إخواني الكرام وأخواتي الكريمات أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام بانه ستكون فتن كقطع الليل المظلم في آخر الزمان
ومن المعلوم أن الفتن تنقسم إلى قسمين فتن شهوات وفتن شبهات والثانية أخطر لماذا؟
فتن الشهوات هي الوقوع في المعاصي صغائرا وكبائرا بسبب دواعي الفتن الموجودة حاليا وآلات الفتن كلنا يعرفها هي خطيرة جدا ولكن ليست بأخطر من فتن الشبهات لأن فتن الشهوات يعترف أصحابها بانهم على خطأ وفيهم من يقول لك أدع الله لي لأتوب من شرب الدخان أو أدع الله لي لأتوب من الزنا ...الخ.
أما فتنة الشبهات فصعب جدا ممن يقع فيها ان يعترف بانه على ضلال لانها عقيدة والقليل جدا ممن يتوبون منها .
مثال: الذبح لغير الله الذي يحدث عندنا أو ما يسمى بوعدة سيدي فلان لو تحاول ان تقنع أي أحد بحرمة هذا الفعل فلن يقتنع لانه سيقول لك وهل الطعام حرام؟
تعريف الشبهة
وهي ما يتعلق من الفتن بعقيدة الإنسان وتصوراته لأحكام الشريعة.
وأعظم فتن الشبهات الكفر أو الشرك بالله، ويدخل فيها كل ما يخرج المسلم من دينه من نواقض الإيمان الاعتقادية، كمن يعتقد اشتراك أحد مع الله في شيء من خصائص الألوهية أو الربوبية أو الأسماء والصفات، قال تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) (البقرة: من الآية191). قال مجاهد (ارتداد المؤمن إلى الوثن أشد عليه من أن يقتل محقا).
وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعض المسلمين قد يفتنون في دينهم فيصبح أحدهم مسلما ويمسي كافرا، في فترة وجيزة أقل من أربع وعشرين ساعة ينتقل فيه المرء من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر ومن التوحيد إلى الشرك والعياذ بالله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا)، ومن وقف على جهود المنصرين في أفريقيا، وشاهد التضليل الذي يمارسونه ضد الشعوب الإسلامية، تحت ضغط الفقر والمرض والجهل، لرأى المئات بل الألوف يصبحون مؤمنين ويمسون كفارا يبيعون دينهم بكسرة خبز أو جرعة دواء، وهذه صورة بدائية من صور التحول عن الإسلام، وهناك صور أخرى من الردة الاختيارية لدى المخدوعين من المسلمين بالفلسفات الإلحادية الغربية، تتمثل في انسلاخ كلي أو جزئي من تعاليم الإسلام والله المستعان.
وأعظم من ذلك كله عودة طوائف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الأصنام والأوثان والعياذ بالله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة).
ويندرج تحت فتن الشبهات البدع الاعتقادية التي هي دون الكفر بالله تعالى، وذلك مثل بدع الخوارج والمعتزلة والمرجئة والشيعة الرافضة وغيرهم من أهل البدع والأهواء. جاء رجل إلى مالك بن أنس رحمه الله تعالى فقال: من أين أحرم؟ فقال من الميقات الذي وقت رسول الله وأحرم منه، فقال الرجل فإن أحرمت من أبعد منه؟ فقال مالك: لا أرى ذلك؟ فقال ما تكره من ذلك؟ قال أكره عليك الفتنة، قال وأي فتنة في ازدياد الخير؟ فقال مالك: فإن الله يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: من الآية63) وأي: فتنة أكبر من أنك خصصت بفضل لم يختص رسول الله.
فاعتقاد هذا الرجل امكان اختصاص أحد من الأمة بفضل لم يختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل في الفتنة التي حذر الله منها كل مخالف لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهديه.
منقول بتصرف