السلام عليكم
و كالعادة و من غير مقدمات نمرّ الى غيض من فيض 4 و هي عامّة لا خاصة و سيليها تحليل منطقي مع سرد قصص و روايات على ما يحدث من مجريات في العالم الإسلامي ككل
و عليه أطرح موضوع اليوم .
منذ بدأ الالفينيات أسمع بالمليار و النصف مليار مسلم !!! 
فمهما زادت الزيادات فالقتلى و الموتى و المذبوحين و المقنبلين أنفسهم و التائهين وراء الشعارات الرنانة كثر ،كزبد البحر حين يقذفه الماء الى الحاوشى فيبقى عرضة لأشعة الشمس فتحرقه فيتبخر فيعود بالنفع على بني البشر
فيموت و نحيا نحن و نذكر زبد البحر انه مالح ذوقه أجاج لا يصلح تذوقه بل و نرميه بأقبح الأسماء لأن بني البشر لا يعرفون منفعته و الله المستعان
أكيد ، نقصت على الأقل في كل دولة او دولتين عشرات الالاف و كلهم تعرضوا لمرض الطائفية و التشدد الاعمى لقاء شيء نراه بوضوح كالشمس في وضح النهار ، حين يرى المحدق فيها باستمرار أنّ لونها اخضر و يراها الرجل العادي المار مرور الكرام أصفر و يراه الجاهل نور ابيض بلا لون و أنه عادي جدا حين يرى كما يرى الناس كلهم على حد السواء
أي أن الذي يقول مليار و نصف مليار مسلم تأخذه الغبطة و السرور و خصوصا تلك الإحصائيات التي تقول انه ستصل في سنة 2030 الى 3.8 مليار مسلم مما يعني أن المسلمين سيمثلون ربع سكان العالم
لكن ...
فيه دروز فيه شيعة فيه قاديانية فيه صوفية فيه اناس يشهدون ان لا إله الا الله حقيقة لكن بعضهم يسبون صحابة رسول الله و يتفننون بذلك و فيه معتقدين قاديانيين يقولون ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس خاتم الأنبياء ، الأشاعرة و منهم الماتريدية ، المرجئة و المعتزلة ، الجهمية ، الصوفية و الإباضية ، الشيعة الزيدية و الإمامية الإثنا عشرية و الإخبارية ، الشيخية ، الإسماعيلية النزارية و المستعلية و العلوية و الخوارج الأزارقة ، النجدات ، و الأحمدية و القرآنيون و كلّ حزب بما لديهم فرحين فرحين .
و بالتالي من قام بتقسيم هذه الطوائف و من كان على رؤوس الأقوام و طلب الانحراف عن الجذع و الأصل الثابت
لو جمعنا من خلال هذا المليار و النصف لوجدنا أن أصحاب الحق قلائل يعدّون بالأصابع مقارنة بالعدد و الكم الهائل من الملسمين حول العالم
فمن نغّص عنهم القيام و أبى لهم إلا القعود و الضعف ؟
فمن يا ترى هؤلاء المشائون في الظلام ؟ الذين منهم يخافون ؟
و من هؤلاء المنبوذين حتى من اقرب المقربين و يقذفونهم بأنتن القول و يقولون عنهم الملتحين ؟
و من هم هؤلاء الذين لا يقدسون الرجال قدر ما يقدسون ما أمر به و نهى عنه الرسول و هم ملتزمين به حتى ولو ضحوا من وقتهم و حياتهم ؟
ليعلم من لا يعلم أن نصف سكان العالم الإسلامي الان علمانيين إلا من رحم ربي و هدى ، يعني مسرولا حالقا لا يسير وفق معايير السنة و كما امر رسول الله ، و يدّعي الداعون انها التكنولوجيا و لا بدّ ان نكون كالكفار متشبهين بهم لنصل الركب معهم و أقلية قليلة من لا يعتقدون هذا الاعتقاد ، و البقية الباقية ترى فيهم الطائفية و هم كثر ، شيعة و سنة و دروز و صوفية و قاديانية هندية و أكراد و ما الى غير ذلك و تجد في الدولة الواحدة كل الطوائف مندسة فيها و تجد كل الطوائف متفقة على الوقوف ضدّ الواحدة التي نهضت لأجل الحق و بالتالي لا تحب طائفة من الطوائف الخير للأخرى بدافع إن كل واحدة تكفر الأخر و في الطوائف كلها واحدة على الحق و الآخرين كلهم على ضلال ، و كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن هذه الطوائف سيصل عددها 73 طائفة فواحدة على الحقّ فقط أو كما جاء في حديث النبي الأمّي المصطفى صلوات الله عليه و أزكى التسليم
من المستفيد من هذا الشقاق و النفاق الذي وقع في أمة الإسلام ؟
لحين نستعمل العقل و التعقل و نرى من باب واسع و منظور قائم على أربعة أعمدة متماسكة تشدّ بعضها البعض و مرتكزة في التراب بعمق متر او مترين فلا تلوح بها الرياح مهما كانت قوة الريح و نسأل سؤال او سؤالين ثم ننتظر الجواب فنقول ؟
كم نسبة متبقية من أصحاب الحق ؟
و لماذا هم فقط المستهدفين بالتنكيل و القتل ؟
لو عرفنا جواب السؤالين أعلاه لعرفنا حقاً أنهم إنْ لم يموتوا موت فجأة أو موتاً عادي ، فإنهم حتماً سيموتون بالعذاب و القهر و السجن حتّى التعفن و مجازر جماعية أو مرضا عضال و لحين أن صاحب الحقّ على الحق فستجده واقفا وقفة الرجال لا يغير الديّن و لا يعود أدراجه بعد إيمان قوي تغلغل قلبه فأناره من كل الجدران .
م.عبد الوهاب