أيا من أحببتك حدّ الجــــــــنون
فاستقبلتني بأوجــــــــــاع وآلام
أبيتُ أن لا تكون إلا بــــجانبي
فأوديت بي إلى داء وســــــقام
أسهرتني اللـــــــــــــيالي بكاءً
أيقظتني والناس نيــــــــــــــام
ألم بي داءك ليلا ونـــــــهارا
وأكثرت من أنيني على الدوام
ثم قصدت الذي ســــــيُداويني
فرويت له قصتي بألــف ولام
كيف أحببتك بأحمرك وأخضرك
كيف انتقمت مني أشد انـــــتقام
فقال لي: دواءك أن تبعدي عنه
فالبعاد سيشفيك يوما من الأيام
عليك بالأرز والبطاطا المسلوقة
ولك مني أدوية كُليها بانتظام
وإذا شئت أن أعطيك حقنة
فسوف ترجع أمعاءك مثل زمان
أخذتهم وعدت إلى بيتـــــي
وأنا كلي أحزان في أحزان
لا أقدر فراقـــــك هكذا ...
فمن غيره سيبعد عني أحزاني
بقيت أشكو فراقه أيامــــــــــا
ثم اشتقت فذهبت إليه في ظلامِ
لا أم ولا أب يعــــلمان بأمري
ولا أخ يدري أين مكانـــــي
يوم اختبأت في مطبخ بيتنا
وأحضرته بالفلفل من كل الألوان
ذاك أحمر والآخر أخضر
وقليلا من الكزبر وبعض الأثوام
ولم أنسى عجينة بالملح والماء
وحبات طماطم ثم حققت مرامي
فوضعتهم جميعا في مهراس
والتزمت بالصمت أيّما التزام
لكن رجعت أوجاعي من جديد
وبقيت أشكوها على مدى الردفان
لكن سأبقى أحبك وإلى الأبد
فرفقا بأمعائي، امنحني ذرة حنان...
كم أعشقك يامهراس الزفيطي