بسم الله و كفى و الصلاة و السلام على النبي المصطفى
بحلول فصل الشتاء
هناك قصص متناقضة و سيناريوهات تجمع بين الجانب الرومنسي و الجانب التراجيدي
اما عن ابطال تلك القصص فهم ابطال حقيقيين كل منهم يعيش في بيئة مختلفة عن الآخر
و لكل منهم قصة مع فصل الشتاء قصة ترحل بنا من النقيض الى النقيض
قصة تدخلنا الى بيوت مشيدة من طوابق تتنوع فيها انواع التدفئة
و غرف على كثر عددها تمتزج فيها جمالية الاثاث مع تنوع المفروشات الفاخرة و الاغطية ذات الالوان الزاهية
مطابخ مجهزة بمختلف انواع الاواني و المستلزمات ثلاجات تتنوع فيها مختلف انواع الاطعمة و خزائن تخفي وراء ابوابها اكياس من الدقيق و السكر و الزيت و بكميات تكاد تفوق حاجتهم بكثير
بيوت لا يعرف اصحابها معنى الشتاء و مظاهره الا من خلال نوافذ بيوتهم المشيدة و سياراتهم المكيفة
و في المقابل هناك قصة اخرى ترحل بنا و تنقلنا من دفئ تلك البيوت الفاخرة الى بيوت تنبعث منها رائحة البؤس و الفقر
بيوت تكاد تنهار اسقفها بسبب الامطار و الثلوج بيوت تفتقر الى التدفئة
بيوت على قلة غرفها يمتزج فيها قدم الاثاث مع قلة المفروشات و الاغطية التي غالبا ما تكون اغطية قديمة رثة تعكس لنا برودة الشتاء و ما يحمله من قساوة لا يعرفها الا اولئك الذين تفتقر مطابخهم الى ابسط متطلبات هذا الفصل من اغذية و مأونة
و ان وجدت عندهم بعض الاغذية و المدخرات فكثيرا ما تتعرض للتلف بسبب تسرب الامطار من الاسقف و الجدران الهشة و المتشققة
اما عن مدى معرفتهم لمظاهر الشتاء فهم ادرى الناس و اكثرهم معرفة بهذا الفصل
هم اولئك الذين يرجعون الى بيوتهم بثياب مبللة فلا يجدون في انتظارهم مدفئة تنسيهم قساوة يومهم الحافل بمظاهر التعب و الشقاء الممزوج ببرودة شتاء لا يرحم من لم يتسلح له جيدا ليبدا سيناريو آخر اكثر قساوة عنوانه فقدان الصحة و ظهور امراض قد تبدء بزكام بسيط
و حالة من السعال لتنتهي بامراض صدرية مزمنة امراض تتطلب زيارة الطبيب بشكل دوري و مستمر و وصفات من الادوية بمبالغ لا يقوى عليها اولئك الذين لا يكاد يومهم يأتي بلقمة العيش التي تسد رمقهم و رمق أسرهم
هذا هو الشتاء و هذه قصصه التي تمتزج فيها مظاهر الجمال و الفرجة و الرومنسية بمظاهر البؤس و القساوة و الشقاء .
بقلم اختكم عطر الملكة