
أعلم أن هذا الكلام ليس بجديد عليكم ولكن أحببت تذكيركم به من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين...
حدثني صديق أحسبه من أهل الدين والخلق والله حسيبه ولا أزكيه على الله.. قال رأيت في الجامعة فتاة من هيئتها حسبتها من ذوات الدين والخلق فراقبتها مدة ثم عزمت أمري وذهبت إليها مباشرة ومن دون لف أو دوران دخلت في صلب الموضوع وقلت لها إن لم تكوني مخطوبة فإنني نويت خيرا وأريد عنوانك حتى أوافيك عند أهلك إن كان لك رغبة في هذا الأمر ؟؟ فقالت الوقت مازال مبكرا وأنا أريد متابعة دراستي ووو... تحججت بعدة أمور فهمت من كلامها أنها غير راغبة في الزواج فانصرفت عنها وصرفت تفكيري عنها... إلى هنا الأمر طبيعي جدا، لكن يضيف صاحبي، بعد عدة أشهر مررت بمكان فوجدت تلك الفتاة بين أحضان رجل فاسق من أفسق من رأيتهم في الجامعة فأنا أعرفه حق المعرفة، فصدمت من المشهد صدمة لم اصدم مثلها في حياتي ... كيف ترفض الزواج وترمي بنفسها بين أحضان فاسق ؟؟؟
قال مررت بها مرة أخرى في الجامعة فأسرعت إلي وقالت لي إن ذلك الرجل هو خطيبي ! فقلت لها لم أسألك من يكون ولا يهمني أمرك وانصرفت عنها...
قال صديقي التقيت بذلك الرجل ووجدته كعادته يعاكس البنات ويواعدهن فقلت له ألا تستحي تفسد بنات الناس اتق الله في نفسك وفيهنن فقال لي " والله لا يهمني أمرهن على الإطلاق..."
والله غريب أمر الفتيات يرفضن الزواج ويرمين أنفسن فريسة للفساق، لست أعمم لكن للأسف ليست هذه هي المرة الاولى أو العاشرة التي نسمع فيها بمثل هذه القصص، وما خفي أعظم...
نفس الصديق يقول بعد هذه الحادثة هممت بخطبة فتاة أخرى ظننتها أيضا من ذوات الدين والخلق لكن قبل ذلك تحريت قليلا عنها فزرت حسابها في الفيسبوك فوجدت في قائمتها العشرات من الأصدقاء الرجال فقلت من كان هذا حالها فلا ثقة فيها ولا حاجة لي بها فما أدراني هل تكلمهم على الشات و ربما تواعد أحدهم في الواقع فلقد اختلط الحابل بالنابل ولك أن تتوقع أي شيء من أي كان والله المستعان...
صديق آخر وهو استاذ في الثانوية، قال طلبت من طالبة عندي في القسم النهائي عنوان أهلها كي أتقدم لخطبتها فاستحسنت الفكرة وبدت متحمسة كثيرا للأمر، لكن يقول قبل أن أتقدم لها علمت أنها مخطوبة لشخص أخر منذ عامين بل وقد تم العقد الشرعي بينهما، فلما أخبرتها بالأمر قالت لا مشكلة هو فقط خطبني وسوف أرفضه ويمكنك أن تتقدم أنت بدلا منه !!! وهكذا يتم التلاعب بأمر الزواج فإن تقدم لها ثالث فقد تترك الثاني أيضا من أجله...
إذا كان هذا حال من ظاهرن الصلاح فكيف بحال غيرهن من الفتيات ؟؟
فلتعلم المرأة أنها ليس في الواقع فقط بل حتى في المنتديات والمواقع الإجتماعية قد تضيع على نفسها (بسبب تصرفاتها) فرصة الظفر بزوج صالح ، فالرجل يكره المرأة التي تسترسل في الحديث مع الرجال فكيف بالتي تتخذ أصدقاء !!
لم نعد ندري كيف ومن أين نختار زوجة صالحة، فما أكثر العازبات حين تعدهن ولكنهن في النائبات قليل...
أتينا البيوت من أبوابها فوجدناها خاوية على عروشها، أغلب الفتيات خارج البيت وليس لهن نية في الإستقرار فيه (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)..تلك تدرس، وهذه تتعلم الخياطة، وأخرى تتعلم الحلاقة وأخرى تتعلم صنع الحلويات... وحتى بعد أن تتعلم لن تبقى في البيت !! فهي تعلمت ويجب أن تعمل!!
لا مشكلة في أن يتعلم الرجل ثم يبقى سنين من عمره بطالا بدون عمل !! لكن المرأة يجب تعمل مهما كان العمل تافها يجب تخرج من البيت لتعمل... وهكذا بقيت البيوت خاوية على عروشها...
إلى أين نحن ذاهبون بهذا الواقع المرير ؟؟؟
نساء متزوجات برجال أغنياء ومع ذلك يزاحمن البطالين على عقود ما قبل التشغيل
نساء بدبلوم التكوين المهني وأقل لا يجدن صعوبة في الظفر بمنصب شغل والرجل بشهادة جامعية لا يجد وظيفة يحفظ بها كرامته...
لا تلوموا ابن الأربعين إن تزوج فتاة في العشرين، فإن كانت المرأة تريد رجلا له مستقبل..
فالرجل يكره امرأة لها ماضي...
