رسالة حـــيرتني

[عمر26]

شاب متزوج يعيش في سعــادة مع زوجته وأبــوه الشيخ، رقيق جدا مع كل زملائه وحتى مديــره في العمل يحبونه ويحترمونه كثيرا.
يصاب والده بوعكة صحيه ويعلم أنه مغادر هذه الدنيا قريبا فيسلم لإبنه رسالة ويحذره من قراءتها و إلا فلن يسامحه أبدا ولن يرضى عليه. يتوفى الأب، ويبقى الإبن مع زوجته
تمر الأيام ويلاحظ مديره في العمل أنه غير طبيعي فيجلس معه يؤانسه و يحاول إخراجه من الحالة التي هو فيها ويقول له :
هذه هي الدنيا، دار فناء كلنا لها، اصبر على ما أصابك فلن تتوقف الحياة هنا ..........عهدناك نشطا حيويا
و الله ياأخي ليس هذا كل مافي الموضوع ترك لي الوالد رسالة وحذرني من قراءتها لست أدري لماذا
دعني أقراها لك
يقرأها المدير فيتغير لون وجهه ويقول له " من اللحظة أنت موقوف عن العمــل ،أنت مطــرود نهائيا لا تريني وجهك في هذه المؤسسة بعد اليوم " .
يعود إلى بيته ويلزمه ، فتلاحــظ زوجته هذا تتقرب منه وتسأله " مابك؟ هذا اليوم الثالث الذي تغيب فيه عن العمل هل أنت مريض ، أم في عطلة " فيقص عليها " ترك لي الوالد رسالة قبل مماته و حذرني من قراءتها فعرضتها على مديري في العمل وبعد أن قرأها قام بطردي نهائيا من العمل أنا محتار
هــون عليك، أين الرسالة ؟ تقرأها ويكون الرد " طلقني ، طلقني ، طــــــــــــلقني حالا لن أبقى معك دقيقة واحدة بعد الآن" .............. وكان لها مــا أرادت
ينزل مهمــوما يطوف في شوارع المدينة لا يدرى أين يذهب، يلتقي بدورية للشــرطة تستوقفه وتسأله
" هل أنت من هذه المدينة ، أين تذهب ؟" يلزم الصمت فيقودونه إلى المركز
يستوجبه قائد الشرطة وهنا يقص عليه حكايته كاملة
"ترك لي الوالد رسالة وحذرني من قراءتها ، عرضتها على مديري في العمل قرأها فقام بطردي من العمل. رجعت إلى منزلي وعرضتها على زوجتي، طلبت الطلاق مباشرة وها أنا ذا أمامك " أين الرسالة
يقرأ ها القائـــد " هيا انهض ........... أيها الحــارس خذه إلى السجـــن حالا "
يزج في السجـــن.
يسأله السجين الذي معه " ماهي قضيتك مالذي جاء بك إلى هنا " يسكت
ثم يواصل السجين " أنا ذبحت أحدهم كمــا تذبح الشياة " وأنت ، سأحكي لك قصتي " توفي والدي وترك رسالة حذرني من قراءتها ....عرضتها على مدير عملي قدم بطردي مباشرة ، ثم على زوجتي فطلبت الطلاق ،التقيت بدورية للشرطة قرأها قائدهم فأودعني السجن معك " ، أين هي؟ "تفضــل"
يقرأها السجين ثم " أخرجــــــوه من عندي ..أيها الحارس أخرجه من عندي وإلا قتلته حالا ولا أبالي ، أخرجــوه..أخرجـــــوه."
أخرجه الحارس من السجن و أطلق سراحه ، بقي يتأمل في وضعه هذا ثم خطــرت له فكرة سأذهب إلى ملك هذه البلدة وأشكو له حالي .
"أيها الملك : توفي والدي وترك لي رسالة ...............ويتمم.............................. ..........، و أطلق سراحي من السجن لقد ظلمني قائد شرطتك " . أين الرسالة ؟
يقرأها الملك وللتو " يا قائد الحــرس ....خذ هذا الشخــص وأرمه في الصحــراء بعيدا عنا . هيا لا أريد أن أراه أو أسمع عنه في هذه البلدة "
وفي الصحــراء وحيدا ، يجلس على صخــرة ويعيد شريطه كل ما حدث له بسبب هذه الرسالة ، يتساءل
ماذا سيحدث لي أكثــر من هـــذا إن أنـــا قرأت هذه الرسالة .
يخـــرج الرسالة من جيبه فتهب ريحا تأخذ ها إلى عنان السماء .................