيًّا؛ لبيانِ أنَّ الدَّعواتِ الحزبيةَ ليست على شيءٍ. ثمَّ تَبَيَّنَ لي الحقُّ سَرِيعًا, فأعلنتُ - بَعْدُ - أنَّهُ لا يَحِلُّ لأحدٍ أنْ ينقلَ عني ما كان, ثمَّ أهملتُ ذلك, وطواهُ في جَوفِهِ النِّسْيَانُ. وجاءَ الأحمقُ الجهولُ بفرقَتِهِ الضَّالَّةِ لِيَهْذِيَ ويقول: كَيْت وكَيْت, وزَيْت وزَيْت!! وكان بيانُ الأمرِ مِنِّي: أنَّ الرجلَ صوفيٌّ جَلْدٌ وأشعريٌّ محترقٌ, وأنَّه فَتَقَ في العلمِ فَتْقًا لم يُفْتَقْ قبلَهُ مثلُهُ؛ لمَّا تناولَ القرآنَ - تفسيرًا - بالعامِّيَّةِ, فَتَجَرَّأَ - تبعًا - على التفسيرِ وغيرِهِ كلُّ مَنْ مَلَكَ لِسَانًا. والآن: أَفَلَيسَ مِنْ منهجِ الحَدَّادِيَّةِ الذي قرَّرُوهُ: أنَّ الحَدَّادِيَّةَ يحاسِبُونَ الناسَ على ما هَجَرُوهُ؟ بماذا يُسَمِّي عقلاءُ الأممِ منْ أهلِ المللِ والنِّحَلِ هذه المسالكَ المضطربةَ, والانحرافاتِ المُشَوَّهَةَ؟ بماذا يُسَمِّي أهلُ العدلِ والإنصافِ هذه الكائناتِ؟ وبَعْدُ: فلقد حَسِبَ هؤلاءِ - زمنًا - أنَّ العالَمَ قد خَلَى من الحقِّ إلَّا ما هرَّفُوا بِهِ, وفَرَغَ مِنَ الصِّدْقِ إلَّا ما تَخَرَّصُوا به, وهيهات. ولقد غَبَرَ هؤلاءِ - دهرًا - يعتقدونَ أنَّهم يُحسنون صُنعًا, وأنَّ النَّاسَ يَرْهَبُونَ لهم جانِبًا, وما هم إلَّا صِبْيَةٌ أغمارٌ, خَرَجَ أكثرُهُم يومًا ليبحثَ عن عصابةٍ يَصْطَحِبُهَا, أو جريمةٍ يرتكبُهَا, فلم يجدوا, وبَدَلَ أنْ يَكُونُوا عِصَابَةً, صاروا (تنظيمًا وجماعةً)!! وحَسْبُكَ من شَرٍّ سماعَهُ! ولبيانِ حقيقتِهِم, وكشفِ خبيئَتِهم, بتفصيلٍ سوى هذا الإجمالِ, مقالٌ - إن شاء اللهُ - بعد هذا المقال. واللهُ المستعانُ, وعليه التُّكْلانُ, وصلى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّم. وكتب أبو عبد الله محمد بن سعيد رسلان _____________________الخميس21/رجب الفرد/1429هـ 24/7/2008م (1) وكذا حال من استبانَ له سُنَّةٌ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (2)أخرجه البيهقي في ((المناقب)) (1/475), وأبو نعيم في ((الحلية)) (9/106), وابن حجر في ((توالي التأسيس)) (صفحة 108), وابن كثيرفي ((مناقب الإمام الشافعي)) (صفحة 179 رقم 190), وذكره ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (2/286). (3)ذكره ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (2/286). (4)أخرجه البيهقي في ((المناقب)) (1/472-473), وابن حجر في ((توالي التأسيس)) (صفحة 107), وابن كثير في ((مناقب الشافعي)) (صفحة 178 رقم 187), والذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (10/34). (5)أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (9/107), والذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (10/35), وذكره ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (2/282), وتناوله السبكي في رسالة سمَّاها: ((معنى قول المُطَّلَبِي إذا صح الحديث فهو مذهبي)). (6)أخرجه ابن حجر في ((توالي التأسيس)) (صفحة 108), وذكره ابن قيم الجوزية في ((إعلام الموقعين)) (2/285). (7)أخرجه البيهقي في ((المناقب)) (1/473-474), وابن كثير في ((مناقب الشافعي)) (صفحة 178 رقم 188), وابن حجر في ((توالي التأسيس)) (صفحة 107). (8) أخرجه ابن أبي حاتم في ((آداب الشافعي)) (93,68,67), وأبو نعيم في ((الحلية)) (9/106), والبيهقي في ((المناقب)) (1/473), وهو في ((مختصر المؤمل)) (58), و ((الإيقاظ)) (104,50), وذكره ابن قيم الجوزية في ((إعلام الموقعين)) (2/285). (9) ذكره ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (2/286). (10) صحيح الأدب المفرد (صفحة42 رقم 23), وانظر ((السلسلة الصحيحة)) (976,915).
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc