سأل الحاكم في الدولة العربية: من يطالب بالإصلاحات/ فقالوا له: الشباب....

[سمير الشاوي]

إِذا أَردت أيُّها الحَاكِم (في الدولة العربية) أن تخاطب أصحاب المطَالِب؛ فينبغي أن تعرف جيدا من هم أصحاب هذه المطالب.

سمِع الحاكم في الدولة العربية أنّ مَطَالِباً رُفِعت في الساحات؛ فسأل عن هوية أصحابها، فقيل له:

إنَّهم الشباب !
...................
ولأنّ هذا الحاكم وبطانته من الجيل السابق: ينظرون إلى جيل اليوم من خلال الصور القريبة منهم ومن عائلاتهم؛ فإنهم يتصورون أنّ شاب اليوم لا يحسن إلى الرقص، والقفز، والركوب على الدراجات النارية، وحب السفر إلى فرنسا، وإيطاليا، وأمريكا....
فراحو ينظرون إلى الإِصلاح من هذه الزاوية.فتجدهم عبر وسائلهم وأدواتهم يُجسِّدون هذا التغيير؛ ويعتقدون أنهَّم على الجادة.
ومِن بين هذه الوسائل: التلفزيون.
فتَجِد بعض التلفزيونات هذه الأيام لا هم لها إلا الرقص والغناء، واستقبال الشباب !
تفرجت مرة على حصة في تلفزيوننا الجزائري؛ تحمل عنوان: جيل شباب !!!!
منذ أن بدأت هذه الحصة وصاحبها يستقبل شباباً؛ يسألهم أسئلة (أقل ما يقال فيها) أنها: تافهة !
يقول لهم مثلاً:
كيف تقضي أوقاتك في يوم رمضان ؟
فيقول له الشاب (مستخدما بعض المصطلحات باللغة الفرنسية التِّي قيل له إنَّها لغة الثقافة):
لا أنهض باكراً؛ أقوم في الساعة الواحدة !! بعد الزوال، أذهب بعدها إلى مقهى الانترنيت؛ ثم أعود إلى المنزل في المساء، وأنتظر الآذان، ووو...
.........................
أيها الحاكم في الدولة العربية: الذّين يرفعون هذه المطالب لا ينامون، يَصِلون الليل بالنهار، وأنت تعتقد أنَّ أمثال هؤلاء النائمين هم مصدر الثورات.
الشباب الذّين أقاموا الثورات في دول شقيقة فيهم أساتذة، ومحامون، وأئمة مساجد، وأصحاب توجهات دِينية، ومخرجوا الأفلام القصيرة، وذووا خبرات كبيرة في الإعلام وشبكات الاتصال...
حتىَّ الذِّين خرجوا على القذافي، واستخدموا السلاح يقال بأنَّ أغلبهم أصحاب شهادات علمية.
......................
الذّين رفعوا المطالب (سيدي الحاكم) ليسوا راقصي الراب في الطرقات، أو لاعبي كرة القدم، فاعرف جيدا أصحاب المطالب.
.................
وإن أردت أيُّها الحاكم أن تُصِّر على توجيه خطابك لهذا النوع من الشباب؛ فلا تندم يوماً إذا سمعت أن أصحاب المطالب الحقيقية استنجدوا بِالأجنبي، حتَّى وإن كان غريباً عن الديار، يومها لن ينفعك أن تصرخ في شعبك وتقول:
إنَّها المؤامرة !! على بلدنا الحبيبة !.