كلما استمعت لكلام مسؤولينا وتبريراتهم وتألمهم المصطنع لوضع الأستاذ طالبين منه ان يصبر الى أن صار الصبر أكثر من كريات دمه البيضاء والحمراء..كلما زاد ايماني بالله الفرد الصمد هو الذي "يمشي" أمورنا وييسر معيشتنا ويتدبرنا كما يتدبر الطير...فلولا صبرنا لما بقينا أحياء عندما يكون للبنزين كلمته على أجسادنا....لي عتاب على مسؤولي أمورنا عندما يقولون"أنتم عبئا على خزينة الدولة ولم نجد ما نفعل بكم"...فهل الاستاذ هو الذي خرق موازنتكم؟هل الأستاذ ترافقه 20 سيارة رباعية الدفع اذا ذهب ما ذهب بزيارة مدتها 5 دقائق في مكان يبعد عن مكتبه 3 كلم.؟هل الاستاذ هو الذي سرق..وفسد..وسافر ..وغطى..وشارك وتقاسم وحصص واستثمر في أموال الدولة لحسابه الخاص.؟..كل وزير يخرج من وزارته مكرها الا ويدخل "قصره الخاص"..أشتهي أن أرى وزيرا واحدا يدخل "قصر العدالة"..؟ عندها وقفت على تعليق أحد الزملاء لما اقترح ان يصبح وزيرا فقال لي... " لو اصبحت وزيرا ستجدوني في نادي ليلى أو في بار مع روسية.. لاتظنوا السوء بمسؤولكم النزيه العفيف هذه سياسة اتبعها لتقوية العلاقات مابين عشيرتي وروسيا...وان كان مكان الاجتماع نادي ليلى أو بار المهم النية البيضاء عندكم انكم مصدقين اني ملاك طاهر"…
ألم تستنجدوا بالأستاذ أيام التسعينات باقتطاع "أرعن " وبالغصب لجزء من أجرته لتسديد أجور عمال أخرين لم يجدوا أجرتهم بسبب مسؤولين أصابهم "العهر التسييري" وأفلسوا مؤسساتهم ووزاراتهم ..وخرجوا وقتها ينبحون علينا كقولهم"على الاستاذ أن يتحمل معنا...ولا يوجد أمامنا بديل".والأجيال القادمة ستتأثر ان لم تتضامنوا مع الدولة وسيسجل التاريخ أنكم خنتم الوطن ان لم تعطونا جزءا من أجرتكم.؟ والأن بعد البحبوحة المالية التي كان للريع النفطى دورا كبيرافي تخمتها في بنوك العالم وليس لكفاءة مسيريها....يتلكأ "نفس المسؤول"... و"بقدرة قادر"....والذي كان له شرف "الاقتطاع الاجباري "الذي لم يحدث مثله في العالم والتاريخ الانساني الا في الجزائر..في أن يرد الجميل ويقف مع من وقف معه لما كانت خزائنه فارغة وصندوق النقد يساومه على عرض بلده..؟بل بالعكس يماطل في اعطائه منزلة محترمة بين "اللي يسوى واللي مايسواش".. فلما لا يقول الأن مسؤولينا عبارتهم الشهيرة التي أتحفونا بها سابقا وتتغير الصيغة لتصبح... "على الدولة أن تتحمل المسؤولية أمام الأستاذ..ولا يوجد أمامنا بديل"...أم سينطبق علينا المثل المصري "قطط تاكل وتنكر..؟"...لست ادري لما كل القطاعات وجدت ليونة شديدة و بكريمات أجنبية في تمرير سلس لقوانينها الخاصة وبسخاء "أعمى" لم يتوقعه المتفائلين منهم.؟.. ووجدوا صعوبة كبيرة في تمرير قانوننا الخاص وكأنها "ولادة قيصرية" فكان للمقص دور هام في قص "الحبل السري" لبعض المنح فخرج المولود منقوصا من منحة كذا وكذا بسبب مقص مدير الوظيف "النظيف" الذي استخسر فينا أجورا كريمة.....أو ربما لم يبقى لنا سوى رفع اليد الى الخالق وقول...لك الله يا جزائر ..