عشرة الاف و ثلاثة الاف.....؟

[العابدالكنتي]

بالامس وبينما انا اتجول في السوق لاشترى بعض الخضروات, صادفت طفلا يبلغ حوالي 11 سنة يبيع الخضر والفواكه ومعه رجل بالغ لم اعرف ما هي صلة القرابة بينهما , فسالته كم ثمن الطماطم؟ فأجابني الطفل الصغير : بعشرة الاف ( 100.00 د.ج) وثلاثة الاف ( 30.00 د.ج). فقلت :ماذا! بكم؟؟ فاجاب بعد تردد وتلعثم:بعشرة الاف وثلاثة الاف.
فقلت له الا تعرف عملية الجمع؟
فقال: فشعر بالخجل وضحك وطأطأ راسه ,فاحسست عندها بان المسكين لا يعرف الحساب ولا عمليات الجمع.
فدعاني الفضول الى سؤاله: اتدرس في المدرسة؟
فاجاب ببراءة الاطفال: لا.. لم اذهب الى المدرسة ابدا.
فعرفت لماذا لم يستطيع حساب عشرة الاف وثلاثة الاف (100 + 30 = 130)؟؟
فواصلت الحديث مع الطفل لدقائق معدودة وحاولت ان اشرح له اهمية التعليم لكي يعرف كيف يحسب النقود ويعدها .لكن اعتقد انني عبثا كنت احاول....
ولاني كنت مرتبط بموعد لم استطيع مواصلة الحوار مع الطفل او البائع الراشد الذي كان معه.
انصرفت واني كل آسى لحالة الطفولة في بلدي من امثال هذا البائع الصغير وشعرت بالحزن الشديد لانه طفل يتم استغلاله في العمل وهو دون السن القانونية للعمل وتم حرمانه من التعليم الاساسي (حتى 16 سنة) وهو اجباري ويعاقب القانون الاولياء الذين يرفضون تسجيل ابنائهم في المدرسة؟؟
جريمتين في موقف واحد: عمالة او تشغيل الاطفال ومنع الاطفال من التمدرس.
والسؤال الذي يطرح نفسه: اين المسؤولون الذين يهتمون بتطبيق القانون ومنع الاستغلال؟
اين دور قوات الامن والشرطة في مراقبة عمالة الاطفال؟ واين دورهم في الزام الاولياء على تدريس ابنائهم الى سن 16 سنة ؟
وقد يشتري مدير التربية او مفتش العمل الخضر والفواكه على هذا الطفل دون ان ينتبه الى الجريمة؟