قال الإمام ابن القيم في (الفوائد) (ص 155): "من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.
وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ".
قال أبوالدرداء رضي الله عنه: "علامة الجهلِ ثلاثة: العجبُ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأنْ ينهى عن شيءٍ ويأتيه"
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "الإعجاب آفة الألباب".
وقال غيره: "إعجاب المرء بنفسه دليلٌ على ضعف عقله"
وقالوا: "لا ترى المعجب إلاَّ طالباً للرئاسة".
ينظر: (جامع بيان العلم) (1 / 570-571).
والمرء لا بدَّ أن يدرك تمام الإدراك أنَّ الله مطلعٌ عليه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف شاء سبحانه،
أسند ابن أبي حاتم في (الزهد) (ص 49) عن الحسن رحمه الله قوله: (إنَّ القلب لأشد طيرورة من الريشة في يومٍ عاصفٍ).
ختم الله لنا ولكم بخير، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
[تنبيه: أصل هذا lمن مقال تعليق للشيخ عبدالله بن عبد الرحيم البخاري على موضوع نشر في شبكة سحاب السلفية بعنوان: (تنبيه الصائل بأن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل)]
أطلت الغياب أخي مصطفى ^^ ,مرحبا بك